‏حمص-سانا  ‏

تهجير، وقهر، ومعاناة في المخيمات، بعض من قصة أبناء حي الزيتون بمدينة حمص، ‏الذين أجبرهم النظام البائد تحت النار على ترك منازلهم لأكثر من عقد من الزمن، لكن ‏النصر أعادهم إليها.

خراب ودمار خلفته آلة الإجرام الأسدي في كل مكان، ‏فالجدران بين مهدم ومتصدع آيل للسقوط في أي لحظة، والطرقات مليئة بالحفر والأتربة، ‏والبنية التحتية معدومة، حيث لا كهرباء ولا مياه ولا حتى صرف صحي، ومع ذلك عاد الأهالي إلى الحي بمعنويات عالية وأمل بغد أفضل في سوريا الجديدة.

سانا زارت الحي الذي انهمك فيه بعض الأهالي بنقل مواد البناء لترميم بيوتهم، وإلى جانبهم ‏أطفال يلعبون بالرمل والحصى وقد غمرتهم الفرحة بالعودة إلى منازلهم، ‏في صورة تجسد عودة نبض الحياة من جديد للسوريين المنهكين ولجميع المناطق التي طالتها يد الإجرام.‏

أم عيسى إحدى سكان الحي منذ خمسين عاماً، كانت شاهداً حقيقياً على الأحداث الأليمة التي مرت على الحي خلال سنوات الحرب، هذه السيدة تجلس اليوم بأمان أمام منزلها سعيدة بلقاء جيرانها، متجاوزة ‏حزنها على فقدانها ابنها الشاب الذي تقوم بتربية ابنه حالياً، فيما وصفت أم طارق الحال بقولها: “بعد رحلة ‏تهجير امتدت لأربعة عشر عاماً، كان خبر النصر وتحرير البلاد من الطغاة والظلم أجمل ‏شيء ممكن أن يحدث، وأزال كل معاناة عشناها”، معربة عن ثقتها بأن جميع أبناء البلد سيكونون يدا واحدة ‏لإعادة إعماره.‏

يوافقها الرأي أيمن أبو ناصر الذي أكد أن الأهالي ‏اليوم يد واحدة في تنفيذ العديد من الأعمال الخدمية ضمن الإمكانات المتاحة، ‏معرباً عن أمله بالإسراع بتأمين المدارس ‏لأبناء الحي،  والمنقطعين دراسياً، ويضيف: “منذ بدء الثورة هجرنا النظام إلى عدرا البلد في دمشق، ومنها إلى لبنان، ‏أولادنا كبروا بدون مدارس ولا تعليم، عدنا يوم التحرير ورأينا كيف أن النظام البائد أعاد ‏البلد خمسين سنة للوراء، لكن علينا البدء ببناء ما تم تخريبه ودماره”.

الشاب عبد الهادي، من سكان الحي العائدين يقول: “عانينا الكثير من ظروف استغلال ‏أصحاب البيوت والقائمين على المخيمات في لبنان، وبعد 13 سنة عدنا وفوجئنا بالخراب ‏الكبير في منازلنا، ونحتاج لمبالغ كبيرة لإعادة تأهيلها”، مؤكداً أن كل ذلك يهون فداء للنصر ‏والتحرير، فيما أعرب يوسف اليوسف عن أمله بعودة جامع أحمد الرفاعي بالحي لاستقبال ‏المصلين، ولا سيما مع اقتراب حلول الشهر الفضيل، أما والد الشهيد عامر عبد الكريم القصير، فما زال يحتفظ بذكرى تشييع ‏ولده محمولاً على الأكتاف من أهل الحي، قبل تهجيرهم من قبل النظام المجرم.‏

ويصف مختار الحي المهندس صفوان حلاوة واقع الحي بالقول: “الحي قبل التحرير كان يعاني من سوء إهمال ‏للخدمات بشكل كبير، ولا سيما البنى التحتية، ومع عودة المهجرين إثر التحرير باتت الحاجة ‏ماسة لتأمينها، ولا سيما المدارس، والمستوصف الصحي”، مشيراً إلى أنه لا توجد خدمات لليوم ‏بالرغم من عودة نحو ستة آلاف شخص، والأعداد في زيادة يومياً.‏

ويقع حي كرم الزيتون في الجهة الشرقية لمدينة حمص، ويعد أكبر الأحياء مساحة، ممتداً بين ‏مستوصف باب الدريب شمالاً وشركة الفوسفات جنوباً، وبين طريق باب الدريب غرباً ‏وشارع الستين شرقاً. ‏

 

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

ملحمة الحماية المدنية والأهالي.. تفاصيل اللحظات الأولى لحريق كنيسة مار جرجس بقنا

شهدت مدينة قفط بمحافظة قنا، اندلاع حريق هائل داخل كنيسة مار جرجس بوسط المدينة، ما أسفر عن احتراق محتوياتها بالكامل، دون وقوع إصابات بشرية، وسط جهود مكثفة من قوات الحماية المدنية وتلاحم لافت من الأهالي لإخماد النيران والسيطرة على الحريق قبل امتداده إلى المباني المجاورة.

إخماد حريق هائل بمصنع قطن في سمنود .. صوراندلاع حريق هائل في خط غاز رئيسي على طريق الواحات بأكتوبر.. صور

تفاصيل الحريق نرصده في السطور التالية، حيث تمكنت قوات الحماية المدنية بمحافظة قنا، من السيطرة على حريق هائل اندلع داخل كنيسة مار جرجس بمدينة قفط، دون أي إصابات بشرية.

وكانت غرفة عمليات الحماية المدنية تلقت بلاغًا يفيد بنشوب حريق داخل الكنيسة المجاورة لمبنى الوحدة المحلية لمركز ومدينة قفط، وعلى الفور تم الدفع بعدد من سيارات الإطفاء إلى موقع الحادث.

وأظهرت المعاينة الأولية أن ماسا كهربائيا يرجح أن يكون السبب في اندلاع النيران، وسارعت الأجهزة المعنية إلى فصل التيار الكهربائي عن المنطقة المحيطة، تفاديًا لأي امتداد للحريق.

وشهد موقع الحادث ملحمة شعبية من أهالي قفط، حيث تدافع المئات من المواطنين، من المسلمين والمسيحيين، للمشاركة في جهود الإطفاء، في مشهد يعكس روح التضامن والتآخي بين أبناء المدينة.

وانتقل، مساعد وزير الداخلية مدير أمن قنا، إلى موقع الحريق لمتابعة الموقف ميدانيًا، يرافقه عدد من القيادات الأمنية والتنفيذية.

وأكدت الأجهزة الأمنية، أن جهود الإطفاء نجحت في منع امتداد الحريق إلى المباني المجاورة، مشيرة إلى عدم وجود أي خسائر في الأرواح، بينما يجري حصر الخسائر المادية داخل الكنيسة.

طباعة شارك حريق كنيسة مارى جرجس الحماية المدنية اخبار الحوادث

مقالات مشابهة

  • جحيم غزه وتكالب المنافقين
  • ملحمة الحماية المدنية والأهالي.. تفاصيل اللحظات الأولى لحريق كنيسة مار جرجس بقنا
  • أركان العمرة وحكم أدائها عن الحي والميت.. دار الإفتاء تجيب
  • مش بس الطفل الصغير.. اعرف علامات التحرش المراهقين| أبرزها تغير طريقة الأكل
  • مش بس الطفل الصغير .. اعرف علامات التحرش بالمراهقين| أبرزها تغيير طريقة الأكل
  • البيت الأبيض: متفائلون بإمكانية إحراز تقدم مع الصين بشأن التجارة
  • حساسية الزيتون: الأعراض، طرق الوقاية والعلاج
  • دماء الأبرياء تهزم الأكاذيب وتذل الإجرام
  • التحريات بجريمة حلوان: المتهم شوّه وجه زوجته في الشارع والأهالي أنقذوها من الموت
  • الأسدي يوجه بشمول مواطن من ذوي الإعاقة بالحماية الاجتماعية