حي كرم الزيتون… شاهد آخر على الإجرام الأسدي والأهالي رغم هول المعاناة متفائلون بغد أفضل
تاريخ النشر: 21st, February 2025 GMT
حمص-سانا
تهجير، وقهر، ومعاناة في المخيمات، بعض من قصة أبناء حي الزيتون بمدينة حمص، الذين أجبرهم النظام البائد تحت النار على ترك منازلهم لأكثر من عقد من الزمن، لكن النصر أعادهم إليها.
خراب ودمار خلفته آلة الإجرام الأسدي في كل مكان، فالجدران بين مهدم ومتصدع آيل للسقوط في أي لحظة، والطرقات مليئة بالحفر والأتربة، والبنية التحتية معدومة، حيث لا كهرباء ولا مياه ولا حتى صرف صحي، ومع ذلك عاد الأهالي إلى الحي بمعنويات عالية وأمل بغد أفضل في سوريا الجديدة.
سانا زارت الحي الذي انهمك فيه بعض الأهالي بنقل مواد البناء لترميم بيوتهم، وإلى جانبهم أطفال يلعبون بالرمل والحصى وقد غمرتهم الفرحة بالعودة إلى منازلهم، في صورة تجسد عودة نبض الحياة من جديد للسوريين المنهكين ولجميع المناطق التي طالتها يد الإجرام.
أم عيسى إحدى سكان الحي منذ خمسين عاماً، كانت شاهداً حقيقياً على الأحداث الأليمة التي مرت على الحي خلال سنوات الحرب، هذه السيدة تجلس اليوم بأمان أمام منزلها سعيدة بلقاء جيرانها، متجاوزة حزنها على فقدانها ابنها الشاب الذي تقوم بتربية ابنه حالياً، فيما وصفت أم طارق الحال بقولها: “بعد رحلة تهجير امتدت لأربعة عشر عاماً، كان خبر النصر وتحرير البلاد من الطغاة والظلم أجمل شيء ممكن أن يحدث، وأزال كل معاناة عشناها”، معربة عن ثقتها بأن جميع أبناء البلد سيكونون يدا واحدة لإعادة إعماره.
يوافقها الرأي أيمن أبو ناصر الذي أكد أن الأهالي اليوم يد واحدة في تنفيذ العديد من الأعمال الخدمية ضمن الإمكانات المتاحة، معرباً عن أمله بالإسراع بتأمين المدارس لأبناء الحي، والمنقطعين دراسياً، ويضيف: “منذ بدء الثورة هجرنا النظام إلى عدرا البلد في دمشق، ومنها إلى لبنان، أولادنا كبروا بدون مدارس ولا تعليم، عدنا يوم التحرير ورأينا كيف أن النظام البائد أعاد البلد خمسين سنة للوراء، لكن علينا البدء ببناء ما تم تخريبه ودماره”.
الشاب عبد الهادي، من سكان الحي العائدين يقول: “عانينا الكثير من ظروف استغلال أصحاب البيوت والقائمين على المخيمات في لبنان، وبعد 13 سنة عدنا وفوجئنا بالخراب الكبير في منازلنا، ونحتاج لمبالغ كبيرة لإعادة تأهيلها”، مؤكداً أن كل ذلك يهون فداء للنصر والتحرير، فيما أعرب يوسف اليوسف عن أمله بعودة جامع أحمد الرفاعي بالحي لاستقبال المصلين، ولا سيما مع اقتراب حلول الشهر الفضيل، أما والد الشهيد عامر عبد الكريم القصير، فما زال يحتفظ بذكرى تشييع ولده محمولاً على الأكتاف من أهل الحي، قبل تهجيرهم من قبل النظام المجرم.
ويصف مختار الحي المهندس صفوان حلاوة واقع الحي بالقول: “الحي قبل التحرير كان يعاني من سوء إهمال للخدمات بشكل كبير، ولا سيما البنى التحتية، ومع عودة المهجرين إثر التحرير باتت الحاجة ماسة لتأمينها، ولا سيما المدارس، والمستوصف الصحي”، مشيراً إلى أنه لا توجد خدمات لليوم بالرغم من عودة نحو ستة آلاف شخص، والأعداد في زيادة يومياً.
ويقع حي كرم الزيتون في الجهة الشرقية لمدينة حمص، ويعد أكبر الأحياء مساحة، ممتداً بين مستوصف باب الدريب شمالاً وشركة الفوسفات جنوباً، وبين طريق باب الدريب غرباً وشارع الستين شرقاً.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
تعز.. المقاومة الشعبية في 4 مديريات تعلن الجاهزية لاستكمال التحرير
أعلنت المقاومة الشعبية في أربع مديريات بمحافظة تعز، جنوب غرب اليمن، جاهزيتها لخوض معركة استكمال التحرير، واستعادة الدولة، والقضاء على انقلاب المليشيا الحوثية الإرهابية.
جاء ذلك خلال الفعالية الحاشدة، التي نظّمتها مجالس المقاومة الشعبية في مديريات المظفّر، صبر الموادم، مشرعة وحدنان، وشرعب الرونة.
وأكد الشيخ إسماعيل عبدالفتاح، في الكلمة الترحيبية على الجاهزية الكاملة للمقاومة الشعبية لخوض معركة الخلاص ومساندة الجيش الوطني حتى تحقيق كامل الأهداف.
وأشار إلى أن مديريات المظفّر، صبر الموادم، مشرعة وحدنان، شرعب الرونة، كانت من أوائل المناطق التي واجهت جماعة الحوثي منذ البداية، وقدمت تضحيات جسيمة في مختلف جبهات القتال في اليمن.
وقال الشيخ محمد عبدالرحمن الكدهي مدير عام مديرية المظفر، إن المقاومة الشعبية هي الخيار الأنسب لانتزاع حقوقنا المسلوبة، مضيفًا: "موقفنا ثابت وعزمنا لا يلين، لأننا أصحاب قضية عادلة، ونحن شعب يرفض الذل والاستسلام"
وأشادت كلمة المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية، التي ألقاها عضو مجلس المقاومة في تعز شكري الزعيم، بدور مديريات المظفر وصبر الموادم ومشرعة وحدنان وشرعب الرونة، التي أذاقت جماعة الحوثي الذل والهزيمة واستطاعت تحرير جبل صبر الشامخ والجبهة الغربية إلى الضباب.
وثمن جهود المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية برئاسة الشيخ حمود سعيد المخلافي في إعادة وتفعيل دور المقاومة الشعبية والتعبير عنها من خلال الحشود الهادرة، على طريق تحقيق التحرير الكامل واستعادة الدولة.
وأكد العقيد عبده حمود الصغير، رئيس عمليات اللواء 17 مشاة، أن تعز كانت وستظل مهد البطولات وموطن العظماء، مشيدًا بتضحيات أبناء المحافظة في مواجهة الإنقلاب، ومشيرًا إلى أن تعز تصدرت المواجهة ضد المشروع الحوثي منذ البداية، ولقّنت الحوثيين دروسًا قاسية.