جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-27@23:08:47 GMT

"إن طاعك الزمن طيعه"

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

'إن طاعك الزمن طيعه'

 

لينا الموسوي

"إن طاعك الزمن طيعه".. مثلٌ شعبيٌ جميلٌ قد يُوحي لسامعه من أول وهلة بالخضوع والاستسلام، ولكن عند التمعن في معانيه نجد أن ما يحويه في لُبه، أعمق وأدق.

دار حديث بيني وبين صديق عن الزمن الحديث وما يحدث فيه من مستجدات تميل إلى التعقيد إضافة إلى السرعة المتناهية في التغيير مما يصعب علينا متابعة ما يحدث لأولادنا وحياتنا أو ترتيب أولوياتنا الاجتماعية والتربوية.

 وعند سماعي لهذا المثل الشعبي، وجدت فيه تأكيداً على أن في كل الأزمنة نقلات وتطورات لابد أن تحدث وأن كل حدث جديد في زمن مُعين يصعب على أهله تقبله أو استيعابه ومن ثم يتم الاعتياد عليه. وهذا ما يحدث لنا في الوقت الحاضر فما فعلته النقلة القوية والسريعة في التكنولوجيا وتأثيرها المباشر على الأجيال جعل الآباء أو الأجيال الأكبر سنًا يأخذون خطوات إلى الخلف ويعيشون في صراعات وآهات ناقدين متذمرين متحيرين تائهين في دروب الخوف، متسائلين إلى أين تأخذنا هذه المسيرة وكيف نتعامل مع أولادنا وما يحدث من انفتاحات اجتماعية والخلط في المفاهيم المتعارف عليها.

لكن في الحقيقة أن مقولة المثل الشعبي بطاعة الزمان تعتبر في رأيي حلا جيدا جدًا لتوجيه الأجيال الأكبر لمحاولة تفهم أسلوب الحياة الجديدة بعمق ووضوح وإيجابية لتتناسب مع الجميع، فليس من الضرر تحديث الآباء طريقة تفكيرهم وإعادة صياغتها؛ بما يتناسب مع مُعطيات الحياة الجديدة فنتعلم من آبنائنا كيفية إيجاد الحلول المناسبة بطريقة مختلفة عن ما كنَّا معتادين عليه؛ حيث إن نوع المشكلات في الوقت الحاضر قد تغير.

فطاعة الزمن لا تعني الخضوع إلى كل ما هو مطروح ولكن تعني في رأيي استيعابه وتصفيته وترتيبه بمساعدة الأبناء وتحديث وتطوير الأسس الاجتماعية المتعارف عليها.

وطرح هذا الموضوع ليس بالشيء البسيط؛ فهو يتطلب بذل جهود عالية لتفهم الأجيال الجديدة وبناء علاقة صداقة حقيقية وليست ظاهرية، والسعي نحو الديمقراطية التي تعلم منذ الصغر بالتربية والدين وأسلوب الحوار، وهذا في الحقيقة يحتاج إلى تعاون مجتمعي متكامل يبدأ من داخل الأسرة والمدرسة، وينتهي في المجتمع وأن لا نكون متذمرين مستائين صانعين في اللاشعور حواجز وأسوار عالية بيننا وبين من نحب.

إذا أطعنا الزمن بمرونة مع أبنائنا بترك كلمات النهي الصارمة واتباع الأسلوب الأجمل الأسلوب الديمقراطي الحر الراقي المبني على الاحترام قد ننجح في المحافظة عليهم وترسيخ أسس وأنظمة مفاهيم مجتمعنا بصورة أكثر حداثة فتكون مرغوبة ومسموعة ومحبوبة أكثر من قبل الجميع.

كما قال الله تعالى في آياته الكريمة "إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"، فإذا تمعّنا في هذه الآية نجد أن الله تعالى يحثنا على التغيير نحو الأفضل بما يرضيه ولا يجب أن نبكي على أطلال الماضي ونترك أكبادنا يتخبطون بين أمواج بحور المجتمعات المختلفة.

لذلك أحبائي لنسعى جاهدين لطاعة الزمن الجديد باتخاذ الطريق الصحيح واللّيِّن في التعامل مع جيلنا الجميل الذي به نفتخر.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

مجوهرات تخفي الوقت.. هذه الساعات الفاخرة تتحدى الزمن بتصاميم غير تقليدية

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في علبة مستطيلة أنيقة وبراقة، مزينة بـ20 حجرًا من العقيق الأصفر، والمرصعة بالذهب كي تتناسب مع السلسلة الذهبية الفاخرة التي تتدلى منها، تبدو أحدث إصدارات دار "شانيل" كأحمر شفاه للوهلة الأولى، ولكن يتبيّن قرص ساعة وسطها عند الفتح.

الساعة، التي تحمل اسم "Kiss Me" (قبّلني)، تشكّل جزءًا من مجموعة "كبسولة" أطلقتها دار الأزياء الفرنسية الفاخرة خلال معرض "Watches and Wonders" بجنيف في شهر أبريل/ نيسان. 

تتضمن المجموعة أيضًا قطعة تحمل اسم "Give Me Luck" (امنحني الحظ)، وهي قلادة تميمية مزينة بأحجار الروبيلايت الكروية، وخمس حجارة تورمالين وردية مرتبة بنمط بيزنطي كانت تحبه شانيل. وتنكشف ساعة مخفية في الداخل عند تدوير القلادة.

أحمر شفاه أم قلادة؟ إنها ساعة "Kiss Me" المخفية من شانيل.Credit: Chanel

ابتكار ساعات غير تقليدية قد يبدو خطوة غير متوقعة من دار "شانيل" المعروفة بأسلوبها الكلاسيكي. لكن هذا التوجه يأتي ضمن موجة متزايدة من التصاميم المبتكرة وصلت إلى السجادة الحمراء، مثل قلادة الساعة الخاصة من "لورين شوارتز" التي ارتدتها المغنية، تايلور سويفت، حول عنقها في حفل توزيع جوائز "غرامي" العام الماضي.

 وعلّقت مانون هاجي، مديرة مبيعات الساعات لدى دار "سوذبي" للمزادات، في حديث لها مع CNN، بـ"أنه أسلوب جديد لارتداء الوقت، أسلوب يحتفي بالتفرّد والتميّز". 

لا تبدو مثل ساعة

شهد معرض "Watches and Wonders"، الذي اختُتم وسط أبريل/نيسان، عرض ساعات بأشكال وأحجام غير تقليدية.

كشفت دار "Van Cleef & Arpels" عن إصدار جديد مرصّع بالألماس من ساعة "Cadenas" الشهيرة تميّزت بتصميم جريء مستوحى من القفل، بمشبك يشبه السلسلة، يبدو أشبه بسوار منه إلى ساعة، وذلك احتفالًا بالذكرى الـ90 لهذا الطراز المحبوب.

وقال راينر برنارد، رئيس قسم البحث والتطوير لدى "Van Cleef & Arpels": "عندما تنظر إليها، لا يبدو واضحًا فورًا أنها ساعة، وهذا ما يجعلها عصرية وجذابة". 

ساعة Cadenas المرصعة بالألماس من Van Cleef & Arpels تؤدي دور سوار أنيق أيضًا. Credit: Van Cleef & Arpels

وبالطريقة عينها، قد يبدو السوار المفتوح المرصع بالألماس الذي يُجسّد فهد علامة "كارتييه" الأيقوني في لحظة الوثب، وكأنها، للوهلة الأولى، مجرّد قطعة مجوهرات جريئة. لكن عند التدقيق، نرى أن الفهد يقابل قرص ساعة مخفي لا يظهر إلا عندما يُميل مرتديها القطعة.

تتميز ساعة Panthère من كارتييه بتصميم يجسد الفهد الأيقوني للعلامة التجارية الراقية، في لحظة انقضاض ديناميكية. Credit: Cartier

ويبدو أن شغف كارتييه بابتكار "ساعات لا تبدو مثل الساعات" يمتد أيضًا إلى قسم الرجال، مع إعادة إحياء طراز "Tank à Guichets". 

هذه الساعة الجديدة، ذات التصميم الخادع في بساطته، لا يحتوي على قرص ولا عقارب، بل فتحتين صغيرتين فقط (أو "Guichets" بالفرنسية، وتعني "نوافذ التذاكر")، تُظهران الأرقام الرقمية للساعات والدقائق في الأعلى والأسفل على التوالي.

وقد طُرحت هذه الساعة لأول مرة في العام 1928، كإعادة تصوّر لطراز "Tank" الكلاسيكي، وتعود الآن في إصدار محدود للعام 2025.

ساعة Tank à Guichets من كارتييه تبدو ببساطتها خادعة، إذ لا تحتوي على قرص ولا عقارب. Credit: Cartier

احتلت ساعات ذات تصاميم غير مألوفة أيضًا مركز الصدارة في مزاد خاص أقامته دار "سوذبي" للمزادات في أبريل/ نيسان.

وتنوّعت الساعات المعروضة بين نماذج قديمة من "Patek Philippe" وتصاميم مستقبلية من علامات مستقلة مثل "Urwerk"، وقد حققت المبيعات بالمجمل نحو 1.6 مليون دولار.

برأي هاجي من "سوذبي"، تعكس هذه النتائج "كيف يتغيّر جمهور الساعات، مع دخول عدد متزايد من النساء وجامعي الجيل زد إلى هذا العالم". 

ساعات القلادة والبروش

قد تجذب ساعات القلادة الزبائن الذين يفضلون التصاميم الأقل جرأة. وهذا النوع من الساعات كان شائعًا في عشرينيات القرن الماضي.

وتشهد هذه الساعات راهنًا، عودة لافتة مع تصاعد الاهتمام بالأشكال غير التقليدية، بحسب ملاحظة هاجي، التي ربطت هذا الاتجاه بمشاعر الحنين للماضي، وأيضًا بتركيز صانعي الساعات المتزايد على العميلات النساء وتنوع أذواقهن.

بفضل سلسلتها الطويلة جدًا، يمكن ارتداء ساعة Première من شانيل حول المعصم أو كقلادة حول العنق. Credit: Chanel

في السنوات الأخيرة، قدمت علامات مثل "Jaeger-LeCoultre" وحتى العلامة الرياضية "Richard Mille" ساعات مصممة توضع حول العنق. 

مقالات مشابهة

  • أدباء وباحثون: أدب الطفل يبني الهوية ويزرع القيم الإنسانية في الأجيال
  • مجوهرات تخفي الوقت.. هذه الساعات الفاخرة تتحدى الزمن بتصاميم غير تقليدية
  • وزارة الزمن.. محاكمة رواية للتاريخ
  • يحدث الآن.. طيران العدوان الأمريكي يشن سلسلة غارات على العاصمة صنعاء
  • ثورة الزمن الكمومي.. هل يمكن للمستقبل أن يغيِّر الحاضر؟
  • تلة جصّان.. حكاية قرية فيلية قاومت عوامل الزمن لألف عام (صور)
  • تلة جصّان.. حكاية قرية عراقية قاومت عوامل الزمن لألف عام (صور)
  • «الشارقة للتراث» ينظم «لقاء مع الأجيال»
  • لولا كلمة..
  • بسمة جميل: تحرير سيناء سيظل نموذجا يرسخ في نفوس الأجيال الواجب المقدس