في ولايته الأولى، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين الحين والآخر بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي «الناتو»، الأمر الذي أدى إلى إزاحة الولايات المتحدة عن دورها كركيزة أساسية للتحالف العسكري الأكثر نجاحًا في العصر الحديث، لكن في ولايته الثانية، يحاول «ترامب» اتباع نهج مختلف وهو تفريغ الحلف من الداخل، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

ويدب الخوف والقلق داخل جدران الحلف وفي نفوس الأوروبيين بعد تصريحات «ترامب» الأخيرة بشأن دعمه لـ«الناتو» وأوكرانيا ومهاجمة أوروبا، كما زعم أن كييف هي من استفزت روسيا لبدء الحرب.

تساؤلات أوروبية حول جدوى التحالف مع واشنطن

وتقول الصحيفة الأمريكية، إن ما يحدث حاليًا في أوروبا هو إعادة كتابة للتاريخ الحديث، والذي ترك حلفاء «الناتو» في حالة من الذهول والتساؤل حول جدوى التحالف مع واشنطن.

وكان المسؤولون الأوروبيون يدركون عندما انتُخِب دونالد ترامب أن المبادئ الأساسية للنظام الذي أعقب الحرب العالمية الثانية سوف تتعرض للتهديد، وقد شعروا بالفزع أثناء الحملة الانتخابية عندما قال إنه سيشجع الروس على فعل كل ما يريدونه تجاه أعضاء حلف «الناتو» الذين لم يساهموا بما يكفي، في رأيه، في التحالف.

تآكل «الناتو» من الداخل

وكانوا يدركون أنه حتى لو ظلت الولايات المتحدة، على الورق، الوحش المسلح نوويًا في قلب حلف شمال الأطلسي، فإن أفكار «ترامب» العامة قد تؤدي إلى تآكل المؤسسة من الداخل وتقويض هدف التحالف الذي تم إنشاؤه في عام 1949 لمواجهة الاتحاد السوفييتي.

علامات ذهول وصدمة

وفي نهاية مؤتمر ميونيخ للأمن، ظهرت علامات الذهول والصدمة على وجه القادة الأوروبيون، إذ بدا أن قِلة من أفراد المؤسسة الأمنية القومية الأوروبية كانوا مستعدين لاحتمال أن يهدد الرئيس الأمريكي ليس فقط الدعم الأمريكي لأوكرانيا، بل وأيضًا يقف علنًا إلى جانب «بوتين»، وفقًا لما قالته «نيويورك تايمز».

والتغيرات المتسارعة التي أعقبت فوز دونالد ترامب بقيادة البيت الأبيض وتصريحاته المرتبطة بأوروبا وحلف «الناتو»، تجعل التفسير الأكثر وضوحًا، هو أن «ترامب» يجبر الدول الأوروبية على الإسراع بشكل جذر في الاضطلاع بدور أكثر مركزية في الدفاع عن القارة وزيادة الإنفاق الدفاعي.

ليس لدى أوروبا خيار.. الاتحاد أو الموت

ويقول برنار هنري ليفي، الفيلسوف الفرنسي البارز:  «أوروبا ليس لديها خيار، لقد أخبرنا الرئيس الأمريكي ووزير الدفاع ووزير الخارجية أننا لا نستطيع الاعتماد إلى ما لا نهاية على الولايات المتحدة، يتعين علينا أن نتحد أو نموت، وإذا لم نتحرك، فسوف نتحمل ــ في غضون عامين أو ثلاثة أو خمسة أعوام ــ هجومًا روسيًا جديدًا، ولكن هذه المرة في دولة من دول البلطيق أو بولندا أو في أي مكان آخر».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: دونالد ترامب ترامب الرئيس الروسي حلف الناتو أوكرانيا الحرب الأوكرانية أوروبا

إقرأ أيضاً:

الرئيس الصيني: "لا يوجد رابحون" في الحرب التجارية 

بدأ الزعيم الصيني شي جين بينغ أسبوعا من الدبلوماسية في جنوب شرق آسيا بزيارة إلى فيتنام اليوم الاثنين، مما يشير إلى التزام الصين بالتجارة العالمية، وذلك بعد وقت قصير من قلب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاقتصاد العالمي رأسا على عقب بتحركاته الأخيرة المتعلقة بالتعرفات الجمركية.

وعلى الرغم من أن ترامب علق بعض التعريفات الجمركية، إلا أن الصين كانت الاستثناء، حيث أبقى على رسوم جمركية بنسبة 145 بالمئة على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقال نجوين خاك جيانج، زميل زائر في معهد دراسات جنوب شرق آسيا -يوسف إسحاق في سنغافورة، إن زيارة شي هذا الأسبوع تتيح للصين أن تظهر لجنوب شرق آسيا أنها "قوة عظمى مسؤولة بطريقة تتناقض مع الطريقة التي تقدم بها الولايات المتحدة نفسها للعالم أجمع في عهد الرئيس دونالد ترامب ".

ويمكن للصين أيضا أن تعمل على تعزيز تحالفاتها وإيجاد حلول للحاجز التجاري المرتفع الذي تفرضه الولايات المتحدة على الصادرات الصينية.

وكتب شي في مقال افتتاحي نشر بشكل مشترك في وسائل الإعلام الرسمية الفيتنامية والصينية: "لا يوجد رابحون في حرب تجارية، أو حرب تعريفات جمركية. يجب على بلدينا أن يحميا بحزم نظام التجارة المتعدد الأطراف، وسلاسل الصناعة والإمداد العالمية المستقرة، والبيئة الدولية المفتوحة والمتعاونة".

وفي حين أن رحلة شي ربما كانت مقررة في وقت سابق، فقد أصبحت ذات أهمية بسبب الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، أكبر اقتصادين في العالم.

وفي فيتنام، سيلتقي شي بالأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي تو لام، وكذلك رئيس الوزراء فام مينه تشينه.

وقال نجوين، مشيرا إلى أنه منذ أن أصبح شي رئيسا للصين في عام 2013، لم يزر فيتنام إلا مرتين: "الرحلة إلى فيتنام وماليزيا وكمبوديا تدور حول كيف يمكن للصين أن تعزل نفسها حقا عن ترامب". هذه هي زيارته الثالثة وتأتي بعد عام واحد فقط من آخر زيارة له في ديسمبر 2023.

وقالت هوونغ لي-ثو من مجموعة الأزمات الدولية إن توقيت الزيارة يرسل "رسالة سياسية قوية مفادها أن منطقة جنوب شرق آسيا مهمة للصين".

وأضافت أنه بالنظر إلى حدة تعريفات ترامب الجمركية وعلى الرغم من فترة التوقف البالغة 90 يوما، كانت دول جنوب شرق آسيا قلقة من أن الرسوم، إذا تم تنفيذها، يمكن أن تعقد تنميتها.

وقالت: "زيارة شي الغرض منها إظهار أن الصين على نقيض الولايات المتحدة التعسفية والمهتمة بمصلحتها. سيكون هناك الكثير من التوقعات حول نوع القيادة والمبادرات التي ستطرحها الصين في هذا الوقت العصيب".

وتتمتع فيتنام بخبرة في موازنة علاقاتها مع الولايات المتحدة والصين. وهي تدار بنظام شيوعي وحيد الحزب مثل الصين ولكنها تتمتع بعلاقة قوية مع الولايات المتحدة.

وبعد زيارته لفيتنام، من المتوقع أن يتوجه شي إلى ماليزيا ثم كمبوديا.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: روسيا والولايات المتحدة في بداية الطريق نحو إعادة إحياء العلاقات
  • الرئيس الصيني: "لا يوجد رابحون" في الحرب التجارية 
  • عودة العملاق.. لماذا تخاف أميركا وأوروبا من إعادة تسليح ألمانيا؟
  • وزير الدفاع الأمريكي يهدد بضرب العمق الإيراني في هذه الحالة
  • الممثل التجاري الأمريكي: لا نية حاليا لعقد لقاء بين الرئيس ترامب ونظيره الصيني
  • وزير الدفاع الأمريكي: الرئيس ترامب جاد تماما في ألا تمتلك إيران سلاحا نوويا
  • الدرس الكبير لأوروبا: ترامب يتراجع تحت الضغوطات
  • لافروف: ترامب يفهم ما يجري بأوكرانيا أكثر من معظم قادة أوروبا
  • لماذا إعادة كتابة التاريخ ضرورة لأمننا الحضاري؟!
  • المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة.. عراقجي: نسعى إلى فهم أولى مع الجانب الأمريكي