صحيفة أثير:
2024-10-03@11:30:12 GMT

هاني نديم يجمع نصوصًا من العالم في رثاء الآباء

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

هاني نديم يجمع نصوصًا من العالم في رثاء الآباء

أثير – مكتب أثير في تونس
قراءة: محمد الهادي الجزيري

ماذا يمكنني أن أقول عن هاني نديم؟ هل أقول إنّه شاعر وإعلامي سوري، يقترف الأدب من قبل أن يبلغ 17 سنة، وأضيف تراكمات أخرى كثيرة جعلته من أهمّ الأسماء الناشطة في المشهد الأدبي والمسرحي وفي تأليف الأغاني، هل أقول هذا وأمرّ لتقديم كتاب لهاني نديم صدر بعنوان “خيمة الربّ -رثاء الآباء- نصوص من العالم”، مكتفيا بما حبّرته من كلمات أم أسحب من ذاكرتي ما أعرفه عنه، يا لذاكرتي كم تتوهّج في موفى القرن الفائت وكأنّي وسط جماعة من الشباب العرب في نزل بغدادي ومن ضمنهم هاني نديم يقرأ شعره وينصت للآخرين؛ بلى كان مربد الشعر بالعراق أيام كنّا فتيانا مولعين بالشعر والمحبّة والإخاء، نعم عرفته في بغداد في نهاية القرن الماضي، وكنّا جميعا بذور لشعراء وأدباء كبار منّا من لبّى نداء ربّه ومنّا من ما زال يعطي ويقدّم الإضافة تلو الإضافة، وها هو هاني نديم بعد ما لا يحصى من الإصدارات وما لا يُعدّ من الإنجازات الهامة في مجالات كالمسرح والصحافة والغناء، ها هو وفي يده كتاب جديد يُضاف لمخزونه الإبداعي واليوم أنا أحتفي به وبكتابه الصادر حديثا:

قبل أن أغوص في الكتاب، يجب أن أتوقّف عند عتبته وأقرأ ما كتبه هاني نديم عن سبب جمع هذا المتن الشعري وعن الحادثة التي رسخت في ذهن هاني وجعلته يكرّس حياته أو نصيبا منها لإعداد الضخم القيّم الذي تشي محتوياته المعروضة أوّل الكتاب أنّ المشاركات من مختلف أقطار العالم وما يشي أيضا بالمجهودات المبذولة لتبويبه وإعداده حتّى يخرج على هذا الشكل البهيّ وقبل أن نقرأ بعض نصوصه هذه فقرة مقطوفة من حديقة المقدّمة:

“هذا الكتاب هو حصاد سنوات طوال من التدوين، سألت في كلّ بلد زرتها عن عيون نصوصها في هذا الاتجاه، وترجمتُ عن عدّة لغات بواسطة مختصّين وزملاء لي، كما ترجمت بنفسي عن الإنجليزية معظم القصائد، آملا أن تكون صياغتي لتلك النصوص شعرية وجديرة بما يكفي، كما استفدت بالسؤال والاستقصاء حتّى وصلت إلى كمّ هائل من النصوص، لانتخب ما رأيته أجدرها من كلّ أنحاء العالم.

.”

هذه من أواخر الكلمات المحبّرة في نصّ الراحل محمود درويش وهي مهداة لروح والده، أردت أن يكون الأوّل في الاستشهاد به فلا يخفى على أحد قيمة درويش ومكانته في الذاكرة الحديثة للشعر وللشعراء، رحمه الله فقد كان كبيرنا ودليلنا في هذا التيه المسمّى الحياة الدنيا…

“سامحني يا أبي…
وسامحني لأنّي لم أنجب لك حفيدا
يفعل بي ما فعلت بك يا أبي
وأبي يا أبي
غضّ طرفا عن القمر
وانحنى يحفن التراب
وصلّى
لسماء بلا مطر
ونهاني عن السفر”

يمكن القول إنّه كتاب شامل جامع فيه القديم والحديث ويجمع في رثاء الأب ما لا يحصى من الشعراء والشاعرات من كلّ أصقاع العالم ممّن بكوا الأب ورثوه وعدّدوا مناقبه وصفاته وأخلاقه، وهذا لعمري عمل كبير وجهد عظيم أحيّي الصديق الشاعر هاني نديم عليه وأشكره على البذل والعطاء في جمع كلّ هذه النصوص وفرزها وترجمتها وتقديمها للقارئ العربي.


نمرّ إلى صوت نسائي مغربي، وهو لصوت الشاعرة لطيفة ادهو في قصيدة مؤثرة وفيها صدق القول بين ابنة وبين والدها وإن كان متوفّيا فثمة كلمات لا تصدر من الإنسان إلا لمّا يكون الآخر عزيزا، اسمعوها في مقطع من قصيدة “لم يعجبني موتك”:

“كان يقول لي
لا تتردّدي أن تخبريني إن بدر منّي ما لا يعجبك
وكنت أستحي أن أفعل.
حين قرّرت ذلك
لم أجده لأقول له:
أبدا لم يعجبني موتك”

عاد هاني نديم في بحثه عن مرثيات للوالد حتّى للتاريخ العربي وانتقى منه جواهر أدبية من ضمنها قصيدة لأبي العلاء المعري بعنوان “ضاحك المزن” سنطلّع علة بعض أبياتها القيّمة المؤثرّة:

“أبي حكمت فيه الليالي ولم تزلْ
رماح المنايا قادرات على الطعنِ
مضى طاهر الجثمان والنفس والكرى
وسُهد المنى والجيب والذيل والرُّدنِ
…………..
وأحمل فيك الحزن حيّا فإن أمت
وأَلقكَ لم أسلك طريقا إلى الحزنِ
وبعدك لا يهوى الفؤاد مسرّة
فإن خان في وصل السرور فلا يَهني”

منذ البداية أشرت إلى أنّ هذا عمل ضخم ويحتاج الوقت لقراءته ربّما أحتاج المرء أن يقتنيه وأن يعود إليه كلّما رغب في ذلك، صدقا أسماء كبيرة أعرف البعض منها وأسماء أجنبية عديدة وأنصح كلّ قرّاء مقالي بشراء الكتاب والاحتفاظ به فهو متن شعري ثمين على كلّ ..سأختم “نزهتي” في “خيمة الربّ” بأن أقتني لكم هذا المقطع راجيا أن يعجبكم وهو لشاعرة من أستراليا اسمها جوليا كيس:

“والآن
بعد أن أصبحت ملاكا
أرجو مساعدتي إن كنت تستطيع
لمواصلة وجودي هنا على الأرض
هذه الأرض الغامضة والغريبة”

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

المطارنة الموارنة دانوا العدوان الإسرائيلي: لتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته

عقد المطارنة الموارنة اجتماعهم الشهري في بكركي، برئاسة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ، ومُشارَكة الرؤساء العامين للرهبانيات المارونية. وتدارسوا شؤونًا كنسية ووطنية.

وفي ختام الاجتماع أصدروا بيانا تلاه النائب البطريركي المطران انطوان عوكر قال فيه إن "الآباء يقفون بذهولٍ وألم بالغَين، أمام هول الكارثة التي حلّت بلبنان من جراء استباحة أراضيه جنوبًا وساحلاً وجبلاً وبقاعًا، وهذا السيل الذي لا يهدأ من القتل والتخريب والتدمير الذي غالبًا ما أصاب مدنيين أبرياء. وإذ يدينون العدوان الإسرائيلي المُتمادي، والذي خلّف مئات من الشهداء والضحايا، لاسيما منهم الأمين العام لحزب الله السيِّد حسن نصر الله وجمهرة من كبار معاونيه، يسألون الله الرفق بلبنان والرحمة لمَنْ رحلوا إلى دياره والشفاء للجرحى، ويطالبون المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته بالعمل على وقف إطلاق النار فورًا وتطبيق القرارات الدوليّة ولاسيما القرار 1701، وإراحة البلاد وأهلها من ويل التجاذبات الإقليمية والدولية التي ترتهنها لمصالح لا تمت إليها بصلة". 

كما "يرى الآباء أن من المُلِحّ العاجل مُبادَرة المجلس النيابي إلى القيام بواجبه الوطني بعد طولِ انتظارٍ وكثير من المُعاناة، بحيث يتمّ انتخابُ رئيسٍ جديد للجمهورية يكتمل به عقد المؤسسات الدستورية. فلبنان أمام استحقاقاتٍ مصيرية عليه أن يواجهها بتضامنٍ وطني فعلي وبتقيُّدٍ صارم بنصوصه الدستورية والميثاقية، التي عصمته من السقوط في أوقات الشدّة، وجعلت من قراره السيِّد الحر الوفاقي مصدر خلاصه دومًا". 

و"يثمّن الآباء الجهوزيّة والجهود التي بذلتها الجهات الرسميّة والقطاع الطبّي لإستقبال النازحين ومعالجة الجرحى على الرغم من الأوضاع الإقتصاديّة الخانقة، ويحيّون المواقف الشعبية العفوية الصادقة والمُحِبّة، التي قام بها أبناء المناطق الخارجة عن مسرح الأحداث، باستقبال أهلها النازحين بعيدًا عن آلة الموت. ويُناشِدون الدول والمؤسّسات الدوليّة مُسانَدة هذه الجهود الرسميّة والشعبيّة العاملة على التخفيف من آثار النزوح حتى تحقُّق العودة الكريمة الآمنة إلى الأرجاء المكتوية اليوم بنار العنف الأعمى".

وأكد البيان أن "الكنيسة تقف إلى جانب شعبها الجريح وخصوصًا المهجّرين من خلال أبرشيّاتها ورهبانيّاتها ومؤسّساتها، وخصوصًا من خلال كاريتاس لبنان، التي هي ذراع الكنيسة في خدمة المحبّة".

كما "يُبدي الآباء ارتياحهم إلى الموقف الوطني المُشرِّف الذي اتّخذته قيادة الجيش من خلال الإجراءات الميدانية الآيلة إلى ضبط أيِّ فلتانٍ مُحتمَل بدافع الظروف الاستثنائية الدقيقة التي تمرّ بها البلاد. ويأملون بتجاوب المواطنين معها، كما مع المؤسسات الأمنية المختلفة المُستنفَرة لهذه الغاية". 

وأمام الفاجعة التي تعصف بلبنان "يدعو الآباء كلّ اللبنانيين إلى صحوةِ ضميرٍ تزيد من عناصر وحدتهم وتوقهم إلى الخلاص بالتحلُّق حول دولتهم الواحدة وتدبُّر أمورهم بما يرتفع إلى سوية الوطنية الخالصة التي تنظر إلى لبنان وطنًا لا بديل منه، وعليهم واجب صيانة دوره ورسالته والعمل بموجبهما". 

كما "يشكر الآباء الله على علامة الرجاء الجديدة في هذه الظروف الصعبة، والمتمثّلة بإعلان قداسة الطوباويّين الشهداء الإخوة المسابكيّين، في الفاتيكان الأحد 20 تشرين الأوّل، ويدعون المؤمنين إلى مواكبة هذا الحدث بالصلاة وبالتأمّل بفضائل المسابكيّين الذين ثبتوا في إيمانهم وشهدوا للسيّد المسيح حتى الإستشهاد".

وختم البيان بالقول: "في هذا الشهر المكرس لإكرام العذراء مريم سيدة الوردية،  يتوجّه الآباء إلى أبنائهم وبناتهم وذوي الإرادة الصالحة من اللبنانيين برجاء تكثيف الصلوات من أجل خروج لبنان من محنته المُتعاظِمة وعودة حضوره الآمن والكريم والحر إلى المدى المشرقي كما العالمي". 

مقالات مشابهة

  • هل أنت والدٌ شديد الحساسية؟ هكذا تحول التحديات إلى مكاسب
  • المطارنة الموارنة دانوا العدوان الإسرائيلي: لتحمّل المجتمع الدولي مسؤولياته
  • آبل تطور مساعدًا منزليًا ذكيًا يجمع بين ميزات iPad وApple TV وHomePod
  • في رثاء ود المكي
  • برعاية أحمد بن محمد٬”دبي بودفِست 2024″ يجمع نخبة صُنّاع المحتوى الصوتي في العالم العربي لبحث مستجدات البودكاست وتأكيد فرص ازدهاره
  • عمر الأب يؤثر على احتمالات متلازمة داون
  • «دبي بودفست 2024» يجمع نخبة صناع محتوى «البودكاست»
  • فيلم عاشق يجمع 355 ألفًا.. أمس
  • لقاء يجمع حركتي فتح وحماس في القاهرة.. حرب الإبادة والمصالحة على الطاولة
  • لقاء يجمع فتح وحماس في القاهرة.. حرب الإبادة والمصالحة على الطاولة