بغداد اليوم -  بغداد

يثير تأخير الاتفاق بين العراق وسوريا تساؤلات حول أبعاده السياسية والاقتصادية ومدى تأثيره على مصالح العراق الإقليمية.

وفي هذا السياق، أكد السياسي الكردي لطيف الشيخ أن التأخير ليس في مصلحة العراق، داعيًا إلى تبني سياسة توازن تراعي المستجدات في المنطقة.


الملف السياسي وأهمية التوازن

قال لطيف الشيخ، في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "الحملة المقامة ضد الرئيس السوري للفترة الانتقالية والإدارة الجديدة في سوريا ليست في مصلحة العراق".

وأضاف أن "البلاد يجب أن تعتمد سياسة خارجية متوازنة، بعيدًا عن الاصطفافات، مع إعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية".

وشدد الشيخ على ضرورة توحيد الرؤى بين الحكومة الاتحادية وإقليم كردستان فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، موضحًا أن "كل الدول تتعامل وفق مصالحها، وينبغي على العراق أن ينظر إلى المتغيرات بنفس المنطق".


أبعاد اقتصادية وعراقيل تجارية

يرى خبراء الاقتصاد أن العراق يعتمد على سوريا كممر تجاري مهم، وأن أي تأخير في الاتفاقات بين البلدين قد يؤثر على حركة التبادل التجاري.

ويقول الخبير الاقتصادي علي الجبوري في حديث صحفي، إن "التعاون الاقتصادي بين العراق وسوريا يواجه تحديات كبيرة، من بينها الإجراءات الحدودية غير المستقرة، وتأخير الاتفاق قد يؤدي إلى عرقلة تدفق البضائع".

وأشار الجبوري إلى أن تأمين طرق التجارة بين العراق وسوريا يمكن أن يعود بفوائد كبيرة على الاقتصاد العراقي، خاصة فيما يتعلق بالمنتجات الزراعية والصناعية، التي تتطلب استقرارًا في المعابر الحدودية.


أبعاد أمنية وتأثيرات محتملة

على الصعيد الأمني، يُنظر إلى التعاون مع سوريا على أنه عنصر مهم في منع تسلل الجماعات المسلحة، خاصة على الحدود المشتركة بين البلدين.

ويؤكد الخبير الأمني فاضل الربيعي في حديث صحفي، أن "التنسيق الأمني مع سوريا ضروري للحد من تحركات الجماعات الإرهابية، وتأخير أي اتفاق بهذا الشأن قد يترك فراغًا أمنيًا تستفيد منه التنظيمات المسلحة".

وأضاف الربيعي أن العراق يواجه تحديات أمنية تتطلب تنسيقًا مع الدول المجاورة، ولا يمكن التعامل مع الملف السوري بمعزل عن الاعتبارات الأمنية.


الملف الدبلوماسي وموقف العراق دوليًا

يجد العراق نفسه في موقف حساس بين المصالح الإقليمية والدولية، حيث يحاول الحفاظ على علاقات متوازنة مع مختلف الأطراف. ويرى المحلل السياسي أحمد السعدي في حديث صحفي، أن "التأخير في الاتفاق مع سوريا قد يكون نتيجة ضغوط خارجية، خصوصًا من بعض القوى التي لا ترغب في إعادة تأهيل النظام السوري".

وأوضح السعدي أن "العراق يسعى للحفاظ على استقلالية قراره، لكنه في الوقت نفسه يجب أن يراعي التوازنات الدولية، خاصة في ظل علاقاته مع الدول الغربية ودول الجوار".


خطوة ضرورية لمصلحة العراق

من جانبه، يرى الباحث في الشؤون الإقليمية مصطفى الكناني، في حديث صحفي، أن تأخير الاتفاق مع سوريا قد يضر بالمصالح العراقية، مؤكدًا أن "التفاهمات مع دمشق يجب أن تكون قائمة على المصالح المشتركة وليس على المواقف السياسية المتغيرة".

وقال الكناني إن "العراق بحاجة إلى سياسة واضحة تجاه الملف السوري، تأخذ في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والأمنية، وليس فقط الضغوط السياسية".

ومع استمرار تأخير الاتفاق بين العراق وسوريا، يبقى التساؤل مطروحًا حول ما إذا كان العراق قادرًا على تحقيق التوازن بين مصالحه الوطنية والضغوط الخارجية. وفي ظل تعقيد المشهد الإقليمي، قد يكون الحل الأمثل هو تبني سياسة براغماتية تضمن استقرار البلاد وتعزز التعاون الإقليمي وفق رؤية تخدم مصالح العراق أولًا.


المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: بین العراق وسوریا تأخیر الاتفاق فی حدیث صحفی مع سوریا

إقرأ أيضاً:

واشنطن وموازين القوى في العراق.. إستراتيجية الضغط والتوازن دون دعم عسكري سني - عاجل

بغداد اليوم – بغداد

كشف أستاذ العلوم السياسية محمود عزو، اليوم الأربعاء (26 آذار 2025)، عن ملامح خارطة المصالح الأمريكية في العراق، مؤكدا أن واشنطن لن تدعم تشكيل قوة عسكرية سنية، بل تعتمد على إستراتيجية الضغط لتحقيق توازن سياسي يخدم مصالحها.

وأوضح عزو، في حديث لـ"بغداد اليوم"، أن "الحديث عن دعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبعض القوى السنية لتحويلها إلى منافس قوي للأحزاب الشيعية في البرلمان، مستبعد"، مشيرا إلى أن "الجمهوريين لا يؤمنون بهذا النهج، بل يفضلون الضغط على الأطراف الأخرى لضمان مكاسب للمكون السني دون الحاجة إلى تشكيل قوة عسكرية مستقلة".

وأشار إلى أن "هذا الأسلوب ليس جديدا، فقد استخدمته واشنطن سابقا في عام 2005 أثناء كتابة الدستور العراقي، حيث مارست ضغوطا لضمان مشاركة السنة في العملية السياسية.

وأضاف عزو أن "السياسة الأمريكية تجاه العراق تقوم على الحد من نفوذ الفصائل الشيعية دون اللجوء إلى دعم قوة عسكرية سنية، وهو ما يتجلى في الرسائل التي توجهها واشنطن إلى الحكومة العراقية".

وبيّن، أن "ترامب يفضل تحقيق التوازن عبر المؤسسات الحكومية، بدلا من دعم أي قوى غير رسمية قد تؤثر على المشهد السياسي".

وأكد أن "واشنطن تنظر إلى العراق كحليف استراتيجي ومورد اقتصادي، ولا ترى فيه تهديدا لمصالحها الإقليمية، لكنها في الوقت ذاته لا تدعم قيام تحالفات تهدد نفوذها". وتابع، أن "السياسة الأمريكية قد تتجه أحيانا لدعم الحكومة العراقية من خلال "المضاد الحيوي"، أي خلق توازن سياسي دون تحيز واضح لأي طرف".

وأشار عزو إلى أن "السياسة الخارجية الأمريكية شهدت تغييرات جوهرية مؤخرا، ما أربك بعض حلفائها مثل كندا والاتحاد الأوروبي"، لافتا إلى أن "هذه التحولات ستنعكس أيضا على العراق، لكنها ستظل ضمن الإطار العام لنهج الجمهوريين في إدارة المنطقة".

مقالات مشابهة

  • تحذير أمريكي عاجل.. لا تسافروا إلى سوريا خلال العيد
  • تاريخ مواجهات الزمالك ضد سيراميكا قبل صدام كأس مصر.. لمن الغلبة؟
  • درس قرداحي مع السعودية لم يستوعب: “قواويد”.. بلعتها الطبقة السياسية
  • الحكيم والعبادي يبحثان التطورات السياسية والأمنية في العراق
  • عاجل| السوداني: سيتم حل الفصائل المسلحة بالعراق بعد انتهاء مهمة التحالف الدولي
  • الشيخوخة السياسية والانقلاب الداخلي.. مرحلة جديدة نحو تغيير النظام السياسي
  • عاجل | مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية تستهدف الميناء الأبيض واللواء 110 في اللاذقية غرب سوريا
  • واشنطن وموازين القوى في العراق.. إستراتيجية الضغط والتوازن دون دعم عسكري سني - عاجل
  • حلبجة بين الوعود والمساومات.. مصير محافظة معلق بيد السياسة- عاجل
  • مؤتمر صحفي لوزارة الصحة بعنوان “نداء إنساني عاجل”