تعليق لاعبة الزمالك الموقوفة للتطاول على الإدارة
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
ماجد محمد
أعربت لاعبة الكرة الطائرة في نادي الزمالك، ياسمين نوح آدم، عن حزنها الشديد بعد قرار إيقاف عضويتها في النادي.
يأتي قرار إيقاف اللاعبة على خلفية دعمها مدرب الفريق الكروي الأول الأسبق أمير عزمي مجاهد ، في أزمته الأخيرة عقب تصريحاته الهجومية ضد بعض مسؤولي الزمالك، ثم انتقادها لمجلس الإدارة بطريقة عنيفة.
وكان عزمي قد أطلق تصريحات قوية عبر وسائل الإعلام، موجهًا انتقادات حادة لإدارة النادي، قائلا: “المشكلة ليست في غروس، أو بيسيرو، أو غوميز، أو أوسوريو، بل في الأشخاص المحيطين بالفريق”.
وأضاف: ” هناك عش دبابير، وكل شخص يحاول إنشاء مملكته الخاصة داخل النادي”، في إشارة إلى وجود صراعات داخلية تؤثر في استقرار الفريق.
وكتبت ياسمين رسالة دعم لعزمي بعد الحلقة ضد إدارة الزمالك قائلة: “سيب نادي الداخلية والموسم شغال وتعالَ إلى الزمالك. حاضر، أنا تحت أمر الزمالك، بعد شهرين، نحن لا نريدك، مع السلامة! هذا هو حال أمير عزمي، ابن الزمالك المخلص”.
وتابعت: “لكن الله أكبر من أي شخص، والأرزاق بيد الله، وليست بيد البشر. والله شاهد على كل ذلك، والتاريخ لن ينسى أبدًا كيف كنت تحب الزمالك وما قدمته له، أما أنتم، فإلى مزبلة التاريخ، يا عديمي الشخصية والكرامة، المنافقون الذين يضعون الكرسي أولًا”.
وعقب تلك الكلمات، قرر مجلس إدارة الزمالك إيقاف عضوية ياسمين نوح، لتطاولها على أعضاء المجلس.
ونشرت ياسمين نوح عبر حسابها على موقع فيسبوك في أول تعليق لها قائلة: “أشعر بحزن شديد بعد قرار إيقافي من نادي الزمالك، المكان الذي نشأت فيه وتربيت بين جدرانه، والذي مثله أفراد من عائلتي على مدار سنوات، بداية من والدي نوح آدم لاعب كرة القدم، وخالتي وفاء إسماعيل لاعبة الكرة الطائرة، وزوج خالتي الكابتن عزمي مجاهد رحمه الله، وابن خالتي أمير عزمي مجاهد”.
وأضافت: “تلقيت عروضًا من عدة برامج للظهور والحديث عن تفاصيل الإيقاف، لكنني فضلت عدم الحديث في الوقت الحالي، احترامًا لنادي الزمالك وتقديرًا لأهمية مباراة الديربي القادمة يوم السبت، والتي أتمنى أن يحقق فيها الفريق الفوز، وألا أكون سببًا في أي جدل أو بلبلة قد تؤثر في الأجواء داخل النادي”.
واختتمت ياسمين منشورها قائلة: “كل الدعم لنادي الزمالك دائمًا وأبدًا”.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: أمير عزمي إيقاف نادي الزمالك ياسمين نوح
إقرأ أيضاً:
فن الإدارة في الإسلام.. نموذج فريد للتنظيم والقيادة
عبدالعزيز بن حمدان الإسماعيلي **
a.azizhh@hotmail.com
تُعد الإدارة عنصرًا أساسيًا في نجاح أي مؤسسة أو مجتمع، وقد قدم الإسلام نموذجًا إداريًا متكاملًا يستند إلى مبادئ العدل والشورى والمسؤولية والأمانة، وقد انعكست هذه المبادئ بوضوح في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، مما أسهم في بناء دولة إسلامية قوية ومستدامة.
الإدارة في الإسلام ليست مجرد عملية تنظيمية، بل هي منظومة متكاملة تهدف إلى تحقيق التنمية والاستقرار وفق مبادئ أخلاقية تعزز من العدالة والشفافية، فمبدأ الشورى يشكل جوهر الإدارة الإسلامية؛ حيث يعتمد القائد على التشاور مع أهل الرأي والخبرة قبل اتخاذ أي قرار مصيري، مما يضمن اتخاذ قرارات سليمة تحقق الصالح العام، كما أن العدل يعد ركنًا أساسيًا إذ يجب على القائد التعامل مع الأفراد بإنصاف بعيدًا عن المحسوبية والتمييز، مما يضمن الاستقرار وخلق بيئة عمل صحية.
المسؤولية والمحاسبة هما من الدعائم التي تقوم عليها الإدارة في الإسلام، إذ يُحمّل القادة مسؤولية أعمالهم ويخضعون للمحاسبة أمام الله وأمام الأمة، مما يؤدي الى توطيد روح النزاهة والالتزام، وإلى جانب ذلك تشكل الأمانة في القيادة عنصرًا أساسيًا، حيث يجب على المسؤولين أداء أدوارهم بصدق وإخلاص، متجنبين أي ممارسات قد تضر بالمصلحة العامة، أما التخطيط والتنظيم الفعّال فيُعد ركنًا جوهريًا لضمان استغلال الموارد بشكل أمثل وتحقيق الأهداف بكفاءة عالية.
ولقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قائدًا إداريًا بارعًا، استطاع بناء دولة قوية رغم التحديات التي واجهته، فقد اعتمد في إدارته على الشورى فلم يكن يتخذ القرارات بشكل فردي بل كان يشاور أصحابه لضمان أفضل الخيارات الممكنة، أما على الصعيد المالي فقد وضع نظامًا دقيقًا للموارد المالية مثل الزكاة والغنائم، وخصصها لتحقيق العدالة الاجتماعية بين أفراد المجتمع، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على اختيار الشخص المناسب للمكان المناسب، فكان يعين القادة والمسؤولين بناءً على الكفاءة والنزاهة، مما عزز كفاءة المؤسسات الإدارية في الدولة.
ولم يقتصر نجاح النبي صلى الله عليه وسلم الإداري على الشؤون الداخلية، بل امتد ليشمل العلاقات الخارجية فقد برع في التفاوض وإبرام المعاهدات، مثل صلح الحديبية الذي شكّل نموذجًا بارعًا في الدبلوماسية وإدارة الأزمات، كما أنه وضع نظامًا دقيقًا للرقابة والمحاسبة، حيث كان يحاسب المسؤولين ويعفي من يقصر في أداء مهامه، مما وطد الانضباط الإداري والعدالة في تولي المناصب.
وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، واصل الخلفاء الراشدون نهجه الإداري، كلٌ بأسلوبه الذي يعكس احتياجات عصره، فقد واجه أبو بكر الصديق رضي الله عنه تحديات كبيرة، أبرزها حروب الردة التي تعامل معها بحزم؛ مما أسهم في الحفاظ على وحدة الأمة، كما حرص على ترسيخ الاستقرار المالي، وأدار الموارد بفعالية لضمان استدامة الدولة، إلى جانب بدئه للفتوحات الإسلامية في العراق والشام؛ مما عزَّز نفوذ الدولة الإسلامية.
أما عُمر بن الخطاب فقد أحدث نقلة نوعية في الإدارة الإسلامية، حيث أنشأ الدواوين، مثل ديوان الجند وديوان الخراج، لتنظيم شؤون الدولة المالية والعسكرية، كما وضع نظامًا دقيقًا لمراقبة أداء الولاة والموظفين، لضمان النزاهة وتحقيق العدالة، ولم يقتصر إبداعه الإداري على ذلك؛ بل امتد إلى التخطيط العمراني، فأسس مُدنًا جديدة مثل الكوفة والبصرة مما أدى الى ارساء الاستقرار والتنمية وكان حريصًا على وضع تشريعات جديدة لحماية حقوق المواطنين وتنظيم الأسواق.
وعندما تولى عثمان بن عفان الخلافة ركز على التوسع العمراني، فعمل على توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المسلمين، كما ساهم في تطوير الأسواق وتنظيم التجارة مما أسهم في ازدهار الاقتصاد لكن إنجازه الأبرز كان توحيد المصحف الشريف، حيث جمع الأمة الإسلامية على مصحف واحد، مما ضمن وحدة المرجعية الدينية وساهم في الحفاظ على النص القرآني.
أما علي بن أبي طالب- كرَّم الله وجهه- فقد ركز على الإصلاح الإداري؛ حيث عمل على تعيين الأكفاء في المناصب الإدارية ومحاربة المحسوبيات كما حرص على تحقيق العدالة الاجتماعية، فاتخذ إجراءات لضمان توزيع عادل للثروات والموارد بين المسلمين وعلى الصعيد العسكري واجه تحديات داخلية كبيرة حيث خاض معارك للحفاظ على استقرار الدولة الإسلامية وحماية وحدتها.
نجد اليوم ان المبادئ الإدارية الإسلامية لا تزال صالحة للتطبيق في المؤسسات الحديثة؛ حيث يمكن دمجها مع أحدث المفاهيم الإدارية لضمان تحقيق الأهداف بكفاءة، مع الحفاظ على القيم الأخلاقية وتظل الحوكمة الرشيدة والتخطيط الاستراتيجي وإدارة الأداء من أهم الأسس التي يمكن توظيفها لتطوير المؤسسات وفق مبادئ الإدارة الإسلامية.
ويُثبت التاريخ أنَّ الإدارة الإسلامية نموذج فريد يجمع بين الكفاءة والعدالة، ويظل هذا النهج صالحًا للتطبيق في مختلف العصور وعندما يُدار أي نظام وفق المبادئ الإسلامية، فإنه يُحقق النجاح والاستدامة، مما يجعل الإدارة الإسلامية نموذجًا يُحتذى به عالميًا.
** باحث دكتوراه في الإدارة العامة