محمد يحيى الملاهي

في زمنٍ تكالبتْ فيه قوى الظلم والجور على غزة، وتخاذلتْ فيه الأنظمة العربيةُ عن مساندة إخوانها في فلسطين، بل وسعتْ بعضُها للتطبيع مع العدوّ الصهيوني، وقفَ اليمنُ صُلباً كالجبل، معبِّراً عن ضمير الأُمَّــة المغيب، متجاوزاً حدودَ الجغرافيا والصراعات الداخلية ليُقدِّم الغاليَ والنفيسَ دعماً غيرَ مسبوقٍ للمقاومة الفلسطينية.

لم تكن حملاتُ التبرع الشعبي، والوقفاتُ الاحتجاجية، والخروجُ إلى الساحات، مُجَـرّد تعاطفٍ فحسب، بل كانت إرثاً ثقافيًّا ودينياً متجذِّراً في ضمير الشعب اليمني. فتحتَ قيادة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، تحوَّل هذا الإرثُ إلى فعلٍ مقاومٍ تجسَّد في استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ الفرط صوتية نحو المواقع الحيوية للعدو، لتكونَ رسالةً للعالم: أنَّ القضية الفلسطينية ليست قضيةَ شعبٍ واحد، بل قضيةَ أُمَّـة بأكملها.

وبينما تنهكُ الحربُ والحصارُ اليمنَ، وتدفعُ به إلى أصعب مراحله الاقتصادية، تُنفقُ دولٌ عربيةٌ ملياراتِ الدولارات على دعم الاقتصاد الأمريكي، وعلى حفلاتِ الغناء والراقصات، وكأنَّ غزةَ ليست جرحاً في جسد الأُمَّــة. لكنَّ اليمنَ، رغم وضعه المزري، قدَّمَ لغزة ما لم تقدِّمه تلك الدولُ، مؤكّـداً أنَّ التضامنَ والوقوف مع فلسطين واجبٌ لا يتوقفُ على القدرة المالية، بل على الإيمانِ والالتزام، وكأنه يقول “القضية أكبر من أن تُقاس بالمال، وأعظم من أن تُحصر بالحدود”.

هذا الموقفُ لم يكن ردَّ فعلٍ عاطفي، بل ثمرةُ إيمانٍ عميقٍ بأنَّ الأرض المقدسةَ حقٌّ لأهلها، وأنَّ التضحيةَ في سبيلها واجبٌ دينيٌّ وإنسانيٌّ، امتثالاً لأمر الله: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعليكمُ النَّصْرُ﴾. فالشعبُ اليمني، المتشبِّثُ بهويته الإسلامية، رأى في نُصرة غزة امتداداً لمسيرته الجهادية عبر التاريخ.

وهكذا، بين حصار غزة وعدوان إسرائيل، وبين تخاذلِ البعضِ وشجاعةِ القلّة، وقف اليمنُ وحيداً كرمزٍ للتضحية، موقِّعاً بدمائه على صفحات الجهاد في سبيل الله، مُرسِلاً رسالةً للتاريخ: “الحقُّ لا يموتُ ما دام هناك من يضحِّي لأجله”.

ولن يكتفيَ اليمنُ بهذا، بل سيظلُّ – بقيادة السيد عبدالملك الحوثي – جاهزاً بكل قواته وإمْكَانياته، فإذا عاد العدوانُ على غزة، عاد اليمنُ بقوةٍ أشدَّ، ليُكرِّسَ مقولته الخالدة: “نحن جندُ القضية.. وسنبقى في الخندق الأول حتى النصر أَو الشهادة”.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

نجلاء العسيلي: عمال مصر هم الركيزة الأساسية لبناء الوطن ودعمهم واجب

أكدت النائبة نجلاء العسيلي، عضو مجلس النواب ووكيل لجنة ذوي الإعاقة بحزب الشعب الجمهوري، على الأهمية البالغة التي يمثلها عمال مصر في دعم الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية المستدامة، مشيرةً إلى أن عيد العمال يعد مناسبة وطنية عظيمة لتقدير جهودهم وتضحياتهم المتواصلة في سبيل بناء الوطن.  

وقالت العسيلي في تصريحات صحفيها لها اليوم: "عمال مصر هم العمود الفقري للاقتصاد، وهم الجنود المجهولون الذين يقفون خلف كل إنجاز اقتصادي أو صناعي. إن دعمهم وتقديرهم ليس مجرد تكريم، بل هو واجب وطني على عاتق الجميع، لأنهم المحرك الأساسي لعجلة الإنتاج".  

عضو الأمانة المركزية للشعب الجمهوري: عمال مصر بناة المستقبل وصناع الحضارة والتنميةفي عيدهم.. مزايا بالجملة لعمال مصر بالقانون الجديدبرلماني: عمال مصر سواعدها وقوتها في الجمهورية الجديدةبرلماني: الرئيس السيسي الداعم الأول لعمال مصر.. وهم شريك رئيسي في بناء الجمهورية الجديدة

وشددت النائبة على أهمية توفير بيئة عمل آمنة ولائقة للعمال المصريين، مع ضمان حقوقهم كاملة من خلال تشريعات تضمن الحماية الاجتماعية والصحية. وأوضحت أن المرحلة المقبلة تتطلب جهداً مشتركاً بين الدولة وأصحاب الأعمال وممثلي العمال لرفع كفاءة العمالة المصرية وتطوير مهاراتها لتتناسب مع احتياجات السوق المحلي والعالمي.  

وأضافت العسيلي: "علينا الاستثمار في الإنسان المصري، وذلك من خلال برامج تدريب وتأهيل مستمرة تواكب التطورات التكنولوجية والصناعية. هذا الاستثمار في الكوادر البشرية سيعود بالنفع على الجميع، حيث يعزز من الإنتاجية ويرفع من جودة المنتجات والخدمات المقدمة".  

وأشارت النائبة إلى التحديات التي تواجه سوق العمل، مؤكدةً أن الظروف الاقتصادية العالمية تتطلب تكاتفاً حقيقياً لدعم العمال وتقديم الحلول العملية للتغلب على الصعوبات، سواء من خلال تحسين الأجور أو تعزيز نظم الرعاية الصحية والاجتماعية.  

كما دعت العسيلي إلى تفعيل الحوار المجتمعي بين الحكومة وممثلي العمال وأصحاب الأعمال للوصول إلى حلول عادلة تحقق التوازن بين حقوق العمال ومتطلبات السوق، مشيرة إلى أن "رفاهية العامل المصري هي بوابة العبور إلى مجتمع متقدم ومستقر".  

وفي ختام حديثها، وجهت النائبة رسالة شكر وتهنئة إلى عمال مصر قائلةً: "كل عام وأنتم بخير، أنتم أبطال هذا الوطن، وبجهودكم نرى المستقبل أكثر إشراقاً".

طباعة شارك الشعب الجمهوري دعم الاقتصاد حزب الشعب الجمهوري مجلس النواب ذوي الإعاقة عمال مصر العمود الفقري

مقالات مشابهة

  • ذياب بن محمد يقدم واجب العزاء في وفاة والدة الشهيد إسماعيل عبدالقادر الملا
  • «القفال» يروي قصة «الملحمة 34»
  • مراقب إخوان سوريا الأسبق علي البيانوني يروي سيرته لـ عربي21.. هذه بدايتي
  • هيئة الإطفاء الإسرائيلية تعجز عن إخماد الحرائق بجبال القدس / شاهد
  • "الإبحار في فضاءات التعليم".. كتاب جديد يناقش 50 قضية تربوية معاصرة
  • الولايات المتحدة استهدفت نحو 1000 موقع في اليمن
  • "نار الله الموقدة".. الحرائق تلتهم المستوطنات الإسرائيلية وتحاصر جنود الاحتلال
  • نجلاء العسيلي: عمال مصر هم الركيزة الأساسية لبناء الوطن ودعمهم واجب
  • انتشار أمني وقيادة حذرة.. تفاصيل حالة المرور بشوارع العاصمة والجيزة
  • قداسة البابا يلتقي أبناء الكنائس الأرثوذكسية والموارنة برومانيا | صور