نصرالله في قلوب اليمنيين .. زخم ورسائل وفاء تسبق مراسم تشييعه
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
تقرير: جميل القشم
في لحظة مفصلية وفارقة من تاريخ الأمة، وفيما يستعّد أحرار العالم لتشييع سيد شهداء الأمة، السيد حسن نصرالله، أمين عام حزب الله، يفيض وجدان اليمنيين بمشاعر العرفان والوفاء لقائد صدح بالحق بلا هوادة، وظل سيفه مشرعًا في مواجهة الظلم والطغيان.
من مواقع التواصل إلى المنصات الإعلامية، تعج الساحة اليمنية برسائل التقدير والوفاء، في مشهد يعكس حجم الارتباط العاطفي والفكري الذي جمع بين اليمنيين وبين قائد لم يتوان يومًا عن مساندة قضاياهم والتعبير عن موقفه الصلب تجاه عدوان وحصار التحالف الأمريكي، السعودي والإماراتي على اليمن.
لم يكن السيد نصرالله مجرد زعيم سياسي في نظر اليمنيين فحسب، إنما كان رمزًا لمقاومة لا تعرف الخنوع، وصوتًا للمظلومين في زمن اشتد فيه الجور، طوال السنوات الماضية، اسمه حضر في وجدان اليمنيين، إذ خاطبهم في خطاباته، واستنهض فيهم العزيمة، وأثبت أن المقاومة ليست مجرد فكرة، بل عقيدة تمارس على الأرض.
ومع شيوع نبأ موعد تشييعه، تدافعت الكلمات على الألسنة والأنامل، لترسم لوحة من الحزن العميق، لكنها في الوقت ذاته، تبقى لوحة زاخرة بالفخر والإجلال لشخصية سكنت القلوب قبل أن تسكن ذاكرة التاريخ.
كتب الناشطون عبارات تمزج بين الرثاء والوفاء، تصف السيد نصرالله بأنه “القائد الذي لم يساوم والصوت الذي لم يخفت يوما أمام الاستكبار”، فيما عبر آخرون عن خسارتهم لرجل لم يكن لبنانيًا فقط، بل كان عربيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقائدًا تاريخيًا، حمل هم المستضعفين في كل بقاع الأرض.
وصفه البعض بقامة سامقة في ميادين العزة، وصوت صادح بالحق يوم أُسدل ستار الخذلان، وحين اجتمعت سيوف الغدر على اليمن، كان هو الرمح الذي لم ينكسر، والموقف الذي لم ينحنِ، بقي نبراسًا للأوفياء، ورمزًا خالدًا في سفر المواقف العظيمة.
لم تكن كلمات، الرثاء مجرد عبارات بروتوكولية، بل خرجت من قلوب أناس رأوا فيه نصيرًا لهم، رجلًا لم يكن صامتًا حين تخلى العالم عنهم، تداولوا خطاباته، واستعادوا مقولاته التي نقشت في ذاكرتهم، وأعادوا نشر صوره التي باتت رمزية للموقف والمبدأ.
رأى كثيرون أن السيد نصرالله لم يكن مجرد شخصية سياسية، وإنما كان مشروعًا متكاملًا من المقاومة والكرامة، عاش مدافعًا عن وطنه وعن الأمة، ومات شامخًا كما عاش، وكان أيقونة للصمود والإرادة، ورمزًا لموقف لا يلين أمام الظلم والاستبداد، ما جعله حاضرًا بقوة في وجدان اليمنيين الذين رأوا فيه حليفًا لقضيتهم وناطقًا باسم المظلومين في كل مكان.
تحولت وسائل ومنصات الإعلام إلى طوفان من الرسائل، ليس للتأبين والحزن بل لشحذ الهمم، ومناسبة لترسيخ القيم التي عاش لأجلها السيد نصرالله، وكأن الأثر الذي تركه لا يزول، بل يمتد ليلهب الحناجر ويملأ القلوب بالثبات، كيف لا؟ وهو القائد الذي نطق بالحق حين صمت الجميع، وفي أشد لحظاته، حين خذله القريب قبل البعيد.
ومع اقتراب موعد مراسم تشييعه، تتدفق رسائل العرفان والوفاء للسيد حسن نصرالله، بتدوينات تعكس حجم التأثر برحيل رجل لم يعرف التراجع، رجل كان صوته كالسيف، وحديثه يقينًا في زمن التردد، صوت الحق الذي دوى حين خفتت الأصوات، وراية العز التي خفقت يوم سقطت المواقف.
من كلمات الرثاء إلى مقاطع الفيديو والصور، ومن الأبيات الشعرية للخطابات المليئة بالعرفان، بدى اليمنيون كأنهم في حالة إجماع على تكريم رجل منحهم الإلهام وأمدهم بالعزم، كان السند الذي لم يتخل، والموقف الذي لم يساوم في زمن الخذلان.
دلالات استمرار الزخم الإعلامي ليس لاستذكار شخصية رحلت، بل بمثابة تجديد للعهد مع مبادئ المقاومة والوفاء لمن وقف إلى جانب الشعوب في أصعب اللحظات، فحين تكسّرت المواقف على صخرة المساومات، بقي نصرالله جبلًا لا تهزه الرياح، فارس المبدأ، وصرخة الأحرار، ونبض القضية الذي لا يخفت.
نخب واسعة من إعلاميين وسياسيين وأكاديميين، عبروا بمشاعر مفعمة بالعزة والإيمان عن مواقف سيد شهداء المقاومة الذي تفرد بثباته يوم تهاوت المواقف، واعتلى صهوة الحق حين ارتمى غيره في وحل الخنوع، فكان مثالًا للقائد الملهم، والمجاهد الاستثنائي على طريق القدس، وسيفًا مسلولا يشق غياهب الخذلان.
وفي خضم المشاعر العميقة، كان واضحًا أن اليمنيين لم يكتبوا فقط عن قائد فقدوه، بل عن رمز تتردد أصداؤه في أروقة التاريخ، ورثوا منه دروس العزة والكرامة، لأن العظماء وإن رحلوا، تخلّد مآثرهم في سفوح المجد، وسيرتهم تتحول إلى شعلة تنير درب الأحرار في كل زمان ومكان.
التفاعل الواسع، يمثل شهادة حيّة على العلاقة العميقة التي ربطت القائد نصر الله بشعب رأى فيه أنموذجًا للصمود والإباء، وكما خلّد التاريخ أسماء العظماء الذين دافعوا عن قضايا الأمة بصدق، يكتب اليمنيون اليوم بمداد الوفاء اسمه الذي سيظل محفورًا في قلوبهم، وحاضرًا في وجدانهم حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: السید نصرالله الذی لم لم یکن
إقرأ أيضاً:
حورية فرغلي: أنا رومانسية جدًا.. وشخصية «سلمى» في «سندريلا كيوت» تشبهني.. فخورة بالعمل مع وفاء عامر في «بنات همام»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تخوض النجمة حورية فرغلي السباق الدرامي الرمضاني هذا العام من خلال عملين، الأول مسلسل إذاعي بعنوان «سندريلا كيوت»، والثانى مسلسل «بنات همام»، الذى يعرض فى 15 حلقة بالنصف الثاني من الشهر الكريم.
ويعد «سندريلا كيوت» ثاني تجارب حورية الإذاعية بعد أن قدمت عام 2022 المسلسل الإذاعى «آدم وحورية» مع الفنان بيومي فؤاد.
وتجسد حورية بطولة مسلسل «سندريلا كيوت» ويشاركها البطولة الفنان عمر خورشيد، وهو من تأليف وإخراج عمرو عبده دياب.
«البوابة نيوز» تحاور حورية فرغلي، والتى تحدثت عن كواليس أعمالها فى شهر رمضان الكريم، وعلاقتها بالسوشيال ميديا، وتجربة تقديم مسلسل مكون من 15 حلقة لأول مرة، وغيرها من الموضوعات.. فإلى نص الحوار.
الفنانة حورية فرغلي ومحررة البوابة نيوز■ ما السمات الشخصية المميزة فى شخصية «منة» التى دفعتك لتقديمها فى «سندريلا كيوت» هذا العام؟
- أجسد فى المسلسل الإذاعى «سندريلا كيوت» شخصية فتاة تعمل فى الصحافة تتميز بخفة الظل، يحدث معها مواقف تدخل فى علاقة وتحب شاب، وتعرف معنى الحب، قصة بها رومانسية، ونشعر خلالها بروح الأسرة الواضحة فى علاقتها بأشقائها، أجواء نفتقدها أعتقد أنها كانت موجودة زمان، ومن الصعب أن نجدها حاليًا.
أيضًا فكرة أن تتلقى جوابات خلال الأحداث، أعجبت بها كثيرًا، فكيف هو الشعور عندما نتلقى جواب مكتوب بخط اليد؟ وعندما نتلقى رسالة إلكترونية على الهاتف المحمول، فارق كبير فى الإحساس ونشعر أن المرسل بذل مجهودًا جميلًا بالرسالة.
ويقدم قصة جميلة بعيدًا عن الأشياء السلبية التى نراها فى بعض الأعمال، حرصت على اختيار عمل راق يناسب جميع الأعمار، للأسرة، ويذكرنا بزمن الحب والحياة الحلوة.
■ فى المسلسل يظهر لك معجب سري، فما أغرب المواقف التى تعرضت لها مع المعجبين؟
- المعجبون يكونون عبر الإنترنت خلف الشاشات، ولكن فى الواقع الناس تكون لطيفة معى كثيرًا ولم أتعرض لمواقف سلبية الحمد لله.
■ فى المسلسل الإذاعى «سندريلا كيوت» أيضا تقدمين شخصية رومانسية، هل هى قريبة من شخصيتك فى الحقيقة؟
- بالطبع، أنا رومانسية جدًا، وحبيبة جدًا، وهى تشبهنى وأنا صغيرة.
■ وماذا أعجبك فى ورق مسلسل "بنات همام" عندما عرض عليك؟
- أعجبت بـ"بنات همام" لأنه يقدم زاوية مختلفة عن ريا وسكينة، لم تقدم من قبل، وبه قصة جديدة، هو ملمس مع قصتهم ولكنه مختلف تمامًا.
■ وكيف كانت كواليس التصوير مع الفنانة وفاء عامر؟
- الدويتو مع وفاء عامر فى الكواليس كان رائعًا، فهى فنانة محترفة واستمتعت بالعمل معها كثيرًا، وفخورة بالتعاون معها.
■ «بنات همام» يتناول حقب زمنية مختلفة، فكيف كانت تحضيراتك للشخصية؟
- ذاكرت الشخصية وأبعادها المختلفة، وكان هناك استايلست اهتمت بتفاصيل الملابس التى تلائم الحقب الزمنية المختلفة، وأنا إسكندرانية من نفس مكان القصة فأعرف طبيعة المكان جيدًا.
■ ألم تتخوفي من المقارنة مع من قدموا شخصية «سكينة» من قبل الفنانة الكبيرة سهير البابلى فى المسرحية الشهيرة «ريا وسكينة»، وأيضا الفنانة سمية الخشاب فى مسلسل «ريا وسكينة»؟
يا خبر أبيض، هن نجمات وحققن نجاحا كبيرا فى تلك الأعمال، هو الفكرة أننى أقدم العمل بشكل مختلف تماما عما قدم من قبل، برؤية جديدة، وأحببت أن أقدمها بطريقة مختلفة عن المعروف عن شخصية سكينة مسبقا.
■ كيف وجدت تجربة العمل على مسلسل مكون من ١٥ حلقة فقط؟
كانت تجربة مختلفة بالنسبة لي، إذ لأول مرة أقدم مسلسلا مكونا من ١٥ حلقة، أحب التمثيل واستمتع به لذلك أتمنى أن تمتد الحلقات أكثر.
■ قلت فى تصريحات سابقة أنك لا تحبين السوشيال ميديا، لماذا؟
التكنولوجيا والموبايل وهذه الأشياء، لا أحبها، أميل أكثر لحياتنا الطبيعية قبل عصر التكنولوجيا، التليفون الأرضي، والجوابات، كان العالم أكثر هدوءًا، وكنت سعيدة أكثر.
■ كيف تحافظين على هدوئك رغم ما تتعرضين له أحيانًا من هجوم أو تنمر؟
- طريقتى هى البعد تمامًا عن السوشيال ميديا، وأتعامل كأننى لم أعرف شيئًا عما يجري، لا أفتح مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة.
■ وكيف تقضين يومك الرمضاني بعيدًا عن التصوير؟
- يومى مثل الجميع، نهتم بالعبادات بشكل أكبر، وقراءة القرآن الكريم، فهو شهر فى السنة وعلينا أن نغتنم الفرصة به للتطهر وهذا ما أحتاجه التقرب إلى الله.
■ وماذا تحضر حورية لجمهورها بعد شهر رمضان؟
- أحصل على فترة إجازة، بعد عمل لأيام طويلة متواصلة فى التصوير والتسجيل، واختار من الأعمال التى تعرض على المناسب مع ما قدمته من قبل، ودائمًا أعد جمهوري بالأعمال المختلفة والمتميزة.