خطط لإجراء 5 تجارب إطلاق صاروخي في السلطنة خلال 2025
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
عزان بن قيس: "ميناء "إطلاق" الفضائي يسعى لترسيخ مكانة سلطنة عُمان كلاعب رئيسي في صناعة الفضاءالعالمية" توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات والشركة الوطنية للخدماتالفضائية (NASCOM)
مسقط- الرؤية
نظم ميناء "إطلاق" الفضائي صباح اليوم مؤتمره السنوي الأول لعام 2025 تحت رعاية صاحب السمو السيد كامل بن فهد آل سعيد الأمين العام بالأمانة العامة لمجلس الوزراءوحضور سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وسعادة عزان بن قاسم البوسعيدي وكيل وزارة التراث والسياحة للسياحة وعدد الرؤساء التنفيذيين للشركات العاملة في قطاعات الفضاء والقطاع المساندة للخدمات الفضائية.
وأوضح صاحب السمو السيد عزان بن قيس آل سعيد رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للخدمات الفضائية ناسكوم (NASCOM) التي يتبع لها ميناء "إطلاق" الفضائي خلال العرض الذي قدمه في المؤتمر الرؤية المستقبلية لميناء "إطلاق" الفضائي باعتباره أول ميناء فضائي تجاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأنه من خلال موقعه في ولاية الدقم يسعى لترسيخ مكانة سلطنة عُمان كلاعب رئيسي فيصناعة الفضاء العالمية، مؤكداً التزام ميناء "إطـلاق" بتعزيزالتعاون الدولي في استكشاف الفضاء.
وأشار صاحب السمو السيد عزان بن قيس في عرضه خلال المؤتمر إلى أن خطة ميناء "إطلاق" تتضمن إجراء خمس تجارب إطلاق صواريخ فضائية في عام 2025 ، وأن هذه التجارب والمهام تتضمن اختبار تقنيات فضائية تشمل الصعود والنزول المُتحكم به، أنظمة الهبوط، وكفاءة الوقود، حيث ستنفذ هذه التجارب بالتعاون بين ميناء "إطلاق" مع شركاء دوليين فيعمليات الإطلاق من الكويت والمملكة المتحدة ونيوزيلندا لتنفيذهذه المهام، وهذا التطور يعتبر خطوة مهمة لترسيخ مكانةعُمان كلاعب رئيسي في صناعة الفضاء العالمية، ويؤكد التزامإطـلاق بتعزيز التعاون الدولي في استكشاف الفضاء.
برنامج التكوين: بناء مستقبل عمان الفضائي
واشتمل المؤتمر السنوي "لإطلاق" على تقديم عروض توضيحية للبرامج التنفيذية التي تعمل عليها الشركة ومن بينها برنامج التكوين وهو مبادرة أطلقتها الشركة في عام 2024 لإنشاء إرث وطني عماني للإطلاق نحو الفضاء مستوحى من تاريخ عمان العريق في الملاحة البحرية حيث يرسم برنامج التكوين خطوات الانتقال إلى عصر الفضاء إنطلاقاً من أول تجربة إطلاق صاروخ فضائي على مستوى الشرق الأوسط قامت بها الشركة عبر مهمة دقم-1 التجريبية، ومروراً بالمسار المستقبلي لخطط الشركة لاستضافة المزيد من عمليات الإطلاق الفضائي الآمنة والقابلة للتنفيذ بين عامي 2025 و2027 وذلك من خلال التعاون مع عدة شركات تعمل في المركبات الفضائية التجريبية وشبه المدارية، وبهذا يضع ميناء "إطـلاق" الفضائي الأسس لعمليات إطلاق مدارية كاملة النطاق. وقد تم تصميم البرنامج ليكون قابلًا للإطلاق السريع، مما يضمن المرونة في جدولة الإطلاقات مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والاستدامة.
التزام بالسلامة والوصول المستدام إلى الفضاء
وقد تم خلال المؤتمر إلقاء الضوء على إجراءات السلامة التي يعتمدها ميناء "إطـلاق" الفضائي حيث تم التأكيد على أن تنفيذ جميع الإطلاقات الخمسة المخطط لها سيتم وفقًا لبروتوكولات سلامة صارمة ومعايير بيئية محكمة. ويتميز موقع الميناء في ولاية الدقم بمنطقة آمنة، مما يقلل من المخاطر ويعزز كفاءة الإطلاق.
اتفاقيات استراتيجية وشراكات صناعية
وقد شهد المؤتمر توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات والشركة الوطنية للخدماتالفضائية (NASCOM) إنطلاقاً من جهود الوزارة لتحقيق رؤية السياسة الوطنية لقطاع الفضاء والبرنامج التنفيذي لها ٢٠٢٣-٢٠٣٣ لتكون سلطنة عُمان البوابة الإقليمية لخدمات وتطبيقات الفضاء، وبموجب هذه الاتفاقية تم منح الشركة صفة “المؤسسة المؤهلة” لبناء وتشغيل موانئ الفضاء، وذلك تعزيزًا لطموحات السلطنة في أن تصبح مركزًا رائدًا في مجال الفضاء.
وتأتي هذه الاتفاقية لبناء قدرات القطاع الخاص العماني للشراكة في تنفيذ المشاريع الاستراتيجية وللعمل على جذب الاستثمارات الخارجية وكذلك نقل وتوطين التقنيات الحديثة. حيث وقع الاتفاقية نيابة عن الوزارة سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل الوزارة للاتصالات وتقنية المعلومات فيما وقع الاتفاقية عن الشركة صاحب السمو السيد عزان بن قيس آل سعيد رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية للخدمات الفضائية (NASCOM).
اتفاقية استراتيجية بين إطـلاق و PLD Space:
كوشهد المؤتمر توقيع ميناء "إطلاق" الفضائي لعدة اتفاقيات أهمها اتفاقية مع شركة الإطلاق الإسبانية PLD Spaceلتسهيل إطلاق مركبة (MIURA 5) من سلطنة عمان، وهو ما يمثل تقدمًا كبيرًا في التعاون بين أوروبا وعُمان. وتوقيع مذكرة تفاهم بين إطـلاق وSatMENA لخدمات المحطات الأرضيةللتعاون في خدمات المحطات الأرضية عبر الأقمار الصناعية ودعم العمليات للإطلاقات المستقبلية.
هوية بصرية جديدة
وشهد المؤتمر الإعلان عن الهوية بصرية لجديدة لميناء "إطلاق" الفضائي التي تعكس رؤيته العالمية الطموحة. بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الجمعية العمانية للفلك والفضاء هويتها البصرية الجديدة، تماشيًا مع جهود عمان المتنامية في قطاع الفضاء.
عن ميناء "إطلاق" الفضائي
يُعد ميناء إطلاق الفضائي أول ميناء فضائي تجاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويتمتع بموقع استراتيجي في ولاية الدقم، حيث يستفيد من قربه من خط الاستواء، مما يوفر كفاءة أعلى في عمليات الإطلاق وإمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من المدارات الفضائية. يوفر ميناء إطلاق الفضائي بنية تحتية متخصصة لعمليات الإطلاق تحت المدارية والمدارية، بما في ذلك مجمعات إطلاق متعددة، مرافق التحكم بالمهمات، وقدرات التكامل التي صُممت خصيصًا لدعم نشر الأقمار الصناعية التجارية، تنفيذ المهمات البحثية، وتعزيز التقنيات الفضائية الناشئة.
وبصفته بوابة سلطنة عمان إلى الفضاء، يلتزم ميناء إطلاق الفضائي بتعزيز التعاون الدولي، تطوير القدرات الفضائية الإقليمية، ودعم قطاع الإطلاق العالمي، مما يجعله ركيزة أساسية في تعزيز مكانة المنطقة على خريطة الفضاء الدولية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
حملة مسعورة للإعلام الصهيوني على عُمان
حمد الناصري
يقول الشاعر :
إذا أتتك مذمتي من ناقص// فهي الشهادة لي بأني كامل
خرجت علينا صُحف إسرائيلية مشهورة بإفتراءات وأكاذيب موجهة الى عُماننا الحبيبة في حملة شعواء غير مسبوقة، إذ نشرت صحيفة "ذا سايفر بريف" مقالا للكاتب الاسرائيلي آري هايستاين بتاريخ 13 مارس 2025، وآري هايستاين، مستشار لشركات إسرائيلية ناشئة ورئيس معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.
الكاتب تطرق في مقاله إلى دور سلطنة عُمان كوسيط في حل الكثير من النزاعات في اليمن لأكثر من ثلاثة عقود، ابتداءًا من مرحلة توحيد شمال اليمن وجنوبه في أوائل التسعينيات من القرن الماضي، وقيام عُمان بالتعاون في ترسيم الحدود مع اليمن. وتساءل الكاتب- بخبث الصهاينة المعروف- ما إذا كانت عُمان في الواقع وسيطًا مُحايدًا؟ وما إذا كان دورها الحالي في الساحة اليمنية يُعزز الاستقرار الإقليمي؟
ذلك التساؤل الذي طرحه الكاتب يتناقض مع مقدمة مقاله وفيما ذكره عن سلطنة عُمان ودورها الإقليمي غير الخاضع لسياسة الكيل بمكيالين، لذا أقول إن عُمان استحقت دورها الإقليمي لكونها قوة توازن جيوسياسية في المنطقة بسبب موقعها الاستراتيجي ومواقفها المبدئية والثابتة، ولا يخفى على أحد أنّ ثوابت عُمان الخارجية قائمة على مبادئ لها قيم وجذور من التعايش السلمي الآمن، وحُسن الجوار، ومن تلك الثوابت أنّ ما جعل السلطنة تمتنع عن الاشتراك كطرف في الكثير من النزاعات، والتزمت جانب الحياد الإيجابي، وخصوصًا التحالف العسكري في اليمن في 2015؛ مما سجّل لها موقفًا تاريخيًا كبلد آمن يحب السلام للناس أجمعين، وعالجت بحكمة الأزمات الإقليمية وملفاتها الشائكة، وقادت مُصالحة سياسية في اليمن عجز عنها غيرها.
إنّ سلطنة عُمان كانت تنظر إلى اليمن السعيد على أنه عُمق تاريخي وثقافي فاعل للسلطنة وللأمة العربية، ورأتْ أنّ وقوفها الحيادي إلى جانب اليمن سيكون له الدور الفاعل في حل الأزمة اليمنية، وأن اليمن يجب أن يحظى بقيادة شرعية تُمثله، وأنّ أهل اليمن أولى بتسيير شؤونهم دون أي تدخل خارجي فيها، إلّا بالكلمة الصادقة، دفعًا لأي مسوغ قد تُخلفه النشاطات المُتشظية والحروب العبثية، التي ستشل سعيه لثراء وحدته، وتوقف عجلة تقدمه، وتمنعه من القيام بدوره التاريخي جنبًا إلى جنب مع دول مجلس التعاون الخليجي.
تحدث الكاتب أوري هايستاين، بقلق حول مساعي يمنية لبناء علاقات مع روسيا الاتحادية، رغم ما يحدث في أوكرانيا، وعجز الغرب الغرب بأجمعه عن إضعاف روسيا، الأمر الذي يشكل خطرًا على مصالح الغرب في الشرق الأوسط، خصوصًا إذا ما تمكنت روسيا من الحصول على موطأ قدم في تلك المنطقة الحيوية من العالم.
ويذكر الكاتب حول مفاجأة أشغلته بملامحها، عندما نجحت سلطنة عُمان في التوسط وإطلاق سراح طاقم سفينة "جالاكسي ليدر"، مما يُعد نجاحًا مهمًا للدبلوماسية العُمانية، وبادرة من جماعة أنصار الله لتهدئة التصعيد. وليته قالها بقناعة، لكنه لم يتنازل عن خبثه رغم أن نجاح مساعي السلطنة لتحرير طاقم السفينة ساهم في تعزيز الأمن الإقليمي. ثم عاد وقد ناقض نفسه فقال "إن إطلاق سراح طاقم السفينة خطوة محسوبة لصالح الجماعة، وأن انطباع العواصم الغربية كان انطباعًا خاطئًا"؛ ذلك الانطباع لم يكن في محله؛ فاليمنيون كان لهم حوار مثمر، وتمكنوا من إبقاء باب الحوار مفتوحًا ومباشرًا لإبقاء فرص السلام قائمة.
وثمة أمر يدعو للريبة، أنه في خلال أسبوع واحد ظهرت مقالة تلو الأخرى تحمل كمية من الحقد الدفين لبلدنا ولأمتنا، وفيها من التشكيك الكثير في حسن نوايا السلطنة؛ حيث إن عُمان قدمت أقصى طاقاتها للجميع بلا مقابل ولعقود من الزمن فقط لغرض الاحتفاظ على التوازن ولنيل منافع الاستقرار.
ونشرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية في 18 مارس 2025، مقالا آخر للكاتب أمين إيكوب، عبَّر فيه عن حالة الاستياء والحقد تجاه مواقف السلطنة الداعمة لأهلنا في فلسطين، وأعاد المشهد الذي قد سبقه به زميله في صحيفة "ذا سايفر بليف"، فقال في مقاله: "إن على الولايات الأمريكية المتحدة أن تدرك عاملًا خطيرًا، وهو أن سلطنة عُمان التي تتمتع عاصمتها مسقط بسمعة الحياد والدبلوماسية، إلّا أن الواقع مغاير تمامًا لهذه الفكرة والأمر فيه خداع كثير".
ويعتقد الكاتب أن السلطنة تمارس أدوارًا كثيرة وأنها تخدع الغرب بمظهر الطرف المحايد.
وله ولأمثاله أقول إن المخادع والكاذب يظن أن كل الناس مثله وأن السلطنة لها تاريخ طويل في فض النزاعات والحياد الإيجابي ولطالما أثبتت أن مواقفها هي الأصح والأكثر صدقًا وموثوقية، وهي لا تطالب بمقابل لقاء مواقفها الرصينة والثابتة، ونحن في عُمان يزيدنا فخرًا أن تغضب إسرائيل ومن يساندها مَنَّا، ما دُمنا على الحق وعلى المبادئ.
إنّ سلطنة عُمان أعلنت في أكثر من ظرف وزمان، أن كل مساعيها كانت دومًا بوصفها طرفًا مُحايدًا، وأنّها ماضية في مساعيها على طريق السلام والحرية لكل الشعوب، على الرغم من محاولات بعض القوى الخارجية الكبرى لإفشال تلك المساعي، وأن قافلة عُمان ستسير بإذن الله وبحكمة قائدها المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- ولا يهمها صوت يعلو من هنا أو هناك.