المنزل المعجزة.. كيف نجا من حرائق هاواي وظل قائمًا وسط الدمار؟
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
منزل يقع على شاطئ البحر في مدينة لاهاينا بجزيرة ماوي الأميركية خطف الأنظار، بعد أن ظل بمنأى عن الحرائق المدمرة التي اجتاحت غابات ولاية هاواي الأسبوع الماضي، رغم الدمار الذي أصاب كل ما كان حوله.
وأظهرت اللقطات المصورة المنزل ذا السقف الأحمر والواجهة البيضاء، وهو لا يزال قائمًا وسط الدمار والبقايا المتفحمة للمدينة التاريخية.
وحسب الصور، لم تؤثر قطع الأخشاب المحترقة والحطام المتطاير في "المنزل المعجرة"، بأكثر من مجرد حرق بقع صغيرة من فناء العقار، وتأثر طلاء أحد جدرانه.
ووفق وسائل إعلام بريطانية، يعتقد مالكا المنزل؛ وهما: تريب ميليكين وزوجته دورا، أن "عملية التجديد التي جرت مؤخرًا للعقار أسهمت في حمايته من النيران التي اجتاحت المنطقة، رغم أنها لم تتضمن تنفيذ الأعمال الخاصة بمراعاة مقاومة الحرائق، أو أي شيء آخر؛ لأنه منزل خشبي بنسبة 100%".
وتضمنت أعمال التجديد استبدال السقف الإسفلتي الذي يساعد -وفق الخبراء- على اشتعال النيران بسقف آخر معدني من الفولاذ الثقيل، كما قلّل الزوجان -أيضًا- الشجر حول المنزل لتقليل مخاطر النمل الأبيض، ووضعا مكانها أحجارًا.
وقال ميليكين، إن قرار إزالة المناظر الطبيعية ووضع أحجار نهرية مكانها لنحو متر حول المنزل، لم يكن يهدف إلى الوقاية من الحرائق بالأساس، بل جاء لمنع الجريان السطحي للمياه، وتجمع النمل الأبيض حول المنزل.
وأضافت الزوجة، "نحن نحب المباني القديمة، لذلك أردنا تكريم المبنى فقط. ولم نغير المبنى بأي شكل من الأشكال، بل رمّمناه فقط".
من جانبه، قال مدير برنامج سياسة المناخ والطاقة في معهد ستانفورد وود للبيئة مايكل وارا، إن "من المحتمل أن يكون قرار ميليكين بإزالة المناظر الطبيعية المحيطة بالمنزل مباشرة، واستبدالها بأحجار الأنهار هي التي صنعت الفارق".
وأضاف، "ما يسميه الناس في مجال حرائق الغابات (المنطقة صفر)، أو (منطقة اشتعال الجمرة)، هو أحد العوامل الرئيسة في تحديد ما إذا كان المنزل سيحترق أو لا. من المهم للغاية عدم وجود أي شيء قابل للاحتراق على بعد 5 أقدام مباشرة حول المنزل".
ورغم أن الترميمات التي أجريت في المنزل لم تكن مخصصة لمقاومة الحرائق؛ لكنها في النهاية أنقذته من الدمار، إذ تعدّ الأسطح أيضاً عاملاً بالغ الأهمية في قابلية المنزل للحريق، لأنها توفر سطحًا للجمر الذي يهبط.
ووفق وارا، فإن "في الحرائق مثل تلك التي اندلعت في لاهينا، هناك كميات هائلة من الجمر المشتعل الذي يتطاير في الهواء. إذا كان هناك شيء بجوار المنزل قابل للاشتعال – مثل سياج خشبي أو شجيرة أو عشب جاف -، فإنه يتسبب في إشعال الهيكل غالبًا".
وفي حالة منزل فرونت ستريت، كانت عائلة ميليكين محظوظة لأن المنازل الأكثر تجهيزًا، يمكن أن تشتعل فيها النيران عندما تحترق المنازل المجاورة له.
وأوضح وارا، "في الأساس، تنتقل النيران عادة بين المنازل، لذلك يُنصح أصحاب المنازل بإزالة المناظر الطبيعية، وتركيب الصخور أو الممرات الغرانيتية حول بيوتهم".
ويُعدّ المنزل ضمن المساكن المعروفة باسم "المزارع العامية"، وهو نمط من البيوت التي شيدتها في الغالب شركات زراعة السكر والأناناس في أوائل القرن العشرين، حيث بُنيت من الخشب الأحمر في كاليفورنيا، الذي يتميز ببعض الخصائص الطبيعية المقاومة للحريق.
وقد نُقل المنزل إلى حي فرونت ستريت في 1925 من مزرعة قريبة، وظل لعقود من الزمن يُستخدم لإسكان موظفي شركات زراعة السكر والأناناس.
وتقدّر قيمة العقار الذي يبلغ عمره 100 عام تقريبًا، 4 ملايين دولار (3.13 مليون جنيه إسترليني)، واشتراه ميليكين وزوجته في 2021.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حول المنزل
إقرأ أيضاً:
حرائق تندلع بجبال القدس ونتنياهو يفرض التعبئة العامة في صفوف الإطفاء (شاهد)
أعلنت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأربعاء، حالة التعبئة العامة في صفوف فرق الإطفاء، في أعقاب اندلاع حرائق واسعة النطاق في بلدات قريبة من القدس، وسط استعدادات رسمية للتوجه بطلب مساعدات دولية للمساعدة في إخماد النيران.
ووفق ما أوردته القناة 12 العبرية، أُصيب ثلاثة من عناصر الإطفاء خلال مشاركتهم في جهود السيطرة على الحرائق المشتعلة في جبال القدس.
????عشرات فرق الإطفاء الإسرائيلية مدعومة بطائرات تحاول إخماد حرائق ضخمة اندلعت في مستوطنات غرب #القدس ومناطق أخرى. pic.twitter.com/hRyYdBa9NL — وطن. يغرد خارج السرب (@watanserb_news) April 23, 2025
وقد انضمت وحدات من الجيش الإسرائيلي إلى عمليات الإطفاء، لا سيما بين مدينتي القدس وتل أبيب، نتيجة موجة حر شديدة تضرب المنطقة.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية، عبر منصة "إكس"، عن إجلاء سكان بلدات بيت مئير، إشتاؤول، ومسيلات تسيون الواقعة بين المدينتين، في حين توقفت حركة القطارات في بعض المناطق المجاورة.
وأشارت الشرطة إلى أن فرق الإطفاء، مدعومة بطائرات خاصة، تواصل عملياتها لاحتواء الحرائق التي امتدت شمالًا باتجاه شارع رقم 1.
من جهته، أوضح جيش الاحتلال في بيان له أن قوات من لواء الإنقاذ التابع للجبهة الداخلية، إلى جانب وحدات من سلاح الجو وقسم التكنولوجيا واللوجستيات، يشاركون في عمليات الإطفاء، بدعم من طائرة تصوير جوي.
وفي بيان منفصل، أوضحت الشرطة أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أجرى تقييماً ميدانياً للأوضاع من غرفة قيادة عمليات مكافحة الحرائق في بلدة إشتاؤول، بحضور مفوض الشرطة داني ليفي، ومشاركة وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير عبر الهاتف من الولايات المتحدة.
ووجه مفوض الشرطة تعليماته للقوات بالاستعداد لفترة الليل، والاستمرار في العمل على الطرق السريعة وداخل البلدات باستخدام كافة الوسائل، بما في ذلك الطائرات التابعة للشرطة.
وفي السياق، نقلت صحيفة "معاريف" العبرية أن مفوض الشرطة أعلن التعبئة العامة لجميع رجال الإطفاء في محاولة لاحتواء النيران ومنع تمددها إلى مناطق جديدة.
وفي كلمة متلفزة، دعا نتنياهو إلى بذل أقصى الجهود للحد من الخسائر، مشددًا على ضرورة الاستمرار في العمليات الليلية رغم التحديات، حيث تزيد الرياح من خطر تجدد النيران. كما طالب باستخدام طائرة "شمشون" (سوبر هركيوليز) لدعم عمليات الإطفاء الجوية.
وقال نتنياهو: "في حال أصبحت أي بلدة مهددة بتطويق النيران، يجب إخلاؤها فورًا ومنع الدخول إليها تمامًا"، مؤكدًا أن حماية خط القدس أولوية.
ولم يستبعد نتنياهو إمكانية طلب دعم خارجي، خصوصًا من دول مثل اليونان، للمساهمة في عمليات الإخماد.
وأعلنت هيئة الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية أن 11 طائرة إطفاء وأكثر من 100 طاقم من مختلف أنحاء البلاد يشاركون حاليًا في السيطرة على الحرائق بمنطقة إشتاؤول في جبال القدس.
وفي تغريدة له على منصة "إكس"، أعرب زعيم المعارضة يائير لابيد عن تمنياته بالشفاء العاجل لرجال الإطفاء المصابين، آملاً في عودة العائلات التي تم إجلاؤها إلى منازلها في أسرع وقت ودون أضرار.