محلل عسكري: أوروبا أمام خطر محدق وهذا ما سينقذها
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
أكد محلل عسكري، في مقال مطول نشرته مجلة فورين بوليسي الأميركية، أن الوقت حان لكي تبادر أوروبا لصياغة منظومة للدفاع خاصة بها، في ظل خلافات عميقة بدأت تظهر للعلن بينها وبين الولايات المتحدة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترامب.
وغارفان والش هو مستشار السابق للسياسة الأمنية الوطنية والدولية لحزب المحافظين البريطاني، ومؤسس مشارك لمجموعة "آنهاك ديموكراسي" التي تعمل في المجر.
وأوضح والش أن الملف الأوكراني يبرز بوضوح الحاجة الملحة لإستراتيجية دفاع أوروبية خالصة، حيث وجهت القيادة الأميركية الجديدة انتقادات لاذعة لكييف، كما أن واشنطن بدأت تتحدث عن مفاوضات سلام مع روسيا في غياب أوكرانيا.
وأبرز أن الإستراتيجية الأوروبية لا تعني القطيعة مع الحليف الأميركي، فبإمكان أوروبا أن ترد لكن من دون تصعيد مباشر ضد الولايات المتحدة، بل عليها أن تعمل على تقوية العلاقات مع الأعضاء الفاعلين في الحزب الجمهوري.
إجراءات فوريةوشدد والش على أن هناك عدة إجراءات لا مناص من اتخاذها فورا إن أرادت أوروبا الدفاع عن مصالحها الإستراتيجية في مقابل التهديد الروسي، وتخاذل الحليف الأميركي في الوقت الحالي.
أهم تلك الإجراءات المسارعة إلى إشراك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في القمم الأوروبية لإبراز قيمة أوكرانيا وتشبث الأوروبيين بها، وذلك إلى جانب التعجيل بمصادرة 150 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة في البنوك الأوروبية، والتعامل معها باعتبارها تعويضا يقدم لأوكرانيا عن أضرار الحرب الروسية، ويمكن أيضا استخدامها في الصناعات الدفاعية في أوكرانيا وأوروبا.
إعلانوقال الكاتب إن الدول الكبرى ضمن الاتحاد الأوروبي عليها أن ترفع فورا نسبة الإنفاق الدفاعي إلى ما يعادل 3% من الناتج المحلي الإجمالي، ووضع خطط لرفعه إلى 5% في غضون السنوات الثلاث المقبلة.
كما يتعين على الدول الأوروبية أن تزيد من إنتاجها من الأسلحة النووية، حيث تمتلك كل من فرنسا وبريطانيا الأسلحة والتكنولوجيا اللازمة، لكنهما لا تستطيعان تحمل تكاليف زيادة ترسانتيهما وحدهما، لذلك على الدول الكبرى المشاركة في التكاليف.
السرعةكما شدد والش على أهمية أن ترسل السويد كل طائراتها المقاتلة من طراز جريبن إلى أوكرانيا، فهي ذات قدرة قتالية عالية، كما أن تكلفة صيانتها منخفضة بالمقارنة مع طائرات إف-16 الأميركية.
مثلما يتعين على النرويج -يتابع والش- استخدام أرباحها التي حققها صندوقها النفطي لتمويل المجهود الحربي، وأيضا المملكة المتحدة ملزمة بإعادة فتح مصانع إنتاج قذائف المدفعية، وهو المشروع الذي كان يفترض أن يتم عام 2022.
وشرح المحلل العسكري أن أوروبا ملزمة الآن أيضا بالتخطيط لحالات طوارئ يمكن أن تواجه في القوات الروسية في غياب الولايات المتحدة بذريعة أن الحليف الأميركي ربما يكون مشغولا بالملف الآسيوي، وهو ما يعني تعديلا في العقيدة العسكرية الأوروبية، واستخدام القوات بمختلف أشكالها لأداء مهام خاصة.
وشدد غارفان والش على أن السرعة في اتخاذ هذه القرارات وغيرها هي الجوهر الحقيقي، إذ لا يجوز التأخر أكثر في اتخاذ ما يلزم لحماية المصالح الإستراتيجية الأوروبية، ولا يمكن الانتظار -مثلا- حتى يتشكل تحالف سياسي جديد في ألمانيا بعد الانتخابات، وهي العملية التي قد تتطلب أشهرا.
وحذر من أن التهاون في اتخاذ القرارات الضرورية العاجلة من شأنه أن يهدد استقرار أوروبا ويزيد احتمال اندلاع حرب أوروبية أخرى.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تحليل استخباراتي: الصين أكبر تهديد عسكري وإلكتروني لأمريكا
البلاد- وكالات
وفقًا لتقرير جديد نشرته وكالات الاستخبارات الأمريكية الثلاثاء، تبقى الصين أحد أبرز المخاطر التي تهدد الأمن القومي الأمريكي. حيث تمتلك القدرة على ضرب الولايات المتحدة بأسلحة تقليدية، وشن هجمات إلكترونية لاختراق بنيتها التحتية واستهداف أصولها الفضائية.
كما يشير التقرير، الذي يُعد تقييمًا سنويًا للمخاطر، إلى سعي الصين الحثيث لإزاحة أمريكا عن الصدارة في مجال الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030.
وقال التقرير إن روسيا، ومعها إيران وكوريا الشمالية والصين، تسعى إلى تحدي الولايات المتحدة من خلال حملات مدروسة لتحقيق تفوق عسكري، وإن حرب موسكو في أوكرانيا قد منحتها “دروسا قيمة في مواجهة الأسلحة والمخابرات الغربية في حرب واسعة النطاق.
وتُعد هذه التطورات الواردة في التقرير دافعًا لإعادة تقييم الاستراتيجيات الأمنية الأمريكية، وتحفيز التعاون الدولي لمواجهة التهديدات المتزايدة في مشهد جيوسياسي معقد ومتغير.