رقم غير مسبوق…24.7 مليون مغربي يشملهم التأمين الإجباري عن المرض لأول مرة
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
زنقة 20. الرباط
أفاد الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، اليوم الخميس، بأن عدد الأشخاص المؤمنين الذين يشملهم نظام التأمين الإجباري عن المرض (أمو/ الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي)، تجاوز 24,7 مليون مستفيد خلال سنة 2024، سواء كانوا من أجراء القطاع الخاص أو العمال غير الأجراء أو المستفيدين من (أمو تضامن) أو (أمو الشامل)، وذلك بعد ثلاث سنوات من إطلاقه.
وأوضح السيد بايتاس، في لقاء صحفي عقب انعقاد مجلس الحكومة، أن ورش الحماية الاجتماعية، الذي أطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس هو ورش وطني يعكس الإرادة القوية للمملكة من أجل إرساء الدولة الاجتماعية.
وسجل أن “الحكومة نجحت خلال الآجال المحددة، في تنفيذ المحور الخاص بتعميم التغطية الصحية لفائدة الأشخاص غير القادرين على أداء واجبات الاشتراك عبر نظام “أمو تضامن”، حيث تم تحويل المستفيدين تلقائيا من نظام “راميد” إلى النظام الجديد مع الحفاظ على نفس المكتسبات”، مبرزا أن الحكومة تكفلت بأداء اشتراكاتهم لفائدة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بميزانية سنوية تبلغ 9,5 مليار درهم.
وأشار الوزير إلى أن هذا الإجراء مكن من فتح باب الاستفادة لحوالي 11,1 مليون مؤ من، بمن فيهم ذوو الحقوق، ابتداء من فاتح دجنبر 2022، مؤكدا أن “النظام الجديد لم يقص أحدا”.
وأضاف أن الحكومة مكنت فئات المهنيين والعمال غير الأجراء من الاستفادة من هذا الحق، بعد اعتماد مقاربة تشاركية مع الهيئات الممثلة لهذه الفئات، وإلغاء الديون المستحقة للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي المتعلقة بالتأمين الإجباري الأساسي عن المرض، مع الإعفاء الكلي للعمال غير الأجراء من الغرامات ومصاريف التحصيل حتى 30 يونيو 2023، مبرزا أن هذه الإجراءات سمحت بتسجيل أكثر من 1,7 مليون إلى حدود متم يناير 2025، ليبلغ إجمالي المستفيدين 3,9 مليون فردا.
وتابع أنه لتمكين الأشخاص القادرين على دفع الاشتراكات والذين لا يزاولون أي نشاط مأجور أو غير مأجور من التغطية الصحية، عملت الحكومة على إقرار نظام “أمو الشامل”، كإطار اختياري جديد، معتبرا أنه من خلال هذه الأنظمة المختلفة للتأمين الإجباري عن المرض، لن يتم استبعاد أي مواطن مغربي من التغطية الصحية الأساسية.
ولفت إلى أن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي قام بتوسيع شبكة الوكالات لتنتقل من 120 إلى 174 وكالة، بالإضافة إلى 65 وكالة متنقلة، وذلك بعد ارتفاع عدد ملفات التعويض المقدمة يوميا إلى هذا الصندوق من 22 ألف ملف سنة 2021 إلى أكثر من 110 آلاف ملف في دجنبر 2024.
كما تم، حسب الوزير، إطلاق أزيد من 25 حملة تواصل متعددة القنوات، وتنظيم أكثر من 8400 قافلة جهوية وأكثر من 4200 لقاء مع المنظمات المهنية قصد توعية المواطنين المعنيين بهذا الورش بضرورة الاشتراك والدفع وإطلاعهم على إجراءات وطرق الاستفادة من التغطية الصحية.
وفي ما يخص تأهيل المنظومة الصحية، أكد السيد بايتاس أن الحكومة أولت أهمية قصوى لهذا الورش وفق رؤية هيكلية تقوم على ثلاثة مرتكزات أساسية، تتمثل في اعتماد حكامة جيدة وفعالة داخل القطاع الصحي، وتثمين الموارد البشرية باعتبارها الركيزة الأساسية لنجاح أي إصلاح، وتأهيل البنى التحتية مع تعزيز البعد الجهوي لضمان العدالة في توزيع الخدمات الصحية.
وسجل الوزير أن ميزانية وزارة الصحة والحماية الاجتماعية شهدت ارتفاعا واضحا لتصل إلى 32,6 مليار درهم لسنة 2025، كما تم تنفيذ برنامج توسيع وتأهيل العرض الاستشفائي من خلال تعزيز الطاقة السريرية للمؤسسات الاستشفائية بحوالي 2200 سريرا منذ سنة 2022.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الوطنی للضمان الاجتماعی التغطیة الصحیة عن المرض
إقرأ أيضاً:
"المراهقة": كيف يتحول الشباب إلى التطرف عبر وسائل التواصل الاجتماعي
تشير البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) إلى استمرار ارتفاع معدلات جرائم السكاكين في إنجلترا
تم عرض الدراما البريطانية "Adolescence"، المكونة من أربعة أجزاء، لأول مرة الأسبوع الماضي على منصة نتفليكس، حيث لاقت استحسانًا واسع النطاق. تدور أحداث العمل حول تداعيات جريمة قتل فتاة في الثالثة عشرة من عمرها على يد زميلها في نفس المرحلة الدراسية. كل حلقة تقدم نظرة متعمقة من خلال لقطة واحدة مستمرة، تستعرض جوانب مختلفة من تبعات الجريمة: بدءًا من عملية الاعتقال الأولي، مرورًا بالتحقيقات داخل المدرسة، والتقييم النفسي للجاني، ووصولاً إلى ردود فعل والديه.
تستعرض الدراما بعمق تأثيرثقافة الذكورة السامة في صياغة مسار هذه المأساة. وتحديدًا في الحلقة التي تدور حول المدرسة، يتم تسليط الضوء على الدور الخطير الذي تلعبه شخصيات مؤثرة في إنتاج المحتوى الذكوري، مثل أندرو تيت، كقوة متطرفة تؤثر بشكل مقلق على عقول الفتيان الصغار داخل المجتمع البريطاني.
وأعرب الكاتبان والمخرجان المشاركان في تأليف المسلسل، جاك ثورن وستيفن غراهام، عن طموحهما بأن يسهم العمل في إحداث تغيير حقيقي داخل المجتمع. وقالا: "نرغب في أن يُعرض هذا المسلسل في المدارس، ونريد أن يكون حاضرًا في البرلمان. إنه موضوع بالغ الأهمية، خاصة وأن هذه القضية تزداد تعقيدًا وسوءًا مع مرور الوقت."
وقال رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أنه شاهد مسلسلا برفقة ابنه البالغ من العمر 16 عامًا وابنته التي تبلغ 14 عامًا. وفي رده على سؤال حول ما إذا كان يدعم عرض العمل في البرلمان والمدارس، قال: "إنه عمل درامي قوي يستحق المشاهدة. والعنف الذي يمارسه الشباب تحت تأثير ما يتعرضون له عبر الإنترنت يشكل تحديًا حقيقيًا. وإنه أمر مقلق للغاية، ويجب علينا جميعًا أن نتصدى لهذه الظاهرة بجدية."
جرائم السكاكين ضد النساءتشير البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS) إلى استمرار ارتفاع معدلات جرائم السكاكين في إنجلترا وويلز، حيث سجلت زيادة بنسبة 4.4% خلال العام الماضي. كما كشفت الإحصائيات أن الأدوات الحادة استُخدمت في 41% من جرائم القتل المسجلة خلال العام المنتهي في مارس 2024.
وأظهرتالبياناتأن جرائم الاغتصاب والاعتداء الجنسيسجلتا أعلى معدلات زيادة بين الجرائم المرتبطة باستخدام السكاكين خلال السنوات الأربع الماضية. وفي تلك الفترة، شهدت النسبة المئوية لجرائم السكاكين المتعلقة بالشروع في القتل والسرقة انخفاضًا، بينما ارتفعت جرائم الاغتصاب بنسبة 16.7%.
وعلى الرغم من أن ضحايا جرائم الاغتصاب والاعتداء الجنسي يمكن أن ينتموا إلى أي جنس، إلا أن هذه الجرائم تستهدف النساء بشكل رئيس في معظم الحالات. وكشفت الإحصائيات الصادرة العام الماضي أن عدد النساء اللواتي قُتلن أو أُصبن أو تعرّضن للتهديد باستخدام السكاكين قد ارتفع بأكثر من الضعف خلال فترة خمس سنوات.
في عام 2023، لقيت المراهقة المتحولة جنسيا بريانا غهي، البالغة من العمر 16 عامًا، مصرعها على يد زميلين لها في المدرسة. وتم الحكم على الجانييْن بالسجن مدى الحياة في العام الماضي، بعد أن أكدت المحكمة أن الدافع الأساسي وراء الجريمة كان ميولهما السادية، إلى جانب كراهيتهما للمتحولين جنسيًا كعامل ثانوي.
ويسلط مسلسل "المراهقة" الضوء على الدور الذي تلعبه الشخصيات المؤثرة في نشر ثقافة الذكورة السامة عبر الإنترنت، وما يترتب على ذلك من دفع الرجال والفتيان الصغار نحو تبني موقف عدائي تجاه النساء.
ويروي "هذا المسلسل قصة طفل ارتكب خطأً جسيمًا أدى إلى أضرار كبيرة. ولكي نتمكن من فهم دوافعه، يجب أن نستوعب الضغوطات التي واجهها." "تلوثت أفكار جيمي بالمحتوى الذي تعرّض له عبر الإنترنت، والذي بدى له منطقيًا وجذابًا، حيث قدم إجابات سهلة لأسئلته حول الوحدة والعزلة، مما قاده في النهاية إلى اتخاذ خيارات كارثية للغاية."
قال ثورن: "يجب أن نفهم المواد التي كان يستهلكها، وهو ما يعني بشكل خاص الغوص في عمق الإنترنت ومجتمع المانوسبير وثقافة الإنسل."
يُشير مصطلح "المانوسفير" إلى ثقافة فرعية على الإنترنت تجمع رجالاً يناقشون نظريات معادية للنساء كرد فعل على الحركات النسوية. غالبًا ما تشكل هذه المساحات الرقمية ملاذًا لأولئك الذين يعرّفون أنفسهم بـ "الإنسلز" (العازبين غير الطوعيين)، والذين يبررون عجزهم عن إيجاد شركاء جنسيين بتوجيه اللوم لتوقعات النساء. وفي مسلسل "المراهقة"، يتم تصوير الشاب الجاني كجزء من هذه البيئة الرقمية السامة.
كيف تؤثر شخصيات الإنترنت على المعتقدات والسلوكيات؟في عالم الرجال، يحتلأندرو تيت مكانة بارزة كأحد أشهر المؤثرين. هذا الشخص البريطاني-الأمريكي، البالغ من العمر 38 عامًا، برز بشكل لافت في السنوات الأخيرة بفضل محتواه الفيروسي الذي يروّج لآراء معادية للنساء. يقول تيت: "أنا واقعي، وعندما تكون واقعيًا، فأنت بالضرورة متحيز جنسيًا. من المستحيل أن تكون مرتبطًا بالواقع ولا تكون متحيزًا تجاه الجنس الآخر."
إلى جانب مؤثرين بارزين آخرين في هذا المجال، مثل جوردان بيترسون وحمزة أحمد، ساهم تيت في دفع شريحة كبيرة من الشباب إلى اعتناق فكرة أن رفض القيم النسوية والمساواة هو السبيل لتحقيق النجاح.
من جانبه، أكد الموسيقار البريطاني سام فندر أنه لم يشعر بالدهشة حيال "انخداع جميع الفتيان الشباب بدعاوى ديماغوجيين مثل أندرو تيت."
وأضاف صاحب أغنية "17 Going Under" قائلاً: "يتعرض هؤلاء الفتيان للتشهير المستمر، ويُزرع في أذهانهم شعور بأنهم هم المشكلة. إنها الرواية التي تُروى دائمًا للفتيان البيض القادمين من المناطق النائية."
تم اعتقالأندرو تيت إلى جانب شقيقه تريستان في رومانيا عام 2022، ووُجهت إليه لاحقًا تهمة رسمية بالتورط في عصابة إجرامية تعمل على استدراج النساء إلى البلاد لاستغلالهن.
كما يواجه الأخوان دعوى مدنية إضافية مقدمة من امرأة أمريكية تتهمهما فيها بإجبارها على العمل في مجال الجنس، إلى جانب توجيه اتهامات لهما بالاتجار بالبشر والاغتصاب في المملكة المتحدة. ويُنكر الرجلان جميع الاتهامات الموجهة ضدهما.
وعلى الرغم من التهم الموجهة ضدهما، تمكّن الأخوان تيت من الفرار إلى الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني بعد أن أعادت محكمة استئناف رومانية قضيتهما إلى الادعاء العام. يحمل الأخوان الجنسية الأمريكية، وكلاهما قدّم دعمه لحملة دونالد ترامب الرئاسية خلال العام الماضي.
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إدارة ترامب قد لعبت دورًا في تمكين الثنائي من تجاوز قرار حظر السفر. ومع ذلك، يُعرف أن ريتشارد غرينيل، المبعوث الخاص للرئيس ترامب، قد أثار قضيتهما مع وزير خارجية رومانيا، إميل هوريزيانو.
نفى ترامب بنفسه أي معرفة سابقة بـ "أندرو تيت"، إلا أن الثنائي تم التطرق إليه من قبل كل من إيلون ماسك ودونالد ترامب الابن. وبالمثل، وصف السياسي البريطاني المناهض للهجرة نايجل فاراج العام الماضي أندرو تيت بأنه "صوت مهم" يمثل الشباب والفتيان.
الانقسامات السياسية بين الجنسينقد يسهم هذا التقارب بين الشخصيات المؤثرة في عالم الرجال والتيارات اليمينية في تعميق الانقسامات السياسية المتنامية بين الرجال والنساء. فقد كشفت الأبحاث التي أجريت العام الماضي أن جيل Z يشهد انقسامًا سياسيًا على أساس الجنس، وهو أمر لم يسبق أن شهدته الأجيال السابقة بهذا الشكل الواضح.
ويظهر أنالرجال البريطانيين من جيل Z يميلون إلى اليمين بنسبة تزيد عن 25% مقارنة بالنساء. وفي الولايات المتحدة، تميل النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و30 عامًا إلى الليبرالية بنسبة تصل إلى 30% مقارنة بالرجال في نفس الفئة العمرية. كما توجد فجوة سياسية مشابهة الحجم بين الرجال والنساء في ألمانيا.
وتم اكتشاف هذا الاتجاه لأول مرة في كوريا الجنوبية، حيث شهدت الفجوة السياسية بين الجنسين انقسامًا متزايدًا خلال العقد الماضي، مما أدى إلى تعميق الانقسامات الاجتماعية. وفي الوقت نفسه، شهدت البلاد انخفاضًا ملحوظًا في معدلات الزواج والمواليد، وهو ما يُعزى إلى حد كبير إلى آراء وتوجهات الرجال.
إذا كانت الشخصيات المؤثرة مثل أندرو تيت تتحمل مسؤولية توسيع الفجوة بين الجنسين، فإن ذلك يتمثل في تأثيرها على الشباب من خلال المحتوى المعادي للمرأة الذي تنشره على وسائل التواصل الاجتماعي.
اتخذت أستراليا إجراءً بارزًا للتصدي لتأثير وسائل التواصل الاجتماعي الضار على المراهقين، حيث أقرت الحكومة تشريعًا في أواخر العام الماضي يحظر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون سن 16 عامًا.
وفي المملكة المتحدة، اقترح السياسيون اتباع نهج مماثل. ومن المقرر أن تطبق البلاد قانون السلامة على الإنترنت (OSA)، وهو إطار جديد من القوانين يهدف إلى تعزيز حماية الأطفال والبالغين على الإنترنت. يستهدف هذا القانون منع الشباب من الوصول إلى المحتوى الضار، إلا أنه واجه انتقادات قبل التنفيذ لعدم معالجته بشكل كافٍ دور شركات التكنولوجيا في استضافة محتوى قد يكون متطرفًا أو ضارًا.