د. كهلان الخروصي: القانون الدولي الإنساني يواجه ازدواجية المعايير في النزاعات المعاصرة
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
القوة الناعمة للجماهير سلاح جديد للضغط على صناع القرار
كان للمؤتمر الدولي «القانون الدولي الإنساني فـي ضوء الفقه الإسلامي»، الذي اختتم فعالياته أمس أثر بالغ فـي النفس، وذلك أنه جاء ليناقش قضية واقعية تجسدها معانات إخواننا فـي غزة وفلسطين جراء العدوان الغاشم الذي قام به الكيان الصهيوني وأعوانه فـي تدمير القطاع ومحاولة جعله مكانا غير قابل للعيش، إلا أن العزيمة الفلسطينية وتجذر حب الوطن والدفاع عن القضية التي تتجاوز المكان والزمان جعلتهم يعودون للعيش فـي قطاع غزة واستئناف الحياة فـيه وإعادة إحيائه.
ومن أبرز الكلمات التي تركت فـي ذاكرتي انطباعا خاصة هي كلمة لفضيلة الشيخ الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي، مساعد المفتي العام لسلطنة عمان والتي أشار فـيها إلى مفارقة مؤلمة تتعلق بمؤتمر مشابه عقد قبل عشر سنوات فـي الجامعة الإسلامية فـي غزة، حيث كان من بين المشاركين ممثل للجنة الدولية للصليب الأحمر، وقال فضيلته: إن قاعة ذلك المؤتمر قد تعرضت للتدمير، وأن العديد من الباحثين المشاركين فـيه قد قضوا نحبهم، مما جعل صوت المؤتمر خافتاً وغير مؤثر على ضمير الإنسانية، حيث تجاهل العالم أصواتهم وصمّت آذانه وأغمض عينيه عن معاناتهم، مؤكدا على ضرورة أن لا تتكرر هذه التجربة المؤلمة، بل يجب أن يكون هذا المؤتمر الحالي صادعاً بالحق، موضحاً أسس العدالة، ومبيناً قواعد القانون الدولي الإنساني وضوابطه، بما يُمكن من تطبيقه وتنفـيذه بما يحقق العدالة والسلام فـي العالم.
وأكد فضيلته أن المؤتمر يمثل فرصة للعلماء والباحثين لتقديم اجتهاداتهم العلمية، ودراسة القضايا الإنسانية وفق أصول الشريعة الإسلامية المستمدة من كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، بهدف تقديم حلول قائمة على أسس علمية رصينة، تسهم فـي معالجة التحديات الإنسانية المعاصرة،
وأشار إلى أن التراث الإسلامي يزخر بالكثير من الكنوز الفقهية المتعلقة بفقه الدولة والقانون الدولي الإنساني، والتي لم ينفض عنها الغبار بعد رغم الحاجة الملحة إليها، كما أوضح أن آيات القرآن الكريم تزخر بنصوص تتصل بالقانون الدولي الإنساني، إذ يدعو الإسلام إلى تحقيق السلم والسلام، ومنع النزاعات المسلحة، وتقليل أضرارها فـي حال وقوعها، مع ضمان حقوق غير المقاتلين، وحماية المؤسسات والمرافق المدنية، وتقديم العناية بالأسرى والنساء والشيوخ والأطفال وكل من لا علاقة لهم بالنزاعات المسلحة، وأن الأمل معقود على أن يخرج المؤتمر بخلاصات علمية جديدة تسهم فـي تطوير هذا المجال وتعزز مبادئ القانون الدولي الإنساني من منظور الفقه الإسلامي.
يتقاطع مع مبادئ الفقه الإسلامي
وأوضح أن ما توصل إليه المجتمع الدولي من قوانين تهدف إلى حفظ كرامة الإنسان، وتقليل آثار النزاعات المسلحة، وتعزيز الأمن والسلم الدوليين، يتقاطع فـي كثير من جوانبه مع مبادئ الفقه الإسلامي، الذي أسس قواعد راسخة فـي هذا المجال، وأن عُمان تمتلك رصيداً حضارياً غنياً يمكن أن تقدمه للعالم، مستمدّاً من تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، ومن التجارب التاريخية لأئمة وحكام عُمان الذين رسّخوا مفاهيم السلم، والعلاقات الدولية المبنية على المصالح المتبادلة، وحسن الجوار، ورفع الظلم، وإغاثة الملهوف، والتصدي لكل أشكال العدوان والطغيان.
وأشار إلى أهمية دراسة هذا الرصيد الحضاري وتقديمه كنموذج يُحتذى، بدءاً من وصية الإمام الصلت بن مالك لقائد جنده عند تحرير جزيرة سقطرى، مروراً بوصايا الأئمة والحكام لقادة جنودهم، والمواثيق والعهود التي أبرموها مع الدول المجاورة والبعيدة، والتي هدفت إلى ضبط الأمن والسلم، وتقليل النزاعات المسلحة، وتعزيز التعاون الدولي.
مؤكدا أن القيادة العمانية الحديثة تسير على النهج ذاته، مستلهمةً مبادئ القرآن الكريم والسنة النبوية، ومستندةً إلى التراث الفقهي والتجارب التاريخية، مع الاستفادة مما أفرزه العالم المعاصر من اتفاقيات وعهود دولية تسعى إلى تحقيق هذه الأهداف النبيلة.
وتساءل مساعد المفتي، عن مدى فاعلية القانون الدولي الإنساني فـي مواجهة الجرائم والانتهاكات التي يشهدها العالم اليوم، لا سيما فـي الأرض المقدسة بفلسطين، حيث تتعرض غزة لعدوان صارخ تتجلى فـيه أبشع صور التطهير الجماعي والفصل العنصري، وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، تشمل استهداف المدنيين الأبرياء، والأسرى، ودور العبادة، والمرافق المدنية والحيوية، بل وحتى مقرات الأمم المتحدة ومنظماتها.
وأشار إلى أن هذه الوقائع تثير تساؤلات جوهرية حول تعريف القانون الدولي الإنساني، وما إذا كان يخضع لمعايير مزدوجة تميز بين الشعوب، فـيطبق على الضعفاء بينما يُستثنى منه أصحاب القوة والجبروت، كما تساءل عما إذا كان تعريف «الإنسان» ذاته يختلف باختلاف الدول والكيانات، وما إذا كان القانون وُجد لخدمة أغراض سياسية ضيقة بدلاً من تحقيق العدالة الشاملة.
وأكد أن القانون الدولي قائم، لكن مخالفاته لم تعد خافـية على أحد، مما يفرض على عقلاء العالم واجب التحرك لإعادة إحياء مبادئه وبسط سلطته بعدالة تضمن حقوق جميع البشر دون تمييز، كما طرح فكرة الاستفادة من منصات الإنترنت كوسيلة لحشد أصوات العقلاء، وتكوين قوة ناعمة تضغط على أصحاب القرار والسلطة للالتزام بالقانون الدولي الإنساني، بحيث يكون العدل حقاً مشتركاً بين جميع بني البشر، وتُحفظ للإنسان كرامته، بغض النظر عن هويته أو انتمائه.
الضمانات اللازمة
وطرح فضيلته، خلال كلمته تساؤلاً جوهرياً حول الضمانات التي يمكن أن تضمن الالتزام الفعلي بالقانون الدولي الإنساني، خصوصاً فـي ظل النزاعات المسلحة التي يشهدها العالم، حيث دعا العلماء والباحثين إلى مناقشة آليات يمكن من خلالها تحقيق السلم، ومنع الاقتتال، والحد من آثار الحروب والنزاعات.
وأكد على أهمية إيجاد وسائل ضامنة تحفظ كرامة الجرحى والأسرى، وتضمن حماية مؤسسات المجتمعات والأوطان، وتُسهم فـي تقديم الخدمات الأساسية التي تكفل حياة الناس، كما أشار إلى ضرورة العمل على تعزيز مفهوم الصلح والسعي نحو استتباب الأمن، من خلال ضمانات فعّالة فـي مجال القانون الدولي الإنساني.
وأعرب عن أمله فـي أن يسهم المؤتمر فـي إضافة أطر جديدة ومفاهيم موسعة تساهم فـي توضيح وتطوير أحكام هذا القانون، عبر تحديد دقيق للمصطلحات والتعريفات الواردة فـيه، مع التأكيد على أنه يجب أن يُطبّق كوسيلة لتحقيق العدالة والرحمة، بما يتماشى مع مبادئ الشريعة الإسلامية التي تضع القسط حقاً للناس جميعاً.
كما شدد فضيلته على أن الدين الذي اختاره الله للإنسان هو دين عدالة ورحمة وإحسان، وأن كرامة الإنسان هي منحة إلهية لا يمكن لأحد التنقص منها، فهي حق من حقوق الإنسان، تم منحه من قبل الخالق القدير سبحانه وتعالى.
وأضاف أن من أهم الإضافات التي يرجو أن يخرج بها المؤتمر المبارك هي ضرورة توجيه رسالة إلى القائمين على القانون الدولي وهيئاته ولجانه ومؤسساته، داعياً إياهم إلى ضرورة إيجاد ضمانات قوية تُسهم فـي نشر العدالة بين الجميع، مع التأكيد على أن هذه الضمانات يجب أن تُوظف بكافة الوسائل والإمكانات المتاحة.
وأشار إلى أن استخدام القوة قد لا يكون متاحاً فـي العديد من المواقف، إلا أن العالم اليوم يشهد تنامياً كبيراً لقوة مؤثرة، وهي قوة الجماهير عبر الإنترنت، والتي لا يمكن تجاهلها أو الاستهانة بها، وأوضح أنه إذا كانت هذه الجماهير تملك صوتاً كبيراً فـي التأثير على مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والفكر، فكيف لا يكون لها دور بارز فـي توجيه مسار القانون الدولي، وبسط العدالة، وإرساء أسس السلم والتعايش السلمي، وحماية كرامة الإنسان،
كما دعا فضيلته إلى الاستفادة من هذه القوة الجماهيرية فـي إيصال أصوات المستضعفـين والمظلومين إلى العقلاء فـي أنحاء العالم، مع البحث عن وسائل عملية لتحقيق كل ذلك، وضمان حقوق الإنسان وكرامته فـي شتى أنحاء المعمورة.
وأضاف أن التراث الإسلامي والعماني الإباضي، كما هو الحال فـي التراث الفقهي للمذاهب الإسلامية الأخرى، يحتوي على العديد من التجارب النافعة التي يجب إبرازها وتقديمها للعالم، لما فـيها من حلول ومفاهيم يمكن أن تسهم فـي تعزيز القانون الدولي الإنساني، وتحقيق العدالة لجميع الشعوب.
نتائج المؤتمر
وتوصل الباحثون فـي هذا المؤتمر إلى مجموعة من النتائج التي تسلط الضوء على العلاقة المتينة بين الشريعة الإسلامية والقانون الدولي فـي إطار النزاعات المسلحة، وأكد الباحثون أن الأصل فـي علاقة المسلمين بغيرهم هو السلم وليس الحرب، حيث لم تكن الحرب خيارًا أوليًا فـي تعاملاتهم، بل كان السلام هو المبدأ الأساسي الذي يوجه تصرفاتهم. وأظهر المؤتمر تفوق الفقه الإسلامي على القانون الدولي فـي العديد من الجوانب، خاصة من خلال إقرار منظومة فقهية مدعمة بآليات تطبيقية تجعل من السلم واقعًا معاشًا، بينما تعتبر الحرب فـي هذا السياق طارئة ومقيدة، مما يضمن تحقيق السلام فـي المجتمعات الإسلامية، كما أكدت الشريعة الإسلامية على حماية المرضى والضعفاء، وأرست مجموعة من الأحكام الشرعية التي تضمن الرعاية الطبية لهم فـي حالات النزاع.
من جانب آخر، تطرق الباحثون إلى الحماية القانونية للمنشآت المدنية فـي حالات الصراع المسلح، فقد نصت الشريعة الإسلامية والقانون الدولي الإنساني على تحريم الاعتداء على المستشفـيات، الأدوات الطبية، وسيارات الإسعاف، ما يعكس الاهتمام المشترك بالحفاظ على هذه المنشآت الحيوية التي تقدم الدعم للفئات المتضررة، وفـي السياق نفسه، أكد الباحثون على أهمية الحق فـي الأمن الغذائي، الذي أكدت الشريعة الإسلامية على تعزيزه فـي السلم والحرب، واعتبرته جزءًا أساسيًا من استقرار المجتمعات الإسلامية، من خلال فرض سياسات وأحكام شرعية ملزمة وغير ملزمة لتحقيق هذا الحق. أما فـي المجال الدولي، فقد أشار الباحثون إلى أن الحق فـي الأمن الغذائي يُعتبر جزءًا من القانون الدولي الإنساني رغم عدم ذكره بشكل صريح فـي النصوص القانونية، حيث نظم القانون الدولي هذا الحق عبر منع التجويع وتقديم المساعدات الغذائية فـي أوقات النزاع، وذلك من خلال الاتفاقيات والبروتوكولات ذات الصلة، ولفت الباحثون أيضًا إلى أهمية الوصايا والرسائل التي كان يرسلها أئمة عمان لقادة الجيوش أو الأطراف المتحاربة، حيث جسدت هذه الرسائل مبادئ الإسلام فـي الحفاظ على حياة المدنيين، وحماية الممتلكات العامة، ورعاية الأسرى، ما يعكس حرص الشريعة على احترام القيم الإنسانية حتى فـي أوقات الحرب.
انتهاكات الاحتلال
وتناول المؤتمر انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي الإنساني بحق الأسرى الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن الاحتلال يحرم هؤلاء الأسرى من أبسط حقوقهم فـي الحياة الكريمة، وهو ما يعد انتهاكًا صريحًا للاتفاقيات الدولية التي تحمي حقوق الأسرى، كما أوضح الباحثون أن القواعد الفقهية تزخر بالعديد من المبادئ التنظيمية والإدارية التي يمكن أن تساهم فـي ترشيد قرارات القادة العسكريين وضبط تصرفات الجنود، مما يساهم فـي حماية المدنيين وضمان سير العمليات العسكرية وفقًا للقانون. وتم التطرق إلى هيمنة الدول الكبرى على المؤسسات الدولية، حيث أشار الباحثون إلى أن هذه الهيمنة فـي كثير من الأحيان تحول دون قيام هذه المؤسسات بواجباتها تجاه القضايا الدولية المهمة، وقد أكد المؤتمر أيضًا على أن الشريعة الإسلامية تمنع استخدام القوة بين الدول الإسلامية وبينها وبين غيرها إلا فـي حالات الدفاع عن النفس وصد العدوان، مما يعكس مرونة فـي التعامل مع التحديات الدولية مع الحفاظ على مبادئ الإسلام.
وتناول الباحثون أحكام الشريعة الإسلامية فـي مجال حماية الممتلكات الثقافـية خلال النزاعات المسلحة، حيث أكدت الشريعة على العديد من المبادئ السامية التي تحظر المساس بهذه الممتلكات، مما يعكس حرص الإسلام على الحفاظ على التراث الثقافـي والحضاري للبشرية.
المسؤولية الجنائية الدولية الفردية
إحدى أهم القضايا التي تم تناولها هي إرساء مبدأ المسؤولية الجنائية الدولية الفردية، حيث أكد الباحثون على أن لهذا المبدأ أثرا بالغا فـي تحقيق حماية فعّالة للممتلكات الثقافـية من الانتهاكات التي تطولها، كما أن وجود محكمة جنائية دولية دائمة يعزز من مكافحة الإفلات من العقاب، من خلال ملاحقة مرتكبي جرائم الحرب، بما فـي ذلك تلك التي تستهدف التراث الثقافـي.
وفـيما يخص النزاعات المسلحة فـي العصر الحديث، أشار الباحثون إلى أن هذه النزاعات تسببت فـي تدمير البيئة وتلويثها، حيث أدت الأسلحة المستخدمة، مثل الكيميائية والبيولوجية، إلى اختلال التوازن البيئي، كما ظهرت ظواهر بيئية سلبية مثل الاحتباس الحراري والأمطار الحمضية والتصحر، وهو ما يشير إلى ضرورة وضع استراتيجيات لحماية البيئة فـي زمن الحرب.
وفـي هذا السياق، أكد المؤتمر على أن الاعتداء على البيئة محظور فـي الشريعة الإسلامية وفـي القوانين البيئية الدولية، فقد اهتم الإسلام بوضع تشريعات لحماية البيئة وكان له السبق فـي وضع القواعد العامة لحمايتها، مما يعكس التوجه الشرعي نحو المحافظة على الموارد الطبيعية.
من ناحية أخرى، أقر الفقه الإباضي الحماية التامة لكبار السن، باعتبارهم ضحايا حرب، وهو ما يتوافق مع مبادئ القانون الدولي الإنساني الذي يؤكد على حماية هذه الفئة عبر الاتفاقيات الدولية، كما أشار المؤتمر إلى وجود فروق نظرية بين الفقه الإسلامي والقانون الدولي الإنساني، سواء من حيث الدوافع والأهداف أو من حيث الشمول والركائز التي يقوم عليها كل منهما.
أحد أبرز الموضوعات التي تم التطرق إليها فـي المؤتمر هو التفرقة بين المقاتلين وغير المقاتلين فـي الفقه الإسلامي، فقد أكد الفقه الإسلامي ضرورة أن تكون الحرب أداة لحماية الدين والوطن، وليس وسيلة للانتقام أو الإبادة، وهو ما يعكس التزام الإسلام بمبادئ العدالة الإنسانية حتى فـي أوقات الحرب، كما تمت الإشارة إلى افتقار القانون الدولي الإنساني لآليات حازمة فـي تطبيق قواعده، مما يجعله فـي بعض الأحيان عرضة لتأثيرات المسارات والمصالح السياسية.
احترام الذات الإنسانية
وفـيما يتعلق بمراعاة حقوق الإنسان فـي النزاعات المسلحة، أكد الباحثون على ضرورة احترام الذات الإنسانية فـي الحروب والنزاعات المسلحة، مع التأكيد على ضرورة الاقتصاد فـي الأرواح البشرية، كما أشاروا إلى أن الفقه الإسلامي والقانون الدولي الإنساني يمتلكان أساليب ومنافذ لحماية الأطفال أثناء النزاعات المسلحة، وهو ما يعكس التزامهما بالحقوق الأساسية للطفولة.
وأبرز الباحثون فـي المؤتمر أن الطرق الوقائية فـي الفقه الإسلامي لا تقتصر على تطبيق قواعد القانون الدولي الإنساني، بل تمتد لتشمل الطرق التي تمنع وقوع الحرب ابتداءً، مما يعكس التوجه نحو حفظ السلم وتجنب التصعيد العسكري، وفـيما يخص حرية أسير الحرب، فقد أكدت الشريعة الإسلامية على أن هذا الحق فـي ممارسة الشعائر الدينية مضمون، كما أقرته المواثيق الدولية، حيث تضمن التشريعات الإسلامية فـي نصوصها وقواعدها الحق للمعتقلين فـي ممارسة شعائرهم الدينية، وهو ما ظهر بوضوح فـي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وأقرته المواثيق الدولية فـي موادها.
وأخيرًا، تمت الإشارة إلى الشيخ الرقيشي العماني الذي جمع عددًا من القواعد الكبرى فـي الإسلام وحرص على توظيفها بما يخدم موضوع النزاعات المسلحة، من أبرز هذه القواعد قاعدة: «لا ضرر ولا إضرار»، التي تعد من المبادئ الأساسية فـي الفقه الإسلامي وتساهم فـي الحد من الأضرار التي يمكن أن تنجم عن النزاعات.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: والقانون الدولی الإنسانی القانون الدولی الإنسانی الشریعة الإسلامیة النزاعات المسلحة الفقه الإسلامی حقوق الإنسان الباحثون إلى العدید من وأشار إلى أشار إلى مع مبادئ مما یعکس من خلال ما یعکس إذا کان یمکن أن فـی هذا إلى أن وهو ما على أن أن هذه
إقرأ أيضاً:
عاشور: يشهد ختام فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لكلية الهندسة جامعة عين شمس
شهد د.أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ختام فعاليات المؤتمر الدولي الثاني لكلية الهندسة جامعة عين شمس، والذي جاء بعنوان "نظم الطاقة..حلول ذكية ومستدامة"، بحضور د.شريف حماد وزير البحث العلمي الأسبق، ود.مصطفى رفعت أمين المجلس الأعلى للجامعات، ود.أيمن فريد مساعد الوزير للتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل والقائم بأعمال رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، ود.عبير الشاطر مساعد الوزير للشئون الفنية، ود.عمر الحسيني عميد كلية الهندسة، ود.عمرو شعث سكرتير عام المؤتمر، وعدد من قيادات كلية الهندسة، وأعضاء هيئة التدريس، والباحثين والخبراء الدوليين، وممثلي الشركات الراعية للمؤتمر.
وأكد الوزير الدور التعليمي والبحثي المتميز الذي تضطلع به كلية الهندسة بجامعة عين شمس، مشيرًا إلى أن الكلية تمثل منظومة متكاملة تجمع بين التميز الأكاديمي والتطوير المستمر، لافتًا إلى فترة توليه منصب عميد الكلية، وما شهدته من تطور ملحوظ على مختلف المستويات، موجهًا الشكر والتقدير لكل من ساهم في إنشاء الكلية وتطويرها عبر العقود الماضية، لما قدموه من جهود كان لها بالغ الأثر في دعم مسيرتها العلمية، كما هنأ الوزير د.عمرو شعث بمناسبة صدور القرار الجمهوري بتعيينه عميدًا لكلية الهندسة بجامعة عين شمس، متمنيًا له دوام التوفيق والنجاح.
وأشاد د.أيمن عاشور بالتنظيم المتميز للمؤتمر الدولي الثاني لكلية الهندسة بجامعة عين شمس، مؤكدًا أنه مؤتمر غير تقليدي من حيث الفكرة والمحتوى، حيث تناول موضوعات هامة، بدءًا من المدن الذكية في نسخته السابقة، وصولًا إلى قضايا الطاقة في نسخته الحالية، مؤكدًا أن كلية الهندسة كانت سباقة في العمل بمجال الطاقة منذ سنوات، وتحديدًا خلال فترة توليه منصب عميد الكلية، حيث إنه تم إنشاء أول مركز تميز بحثي متخصص في مجال الطاقة.
كما أشار الوزير إلى مبادرة Fusion (اندماج)، التي أطلقتها الكلية؛ بهدف تعزيز آليات التفاعل والتكامل بين المؤسسات الأكاديمية واحتياجات الصناعة، بما يسهم في تأهيل جيل من الشباب المبدع ورواد الأعمال، وتطوير الصناعات المصرية في مختلف المجالات الهندسية، دعمًا للاقتصاد الوطني، مؤكدًا أهمية البحث العلمي في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، باعتبارها ضرورة ملحة في جميع الأنشطة التنموية، مشيدًا بالتوصيات الصادرة عن المؤتمر لما تحمله من رؤى إستراتيجية في ملف الطاقة، الذي يعد من أبرز التحديات التي تواجه مصر والعالم في الوقت الراهن.
وفي ختام كلمته، وجه الوزير خالص الشكر والتقدير لجميع القائمين على تنظيم المؤتمر، من أعضاء هيئة التدريس بكلية الهندسة، مثمنًا جهودهم الكبيرة في الإعداد والتنفيذ، كما أعرب عن امتنانه للشركات الراعية للمؤتمر لدعمها الذي كان له بالغ الأثر في إنجاح فعاليات المؤتمر وخروجه بالصورة المشرفة التي تليق بمكانة كلية الهندسة جامعة عين شمس.
وأكد د.عمر الحسيني أهمية انعقاد المؤتمرات العلمية في دعم وتفعيل البحث العلمي، بما يحقق أهداف الدولة في مجالات التنمية المستدامة، ويتماشى مع رؤية مصر 2030، موضحًا أن المؤتمر في نسخته لهذا العام يتميز بتطبيق الفكر البيني، حيث شاركت فيه جميع أقسام الكلية، بما في ذلك الهندسة المدنية، والعمارة، والكهرباء، وهو ما يعكس أحد أبرز توجهات الكلية في العمل بروح الفريق، وتعزيز مبدأ العمل الجماعي.
وأضاف د.عمر الحسيني أن تنظيم المؤتمر جاء بمشاركة فعالة من 70 عضوًا من أعضاء هيئة التدريس بمختلف التخصصات، من أساتذة وأساتذة مساعدين ومعيدين، وهو ما يؤكد حرص الكلية على تكامل الجهود، وتبادل الخبرات، مشيرًا إلى أن كلية الهندسة جامعة عين شمس، وعلى مدار تاريخها العريق، خرجت أجيالًا من المهندسين الذين نفخر ونعتز بهم، وكان لهم بصمات واضحة في خدمة المجتمع، وتطوير قطاع الهندسة في مصر وخارجها.
وخلال فعاليات ختام المؤتمر، أعلن د.عمرو شعث سكرتير عام المؤتمر، خالص شكره وتقديره لكافة المتحدثين الرئيسيين الذين شاركوا في المؤتمر، لما قدموه من محاضرات علمية قيمة، سلطت الضوء على تجارب دولية رائدة، واستعرضت توجهات مستقبلية واعدة في مجال الطاقة، بما يسهم في دعم رؤية مصر نحو التحول للطاقة المستدامة.
وأشار د.عمرو شعث إلى أن المؤتمر اختتم أعماله بعدد من التوصيات المهمة.
التي جاءت على النحو التالي:
• تحديث البرامج الأكاديمية التي تشتمل على موضوعات التغير المناخي، وأدوات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون بين الباحثين والحكومة والصناعة.
• وضع خطط واضحة لدعم تحويل الأبحاث الناجحة إلى تطبيقات جاذبة للاستثمارات.
• استمرار الدعم الفني والسياسي للمشروعات المخطط لها للربط الكهربائي بين مصر والدول المجاورة.
• تعزيز نظم جمع البيانات في مصر، لما تمثله البيانات الدقيقة من ركيزة أساسية لدعم اتخاذ القرار وصياغة السياسات.
• متابعة التقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة وإدارة الموارد الحيوية، مثل: الكهرباء، والمياه، والغاز.
• ضرورة الربط بين قطاعات المياه والطاقة والغذاء كجزء لا يتجزأ من إستراتيجيات التنمية، لتعظيم الاستفادة من الموارد.
• تطوير الكوادر البشرية المؤهلة لدعم التحول في قطاع الطاقة، مع التركيز على التخصصات الحديثة، مثل: الشبكات الذكية، وتحليل بيانات الطاقة، والهيدروجين الأخضر.
• يتطلب انخفاض انبعاثات قطاع النقل دعمًا أكبر للسيارات الكهربائية، ومركبات الهيدروجين.
جدير بالذكر أن المؤتمر شهد على مدار يومين انعقاد عدد من الجلسات العلمية المتخصصة، تم خلالها تبادل الأفكار والرؤى بين المشاركين، إلى جانب مناقشات ثرية هدفت إلى تعزيز التعاون بين المجتمع الأكاديمي والصناعي، وتقديم حلول مبتكرة لتحديات الطاقة والمناخ، كما شارك في المؤتمر نخبة من العلماء البارزين من مصر ومختلف دول العالم، حيث قدموا أطروحات قيمة في مجالات تصميم وتطوير وإدارة أنظمة الطاقة، بما أتاح الاستفادة من خبراتهم الواسعة.
ناقش المؤتمر 53 بحثًا علميًا منشورًا في 6 دول من 5 قارات، بمشاركة 140 باحثًا، حيث جاءت 80% من الأبحاث من جامعات مصرية و20% من جامعات دولية، وتم اختيار أفضل الأبحاث لنشرها في مجلة كلية الهندسة جامعة عين شمس، المصنفة Q1 ضمن أفضل 8% من المجلات الهندسية عالميًّا، كما تضمن المؤتمر مسابقة طلابية للابتكارات في أنظمة الطاقة، تقدم لها 93 فريقًا، وتم تصفيتهم إلى 28 فريقًا، ثم 8 فرق في المرحلة النهائية، حيث تم تكريم الفرق الثلاثة الأولى الفائزة.