كيف انقلب ترامب على زيلينسكي خلال 48 ساعة؟
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
مع تصاعد التوتر طويل الأمد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تساءل حلفاء كلا الزعيمين يوم الأربعاء عما إذا كان هذا الخلاف سيقضي على آمال السلام الذي تسعى الولايات المتحدة للتوسط فيه، أم ربما يساهم في تحقيقه.
في رسالة غاضبة نشرها على منصته الخاصة للتواصل الاجتماعي، وصف ترامب زيلينسكي بأنه "دكتاتور بلا انتخابات"، وألقى عليه اللوم في إجبار الولايات المتحدة على إنفاق مئات المليارات من الدولارات "لخوض حرب لا يمكن الانتصار فيها".تصريحات حادة تحولت تلك الرسالة إلى سلسلة من التصريحات الحادة استمرت طوال اليوم، إذ صعّد ترامب من هجومه خلال خطاب ألقاه مساء الأربعاء في ميامي، قائلاً: "من الأفضل لزيلينسكي أن يتحرك بسرعة، وإلا فلن يكون لديه بلد بعد الآن".
عكست هذه الاتهامات بشكل واضح خطاب الكرملين حول الحرب وأوكرانيا، حيث فرض زيلينسكي الأحكام العرفية منذ بدء الغزو الروسي، مما أدى إلى تعليق الانتخابات المقررة، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن".
لم تكن هذه الهجمات من ترامب حدثاً معزولاً. فلطالما نظر الرئيس الأمريكي بعين الريبة إلى زيلينسكي، وشكك في قراراته، بل إن ترامب طلب منه خلال مكالمة شهيرة التحقيق في أنشطة جو بايدن، وهو ما أدى إلى أول مساءلة برلمانية لترامب.
وفي خطابه الأخير، دمج ترامب انتقاداته لزيلينسكي مع هجومه على بايدن، مدعياً أن الرئيس الأوكراني استفاد بشكل كبير من المساعدات الأمريكية في ظل إدارة بايدن.
وقال ترامب: "لو استمرت إدارة بايدن لعام آخر، لكنا الآن في الحرب العالمية الثالثة، لكن هذا لن يحدث الآن". غضب متصاعد داخل فريق ترامب
في الأسابيع الأخيرة، تابع مستشارو ترامب تصريحات زيلينسكي عن كثب، وخاصة انتقاده لاستبعاد أوكرانيا من المحادثات الأمريكية الروسية في السعودية، وهو ما زاد من استيائهم.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن غضب ترامب ازداد بعد أن قال زيلينسكي للصحفيين في كييف إن ترامب يعيش في "عالم من التضليل الإعلامي".
pic.twitter.com/PMcrOwXejI
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) February 19, 2025ورد ترامب سريعاً، حيث أبلغ مستشاريه في فلوريدا برغبته في الرد شخصياً، مما أدى إلى منشوره على منصته الاجتماعية. وقال أحد المسؤولين الذين كانوا برفقة ترامب إنه كتب الرسالة أثناء توجهه إلى ناديه للجولف في ميامي، ثم واصل الهجوم خلال مؤتمر استثماري هناك.
وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ"سي إن إن": "هناك شعور قوي بأن هذه الحرب الوحشية يجب أن تنتهي، لكن تصريحات زيلينسكي العلنية تعرقل هذا المسار".
حتى الآن، لم يكن من الواضح ما إذا كان استياء ترامب من زيلينسكي يمثل تحولاً جذرياً في السياسة الخارجية الأمريكية، ولكن تصريحاته الأخيرة تشير إلى تحول واضح بعيداً عن الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة في أوروبا، واقتراباً من روسيا.
وقال حلفاء ترامب إن زيلينسكي كان يجب أن يتوقع رد الفعل العنيف.
وقال السيناتور الجمهوري جي دي فانس: "من يعتقد أن انتقاد الرئيس علناً سيغير موقفه، لا يعرف شيئاً عن ترامب. هذه ليست الطريقة المناسبة للتعامل مع هذه الإدارة".
يدعي مسؤولو البيت الأبيض أن هدف ترامب الوحيد هو إنهاء الحرب، معتبرين أن النزاع كان يُدار بشكل سيئ من قبل الإدارة السابقة.
ويقولون إن التوصل إلى تسوية أصبح ضرورة ملحّة بعد سنوات من الصراع الدموي. لكن لم يتضح بعد كيف سيتحقق ذلك في ظل هجوم ترامب الحاد على زيلينسكي وتبنيه لبعض مواقف الكرملين.
Starmer backs Zelensky after Trump 'dictator' claim https://t.co/UNab8S3xbg
— BBC News (World) (@BBCWorld) February 19, 2025ويعتقد بعض الجمهوريين في واشنطن أن ترامب لديه خطة استراتيجية.
وقال زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، جون ثون: "أعتقد أن الرئيس وفريقه يعملون على تحقيق السلام، ويجب أن نمنحهم بعض الوقت".
بينما أشار السناتور الجمهوري كيفن كريمر إلى أن ترامب "دائماً يضع نفسه في موقع تفاوضي"، ملمحاً إلى أنه ربما يمهد الطريق لمحادثات مع بوتين.
لكن أي اتفاق لإنهاء الحرب سيتطلب تعاوناً من زيلينسكي. وإذا كان ترامب جاداً في إبقاء القوات الأمريكية خارج الصراع، فسيحتاج إلى دعم الحلفاء الأوروبيين لإرسال قوات حفظ سلام، وهو ما عرضته بعض الدول بالفعل.
يرى بعض مستشاري ترامب أن هجومه على زيلينسكي يهدف إلى دفع الدول الأوروبية لتحمل مزيد من الأعباء الدفاعية عن أوكرانيا.
وقال أحد المقربين من ترامب: "انظروا إلى الدنمارك، لقد تعهدت بزيادة إنفاقها العسكري. هناك منطق وراء هذه التصريحات".
وكتب رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون، المعروف بقربه من ترامب، قائلاً: "بدلاً من انتقاد ترامب، لماذا لا يبادر الأوروبيون إلى مساعدته في إنهاء الحرب؟".
With Europe cut out of America’s dealmaking, much now rides on Volodymyr Zelensky and his will to fight https://t.co/Gu48Iex0nd
Photo: Sasha Maslov pic.twitter.com/PR4194iMYO
في غضون ذلك، استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قمة طارئة في باريس، محذراً من خطورة التقليل من شأن التهديد الروسي.
وقال ماكرون: "يجب ألا نعتقد أن الأسوأ مستحيل الحدوث".
وفي الوقت نفسه، لم يتخلّ ماكرون عن فكرة التعاون مع ترامب، إذ يستعد لزيارة واشنطن الأسبوع المقبل، إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي أعرب عن استعداده لإرسال قوات بريطانية كجزء من بعثة حفظ السلام في أوكرانيا.
تحدث الزعيمان مع زيلينسكي عقب تصريحات ترامب، وأكد داونينغ ستريت أن "رئيس الوزراء البريطاني شدد على دعمه لزيلينسكي كقائد ديمقراطي منتخب، مشيراً إلى أن تعليق الانتخابات خلال الحرب أمر مبرر كما حدث في بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية".
يصور ترامب نفسه على أنه صانع السلام، بغض النظر عن العواقب، متجاهلاً التوترات مع الحلفاء التقليديين وتداعيات تغيير المسار في السياسة الخارجية الأمريكية.
وقال ترامب خلال خطابه الأخير: "نحن ننجح في التفاوض لإنهاء الحرب مع روسيا، وهذا أمر يعترف الجميع بأنه لا يمكن أن يحققه إلا ترامب".
وأضاف، متحدثاً عن نفسه بصيغة الغائب: "في إدارة ترامب، سنتمكن من تحقيق ذلك. أعتقد أن بوتين نفسه اعترف بذلك
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حرب ترامب الحرب الأوكرانية ترامب زيلينسكي السیاسة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي: أمريكا عرضت نسخة جديدة لاتفاق المعادن
أعلن الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، أنه تلقى من الولايات المتحدة نسخة جديدة من الاتفاق حول المعادن النادرة في أوكرانيا، والتي تريد واشنطن استغلالها.
وقال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي، إن "الجانب الأوكراني تلقى رسمياً اليوم عبر مذكرة الاقتراحات الأمريكية".
ولم يدل بتفاصيل تتصل بهذه النسخة الجديدة التي قالت وسائل إعلام انها مجحفة جداً بحق أوكرانيا.
وتعد إدارة دونالد ترامب منذ أسابيع عدة اتفاقاً يتيح لواشنطن الاستحواذ على المعادن النادرة في الأراضي الأوكرانية، مقابل الدعم العسكري والمالي الذي سبق أن قدم إلى كييف لمواجهة روسيا.أمريكا تسعى لبنود جديدة في صفقة المعادن مع أوكرانيا - موقع 24ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز"، اليوم الجمعة، نقلاً عن مسؤولين أوكرانيين، أن إدارة ترامب تسعى إلى شروط جديدة للوصول إلى المعادن والأصول الحيوية للطاقة في أوكرانيا، مما يزيد من مطالبها الاقتصادية على كييف، بينما تسعى للتوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا.
وأبدت أوكرانيا استعدادها لتوقيع هذا الاتفاق، وتوجه زيلينسكي نهاية فبراير (شباط) إلى واشنطن لإنهائه، لكن هذه المبادرة أخفقت بسبب المشادة الكلامية مع ترامب في المكتب البيضوي.
ورغم عدم إعلان تفاصيل المسودة الجديدة للاتفاق في شكل رسمي، وجه نواب أوكرانيون ووسائل إعلام محلية انتقادات شديدة إليها، معتبرين أنها "غير مقبولة".
وذكرت صحيفة "اوكرينسكا برافدا"، أن "فريق ترامب تراجع عن كل التسويات التي تم التوافق عليها قبل شهر"، والوثيقة الجديدة "تشكل شبه تخط لكل الخطوط الحمر" و"تحرم أوكرانيا قسماً من سيادتها" وتجبرها على "تسديد كل المساعدة الأمريكية التي تلقتها".
وأضافت أن الاتفاق لا ينص على أي ضمان أمني لأوكرانيا، الأمر الذي تلح عليه كييف.
ولفت زيلينسكي الجمعة، إلى "وثيقة مختلفة تماماً" تتضمن "أموراً كثيرة لم تتم مناقشتها وأخرى رفضها الطرفان".
وأيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القيام باستثمارات أمريكية في المناطق الأوكرانية التي احتلتها موسكو.