سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العين الثالثة لهذا الممثل؟
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- بالنسبة للممثل الهندي، تشابال بهادوري، آخر رجل معروف بلعبه أدوارًا نسائية في المشهد المسرحي الشعبي البنغالي،تقمص الشخصية يستوجب الجانب العملي والآخر الطقوسي.
كان بهادوري يضم يديه معًا كما لو أنّه يُصلّي قبل وضع مساحيق التجميل، ورسم حواجبه، وتثبيت الرموش، وارتداء حمّالة الصدر، والشعر المستعار، والمجوهرات الذهبية.
وكان وضع "العين الثالثة" على جبهته بمثابة اكتمال لطلّته وتحوّله إلى "شيتالا"، إلهة الأمراض الهندوسية، ضمنًا الجدري.
ووثّقت صورة شهيرة للناشر والمخرج، نافين كيشور، هذه اللحظة بالذات، رفع خلالها الممثّل ذراعه وحدّق بتحدٍ خلف الكاميرا.
وكان كيشور الشخص الذي جلب قصة بهادوري إلى العالم من خلال فيلمه الوثائقي الشهير بعنوان "لعْب دور الإلهة: قصة تشابال بهادوري" في العام 1999.
وقال كيشور لـCNN في مقابلة بالفيديو: "حتى تلك اللحظة، هو رجل يتحوّل إلى امرأة. ومع العين الثالثة، يتحوّل إلى الإلهة".
وبهادوري متقاعد، في منتصف الثمانينيات من عمره الآن، وكان يُعتبر آخر مقلّدي النساء في الـ"جاترا"، وهو تقليد مسرحي موسيقي متنقل في الأجزاء الناطقة بالبنغالية، شمال شرق الهند، وبنغلاديش.
وعند انضمامه إلى فرقة الـ"جاترا" في خمسينيات القرن العشرين، كان الرجال يقدّمون العروض بشكل روتيني بلباس الـ"ساري" والمكياج عوض الممثلات.
وأتى بهادوري من عائلة من الممثلين، ويستخدم الاسم المسرحي تشابال راني، وأصبح شخصية بارزة في مشهد مسرح كولكاتا.
لكن وجد بهادوري صعوبةً متزايدة في تأمين وظيفة بعدما بدأت المزيد من النساء في المشاركة بالـ"جاترا" خلال ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم.
وبحلول الوقت الذي التقى فيه بكيشور، الذي كان يدير مطبوعة عن المسرحيات آنذاك، كان الممثل قد بلغ الستينيات من عمره، ولم يكن يؤدي سوى عدد قليل من العروض في العام مقابل ما يعادل دولارًا واحدًا في الليلة.
التقط الناشر والمصوّر سلسلة من الصور بالأبيض والأسود لبهادوري فيما يرتدي زيّه.
ورآها أحد أمناء متحف وبيعت لاحقًا.
وأعطى كيشور الأرباح لبهادوري، الذي جاء إليه لاحقًا للبحث عن عمل، كما أنّه عرض عليه الطهي أو حتى صنع القهوة لأجله.
واستذكر كيشور الموقف قائلاً: "كنت أبكي بسبب عجزي.. لأنّني رأيته كنجم، وفكرت: لماذا قد أقوم بإعطائه وظيفة في مطبخ؟ ".
وأضاف: "من ثم خطر ببالي أن جميع أصدقائنا في قطاع التلفزيون ووسائل الإعلام يريدون قصصًا ترفيهية من هذا النوع، لكن لم يكن أحد مهتمًا برعايتها. لذا، فكرت، ماذا لو أنفقت المال وصنعت فيلمًا وثائقيًا؟"
"أزلني من عقلك"تحضيرًا لفيلمه، نظّم كيشور جلسة تصوير أخرى مع بهادوري في منزل الممثل، وكانت بالألوان هذه المرة.
وقال كيشور: "لم تشمل جلسة التصوير إلا هو وأنا فحسب، لذا كان الأمر طبيعيًا. لا توجد أي لمسات للتعديل أو أي شيء من هذا القبيل. هذا جزء من الطريقة التي ألتقط بها الصور.. كان هناك محادثة طوال الوقت".
وأثناء حديثه مع CNN من دار رعايته في كولكاتا، استذكر بهادوري الأجواءً المريحة أيضًا.
وقال الممثل المتقاعد في مقابلته: "أخبرني نافين أن أنسى أنه كان يلتقط صوري. وقال لي: أزلني من عقلك. افعل ما تقوم به كما تفعل دومًا. لا تنظر إلى الكاميرا".
وتُقدِّم الصور الناتجة لمحة حميمة عن حرفة الممثل.
وأصبحت العديد منها موجودة حاليًا في المعرض الجديد للمتحف الوطني للفنون الآسيوية التابع لمؤسسة "سميثسونيان"، والذي يُدعى: "Body Transformed: Contemporary South Asian Photographs and Prints".
وتم تكرار هذه الطقوس لاحقًا كمشاهد افتتاحية لفيلم "Performing the Goddess"، التي تتمحور حول الممثل، وتبلغ مدتها 44 دقيقة، يروي فيها بهادوري قصصًا من حياته ومسيرته المهنية.
ويتكون الفيلم في الغالب من لقطات للمقابلة، ويناقش فيها تجاربه المسرحية عن قرب، مثل تعرّضه للاختطاف من قِبل رجال كانوا مقتنعين بأنّه امرأة، إلى دراسة سلوكيات نساء بيوت الدعارة في منطقة الضوء الأحمر بكولكاتا.
وتجدر الإشارة إلى أنّ سيرة بهادوري الذاتية للمؤلف سانديب روي ستصدر في ديسمبر/ كانون الأول، وستكون بعنوان: "تشابال راني، آخر ملكة للبنغال".
وعُرض الفيلم الوثائقي في مهرجانات الأفلام عند صدوره، مع عرضه على شاشات التلفزيون الهندي منذ ذلك الحين، بينما عُرضت الصور التحضيرية في متاحف مختلفة، مع بيعها لدى درا "سوزبي" للمزادات في العام 2007، قبل أن يستحوذ عليها عليها متحف "سينسيناتي للفنون".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: فنون مسرح فی العام
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية قرينة الرئيس.. «ريحانة» تطلق ملتقاها السنوي الخامس لتمكين فتيات مصر
انطلقت فعاليات اليوم الأول من الملتقى التدريبي السنوي الخامس لبرنامج "ريحانة" الطموح، الذي تتبناه وزارة الشباب والرياضة تحت الرعاية الكريمة لقرينة رئيس الجمهورية، وذلك بمركز التعليم المدني بالجزيرة. يهدف البرنامج القيادي إلى تمكين الفتيات المصريات وصقل مهاراتهن القيادية والمجتمعية، وشهدت الفعاليات مشاركة واسعة من فتيات وحدة "ريحانة" ببورسعيد، اللاتي يمثلن باكورة المشاركات في هذا الحدث الهام.
يستمر الملتقى التدريبي المكثف على مدار خمسة أيام متواصلة، خلال الفترة من 15 إلى 19 أبريل 2025، حيث تستضيفه أروقة مركز التعليم المدني بالجزيرة وفندق مركز شباب الجزيرة. يركز الملتقى في نسخته الحالية على إعداد جيل جديد من "سفيرات ريحانة"، وهن فتيات قياديات قادرات على إحداث تأثير إيجابي في مجتمعاتهن.
ويهدف الملتقى بشكل أساسي إلى التعريف بأهداف ورؤية برنامج "ريحانة" القيادي، واستقطاب المزيد من الفتيات للانضمام إلى صفوفه. كما يمثل هذا التجمع منصة لاختيار نخبة العناصر المتميزة، اللاتي سيحظين بفرصة المشاركة في الملتقى القمي الذي سيقام بالقاهرة خلال النصف الثاني من شهر أبريل الجاري، وذلك في إطار التعاون المثمر مع مؤسسة "مصر الخير".
يتضمن البرنامج التدريبي للملتقى حزمة متنوعة من الأنشطة والفعاليات المصممة بعناية لتعزيز قدرات الفتيات. تشمل هذه الأنشطة ورش عمل تفاعلية، ومحاضرات تنموية تثري معارفهن، وجلسات استماع مفتوحة لتبادل الخبرات والآراء. بالإضافة إلى ذلك، يشهد الملتقى تنظيم لقاءات توعوية هادفة تحت شعار "قيم وحياة"، وذلك بالتعاون مع مؤسسة "مصر الخير"، بهدف غرس وتعزيز منظومة القيم الإيجابية لدى الفتيات، وتنمية مهاراتهن الأساسية في القيادة الفعالة والمشاركة المجتمعية البناءة.
يأتي إطلاق هذا الملتقى تحت رعاية الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، واللواء أ.ح محب حبشي، محافظ بورسعيد، وبتوجيهات مباشرة من محمد عبد العزيز المحضر، مدير عام مديرية الشباب والرياضة ببورسعيد، وإشراف جيهان حنفي، رئيس الإدارة المركزية لتنمية النشء بوزارة الشباب والرياضة.
كما يحظى الملتقى بمتابعة دقيقة وإشراف مباشر من إيمان عثمان، مدير عام الإدارة العامة للموهوبين والمبدعين بالوزارة، ويمنى حبيب، مدير إدارة النشاط الرياضي والكشفي، وإيمان حسنين، مدير إدارة تنمية النشء والمسؤولة عن وحدة "ريحانة".
يُعد برنامج "ريحانة" مبادرة وطنية رائدة تولي اهتمامًا خاصًا بتمكين الفتيات، إيمانًا بالدور الحيوي الذي يلعبهن في بناء مستقبل الوطن. ومن خلال هذه الملتقيات التدريبية النوعية، تسعى وزارة الشباب والرياضة إلى إعداد جيل واعٍ ومؤثر من القيادات النسائية الشابة القادرة على المساهمة بفاعلية في مسيرة التنمية الشاملة.