فريدمان يحذر من سياسات ترامب الاقتصادية.. تؤدي إلى نتائج عكسية
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
حذر الكاتب الأمريكي توماس فريدمان من افتقار نهج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في فرض التعريفات الجمركية إلى "رؤية واضحة"، ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية على الاقتصاد الأمريكي.
وقال فريدمان، في مقال نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إن "ترامب لا يملك أي فكرة عما يفعله أو كيف تعمل الاقتصاديات العالمية"، مشيرا إلى أنه "يخترع الأمور أثناء المضي قدما"، ما يضع الجميع في "رحلة غير محسوبة العواقب".
وأكد فريدمان أنه ليس ضد استخدام التعريفات الجمركية لمكافحة الممارسات التجارية غير العادلة، مضيفا "لقد دعمت تعريفات ترامب وتعريفات الرئيس جو بايدن على الصين"، لكنه شدد على أن "ترامب لم يكن واضحا بشأن هدفه"، إذ يغير مبررات فرض التعريفات بين "زيادة الإيرادات، أو إجبار الجميع على الاستثمار في أمريكا، أو حتى منع دخول الفنتانيل".
ولفت الكاتب الأمريكي إلى أن سياسات ترامب الاقتصادية تفتقر إلى خطة واضحة معبرا عن ذلك بعبارة "كما غنت فرقة البيتلز، أود أن أرى الخطة".
وشدد على أن ترامب "يهدد بفرض تعريفات جمركية على الخصوم والحلفاء على حد سواء، دون تفسير واضح، ودون النظر إلى تأثيرها على الصناعات الأمريكية"، موضحا أنه من المفترض أن يكون هناك رؤية اقتصادية واضحة تستند إلى تحليل شامل للاقتصاد العالمي، لكن ما يفعله ترامب بحسب فريدمان "أشبه بسياسات مرتجلة دون دراسة للنتائج".
وأشار الكاتب إلى تحذير الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي، من أن "فرض تعريفة جمركية بنسبة 25 بالمئة عبر الحدود المكسيكية والكندية سيحدث فجوة في صناعة الولايات المتحدة لم نرها من قبل".
ولفت فريدمان إلى أن العالم اليوم يعتمد على "أنظمة بيئية اقتصادية" مترابطة، وليس اقتصادات وطنية منعزلة كما يظن ترامب، موضحا أنه "لا يوجد بلد في العالم يمكنه بمفرده صنع هاتف آيفون"، في إشارة إلى أن إنتاج الهاتف يعتمد على شبكة عالمية من الموردين والمصنعين والمطورين في أكثر من 50 دولة.
وأضاف أن "هناك نظاما بيئيا للسيارات، ونظاما بيئيا للذكاء الاصطناعي، ونظاما بيئيا لصناعة الرقائق، حيث تتحرك المعرفة والأجزاء والأفراد بين الدول"، مشددا على أن تجاهل هذه الحقيقة قد يؤدي إلى أضرار جسيمة.
وفي سياق متصل، أكد فريدمان أن تطوير لقاحات كوفيد-19 بسرعة قياسية كان ممكنا بفضل التعاون الدولي، مشيرا إلى أن "التعاون العالمي غير المسبوق بين الحكومات والصناعة والجامعات والمنظمات غير الربحية كان السبيل الوحيد لتحقيق هذا الإنجاز".
كما أوضح الكاتب أن صناعة الرقائق الإلكترونية تعتمد على تحالف دولي، حيث تشارك شركات من الولايات المتحدة وأوروبا وآسيا في تصميم وتصنيع وتطوير هذه التكنولوجيا المتقدمة، وقال "كلما دفعنا حدود الفيزياء وعلم المواد، قلّت قدرة أي دولة بمفردها على التفوق في جميع مراحل الإنتاج".
وأشار فريدمان إلى أن "الثقة هي العنصر الأساسي الذي يحافظ على استمرارية هذه الأنظمة البيئية"، لافتا إلى أن "الثقة تبنى من خلال قواعد جيدة وعلاقات صحية، وترامب يدوس على كليهما".
واختتم فريدمان مقاله بالتحذير من أن استمرار ترامب في هذا النهج "سيجعل أمريكا والعالم أفقر"، مخاطبا الرئيس الأمريكي بالقول "السيد الرئيس، قم بأداء واجبك".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية ترامب الاقتصاد الولايات المتحدة اقتصاد الولايات المتحدة ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى أن
إقرأ أيضاً:
بريكس تناقش ردا مشتركا على سياسات ترامب التجارية
اجتمع وزراء خارجية مجموعة بريكس للدول النامية لمناقشة تبني وسيلة مشتركة للدفاع، عن النظام التجاري العالمي وتنسيق ردهم على وابل الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ومن المتوقع أن يصدر عن الاجتماع في ريو دي جانيرو بيان مشترك ينتقد "الإجراءات أحادية الجانب" بشأن التجارة من المجموعة التي شكلتها البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتوسعت في الآونة الأخيرة لتشمل 6 دول أخرى.
انتقادات منتظرةوقال ممثل البرازيل في بريكس ماوريسيو ليريو أمس: "يتفاوض الوزراء على إعلان لإعادة التأكيد على مركزية المفاوضات التجارية متعددة الأطراف كونها المحور الرئيسي للعمل في التجارة".
وأضاف: "سيعيدون التأكيد على انتقادهم للتدابير أحادية الجانب أيا كان مصدرها، وهو موقف قديم لدول بريكس".
وتواجه مجموعة بريكس الموسعة التي أضافت مصر والسعودية والإمارات وإثيوبيا وإندونيسيا وإيران العام الماضي، تحديات كبيرة بسبب الإجراءات الأميركية المتعلقة بالتجارة.
وتضغط الصين، التي فُرضت رسوم جمركية بنسبة 145% على صادراتها إلى الولايات المتحدة، نحو صياغة البيان بأشد لهجة، لكن مصدرا مطلعا على المفاوضات قال إن النص النهائي سيكون انتقاديا وليس صداميا.
إعلانوتتعرض مجموعة بريكس لانتقادات من ترامب الذي هدد بفرض رسوم جمركية أخرى بنسبة 100% إذا مضى التكتل في اعتماد عملة موحدة تحل محل الدولار في العلاقات التجارية.
وأفادت رويترز في فبراير/ شباط بأن البرازيل تخلت بالفعل عن السعي إلى عملة موحدة خلال رئاستها للمجموعة، غير أن أجندتها قد تمهد الطريق لتقليص الاعتماد على الدولار في التجارة العالمية.
ومع التركيز على قمة الأمم المتحدة للمناخ التي تستضيفها البرازيل في نوفمبر/ تشرين الثاني، سيناقش وزراء بريكس أيضا موقفا مشتركا بشأن تمويل التصدي لتغير المناخ، وهي من الأولويات الرئيسية للبرازيل في دورة رئاستها.
وتتزايد الضغوط على دول نامية كبرى، منها الصين، من الدول الغنية للمساهمة في تمويل مبادرات التكيف والتخفيف من آثار تغير المناخ في الدول الأكثر فقرا.
وقال ليريو "ما هو غير مدرج على جدول الأعمال هو إعادة النظر في البلدان التي يتعين عليها دفع تكاليف التحول في مجال الطاقة والبلدان التي يمكنها في نهاية المطاف، طوعا، تمويله أيضا. وهذا التمييز مهم جدا".
وأضاف "الالتزام المالي بتمويل التصدي لتغير المناخ والتحول في مجال الطاقة في البلدان النامية يقع على عاتق البلدان الغنية".