شيخ الأزهر يطلق صرخة من البحرين عن حال العرب والمسلمين
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
قال شيخ الأزهر أحمد الطيب، إن الفرقة والصراعات الداخلية والطائفية في الأمة الإسلامية، سبب أطماع الآخرين فيها، مشيرا إلى خطط تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وأكد الطيب في كلمة، اليوم الأربعاء خلال كلمته بمؤتمر الحوار الإسلامي الإسلامي بالبحرين، أن “التاريخ يحدثنا بأن أمتنا الإسلامية لم تجن من الفرقة والتشرذم وتدخل بعض دولها في الشؤون الداخلية لبعضها الآخر، أو الاستيلاء على أجزاء من أراضيها، أو استغلال المذهبية والطائفية والعرقية لزرع الفتن بين أبناء الوطن الواحد، أو محاولات تغيير المذاهب المستقرة بالترغيب وبالترهيب، إلا فرقة ونزاعا وصراعا أسلمها إلى ضعف وتراجع أطمع الغير فينا وجرأه علينا”.
وأضاف: “رأينا وسمعنا من يطالبنا بتهجير شعب عريق وترحيله من وطنه ليقيم على أرضه منتجعا سياحيا على أشلاء الجثث وأجساد الشهداء من الرجال والنساء والأطفال من أهلنا وأشقائنا في غزة المكلومة”.
وذكر شيخ الأزهر، أنه آن الأوان لتضامن عربي إسلامي أخوي خال من كل هذه المظاهر “إذا ما أردنا الخير لبلادنا ولمستقبل أمتنا”، داعيا قادة العرب لتوحيد كلمتهم في قمتيهم العربية المرتقبة في مصر، وفي السعودية.
وفي جلسة أخرى خلال المؤتمر، تحدث الطيب حول موضوع “التقريب بين السنة والشيعة”، وقال إنه “شغل أذهان علماء الأمة ردحا من الدهر، وحرصوا على دوام التذكير به في مجتمعات المسلمين، وترسيخه في عقولهم واستحضاره، بل استصحابه في وجدانهم ومشاعرهم كلما همت دواعي الفرقة والشقاق أن تطل برأسها القبيح، وتعبث بوحدتهم فتفسد عليهم أمر استقرارهم وأمنهم”.
وأكد أن موضوع “التقريب” لا يزال مفتوحا كأنه لم يمسسه قلم من قبل، معللا ذلك بأن الأبحاث التي تصدت لموضوع التقريب تصدت له في إطار جدلي بحت، لم تبرحه إلى كيفية النزول إلى الأرض وتطبيقه على واقع المجتمعات المسلمة.
وأكد الطيب “أهمية الاعتراف بأننا نعيش في أزمة حقيقية يدفع المسلمون ثمنها غاليا حيثما كانوا وأينما وجدوا”، لافتا إلى أنه لا سبيل لمواجهة التحديات المعاصرة والأزمات المتلاحقة، إلا باتحاد إسلامي تفتح قنوات الاتصال بين كل مكونات الأمة الإسلامية، دون إقصاء لأي طرف من الأطراف، مع احترام شؤون الدول وحدودها وسيادتها وأراضيها.
وأشار إلى ما تواجهه القضية الفلسطينية من مخاطر، كدليل على حاجة الأمة للوحدة، مضيفا أن “المؤامرة ضد أبنائها، بل ضد الأمة كلها بلغت حد السعي في تهجير أبنائها في غزة من ديارهم، والاستيلاء على أرضهم”.
ولفت إلى أنه “من لطف الله تعالى في ذلك أن دفع أمتينا: العربية والإسلامية -شعوبا وقيادات-، إلى موقف موحد ومشرف، يرفض هذا الظلم البين، والعدوان على أهل أرض مباركة، وعلى سيادة دول مسلمة مجاورة، وهو موقف مشجع يعيد الأمل في وحدة الصف الإسلامي”.
المصدر: RT
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
نجم البطين
لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: "وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوقة.
والنجم الذي نتحدث عنه اليوم هو نجم "البطين"، ويقع هذا النجم البرتقالي في كوكبة الحمل، ولأنه يقع في منطقة البطن في هذه الكوكبة أطلق عليه هذا الاسم، وهو أحد 3 نجوم أطلق عليها العرب "نوء البطين" هو أحد منازل القمر عند العرب، وهي المنازل التي كان القمر ينزل فيها أثناء دورانه حول الأرض، والتي كانت تستخدم لتقسيم السنة إلى 28 منزلة أو فترة زمنية، ولكل منزلة طقسها وموسمها،
وعند ظهور هذا النوء فإنه يستدل به على دفء الطقس وبداية فصل الصيف في بعض مناطق شبه الجزيرة العربية، فهو يظهر في السماء لفترة محددة من السنة، حيث يبدأ في 23 مايو ويستمر لمدة 13 يوما.
وإذا أتينا إلى الخصائص الفلكية للنجم الأبرز الذي ما زال يحتفظ باسمه العربي حتى في اللغة الإنجليزية، فإن هذا النجم العملاق يبعد عن الأرض حوالي 170 سنة ضوئية، وإذا أتينا إلى حجمه مقارنة بشمسنا، فإننا نجد حجم قطره يعادل حوالي 12 مرة قطر الشمس، وبهذا الحجم الهائل نجده أكثر لمعانًا من الشمس بحوالي 70 ضعفًا، على الرغم من أن درجة حرارته أقل من الشمس نسبيا، فدرجة الحرارة السطحية لهذا النجم حوالي 4,500 كلفن، بينما حرارة شمسنا تبلغ 5,500 كلفن.
وقد جاء ذكر نوء "البطين" في كتاب الأنواء في مواسم العرب لابن قتيبة الدينوري، فقال: "البطين، هو ثلاثة كواكب خفية كأنها أثافىّ، ويقال إنها "بطن الحمل" وإذا أنت آثرت أن تعرفها، التمستها بين الشرطين وبين الثريا، وطلوعه لليلة تبقى من أبريل وسقوطه لليلة تبقى من أكتوبر وعند سقوطه يرتج البحر، ولا تجرى فيه جارية وتقطع الحدأ والرخم والخطاطيف إلى الغور، وتسكن النمل".
أما إذا التمسنا هذا النجم في الأشعار فإننا نجده في المنظومات الفلكية وفي القصائد الشعرية، فقد ذكره البحار العماني أحمد بن ماجد في معرض ذكره للمنازل القمرية فهو يقول:
فأَولاً مَعرفةُ المنازلِ
وهاكها شاميَّةً يا سائلي
النَّطحُ والبُطينُ والثُّرَيَّا
والدَّبرَانُ بَعدهُم تَهَيَّا
كما أن الفيلسوف محيي الدين بن عربي ذكر هذا النجم في قصيدة له ذكر فيها أسماء بروج الشمس ومنازل القمر على الترتيب فقال:
وبان لكل منزلةٍ دليلٌ
من الأسماء عن نظرٍ خفيّ
كنطحٍ في بُطين في ثريا
إلى الدبران هقعته تحيّ
كما نجد الشاعر العباسي الشهير مهيار الديلمي يذكر هذا النجم في قصيدة له يقول فيها:
مسافة لا يطول فيها
مدىً على ذي قصيرتينِ
ولا يراعِي بها دليلٌ
صوبَ سماكٍ ولا بُطينِ
أما القاضي التنوخي الذي عاش في العصر العباسي فقد ذكر نجم "البطين" في مقصورته وشبهه برجل يطلب ثأره من ظالم فقال:
كأنّما البُطين في آثاره
طالبُ ثأرٍ عند عاتٍ قد عتا
كأنما النجم الثريا عَلَمٌ
أبيض يعلو عَلَماً حين علا
في حين أن الشاعر ابن دراج القسطلي الأندلسي قد قرن هذا النجم مع نجم الغفر فقال:
تُهِلُّ إليها كُلُّ عذراءَ غادَةٍ
وتَخْجَلُ منها كُلُّ فَتَّانَةٍ بِكْرِ
وتشرِقُ من مَبْدَا سهَيْلٍ إِلَى السُّهى
وتَعْبَقُ من مجرى البُطَيْنِ إِلَى الغُفْرِ
ولم يكن هذا النجم بمعزل عن الشعراء في العصر الحديث، فنجد مثلا المتصوف العراقي بهاء الدين الروّاس يذكر هذا النجم في قصائده فيقول:
تدلَّت بساحات القلوب قلوبنا
وقد شربت أهل القولب زلالنا
سما بالرفاعي الإمام ارتفاعنا
وأفسح ربي بالبطين مجالنا
ونجد الشاعر والمتصوف الموريتاني محمد بن الشيخ سيدي يذكر هذا النجم فيقول:
وإن أبدت لي الجوزا وشاحا
سلكت بها سبيل الشعريين
وإن تشر الثريا لي بكف
خضيب قلت عني للبطين