ترامب وزيلينسكي.. انهيار سريع في العلاقات
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
تدهورت العلاقات بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بسرعة، بعد أن اتهم الأخير أول أمس الثلاثاء، بأنه يعيش في "فضاء من التضليل" الروسي، في وصف ترامب نظيره الأوكراني بأنه "ديكتاتور بدون انتخابات"، في تصريحات ستعقد جهود إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.
كما قال زيلينسكي إنه "يود أن يكون فريق ترامب أكثر صدقاً"، في أول رد منه على سلسلة من الاتهامات التي وجهها له ترامب في اليوم السابق، بما في ذلك تحميل كييف مسؤولية نشوب الحرب التي ستدخل عامها الرابع في الأسبوع المقبل.
Ukraine President Zelenskyy said U.S. President Trump is living in a Russian “disinformation space” regarding his previous day’s comments about the Ukrainian leader’s approval rating.
Trump said at Mar-a-Lago that Zelenskyy’s rating stood at 4%. https://t.co/jqiXZyQQro
وجاءت هذه التصريحات كهجمات متبادلة بين زعيمي دولتين، كانتا حلفيتين وثيقتين في السنوات الأخيرة في ظل حكم الرئيس السابق جو بايدن، الذي زود أوكرانيا بالأسلحة الأمريكية المطلوبة للتصدي للغزو الروسي، واستخدم نفوذه السياسي للدفاع عن أوكرانيا وعزل روسيا على الصعيد الدولي.
ولكن إدارة ترامب تبنت نهجاً مختلفاً، وتواصلت مع روسيا وقررت السعي للتوصل إلى اتفاق سلام. وعقد وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة ومسؤولون كبار في الدولتين، محادثات في المملكة العربية السعودية لتحسين العلاقات الثنائية والتفاوض على إنهاء الحرب، مع احتمال الإعداد لعقد اجتماع بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بعد سنوات من العلاقات السيئة بين موسكو وواشنطن.
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، انتقد ترامب زيلينسكي، وأشار إلى حقيقة أن أوكرانيا أرجأت الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر إجراؤها في أبريل (نيسان) 2024 بسبب الغزو.
كما وصف ترامب زيلينسكي بأنه "كوميدي ناجح إلى حد ما، أقنع الولايات المتحدة الأمريكية بإنفاق 350 مليار دولار، للدخول في حرب لا يمكن كسبها، ولم يكن من المفترض أن تبدأ أبداً، لكنها حرب لن يتمكن أبداً من تسويتها بدون الولايات المتحدة وترامب".
وواصل الرئيس الأمريكي منشوره بالقول، إن "الشيء الوحيد الذي كان زيلينسكي جيداً فيه، هو التلاعب ببايدن"، ونصحه "بالتحرك بسرعة وإلا فلن يتبقى له بلد".
وكانت روسيا قد بدأت غزو أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022، حيث قال بوتين إن هدف الغزو كان حماية المدنيين في شرق أوكرانيا. كما اتهم الولايات المتحدة وحلفاءها بتجاهل طلب روسيا منع أوكرانيا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وتقديم ضمانات أمنية لروسيا. لكن أوكرانيا وحلفاؤها نددوا بالهجوم الروسي باعتباره عدوان غير مبرر.
وفي المقابل، قال بوتين اليوم إن الرئيس ترامب أبلغه في الاتصال الهاتفي بينهما، بأن الولايات المتحدة ستتحرك انطلاقاً من افتراض أن عملية المفاوضات ستشمل روسيا وأوكرانيا "ولا أحد سيستبعد أوكرانيا منها".
وأكد بوتين الخط الرسمي لحكومته، بأن روسيا لا ترفض إمكانية الدخول في محادثات مع كييف أو حلفائها الأوربيين. وقال "الأوربيون أوقفوا اتصالاتهم مع روسيا. الجانب الأوكراني يحظر على نفسه التفاوض"، في إشارة إلى إعلان زيلينسكي عام 2022 رفضه أي محادثات مع موسكو.
وفي الوقت نفسه، تعرب أوكرانيا والدول الأوروبية الداعمة لها عن قلقها من عدم دعوتها إلى المحادثات بين كبار مسؤولي الدبلوماسية الأمريكية والروسية في السعودية، في ظل مخاوف أكبر من أن يكون الاتفاق الذي سيتم التوصل إليه في غير صالح كييف.
وفي مؤتمر صحفي أمس، لم يبد ترامب تجاوباً مع اعتراضات أوكرانيا على استبعادها من المفاوضات مع روسيا. كما قال دون الكشف عن المصدر إن "نسبة تأييد زيلينسكي تبلغ 4% فقط، وأنه لم يكن يجب أن تبدأ أوكرانيا الحرب، وكان بإمكانها عقد صفقة لمنع نشوبها".
ورد زيلينسكي على هذه التصريحات قائلاً "نحن نرى هذا التضليل. ونفهم أنه يأتي من روسيا، وترامب يعيش في هذا الفضاء من التضليل". وقال إنه يأمل أن يمشي المبعوث الأمريكي للحرب الروسية الأوكرانية كيث كيلوغ في شوارع كييف، ويسأل الأوكرانيين إذا ما كانوا يثقون في رئيسهم؟ وهل يثقون في بوتين؟
ورداً على القول بأن 90% من المساعدات التي حصلت عليها أوكرانيا جاءت من الولايات المتحدة، قال زيلينسكي إن 34% من أسلحة الجيش الأوكراني صناعة محلية، وإن أكثر من 30% من الدعم يأتي من أوروبا.
وأخيراً، فإن تبادل التصريحات السلبية بين ترامب وزيلينسكي يأتي في الوقت الذي تحمل فيه أنباء جبهة القتال في الشهور الأخيرة، المزيد من المشكلات للرئيس الأوكراني. فالهجوم المستمر في المناطق الشرقية من قبل الجيش الروسي الأكبر حجماً يسحق القوات الأوكرانية، التي يتم دفعها ببطء ولكن بإطراد إلى الوراء في بعض النقاط على خط المواجهة الذي يمتد لمسافة ألف كيلومتر.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية زيلينسكي ترامب الحرب الحرب الأوكرانية ترامب زيلينسكي الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
لافروف: العلاقات مع الولايات المتحدة ما زالت قائمة على أساس المصالح المتبادلة
في تصريح لافت يعكس مرونة موسكو الدبلوماسية، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن العلاقات مع الولايات المتحدة ما زالت قائمة على أساس "المصالح المتبادلة"، مشيرًا إلى أن بلاده مستمرة في السعي لتطوير العلاقات الثنائية رغم التوترات السياسية المتصاعدة بين الطرفين.
وجاءت تصريحات لافروف خلال مؤتمر صحفي عقده في موسكو، حيث أوضح أن روسيا لا تسعى إلى القطيعة مع الولايات المتحدة، بل تعتبر أن هناك مجالات عديدة يمكن من خلالها تحقيق تقدم يخدم مصالح البلدين، خاصة في قضايا الأمن الاستراتيجي، ومكافحة الإرهاب، والاستقرار العالمي.
لافروف: روسيا مستعدة لتخزين المواد النووية الإيرانية المخصبة
لافروف: نخب أمريكية تعرقل جهود ترامب لتطبيع العلاقات مع روسيا
وأضاف لافروف أن روسيا لا تغلق أبواب الحوار، بل تُبقي قنوات الاتصال مفتوحة على مختلف المستويات، رغم ما وصفه بسياسات واشنطن "العدائية" أحيانًا تجاه موسكو. وشدد على أن استمرار الحوار ضروري لتفادي مزيد من التصعيد، ولإيجاد حلول عقلانية للأزمات الدولية.
وفي إشارة إلى التحديات، أشار لافروف إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة وأثرها على العلاقات، معتبرًا أن هذه الإجراءات تُعقّد التعاون وتؤثر على الثقة المتبادلة. لكنه أكد أن روسيا قادرة على التكيف وتجاوز الضغوط من خلال تعزيز شراكاتها مع قوى دولية أخرى، دون التخلي عن السعي لعلاقات متوازنة مع واشنطن.
يُذكر أن العلاقات الروسية الأمريكية شهدت توترًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، خاصة على خلفية الصراع في أوكرانيا، والتجاذبات الجيوسياسية في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية. ورغم ذلك، ترى موسكو أن التعاون مع الولايات المتحدة لا يزال ممكنًا، بل وضروريًا، في عالم يواجه تحديات أمنية واقتصادية متشابكة.
تصريحات لافروف تعكس رغبة روسية في إبقاء الباب مفتوحًا أمام الدبلوماسية، في وقت تزداد فيه الحاجة العالمية إلى الاستقرار والحوار البنّاء.