سلّمت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، الخميس، جثامين 4 أسرى إسرائيليين بقطاع غزة، ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.

وتعد هذه أول دفعة يتم تسليمها من جثامين أسرى إسرائيليين، وجرى تسلميهم في ظل تواجد مكثف لعناصر من الفصائل الفلسطينية ترتدي ملابس عسكرية ومدججة بأسلحة.

وتعود الجثامين إلى عائلة بيباس (أم وطفليها) وجثمان الأسير عوديد ليفشتس، وتم تسليمها ضمن الدفعة السابعة من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.

وقام قائد المنطقة الشرقية في "كتائب القسام" بتسليم الأسرى إلى الصليب الأحمر، وهو الذي أعلنت إسرائيل مقتله خلال حرب الإبادة.

وإثر التوقيع على وثيقة التسليم، تسلم الصليب الأحمر 4 توابيت حمل كل منها صورة واسم الأسير القتيل وتاريخ مقتله، مع عبارة: "قُتل على يد جيش الاحتلال".

ولاحقا، غادرت سيارات الصليب الأحمر المنطقة، وتوجهت إلى موقع في غزة سلمت فيه الجثامين إلى الجيش الإسرائيلي، وفق هيئة البث العبرية (رسمية).

وحمّلت حماس، في بيان الخميس، الجيش الإسرائيلي مسؤولية مقتل الأسرى الأربعة إثر قصفه أماكن احتجازهم، بينما "عاملتهم المقاومة في قطاع غزة بإنسانية وحاولت إنقاذهم".

وأظهرت عملية التسليم احترام الفصائل الفلسطينية لحرمة الموتى، عبر تسليم الجثامين كل منهم في تابوت منفصل مع بياناته، بينما تسلم إسرائيل جثامين فلسطينيين مكدسة في أكياس دون معرفة هوياتهم.

وستفرج "حماس"، السبت المقبل، عن 6 أسرى إسرائيليين أحياء، مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين.

رسائل قسامية

وخلال عملية التسليم، أرسلت "كتائب القسام" حزمة رسائل إلى إسرائيل، تتضمن ردا على مصلحة السجون، وتحذيرا لرئيس الوزراء المطلوب للعدالة الدولية بنيامين نتنياهو، في حال قرر استئناف حرب الإبادة الجماعية على غزة.

وكتُب على لافتة في موقع التسليم: "قتلهم مجرم الحرب نتنياهو وجيشه النازي بصواريخ الطائرات الحربية الصهوينية"، في إشارة إلى مصير الأسرى الإسرائيليين الذين أُسروا أحياء.

ووضعت هذه العبارة مع صورة ضخمة لنتنياهو على هيئة "دراكولا"، مع صورة للأسرى الإسرائيليين الأربعة وقد امتص نتنياهو دماءهم.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

وقبل أيام، أجبرت مصلحة السجون الإسرائيلية أسرى فلسطينيين محررين على ارتداء ملابس مكتوب عليها: "لا ننسى ولا نغفر"، في إشارة إلى هجوم "حماس" على إسرائيل، والمعروف بـ"طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وفي ذلك اليوم هاجمت حماس 22 مستوطنة و11 قاعدة عسكرية بمحاذاة غزة، فقتلت وأسرت إسرائيليين؛ ردا على "جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى"، وفق الحركة.

وردا على رسالة مصلحة السجون، كُتبت على المنصة في منطقة بني سهيلا، الخميس: "ما كنا لنغفر أو ننسى.. وكان الطوفان موعدنا".

وتشير القسام بذلك إلى أن "طوفان الأقصى" جاء ردا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المستمرة منذ عقود بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.

وباللغات العربية والعبرية والإنجليزية كتُب على منصة التسليم: "عودة الحرب (تعني) عودة الأسرى في توابيت".

وترد القسام بتلك الرسالة على أحاديث رسمية إسرائيلية متواترة عن احتمال عدم بدء مرحلة ثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، واستئناف الإبادة الجماعية في غزة.

ومنذ أكثر من أسبوعين يماطل نتنياهو ويعرقل إطلاق المفاوضات الخاصة بالمرحلة الثانية من الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

ولمنطقة بني سهيلا التي يجري فيها تسليم الأسرى خصوصية، إذ اجتاحها الجيش الإسرائيلي لمدة 4 أشهر على فترات، وقام بنبش القبور وقتل فلسطينيين، بحثا عن جثامين أسرى إسرائيليين، لكنه عجز عن العثور عليهم.

وباللغات الثلاث أيضا كُتب على لافتة ضخمة الخميس: "النازية الصهيونية في أرقام"، مع رصد رقمي لضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة.

وارتكبت إسرائيل بدعم أمريكي، بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، فضلا عن دمار هائل.

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: أسرى إسرائیلیین فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس: 17 أبريل يوما عالميا للتضامن مع الأسرى وفضح جرائم الاحتلال

دعت حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" إلى جعل السابع عشر من أبريل، يوما عالمي للتضامن مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وفضح جرائم الاحتلال بحقهم، لا سيما ما يتعرضون له من تعذيب وقتل ممنهج.

وفي بيان صحفي أصدرته اليوم، أكدت الحركة أن قضية تحرير الأسرى الفلسطينيين ستبقى على رأس أولوياتها الوطنية؛ وفاءً لصمودهم وتضحياتهم الطويلة خلف القضبان، داعية إلى توحيد الجهود الفلسطينية نصرة لقضيتهم العادلة، وتقديم الدعم الكامل لعائلاتهم في كافة أماكن تواجدهم.

وأوضحت حماس أن الاحتلال يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى في سجون الاحتلال، وعلى رأسهم أسرى قطاع غزة، في ظل صمت دولي مخزٍ تجاه الانتهاكات المستمرة بحقهم.

وشددت الحركة على أن جرائم الاحتلال بحق الأسرى، من تعذيب وقتل وإهمال طبي، لن تمر بلا حساب، ولن تسقط بالتقادم، مؤكدة أن تعاملها الإنساني مع أسرى العدو يُظهر الفارق الأخلاقي بين المقاومة الفلسطينية وسلوك الاحتلال الوحشي.

وفي ختام بيانها، دعت حماس إلى إطلاق حراك عالمي واسع النطاق لمحاكمة الاحتلال على جرائمه، والمطالبة بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى الفلسطينيين، مشيرة إلى أن استمرار صمت المجتمع الدولي يمثل تواطؤاً ضمنياً مع الجلاد ضد الضحية.

مقالات مشابهة

  • أسرى محررون يروون قصصا مروعة عن التعذيب في سجون الاحتلال
  • حماس: 17 أبريل يوما عالميا للتضامن مع الأسرى وفضح جرائم الاحتلال
  • بريطانيا توجه ضربة قوية للمتحولين جنسياً بعد دعمها لتعريف المرأة البيولوجي.. فيديو
  • بعد اعلان حماس فقدان الاتصال بآسري الجندي الأمريكي الإسرائيلي.. من هو عيدان ألكسندر؟
  • أول رد فعل "ميداني" على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب
  • قيادي بمستقبل وطن: زيارة الرئيس السيسي للكويت تحمل رسائل دعم قوية لفلسطين
  • مستثمر مصري: زيارة الرئيس السيسي للكويت تحمل رسائل قوية
  • بعد 6 أشهر من الاعتقال... إسرائيل تُفرج عن 9 أسرى فلسطينيين وهم بحالة صحية سيئة
  • مجزرة جديدة بخان يونس والاحتلال يفرج عن 10 أسرى
  • الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من غزة