جامعة بني سويف التكنولوجية تنظم تدريب مشواري لتأهيل الطلاب لسوق العمل
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
نظمت إدارة رعاية الشباب بجامعة بني سويف التكنولوجية، تدريب برنامج "مشواري"، والذي يتم تنفيذه بالتعاون بين وزارة الشباب والرياضة ومنظمة اليونيسيف؛ لإكساب الشباب المهارات الحياتية ومهارات العمل الأساسية من أجل خلق كفاءات مدربة تتمكن من الوصول إلى مرحلة الجاهزية للعمل وتحسين فرص الحصول على العمل من خلال آليات عملية وأدوات تطبيقية، وذلك بمشاركة المهندسة والمدربة، رحاب جمعة.
يهدف التدريب، إلى صقل مهارات الطلاب، وتفكيرهم الإبداعي؛ علي نحو يؤهلهم لخوض مجالات سوق العمل بكفاءة، فضلًا عن تنمية مهارات التواصل، والتفكير الابتكاري، والعمل الجماعي، واحترام الآخرين، والتفكير الإيجابي، ومهارة اتخاذ القرار، وتبادل المعلومات والخبرات.
وتضمنت محاور البرنامج التدريبي، مجموعة من المهارات الحياتية، من بينها (خوض مقابلة العمل، كتابة السيرة الذاتية، التفكير الإبداعي، إدارة الوقت، إدارة النزاع، العصف الذهني، أساليب القيادة، مهارات التأثير والإقناع، التواصل اللفظي وغير اللفظي، حل المشكلات وصنع القرار، الذكاء العاطفي، المرونة المعرفية)، وذلك من خلال عدد من السفراء الممثلين لبرنامج مشواري، والمدربين علي أعلي مستوي من الكفاءة والمهارة، لنقل الخبرات الحياتية للطلاب.
وأكد الدكتور جان هنري، أن البرنامج يهدف إلى تنمية المهارات الحياتية للشباب من أجل بناء مستقبل أفضل، ويستهدف تنفيذ الورش التدريبية التي تؤسس لديهم مهارات التفكير الإيجابي، والأساليب التحفيزية، وحب التعلم، والمشاركة الإيجابية، مثمنًا جهود الدولة المصرية، ووزارة الشباب والرياضة في نشر رسالة البرنامج في تنمية مهارات الشباب، مؤكدًا علي دور إدارة الجامعة في تقديم كافة سبل الدعم والرعاية لبناء شخصية الطلاب، وفتح آفاقًا وافكارًا جديدة أمامهم تدفعهم نحو عالم أفضل.
من جانبها أكدت المهندسة، رحاب جمعة، أن برنامج مشواري يستهدف تنمية المهارات الحياتية، ومنها: تطوير الذات، بناء الشخصية الإيجابية، كيفية تغيير طرق التفكير، وتعلم كيفية تغيير النفس، وتحديد الأولويات، مطالبًة الطلاب بضرورة الاستفادة القصوى من محاور وموضوعات البرنامج التدريبي، والوصول إلي مرحلة تحديد الأهداف وتحقيقها، بما يحقق بناء جيل جديد قادر على تحمل المسئولية، والمنافسة في مجال سوق العمل.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بني سويف جامعة بني سويف التكنولوجية ببني سويف المهارات الحیاتیة
إقرأ أيضاً:
د. عصام محمد عبد القادر يكتب: المهارات الناعمة.. حتمية اكتسابِها
يتبادر تساؤلٌ في أذهاننا فحواه هل بات شبابنا في حاجة للمهارات الناعمة؟، والإجابة بعد البحث، والتحري: نعم؛ حيث حتمية اكتسباها، وهذا يرجع إلى أهميتها في إحداث توازن لديهم؛ فهناك ضرورة لأن نتبنى خططًا تنير لنا الطريق، وتعمل على توجيه خطواتنا في الاتجاه الصحيح، وتكشف لنا مدى تقدمنا فيما نحن منوطين به، بل وتدفعنا إلى المزيد من العطاء؛ بغية جني الثمار، وتساعدنا في الانتقال من مرحلة إلى أخرى، وهنا نوقن أن التخطيط مهارة ناعمة قد أضحت لا تمت للاختيار بصلة.
رغم إتقان كثير من شبابنا الواعد للمهارات النوعية في مجالاتها المختلفة؛ إلا أنه ثمت شكوى من ضعف مهارات التواصل الكلي؛ حيث تقتصر آليات، وصور التواصل على البيئة الرقمية، وقد لا يتعدى حدود تبادل المعلومات، أو البيانات، أو الخبرات ذات الاهتمام المشترك وفق بروتوكول قد تم التوافق عليه؛ لكن ما يعوز شباب اليوم، والغد يتمثل في مهارات ناعمة تتعلق بالاتصال، والتواصل المباشر؛ حيث مقدرة الفرد على الحوار، والمناقشة، وإبرام تفاهمات مع الآخرين بصورة مباشرة؛ فنلاحظ فنون التعامل، ونرصد حالة الاندماج، والتفاعل والمقدرة على التعبير عن المشاعر، ولغة الجسد التي تشير دلالتها إلى معان ذات مغزى يفهمها الآخرون بسهولة، ويسر.
إن فقد التواصل الكلي، أو حتى مرحلة منه يؤدي بالإنسان إلى حالة من جفاء المشاعر، وصعوبة تقدير الجوانب الإنسانية لدى من يتعامل معهم؛ فتبدو هناك لا مبالاة تجاه ما يحتاجه الغير من وجدانيات تعد ضرورية لبقاء العلاقات في صورتها المنشودة؛ ومن ثم فقد تُبتر العلاقات، أو تتوقف حينما ينتهي الفرد من المهمة التي يؤديها مع الآخرين، وهذا لا يمكنه من أن يعقد علاقات اجتماعية، ولا يؤهله لمزيد من التواصل الاجتماعي بالآخر، كما أن اللفظية تصبح في حالة من الفقر؛ إذ يفقد الشاب المقدرة على التواصل اللفظي في الغالب.
في ضوء ما تقدم نؤكد على أهمية التواصل باعتباره مهارة ناعمة داعمة للفرد؛ كي يصبح مؤهلًا؛ للانغماس مع الآخرين، وهنا نقصد صورة العمل الجماعي؛ حيث تقاسم المهام، والأداءات، وشراكة المراحل، والمسار؛ فيعمل ذلك على تعضيد العلاقات، وتقوية أطر المحبة، والانسجام بين الأقران، أو الأصدقاء حتى وإن تباينت الخبرات، وتدخلت العديد من المتغيرات سواءً ارتبطت بالعمر، أو النوع، أو البيئة الاجتماعية، أو غير ذلك من المؤثرات التصنيفية التي يصعب حصرها لكثرتها.
إن العمل بروح الفريق مهارة ناعمة تشعر الجميع بالرضا، والمودة، والتقارب، بل وتحث الإنسان على الالتزام بتكليفاته؛ فيبدو حرص الانتهاء من المهمة في قمة الأولويات، وتبدو إدارة الوقت لها مكانة خاصة في وجدانه؛ وهذا ما يجعله متبنيًا لجدول زمني يحد من هدر ثمين للوقت، ويشجعه نحو بلوغ غايته؛ لذا فقد باتت إدارة الوقت من المهارات الناعمة ذات الأهمية القصوى.
المرونة التي يتحلى بها الإنسان منا تجعله قادرًا على تحمل المسئولية، بل ولديه طاقة تفكرية تساعده في إدارة التحديات، أو الأزمات التي قد تواجهه في إطار مؤسسي، أو مجتمعي أو حياتي، وهذا بالطبع يحد من التداعيات التي قد تنجم عن ذلك، وتتيح الفرصة لمزيد من التفكير؛ كي يصل الفرد إلى بدائل عديدة يشكل أحدها حلًا لا بأس به في تجاوز الأزمة، أو المحنة، أو الإشكالية؛ ومن ثم نؤكد على ضرورة اكتساب فنيات إدارة الأزمات باعتبارها من المهارات الناعمة الرئيسة التي منحنا فرصة مواصلة الطريق مهما تفاقمت الصعوبات.
ما ذكر من مهارات ناعمة يصعب أن ينفك عن ضرورة امتلاك الفرد لنمط التفكير الناقد؛ حيث المقدرة على التفسير، والاستنتاج، والاستنباط، وإقامة البراهين، وتقديم الحجج، ناهيك عن وعي بطرائق التغلب على المشكلات، وفق مراحل تعتمد على توظيف المعطيات؛ كي يصل الإنسان منا لحل مُرْضٍ يسهم في تجاوز المحنة، أو كسب القضية؛ ومن ثم يستطيع أن يصنع قرارًا صائبًا، ويتخذه، ويتحمل مسئوليته، وهذا يعزز في أذهاننا ضرورة امتلاك الفرد لفنيات النقد البناء؛ لذا صارت مهارات التفكير الناقد من المكونات الأساسية للمهارات الناعمة.
أعتقد أن المهارات الناعمة في مجملها يجب أن يكتسبها شبابنا صاحب الفكر، والرؤية الطموحة؛ كي يحدث ما نسميه التوافق، والتكيف النفسي داخل الفرد، ومعه الآخرون؛ لذا فإن التدريب عليها يعد من الأولويات التي تقع على عاتق كافة المؤسسات المعنية ببناء الإنسان؛ فما أجمل من تفاعلات اجتماعية سوية! تحدث أثرًا مرغوبًا فيه بشتى المجالات التنموية ببلادنا الحبيبة.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.