في 4 أسابيع فقط.. ترامب يمحو إرث 80 عاماً من السياسة الأمريكية
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
غير الرئيس ترامب بشكل كبير اتجاه السياسة الخارجية الأمريكية في أربعة أسابيع فقط، مما جعل الولايات المتحدة حليفاً أقل موثوقية بعد تراجعه عن الالتزامات العالمية بطرق من شأنها إعادة تشكيل علاقة أمريكا بالعالم.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مبعوثي ترامب الرئيسيين قدما تنازلات لروسيا في محادثات السلام التي أذهلت الحلفاء الأوروبيين، تلا ذلك وصف ترامب لزعيم أوكرانيا بالديكتاتور.
وقام ترامب بتفكيك وكالة المساعدات الأمريكية الرائدة التي تقدم المساعدة للعالم النامي، حيث تهدف الصين إلى ترسيخ موطئ قدم.
فيما محت خطة ترامب لامتلاك غزة وتهجير الفلسطينيين عقوداً من جهود واشنطن للتوسط في حل الدولتين، كما أن خططه لزيادة التعريفات الجمركية بشرت بنهاية العولمة التي تغذيها أمريكا.
ماذا فعل ترامب؟ولم يتوقع أحد أن يتعامل ترامب مع الشؤون العالمية مثل أسلافه، لكن قِلة من الناس توقعوا أن يتحرك بهذه السرعة لإعادة توجيه السياسة الخارجية الأميركية بعيداً عن المسار الذي سلكته منذ عام 1945.
ويقول معظم خبراء السياسة الخارجية إن نظام التحالفات الذي تقوده أمريكا عزز من قوة الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فمن خلال التعهد بالدفاع عن حلفائها في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، تولت الولايات المتحدة أكثر من أي دولة أخرى دور الضامن العالمي للتجارة الحرة والاستقرار، وهي المهمة التي شملت أولاً مواجهة الاتحاد السوفييتي، ومؤخراً الصين.
وغير الرئيس ترمب بشكل كبير اتجاه السياسة الخارجية الأمريكية في 4 أسابيع قصيرة، مما جعل الولايات المتحدة حليفاً أقل موثوقية وتراجع عن الالتزامات العالمية بطرق من شأنها أن تعيد تشكيل علاقة أميركا بالعالم بشكل أساسي.
ولكن ترامب لديه وجهة نظر مختلفة: فالحلفاء يأخذون أكثر مما يعطون. وبدلاً من الاعتماد على الجيش الأمريكي ومظلته النووية لأمنهم، ينبغي للدول الأخرى أن تنفق المزيد على جيوشها مع توفير الحوافز الاقتصادية للبقاء في حماية أمريكا، وتتسم رؤية ترامب بالمعاملات التجارية، والفوز والخسارة في السياسة الخارجية.
وقالت فيكتوريا كوتس، نائبة رئيس الأمن القومي والسياسة الخارجية في مؤسسة هيريتيج، وهي مؤسسة بحثية محافظة: "ليس الأمر أن الرئيس ترامب يتخلى عن نظام ما بعد الحرب العالمية الثانية. بل إننا لم نعد في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وعلينا أن نقبل أن المشهد الجيوسياسي قد تغير".
وكان نفس النهج هو الذي دفع السياسة الخارجية لترامب في ولايته الأولى، ولكن في ولايته الثانية، أضاف عنصراً جديداً، حيث اقترح توسيع حدود الولايات المتحدة والاستيلاء على أراضٍ في الخارج من جانب واحد.
وحتى قبل العودة إلى البيت الأبيض، فكر ترامب في استعادة قناة بنما، والاستيلاء على غرينلاند من الدنمارك وجعل كندا الولاية رقم 51.
Kinzler's Global News Blog - Trump and Ukraine
"Trump’s Attack on Zelensky Signals New World Order Taking Shape" (The Wall Street Journal)
Excerpts: https://t.co/XRtomIr7sI pic.twitter.com/XIPhBe2z7e
وقال الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية ريتشارد هاس "سيكون من الصعب للغاية التراجع عن ما يجري في السياسة الخارجية أو إقناع الحلفاء بأن هذا حدث لن يتكرر أبداً، كان هذا ممكناً بعد انتخاب ترامب ولكن ليس بعد إعادة انتخابه"، وأضاف "موثوقية أمريكا مهددة بشكل خطير، وأدت الأحداث الأخيرة إلى تعميق شكوك الحلفاء بشأن أمريكا بقيادة ترامب".
وقال تشاك هيغل، السيناتور الجمهوري السابق ووزير الدفاع في عهد أوباما، "ما يحدث هو تحد خطير لأساس النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية"، وأضاف "لم أشعر قط بمثل هذا القلق بشأن مستقبل هذا البلد والعالم".
بينما قال إيفو دالدر، السفير الأمريكي لدى حلف الناتو في إدارة أوباما، إن الميل نحو روسيا والابتعاد عن أوكرانيا أمر مثير، إذ أصبح بوتين الآن في وضع ممتاز حيث لا يتعين عليه سوى قول "نعم"، مع العلم أنه إذا قالت أوكرانيا "لا"، فسوف يلقي ترامب باللوم عليها".
وفككت إدارة ترامب في أسابيعها الأولى الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وجمدت مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية للبرامج التي تعالج الإيدز، وتتبع الأوبئة وتوفر الرعاية للأمهات.
ويقول عمال الإغاثة إن البرامج من أمريكا اللاتينية إلى أفريقيا إلى آسيا توقفت مؤقتاً، مما أدى إلى تآكل سنوات من الثقة التي بنتها حكومة الولايات المتحدة مع شركائها في المناطق النامية.
وقالت السناتور جين شاهين، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إن تأثير الانسحاب من نيبال وأماكن أخرى "سيؤثر على كيفية رؤية الناس في جميع أنحاء العالم للولايات المتحدة، وإن هذا الانسحاب يترك فراغاً ستكون الصين سعيدة بملئه".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوكرانيا وكالة المساعدات الأمريكية غزة ترامب ترامب أمريكا أوكرانيا الوكالة الأمريكية للتنمية غزة وإسرائيل الحرب العالمیة الثانیة السیاسة الخارجیة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
تراجع حاد في السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة بسبب تصعيد ترامب
كشفت صحيفة "بوليتيكو" عن تراجع ملحوظ في السياحة الكندية إلى الولايات المتحدة، في ظل توتر سياسي واقتصادي متزايد بين البلدين نتيجة تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفرضه رسوما جمركية قاسية.
وبيّنت الصحيفة في تقرير لها، أن منظمي الرحلات السياحية في كندا ألغوا الحافلات إلى مدينة نيويورك، وتضاءلت رحلات التسوق اليومية عبر الحدود، كما شهدت وكالات السفر انخفاضا حادا في الحجوزات.
وأوضحت أن مجموعة السفر في فانكوفر سجلت تراجعا بنسبة 90 بالمئة في الحجوزات المستقبلية، فيما أوقفت شركة "ترافاك تورز" رحلاتها إلى الولايات المتحدة حتى تموز /يوليو، وانخفضت أعمال شركة "مابل ليف تورز" بنسبة 70 بالمئة إلى 80 بالمئة.
وقالت كريستين جيري، مؤسسة "مابل ليف تورز" السياحية، في مقابلة مع الصحيفة، "لطالما كانت أوقاتنا سعيدة، سواءً كنا نذهب إلى ميرتل بيتش أو فلوريدا أو بوسطن أو كيب تاون. والآن، يسود القلق والتوجس والتوتر".
وأفادت شركة "إكونوميكس" لتحليلات السياحة بأن التوقعات تشير إلى انخفاض بنسبة 20 بالمئة في أعداد الزوار الكنديين هذا العام، ما سيؤدي إلى خسائر أمريكية تقدر بنحو 3.4 مليار دولار.
وفي منطقة شمال نيويورك، أظهرت دراسة استقصائية أن 66 بالمئة من الشركات شهدت بالفعل انخفاضا في الحجوزات من كندا.
ولفتت الصحيفة إلى أن التوتر السياسي فاقم الأزمة، بعد تصريحات عدائية من ترامب تجاه كندا، وفرضه تعريفات جمركية بنسبة 25 بالمئة على بعض السلع الكندية. كما أثار احتجاز كنديين وأوروبيين على المعابر الحدودية الشمالية والجنوبية مخاوف إضافية لدى المسافرين.
وأشار التقرير إلى أن المدن الأمريكية، لا سيما تلك الواقعة تحت إدارة ديمقراطية، تبذل جهودا دعائية كبرى لطمأنة الزوار الكنديين، حيث توجه منظمة "زيارة كاليفورنيا" رسالة تقول "أنتم مرحب بكم ومحترمون في كاليفورنيا".
وأكد المدير التنفيذي لتحالف الضيافة في نيويورك، أندرو ريجي، أن "الناس من كندا وأوروبا عموما يعرفون أن مدينة نيويورك مكان مرحب بالناس من جميع أنحاء العالم. لكن الأمر سيتطلب استثمارا لتذكير الناس بأننا نريدكم هنا محليا، وستحظون بتجربة رائعة بغض النظر عن خطابنا الوطني".
وفي السياق ذاته، شددت ماكنزي ماكميلان، مستشارة السفر في مجموعة "ترافل جروب" بفانكوفر، على أن "الكثير من الكنديين يُصارعون الآن فكرة: هل أغادر؟ أم أن هذا أمر يستدعي اتخاذ موقف؟".
وبيّن التقرير أن التأثير الأكبر يلمس في المناطق الحدودية مثل منطقة نورث كانتري في نيويورك، حيث تمثل العلاقات التجارية والسياحية مع كندا جزءا أساسيا من الاقتصاد.
وأوضح المدير التنفيذي لغرفة تجارة المقاطعة، غاري دوغلاس، "نشعر ونقدر بشكل خاص شعورنا بالألم كما يشعر به المرء مع عائلته. ليس لأسباب اقتصادية فحسب، بل لأن تواصلنا الشعبي يحظى بتقدير كبير هنا".
وأظهرت بيانات الجمارك الأمريكية انخفاضا بنسبة 12 بالمئة في عدد المسافرين عبر الحدود الشمالية في شباط /فبراير 2025 مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي، مع توقعات بانخفاض أكبر في آذار /مارس.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، إن "أجندة الرئيس ترامب لجعل أمريكا غنية وآمنة وجميلة من جديد تعود بالنفع على الأمريكيين والزوار الدوليين على حد سواء".
وأضافت في تصريحات سابقة، أن "نيويورك ستحطم الأرقام القياسية في السياحة عندما تنتهي إدارة ترامب من ترحيل المهاجرين غير الشرعيين الذين أشعلوا النار في ركاب مترو الأنفاق".
واختتم التقرير بتصريح من كريستين جيري، عبّرت فيه عن تشاؤمها بشأن التعافي القريب لقطاع السياحة، قائلة: "أعتقد أن الأمر سيستغرق أربع سنوات. آمل أن أكون مخطئة، لأنه يُلحق ضررا بالغا بعملي. لكن هناك قلقا كبيرا".