أكد الدكتور محمد عز العرب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات، أن الدول الأوروبية غير قادرة على تمويل أوكرانيا ماديًا وعسكريًا في حربها ضد روسيا، نظرًا للأزمات المالية التي تعاني منها.

أول تعليق من الكرملين على نشر بريطانيا لـ 30 ألف جندي في أوكرانياالكرملين: روسيا تتفق مع الإدارة الأمريكية على أن تسوية أزمة أوكرانيا سلميا

وأوضح “عز العرب”، خلال حواره مع الإعلامي خالد عاشور عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أن صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يكشف مدى هشاشة وضع الدول الأوروبية، التي تعتمد على تكتلها الإقليمي للحفاظ على استقرارها وتعزيز مصالحها المشتركة.

وأشار إلى أن الدول الأوروبية الكبرى، مثل فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا، تواجه أزمات اقتصادية تعيق قدرتها على دعم أوكرانيا، سواء ماليًا أو عسكريًا، مضيفًا أن القوات التي ترسلها أوروبا إلى كييف لا تعدو كونها قوات "طمأنة"، لكنها ليست كافية لإحداث تحول في مسار الحرب.

كما لفت إلى أن الوضع الميداني الحالي يميل لصالح روسيا، رغم فترات سابقة شهدت فيها أوكرانيا بعض التقدم.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبي أوكرانيا اخبار التوك شو كييف أوروبا

إقرأ أيضاً:

لماذا ترك العرب غزة وحدها؟

 

 

د. إبراهيم بن سالم السيابي

في وقت تُسمَع فيه أصداء القصف وتنتشر أخبار المجازر اليومية، تتواصل حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة بلا هوادة منذ أكثر من 15 شهرًا، حصيلة الحرب تتجاوز حتى الآن أكثر من 50 ألف شهيد، جلهم من الأطفال والنساء والشيوخ من كبار السن، وتدمير أكثر من 80% من المباني في القطاع، بما فيها المستشفيات والمدارس والجامعات والبنية التحتية لجعل القطاع غير قابل للسكن، في مشهد يعكس مُعاناة غير مسبوقة وفرض حصار خانق على أكثر من مليوني إنسان يعيشون في العراء بلاء مأكل ومشرب عجزت المنظمات الإنسانية عن وصفه.

ومع كل ذلك، يواصل أهل غزة مقاومة الاحتلال متمسكين بأرضهم في مشهد يشبه بالمعجزة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: أين الموقف العربي؟ لماذا تركت غزة وحدها تتطاير أشلاء أبنائها بين الركام وتراق دمائهم في الشوارع والطرقات وتقف فيه على حافة الإبادة والفناء؟

وهناك عوامل قد تكون هي أسباب تخلي العرب عن غزة:

الأزمات المالية في العالم العربي: تعاني معظم الدول العربية من أزمات مالية خانقة من تراجع في الإيرادات، وزيادة العجز المالي، وربما الحاجة الماسة إلى المساعدات الغربية، خاصة الأمريكية، جعلت بعض الحكومات العربية تتجنب اتخاذ مواقف حاسمة تجاه غزة، خوفًا من فقدان هذه المساعدات أو التأثير على علاقاتها مع الغرب ومع صناع القرار في مؤسسات الإقراض الدولية. الخوف من نجاح تجربة حماس الإسلامية: بعد سيطرة حركة حماس على غزة، أصبحت تمثل نموذجًا إسلاميًا قد يُثير القلق لدى بعض الأنظمة العربية، فنجاح حماس في غزة يُعتبر تهديدًا للأيديولوجيات الحاكمة في بعض الدول، ما جعل بعض الأنظمة تفضل عدم التدخل؛ بل يذهب البعض إلى أن هناك توجيه غير معلن بالقضاء على حركة حماس، خوفًا من أن تنتقل التجربة إلى بلدانهم. الأزمات الداخلية في بعض الدول العربية: العديد من الدول العربية غارقة في صراعات داخلية، مثل سوريا، اليمن، ليبيا، العراق، والسودان. هذه الأزمات استهلكت الكثير من الموارد والوقت، ما جعل قضية غزة تُغيب عن أولويات هذه الدول. التطبيع مع إسرائيل: بعد اتفاقات التطبيع الأخيرة بين بعض الدول العربية وإسرائيل، أصبحت العلاقات مع تل أبيب أولوية لبعض الحكومات العربية، هذه الدول ترى أن التقارب مع إسرائيل يعود عليها بفوائد اقتصادية وأمنية، وبالتالي فإن دعم غزة أصبح مكلفًا سياسيًا وغير مربح اقتصاديًا. التشرذم العربي والانقسام في المواقف: الانقسامات السياسية بين الدول العربية جعلت موقف العرب من غزة ضعيفًا ومبعثرًا، فكل دولة تسعى لحماية مصالحها الخاصة أو لتحقيق مكاسب سياسية، ما أدى إلى غياب التوافق الفعلي لدعم أهل غزة. المصالح الاقتصادية مع الغرب: العلاقات التجارية مع الغرب أصبحت حجر الزاوية في سياسات بعض الدول العربية، وهذا يجعلها تتجنب أي تحرك قد يؤدي إلى توتر علاقاتها مع الدول الكبرى الداعمة لإسرائيل، مما يجعل الوقوف إلى جانب غزة يتعارض مع مصالحها الاقتصادية. هواجس من الفكر المتطرف: بعض الأنظمة العربية تخشى من انتشار الفكر المتطرف في المنطقة. وترى في دعم غزة دعمًا لحركة حماس، التي تعتبرها بعض الدول "إرهابية". وهذا الخوف من دعم الإرهاب جعل العديد من الدول العربية تتجنب مساندة غزة لكي لا يقال عنها بأنها تساند حركة حماس الإرهابية. الانقسام الفلسطيني الداخلي: الانقسام بين حركتي فتح وحماس يُضعف القضية الفلسطينية في أعين بعض الحكومات العربية، هذا الانقسام يجعل دعم غزة يبدو غير مجدٍ لبعضهم، لأنهم يرون أن الدعم قد يكون لطرف دون الآخر، ما يعمق الأزمة. الاضطرابات السياسية في العالم العربي: الحروب الأهلية والاضطرابات السياسية في اليمن وسوريا وليبيا والسودان ولبنان جعلت القضايا الأخرى تتراجع عن الأولويات؛ فغزة في ظل هذه الاضطرابات، أصبحت بعيدة عن اهتمام العديد من الدول العربية في وقت حساس.  رؤية القضية الفلسطينية كقضية عفا عليها الزمن: بعض العرب يرون أن القضية الفلسطينية لم تعد ذات أولوية في ظل الصراعات المستمرة والانقسام الداخلي الفلسطيني، هذا الشعور دفع بعض الدول العربية إلى تقليص دعمها لغزة، معتبرين أن عليهم التركيز على رفاهية شعوبهم أولًا.

في الختام، إنَّ غزة تواصل مقاومتها، ورغم كل المحن، ليبقى صوتها مدويًا في أرجاء العالم، مع بقاء السؤال العميق في ضمير كل عربي حر: أين العرب من غزة؟ وما يحدث في غزة اليوم هو وصمة عار على جبين الأمة العربية، وإذا كانت الهزيمة في حرب 1948 قد وُصِفت حينها بالنكبة، فماذا نسمي ما يحدث في غزة الآن؟ هل هي فضيحة؟ أو هل هي تواطؤ؟ وفي فضاء مفتوح، يبقى السؤال المحوري: لماذا ترك العرب غزة وحدها؟ هل هي الانقسامات والضغوط السياسية والاقتصادية أم هو باختصار الضعف وقلة الحيلة؟ أم أن هناك أسبابًا أخرى لا نعلمها؟

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يدعو ترامب إلى زيارة أوكرانيا في ظل تصاعد القصف الروسي | خبير يحلل
  • لأول مرة.. البورد العربي يُعتمد في أوروبا برئاسة عراقية
  • خبير: الشراكة مع إندونيسيا نقلة استراتيجية ومصر بوابتها للأسواق الأوروبية
  • لماذا ترك العرب غزة وحدها؟
  • روسيا: ترامب يفهم صراع أوكرانيا أكثر من أي زعيم أوروبي
  • خبير مالي: الدين العام تجاوز 125% والمصارف عاجزة عن توظيف السيولة
  • أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط وأكبرها في دولة عربية ؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب
  • أوروبا تتعهد بـ21 مليار يورو مساعدات عسكرية ودعم لـ أوكرانيا
  • ويتكوف: أسرع طريقة لوقف إطلاق النار هي منح ‎روسيا 4 مناطق شرقي ‎أوكرانيا
  • الحرب عبثية.. ترامب يدعو روسيا إلى التحرك نحو تسوية في أوكرانيا