الهزيمة العسكرية هي التي أدت إلى أن يتواضع آل دقلو للجلوس مع عبد العزيز الحلو
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
فقط الهزيمة العسكرية هي التي أدت إلى أن يتواضع آل دقلو للجلوس مع عبد العزيز الحلو ؛ و هو يمثل سودان ٥٦ ليس بأجندته العلمانية أو شعار الهامش الذي يرفعه ؛ بل الحركة العنصرية التي كانت تبحث عن النقاء العرقي و دولة “العطاوة” كانت لتهتم بالتكوين القبلي للحلو أكثر من “المنفستو” الذي يحمله.
فالحلو المولود لأب من المساليت و أم من النوبة يمثل كل شيء حاربته حركة النقاء العروبي في السودان.
عرب العطاوة الذين أحضرتهم المليشيا شرسون جدا ضد النوبة. و هما يطلقون كلمة “أنباي” لكل ذي بشرة داكنة في السودان. و عند دخولها لمدينة الفولة مثلا، و رغم أنها لم تكن في مزاج الإنتهاكات لإعتقادها أن إقتحام المدينة كان بهدف تأديب بسيط لأبناء العمومة الضالين و الذين لا يوافقونها على مشروعها ، إلا أنها
أخرجت من بين صفوف المواطنين عشراتٍ من المنتمين للنوبة و قتلتهم رمياً بالرصاص فقط لأنهم من النوبة. و لذا إنضم المئات من جنود و ضباط جيش الحلو نفسه من إلى أبناء عمومتهم داخل مناطق الجيش السوداني لإدراكهم بطبيعة هذه الحرب التي يريد الحلو إنكار عدواتها للنوبة بعد عامين من العداء المطلق و العلني و المفضوح و هو يستوطن بلاد النوبة و يثري من رفع ظلاماتهم.
آل دقلو المهزومين عسكرياً استدعوا الحلو ليعلمهم فضيلة “التمرد لأجل التمرد” دون مشروع أو مطالب محددة. الحلو هو ملك الخندقة. و هو أولى من يعلمهم كيف لهم أن يتراجعوا إلى ركنٍ قصيٍّ من البلاد للعق جراحهم و الإكنفاء على أنفسهم دون محاولة السيطرة على الثور الهائج في الخرطوم . الحلو هو أنسب من يعزي آل دقلو عن مصابهم و يكشف عنه الندوب و الحروق في جسد الذين حاربوا سلطة الخرطوم و يقص على مسامعهم حكاوي شهداء التمرد من المغامرين الذين إغتالتهم ٥٦ أو شردتهم طوال عمرهم لمحاولة السيطرة عليها بالقوة ؛ قرنق و يوسف كوة و بولاد و القائمة تطول.
لم يكن متوقعاً من دقلو صاحب مشروع النقاء العروبي أن يسعى للقاء الحلو لولا فشل مشروعه . دقلو الجريح يقلّب الآن في دفاتر مليشيات السودان القديمة عن شركاء في الهزيمة و النواح ؛ و عن مشروع يتيم كي يتبناه. دقلو يحاول إقامة مشروع مزدحم يقيه غضب ٥٦ و صيادها المترصد و الغاضب . يحاول خلط الأوراق مخافة الإستفراد به بينما ٥٦ في أفضل أحوالها عسكرياً بعد أن أخذ هو “عرضته” الراقصة ثم وهن و انكسر و تراجع.
ظهور عبد الرحيم دقلو بالبدلة خارج السودان بينما ما زال العطا و كباشي مثلاً لا يظهران بغير الكاكي ، و بينما يصفي الجيش ما تبقى من مغامرات دقلو العسكرية بالخرطوم و كردفان يكشف هو أولوياته الجديدة. إنتهت عنتريات القائد الميداني إلى فضاء المعارض السياسي صاحب المشروع. لا خطة للإنسحاب تشغل باله و لا توجيه بإنقاذ جنوده المحاصرين و إستبقاء حياتهم. بل غسل اليد من دمائهم و الإبتعاد مسافة حتى لا يسمع آلة الجيش الهائلة تطحن أجسادهم إلى العظم. إنهم بعض الماهرية “الشهداء” و كثير من الحبش و الجنوبيين الذين لا بواكي لهم و يستحقون أي مجازفة لإنقاذهم.
عمار عباس
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: آل دقلو
إقرأ أيضاً:
النيابة العامة في السودان تبدأ أولى جلسات محاكمة حميدتي ودقلو وآخرين في هذه القضية
بورتسودان متابعات ـــ تاق برس – اعلنت النيابة العامة فى السودان، ان صباح الاحد المقبل 20 أبريل سيشهد أولى جلسات محاكمة حميدتي وعبد الرحيم دقلو وآخرين المتهمين في قضية اغتيال والي ولاية غرب دارفور السابق، خميس عبد الله أبكر، بمقر محكمة مكافحة الإرهاب والجرائم الموجهة ضد الدولة في بورتسودان كأول محاكمة ضد حميدتي وشقيقه وقيادات في الدعم السريع منذ اندلاع الحرب ضد الدولة.
واوضحت النيابة فى بيان تلقاه “تاق برس” ،:” تأتي هذه المحاكمة بعد أن توصلت اللجنة الوطنية المعنية بالتحقيق في الجرائم والانتهاكات المتعلقة بالقانون الوطني والقانون الدولي الإنساني إلى توفر بينات مبدئية كافية تشير إلى تورط عدد من المتهمين في الجريمة”.
واضاف البيان :” وبناءً على هذه التحريات، أحالت النيابة العامة ملف القضية إلى المحكمة استنادًا إلى المادة (134) من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991م، تعديل في 2025م”.
ونوهت النيابة فى بيانها،ان لائحة الاتهام شملت 16 متهمًا، من أبرزهم: محمد حمدان دقلو موسى( حمدتي)، عبد الرحيم حمدان دقلو موسى، تجاني الطاهر كرشوم، عبد الرحمن جمعة بارك الله، عبد المنعم عبد المحمود محمد أحمد (الربيع).
ووجّهت النيابة العامة تهما للمتهمين تحت المواد:
” 21، 25، 51، 128، 130، 164، 186، 187، 188، 189، 190، و191″ من القانون الجنائي السوداني لسنة 1991م (تعديل ٢٠٠٩).
و المواد 5 و6 من قانون مكافحة الإرهاب لسنة 2001م. اضافة للمواد 14 و27 من قانون مكافحة جرائم المعلوماتية لسنة 2020م.
المادة 162 من قانون القوات المسلحة لسنة 2007م.
وقالت ان المحاكمة تعد خطوة مهمة لتعزيز سيادة حكم القانون وعدم الإفلات من العقاب .
عبد الرحيم دقلومحاكمة حميدتيمقتل والي غرب دارفور