المقاومة تكشف تفاصيل مقتل الأسرى الذين سلمت جثثهم لإسرائيل
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
تؤكد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة أنه كان يفترض أن تعود الأسيرة الإسرائيلية شيري بيباس وطفلاها كفير وأرئيل أحياء لكن قوات الاحتلال قتلتهم خلال حربها على قطاع غزة، ليتم تسليمهم اليوم الخميس جثثا في توابيت.
وأُسر ياردن بيباس خلال عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ونقل مع زوجته شيري وطفليها كفير وأرئيل إلى غزة.
ونقل مراسل الجزيرة في غزة عن مصدر في كتائب المجاهدين قوله إن شيري بيباس كانت تعمل بمكتب قائد المنطقة الجنوبية في فرقة غزة ومتدربة في الوحدة 1200.
وقال المتحدث إنه تم تأمين شيري بيباس في بيت محصن رفقة ابنيها مع توفير الاحتياجات اللازمة لهم، ولكن قوات الاحتلال استهدفت المنزل بصاروخ من طائرات "إف 16" مما أدى لتدمير المنزل بشكل كامل وتسويته بالأرض.
حماس تتهم نتنياهوونشرت حماس بيانا قالت فيه إنها حاولت الحفاظ على حياة الأسرى بكل الطرق متهمة الاحتلال بالتعامل بوحشية مع هذه العائلات الإسرائيلية.
ووجهت رسالة لعائلات بيباس وليفشتس (الأسير الرابع)، قالت فيها إنها كانت تأمل في عودتهم أحياء، بيد أن حكومتهم فضلت قتلهم وقتل 17 ألف طفل فلسطيني معهم.
وأكدت الحركة أنها حافظت على حرمة جثث هؤلاء القتلى بينما لم تحترمهم حكومتهم أحياء وقتلتهم هم وآسريهم. وقالت إن المجرم بنيامين نتنياهو يتباكى على قتلاه لكي يتنصل من مسؤولية قتلهم.
إعلانوهذه هي الدفعة الأولى من الجثث التي تسلمها المقاومة للجانب الإسرائيلي ضمن المرحلة الأولى من عملية التبادل المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار.
كانوا أحياء في أول الحرب
ووفقا لمراسل الجزيرة في فلسطين إلياس كرام، فقد كانت هناك صور تؤكد أن عائلة بيباس كانت على قيد الحياة في أول الحرب.
وسلمت المقاومة اليوم الخميس جثث عائلة بيباس، ومعها جثة الأسير عوديد ليفشتس الذي كان يبلغ من العمر 85 عاما عند أسره على يد حركة الجهاد الإسلامي، وفق صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
وجرت مراسم تسليم جثث الأسرى الأربعة في منطقة بني سهيلا بمدينة خان يونس جنوبي القطاع، وبطريقة قالت حركة حماس إنها تعكس احترامها لحرمة الموتى حيث خلت العملية من أي مظاهر احتفالية.
وقام أحد قادة وحدة الظل المكلفة بحماية الأسرى بتسليم الجثث لمسؤولي الصليب الأحمر ضمن بروتوكول قالت حماس إنه احترم حرمة الأسرى الموتى.
وتم وضع الجثث الأربع في توابيت سوداء حمل كل منها صورة وبيانات صاحبه، وقد تم وضع هذه التوابيت على منصة حملت صورة تظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو كمصاص دماء. وحملت اللافتة عبارة كتب فيها أن "المجرم نتنياهو وجيشه قتلوا هؤلاء الأسرى بصواريخهم النازية".
وبعد التوقيع على إجراءات التسلم، حمل مقاتلون ينتمون لفصائل فلسطينية مختلفة توابيت الأسرى التي تمت تغطيتها بقماش أبيض قبل وضعها داخل سيارات الصليب الأحمر.
قتلوا بنيران جيشهموستنقل الجثث بعد مراسيم تشييع مهيبة -حسب كرام- إلى معهد الطب الشرعي في أبو كبير جنوب تل أبيب، وستخضع لتشخيص يستغرق ساعات وقد يمتد إلى يوم أو أكثر وذلك حسب حالة الجثث، حيث سيجري الأطباء عدة فحوصات على الجثث تتضمن اختبار الحمض النووي والتصوير بالأشعة الطبقية وصورة أشعة للأسنان.
ومن المتوقع أن يلعب تقرير الطب الشرعي الإسرائيلي، الذي سيحدد الجهة المسؤولة عن مقتل هؤلاء الأسرى، دورا مهما في موقف الإسرائيليين من نتنياهو.
إعلانوتمتلك سلطة الاحتلال سجلا صحيا لكافة الإسرائيليين الذين أسروا خلال عملية طوفان الأقصى، مما يعني أنها ستكون قادرة على تحديد سبب الوفاة بشكل دقيق، كما يقول كرام.
وتقع المسؤولية الأخلاقية في استعادة الأسرى أحياء على عاتق الحكومة وهي أمور يقول كرام إن الشارع الإسرائيلي لا يغفر في مثلها، وخصوصا اليمين المتطرف.
وقال كرام إنه جمع معلومات تفيد بأن إسرائيل قتلت 23 أسيرا على الأقل في عمليات نفذتها قوات كوماندوز إسرائيلية بينهم 3 خلال محاولة اغتيال القيادي بالمقاومة أحمد الغندور.
وقتلت إسرائيل 3 آخرين في حي الشجاعية شمالي القطاع، بسبب تقديرات استخبارية خاطئة أفادت بعدم وجودهم في المنطقة التي يقول كرام إنهم تركوا فيها كثيرا من الأدلة على وجودهم.
وقتل 6 أسرى في غارة جوية إسرائيلية وقعت في أغسطس/آب من العام الماضي وقد اعترف الجيش بمسؤوليته عن مقتلهم، في حين قتل 6 آخرون داخل أحد أنفاق خان يونس، وقال الجيش إنهم لقوا حتفهم قبل وصول قواته للمكان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
محللون: مقتل الأسير عيدان ألكسندر قد يدفع ترامب للمطالبة بإنهاء الحرب
ألقى فقدان الاتصال بالأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر حجرا كبيرا في مياه المفاوضات الراكدة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، لأن مقتله سيدفع بصبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو النفاد والمطالبة بوقف الحرب، كما يقول محللون.
وكان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة قد أعلن اليوم الثلاثاء فقدان الاتصال مع آسري ألكسندر بعد قصف المكان الذي كانوا فيه من جانب الجيش الإسرائيلي.
وقال أبو عبيدة إن القسام تحاول التواصل مع آسري ألكسندر، متهما تل أبيب بالسعي لقتل الأسرى مزدوجي الجنسية عمدا للتخلص من ضغط هذا الملف.
ورجح روب أرليت المدير السابق لحملة ترامب في ولاية ديلاوير أن يدفع هذا التطور بصبر ترامب نحو النفاد ومطالبة الطرفين بالعمل على إنهاء الحرب فورا والتوصل إلى اتفاق يرضي الجميع.
نفاد صبر ترامب
وفي مداخلة على قناة الجزيرة قال أرليت إن موت أي مواطن أميركي من شأنه أن يستفز ترامب الذي "يركز على بناء السلام في نهاية المطاف"، متوقعا أنه في حالة تأكد مقتل ألكسندر بنيران الجيش الإسرائيلي فإن ذلك ستكون له تداعيات على العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولا يمكن التكهن حاليا بما ستؤول إليه الأمور بين ترامب ونتنياهو بسبب هذا التطور كما يقول أرليت، لكنه أعرب عن اعتقاده بأنه سيترك أثرا سيئا لأن ترامب سيطالب بالمحاسبة والشفافية، ولن يحمل مقتل ألكسندر أخبارا جيدة إلى أي من الطرفين.
إعلانمن جانبه، رجح الباحث السياسي سعيد زياد أن يكون ألكسندر قد قتل لأن أغلبية الأسرى التي أعلنت المقاومة فقدان الاتصال بالمسؤولين عن حراستهم غالبا ما كان مقدمة لإعلان مقتلهم في هجمات إسرائيلية كما حدث مع حاييم بيري وأمير كوب، حسب قوله.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبلت قبل أسابيع بالإفراج عن ألكسندر بعد مفاوضات مباشرة أجرتها مع الولايات المتحدة، لكن إسرائيل أفشلت هذه الصفقة لأنها تحاول التخلص من هؤلاء الأسرى، كما يقول زياد.
واتهم زياد الجانب الإسرائيلي بالسعي لقتل الأسرى مزدوجي الجنسية حتى يتخلص من ضغوط المفاوضات، وقال "إنها لا تتفاوض على أسير تعرف مكانه وإنما تقتله".
وأعاد الباحث السياسي التذكير بحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما قال في أول الحرب إنه سيعتبر الأسرى الـ250 كلهم في عداد القتلى.
ووفقا لزياد، فإن نتنياهو يستغل ملف الأسرى لإطالة أمد الحرب واستئصال الفلسطينيين وليس لوقفها، مشيرا إلى اعترافه بأن إسرائيل ما كان لها أن تفكر في إعادة احتلال قطاع غزة لولا أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعلى الرغم من ذلك فإن الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين يعتقد أن الحديث عن فقدان الاتصال بهذا الأسير سيزيد نفاد الصبر الشارع الإسرائيلي، خصوصا لو تأكد مقتله.
وسيؤكد مقتل ألكسندر للإسرائيليين أن الحكومة الحالية لا تتعلم من أخطاء الماضي البعيد وليس القريب فقط، لأنها تفعل اليوم ما فعلته قبل أكثر من 10 سنوات مع الجندي الأسير هدار غولدن.
ومن المتوقع أيضا أن يلقي هذا التطور بمزيد من الصعوبات على نتنياهو الذي واجه أزمة حاسمة في المفاوضات خلال اليومين الماضيين، فضلا عن احتمال اتهامه بالفشل من جانب اليمين المتطرف، برأي جبارين.
إعلانوتزامنا مع الإعلان عن فقدان الاتصال بألكسندر بثت كتائب القسام رسالة مصورة إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين قالت فيها "كونوا مستعدين، قريبا سيعود أبناؤكم في توابيت سوداء"، مضيفة أن "قيادتكم وقّعت على قرار إعدام الأسرى، وجهزوا أماكن دفنهم".
والسبت الماضي، بثت الكتائب تسجيلا مصورا لألكسندر يناشد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل للإفراج عنه، متهما نتنياهو بالتخلي عن الأسرى.
وكان هذا التسجيل هو الثاني لألكسندر بعد تسجيل بثته الكتائب يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 قال فيه إنه لا يريد أن يكون مصيره مثل مواطنه الأميركي هيرش غولدبرغ بولين الذي أعلنت المقاومة مقتله بنيران الجيش الإسرائيلي.