بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

و تشآء الظروف و الملابسات أن يتصدر الساحة السياسية السودانية: فاقدو البصيرة و من هم ليسوا جديرين بالقيادة و كل من عجز فكره و قَصُرَ نظره من المهوسين بحب السلطة و اللاهثين ورآء النفوذ و المال من العسكر و المرتزقة و أمرآء الحروب و السياسيين ، الذين لا يرون غير القتل و الإرهاب و الكذب و النفاق و الخداع وسآئل لبلوغ الأهداف و حسم الخلافات.

..
و في بورتسودان إجتمعت: قيادات ”جيش السودان“ و المليشيات و الكتآئب الكيزانية بمختلف مسمياتها و القوات المشتركة (المليشيات المتمردة سابقاً) ، و قد إصطفت من خلفهم/تحولقت من حولهم أرتال من جماعات: الأرزقية و السواقط الحزبية/السياسية و الفواقد التربوية و الطفيليات: المجتمعية و القبلية و الجهوية و الإقتصادية و أعلامي زمن الغفلة و المنشدين و ما يسمى بالقُونَات...
و في نيروبي إجتمعت قيادات و ممثلي أعدآء الأمس و رفاق اليوم من: مليشيات الجَنجَوِيد (قوات الدعم السريع) المتمردة القاتلة و حركات الهامش ”التحررية“ المسلحة (المتمردة) ذات المسميات المتشابهة و المربكة و الأحزاب السياسية و منظمات المجتمع المدني و تحالفات القوى المدنية ، ذات المسميات المختصرة الجذابة ، و العضوية الفردية بالإضافة إلى نفر من: الثوار و المهنيين و ناشطي الوسآئط الإجتماعية ، و كما الحال في تجمع بورتسودان كانت هنالك أيضاً في نيروبي أرتال من الحَكَّامَات و الطَّنبَارَة و الأرزقية و السواقط الحزبية/السياسية و الفواقد التربوية و الطفيليات: المجتمعية و القبلية و الجهوية و الإقتصادية...
و قد تواجد في الفريقين و ما بينهما من تلوثت سمعتهم و كتبهم بما لا يسر من الحكايات و الروايات و الأقاويل و السير ، و من غرفت ذممهم و عَبَّت من الفساد و أكل أموال الناس بالباطل ، و من تلطخت أياديهم بالدمآء و زهق الأنفس ، و من قادت: أحلامهم و طموحاتهم الغير سوية و أطماعهم اللامحدودة و دعواتهم/دعاويهم المريبة و أفكارهم/مشاريعهم الوهمية و بصآئرهم العميآء و سياساتهم و إداراتهم الغير رشيدة إلى الفشل و الحروب و الفوضى و الدمار و التخلف الذي أصاب بلاد السودان مما سبب عظيم الرهق و المعاناة للشعوب السودانية ، لكن الملفت للنظر و الغريب أن إجتماع نيروبي قد جذب/ضم أيضاً شخصيات وطنية يظن/يعتقد أنها جآدة و صادقة و تمتلك رؤى و أفكار نيرة و تؤمن بالنضال السلمي كوسيلة لنيل المطالب و إحداث التغيير و الحرية و السلام و العدالة و الحكم المدني الرشيد!!!...
و الشاهد هو أن هدف المجتمعين في بورتسودان الذين إلتفوا حول/إصطفوا خلف الفريق البرهان (وَدْ الحَلمَان) و فريقه الحاكم هو إفشال ثورة التغيير و البقآء على سدة الحكم و الحفاظ على مؤسسات و تنظيمات دولة الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و ما يلي/يصاحب ذلك من المصالح و الإمتيازات مهما كلف الأمر ، و هذا ما يفسر مواصلة قادة كتآئب و مليشيات الجماعة إستخدام العنف و الإرهاب و خطاب الكراهية و التهديد و الوعيد ضد المعارضين و كل من ينادي بالثورة و التغيير و الحرية و السلام و العدالة و مدنية الدولة...
و الشاهد هو أن جماعة بورتسودان ، الكيزان و حلفآءهم قد وضعوا أياديهم ، و لو ظاهرياً ، على أغلب أراضي ولايات: الخرطوم ، الجزيرة ، سنار ، الشرق ، كسلا ، القضارف ، نهر النيل و الشمالية و بعض النواحي مما تبقى من ولايات السودان الأخرى...
أما الذين إجتمعوا في نيروبي و في مقدمتهم عبدالرحيم حمدان دَقَلُو (أَبْ كِيعَان) فقد أعلنوا عن مولد تحالف جديد أسموه تحالف تأسيس السودان الجديد و مختصره (تأسيس) ، و أعلنوا عزمهم على: تفكيك دولة ستة و خمسين (٥٦) و إنشآء دولة جديدة و التوافق على ميثاق و دستور جديد للدولة السودانية الجديدة ينظم و يوزع السلطات ، و أنهم يسعون إلى وضع القوانين و تأسيس مؤسسات/أجهزة/أنظمة الحكم في المناطق التي تسيطر عليها مليشيات الجَنجَوِيد و الحركات المسلحة في ولايات دارفور و كردفان و أجزآء من ولايات السودان الأخرى التي يتقاسمون فيها المواقع مع مجموعة بورتسودان...
و معلوم أن القادة و النافذين في الفريقين قد تسارعوا لاهثين إلى عقد التحالفات و الصفقات المشبوهة/المريبة مع دول أجنبية ، في القارة و الإقليم و العالم ، و هي جهات لا تخفي مطامعها في بلاد السودان ، و لا يضيرها أبداً أن تتشظى بلاد السودان إلى جمهوريات موز طالما أن خدمة مصالحها مستمرة و لن تضار...
و يعتقد كثيرون أن هذه التحزبات و التحالفات و هذا الوضع العسكري/السياسي العجيب و اللامعقول هو الذي يكرس الإنحياز/التعصب/التشدد على خطوط المعتقد و الجهة و القبيلة و العرق ، و هو الذي حتماً سوف يقود بلاد السودان إلى الفوضى و الهاوية ، و لو إستمر التمايز على ذات المنوال الحادث الآن فإن من المتوقع/الغالب أن ينتهي أمر جمهورية السودان ، دولة ستة و خمسين (٥٦) ، إلى عدة دول/دويلات هي:
- دولة تضم ولايات: الخرطوم ، الجزيرة ، نهر النيل و جزء من ولايتي النيل الأبيض و كردفان و ما لم تحتله جمهورية مصر العربية من أراضي ولايات: الشمالية و الشرق
- دولة شرق السودان و تضم أغلب أجزآء الولاية الشرقية و ما تبقى من أراضي ولايات: كسلا و القضارف
- دولة غرب السودان و تضم ولايات دارفور و بعض الأجزآء من ولايات كردفان
- دولة جبال النوبة و تضم مناطق جبال النوبة و أجزآء من ولايات: كردفان و النيل الأبيض
- دولة الإنقسنا: و تتكون من ولاية النيل الأزرق و أجزآء من ولاية سنار
- و سوف تكون هنالك نزاعات و قتال حول تبعية أراضي في ولايات: سنار و النيل الأبيض و كردفان
- و سوف تؤول/تُضَم بعض/كثير من أراضي جمهورية السودان القديم ، دولة ستة و خمسين (٥٦) ، إلى دول: مصر و ليبيا و تشاد و أفريقيا الوسطى و جنوب السودان و أثيوبيا و أرتريا
- و سوف لن يكون هنالك سلام حتى بعد التشظي و ذلك لأن مناوشات و حروب سوف تنشأ حول ملكية/تبعية الأراضي بين الدول/الدويلات الجديدة فيما بينها و بين دول الجوار الأفريقي القديمة...
الختام:
و الحال هكذا و قد تَسَيَّدَت الأراذل الساحات و قَدَلَت الأورال في الميادين و في غياب البصآئر و شح الإرادات الوطنية الصادقة و مع إحجام/عجز القادرين على التمام ، يبدو أنه لم يتبقى للشعوب السودانية ، المقيمة و النازحة و اللاجئة و المغتربة و المهاجرة ، سوى: مواصلة الصمود و إستخدام سلاح الدعآء و إنتظار الفرج الإلهي و حدوث المعجزات!!!...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة

fbasama@gmail.com

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: بلاد السودان من ولایات أجزآء من

إقرأ أيضاً:

مساعد قائد الجيش السوداني يهدد بضرب مرافق إستراتيجية في دولة تشاد

 

هدد عضو مجلس السيادة السوداني، ياسر العطا مساعد القائد العام للجيش السوداني الأحد،  بأن مطاري أنجمينا وأم جرس بدولة تشاد سيكونان أهدافًا عسكرية مشروعة للجيش السوداني.

القضارف _ التغيير

وقال ياسر العطا، لدى مخاطبته عزاء مسؤول الإعلام العسكري المقدم حسن إبراهيم بولاية القضارف شرقي السودان: “إننا سنقتص من الإمارات، ومراكز النفوذ العميلة الخربة في دولة جنوب السودان، ونقتص من محمد كاكا رئيس دولة تشاد، ونحذره أن مطاري أنجمينا وأم جرس هما أهداف مشروعة للقوات المسلحة السودانية”.

وأوضح العطا أن حديثه ليس لجلب العواطف في لحظات عزاء شهداء القوات المسلحة، إلا أنه عاد وقال: “لكننا نعلم ما نقوله، وحديثنا ليس مزحة إطلاقًا ولا حديثًا يُطلق على الهواء”.

وأكد أن الجيش سينتصر عسكريًا في القريب العاجل، وسيدمر  “الجنجويد” وعرب الشتات بحسب وصفه.

و قال : “سنلاحق كل من قاتل ضد أمتنا من غرب أفريقيا ودولة جنوب السودان وليبيا، وكذلك الداعم الرئيسي لهذه الحرب، وهي دولة الإمارات بقيادة محمد بن زايد، شيطان العرب”.

ومنذ بداية الحرب ظل قادة الجيش السوداني يوجهون اتهامات مباشرة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتشاد بتوفير الإسناد العسكري لقوات الدعم السريع، التي تقود حربًا ضد الجيش السوداني منذ أبريل 2023.

 

الوسومتشاد مساعد قائد الجيش مطار أم جرس ياسر العطا

مقالات مشابهة

  • ليس من مصلحة حكومة دولة جنوب السودان محاولة القفز الأعرج علي الحقائق
  • جمعيات الأهلية بسوهاج تقوم ببيع أراضي أملاك دولة للمواطنين دون سند قانوني والمحافظة تحذر
  • السودان.. وآفاق المستقبل نحو دولة موحدة ومستقرة
  • وفد سعودي رفيع في بورتسودان غدا.. احتياجات السودان العاجلة تتصدر المباحثات
  • محافظ أسيوط: إزالة 32 حالة تعد على أراضي أملاك دولة بمراكز أبوتيج والفتح وحي شرق
  • مساعد قائد الجيش السوداني يهدد بضرب مرافق إستراتيجية في دولة تشاد
  • التمور العربية في بلاد العم سام.. كيف اكتسبت هذه الشعبية في أميركا؟
  • إنتهت القصة يا حمدان ، وإنطوت الصفحة في الميدان ، وخُتمت تأشيرة خروجكم من السودان
  • حكومة جنوب السودان تتوعد جيش النوير وسط مخاوف من حرب أهلية
  • باره: غلق مكاتب التسجيل العقاري يؤدي إلى ضياع حقوق الأفراد