الانتخابات الألمانية المحمومة بصعود اليمين
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم
#الانتخابات_الألمانية المحمومة بصعود اليمين
دوسلدورف/أحمد سليمان العُمري
تتجه #ألمانيا إلى انتخابات مُبكّرة في 23 فبراير/شباط 2025 وسط أزمات سياسية واقتصادية متفاقمة؛ يتصدرها انهيار الائتلاف الحاكم بقيادة المستشار «أولاف شولتس»، الأمر الذي دفع الرئيس الألماني «فرانك-فالتر شتاينماير» إلى حل البرلمان، مما وضع البلاد في حالة من عدم اليقين.
هذه الانتخابات أصبحت ساحة لصراع أيديولوجي بين الأحزاب التقليدية واليمين الشعبوي، مع محاولات خارجية للتأثير على نتائجها.
أسباب حل البرلمان
الركود الاقتصادي والتضخم: تواجه ألمانيا أزمة اقتصادية حادة، حيث سجّل الناتج المحلي الإجمالي انكماشا بنسبة 0.3% في الربع الأخير من 2024، مع ارتفاع التضخم إلى 6%، حيث تضرّرت الصناعة الألمانية بشكل كبير، لا سيما في قطاعي السيارات والطاقة، مما أدى إلى ارتفاع البطالة وإفلاس العديد من الشركات الصغيرة.
أزمة الطاقة وعودة الفحم: تعليق صفقات الغاز الروسي أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 25%، مما دفع الحكومة إلى إعادة تشغيل محطات الفحم، بينما انتقد حزب الخضر هذه الخطوة، والتي اعتبرها «شولتس» «إجراء اضطراريا» في مواجهة الأزمة.
صعود حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD): حقق حزب البديل تقدما كبيرا، حيث وصلت شعبيته إلى 20% على المستوى الإتحادي، وأكثر من 33% في ولايات شرق ألمانيا، مستغلّا الاستياء الشعبي من الهجرة والتدهور الاقتصادي.
الاحتجاجات والإضرابات: اندلعت احتجاجات واسعة من قبل المزارعين وعمال القطاع العام، الذين يطالبون بزيادة الأجور ودعم الوقود، مما أدى إلى شلل في حركة النقل في العديد من المدن الكبرى.
تنافس الأحزاب مع تغيّر في المشهد السياسي
الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU) نحو اليمين: بقيادة «فريدريش ميرتس»، تبنى الحزب الديمقراطي المسيحي خطابا يمينيا أكثر تشددا، مع التركيز على سياسات الهجرة الصارمة، وإعفاءات ضريبية للصناعات التقليدية، في محاولة لاستعادة الناخبين الذين انضموا إلى حزب البديل.
الحزب الديمقراطي الاشتراكي (SPD) في موقف دفاعي: يواجه المستشار شولتس صعوبة في استعادة ثقة الناخبين، حيث تراجعت شعبية حزبه إلى 16%، وهو الحزب الذي كان يعتمد على الناخبين التقليديين واليسار المعتدل، لكنه يواجه معارضة قوية من اليمين.
حزب الخضر (Grüne) وحزب اليسار (Die Linke) بين التراجع والضعف: بينما لا يزال حزب الخضر قويا في الأوساط الليبرالية، فإن سياسته البيئية لم تعد تحظى بالدعم الشعبي نفسه في ظل الأزمة الاقتصادية. أما حزب اليسار فقد تراجع إلى 5% ويواجه انقسامات داخلية.
حزب سارة فاغنكنيشت (BSW): أسست «سارة فاغنكنيشت» حزبا جديدا يُركّز على القضايا الاجتماعية ومعارضة العقوبات على روسيا، ورغم حصوله على دعم بعض الناخبين اليساريين، إلّا أنه لم يحقق اختراقا كبيرا بعد في استطلاعات الرأي.
التدخلات الخارجية
أثارت زيارة نائب الرئيس الأمريكي «جيه دي فانس»، الذي يمثّل التيار الترامبي، إلى مؤتمر الأمن في «ميونيخ» جدلا واسعا، حيث التقى بزعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، «أليس فايدل» لمدّة نصف ساعة، متجاهلا لقاء المستشار أولاف شولتس، الأمر الذي يُعدّ صفعة دبلوماسية لألمانيا.
يُعتبر هذا اللقاء على أنه دعم أمريكي ضمني لليمين المتطرّف، مما دفع شولتس إلى التحذير قائلا: «لن نسمح بتدخّل جهات خارجية في الانتخابات الألمانية». هذه الخطوة أثارت غضب النخب السياسية في برلين، في وقت تتزايد فيه الخلافات بين برلين وواشنطن حول السياسات الأوروبية والدعم لأوكرانيا.
السيناريوهات المحتملة بعد الانتخابات
استنادا إلى المشهد السياسي العام، فإن السيناريوهات الأكثر ترجيحا بعد الانتخابات هي:
تحالف الحزب الديمقراطي المسيحي مع الحزب الديمقراطي الحر (FDP) بدعم غير مباشر من حزب البديل من أجل ألمانيا، وقد يشهد هذا التحالف سياسات أكثر تشددا ضد الهجرة ودعما أكبر للصناعات التقليدية.
تحالف الحزب الديمقراطي المسيحي مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي في حكومة وحدة وطنية، قد يؤّدي إلى تسويات سياسية تساهم في استقرار مرحلي، رغم وجود خلافات داخلية قد تؤثّر على تناغم الحكومة.
أمّا النموذج غير المرغوب في الأروقة السياسية والمطروح، هو عدم حسم الانتخابات، مما قد يؤدّي إلى أزمة سياسية جديدة وإجراء انتخابات مُبكّرة أخرى في 2026.
تداعيات الانتخابات على أوروبا والعالم
إذا صعد اليمين المتطرّف، فقد يؤثّر ذلك على سياسة ألمانيا تجاه الاتحاد الأوروبي، خاصّة في قضايا المناخ والاقتصاد والهجرة، إضافة إلى علاقات برلين مع واشنطن، حيث الخلافات المتزايدة بينهما قد تدفع ألمانيا إلى إعادة تقييم علاقاتها مع القوى الكبرى الأخرى مثل الصين وروسيا، فضلا عن سياسة ألمانيا تجاه أوكرانيا الوارد جدا تأثّرها، إذ يدعو حزب البديل من أجل ألمانيا إلى خفض الدعم العسكري لكييف.
هذا دون الأخذ بالاعتبار عمّا قد يتطور بين إدارة ترامب واليمين الألماني بظلّ اللقاء الأمريكي في «مؤتمر ميونخ للأمن» معه.
ألمانيا على مفترق طرق
هذه الانتخابات تمثّل لحظة حاسمة في تاريخ ألمانيا الحديث؛ بين صعود الشعبوية اليمينية والتدخّلات الخارجية، والأزمات الاقتصادية التي تعصف في البلاد، وهو ما يُنظر إليه على أنه أكبر اختبار لاستقرارها السياسي منذ عقود.
السؤال المطروح هو: هل ستتمكّن ألمانيا من الحفاظ على توازنها الديمقراطي واجتياز هذا المنعطف الحرج دون أن تفقد هويتها الديمقراطية؟ أم أنّ رياح التغيير ستُعيد تشكيل ملامح القوة في أوروبا بأكملها؟ بحيث أنها ستتجه نحو تحوّل جذري في سياساتها الداخلية والخارجية.
الإجابة اليقين ستتضح بعد 23 من هذا الشهر، ومن الواضح أن أوروبا والعالم يراقبان ألمانيا عن كثب، فقد تكون لهذه الانتخابات تداعيات تتجاوز حدود برلين بكثير.
Ahmad.omari11@yahoo.de
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: ألمانيا
إقرأ أيضاً:
” دوسلدورف” الألمانية تستعرض مقوماتها السياحية والعلاجية المتطورة في دبي
شاركت هيئة سياحة دوسلدورف الألمانية في فعاليات معرض سوق السفر العربي 2025 التي تقام في مركز دبي التجاري العالمي.
ويضم جناح هيئة سياحة دوسلدورف مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين الذين حرصوا على المشاركة في هذا الحدث الهام لاستعراض المقومات والمرافق السياحية والفندقية والعلاجية التي تشتهر بها المدينة، التي تعتبر أحد أهم الوجهات الألمانية والأوروبية.
وبهذه المناسبة قال ينس أهسن مدير هيئة سياحة دوسلدورف:” نجتمع في هذا الحدث الهام لنجعل من مدينة دوسلدورف وجهةً رائدةً للسياحة الترفيهية والصحية الراقية والتعريف بها في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، حيث تقدم مدينتنا مزيجًا فريدًا من الخبرة الطبية عالمية المستوى، والضيافة الفاخرة، والثقافة الغنية، وتجارب لا مثيل لها”.
وأضاف أهسن :” إن لدى دوسلدورف الكثير لتقدمه للزوار والضيوف المميزين من هذه المنطقة، وبالتعاون مع شركائنا الموثوق بهم، نحن ملتزمون بتحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس”.
وتابع بالقول:” نستعرض من خلال مشاركتنا المقومات الطبية المتطورة والبنية التحتية الراقية التي تتمتع بها مدينة دوسلدورف، ونتطلع إلى إجراء مباحثات وعقد ورش عمل بالتعاون مع ممثلي الشركات السياحية والطبية في المنطقة لبحث فرص التعاون في المستقبل”.
ومن جانبها، قالت أليكساندرا زينمان مديرة المكتب العالمي لمستشفى “زولينغن” الأكاديمي:” يعد مستشفى زولينغن الأكاديمي أحد أحدث المستشفيات على مستوى أوروبا، ويقدم خدمات التشخيص الفردي والعلاج للمرضى الخارجيين والداخليين وفق أعلى مستويات الجودة، ويتضمن مستشفى زولينغن 16 قسما متخصصا بإشراف أطباء خبراء في مجموعة واسعة من التخصصات يعملون معا تحت سقف واحد، ولدى المستشفى 658 سريرا، وطاقم عمل يضم ما يزيد على 1900 موظف
وأكثر من 60 ألف مريض يتلقون العلاج سنويا”.
وبدورها، قالت كاتيا هوير مدير أول تطوير الاسواق الدولية في مطار دوسلدورف :” يعد مطار دوسلدورف البوابة المثالية إلى أوروبا، حيث يعتبر رابع أكبر مطار في ألمانيا حالياً، ويستقبل رحلات يومية من دول الخليج العربي، ويستغرق الوصول من المطار إلى وسط مدينة دوسلدورف 10 دقائق بسيارة الأجرة”.
وقالت بريتا غيرمان مديرة قسم التسويق والمبيعات في فندق برايدن باخ الفاخر ذو الخمس نجوم:” يسرنا التواجد في هذا الحدث الذي يعتبر الاهم والابرز من نوعه على مستوى الشرق الاوسط وشمال أفريقيا، حيث نعرف بفندقنا الفاخر للعملاء المميزين من منطقة الخليج الذين يمكنهم الاقامة لدينا، والاستمتاع بالغرف الفخمة وبمرافقنا النوعية المميزة، إلى جانب أن الفندق يقع في شارع كونغس آليه الذي يعد أشهر شوارع التسوق في أوروبا ويضم اهم العلامات التجارية العالمية الفاخرة”.
ومن جهتها، قالت عايدة البنا ممثلة شركة الينور للسياحة والسفر في دوسلدورف:” نحن نقدم العديد من الخدمات السياحية لزوار المدينة، ومنها خدمة الاستقبال في المطار لكبار الشخصيات، وحجوزات الفنادق، والتنقلات والمواصلات، بالإضافة لحجز الطائرات الخاصة، وتأجير السيارات، وتوفير خدمات السياحة العلاجية بالتعاون مع عدد من المراكز العلاجية في المدينة”.
وقال الدكتور عزيم شهزاد استشاري طبي أول والرئيس التنفيذي لعيادة الصحة والرعاية الطبية في دوسلدورف:”:” يسعدني أن أكون جزءًا من سوق السفر العربي 2025، حيث نقدم رعاية صحية عالية الجودة لمرضانا من جميع أنحاء العالم، وبالنسبة لنا، يأتي المرضى دائمًا في المقام الأول”.
وقال ليونيد نوسنيك مسؤول مكتب المرضى الدوليين في مركز دويتشة كلينيك أليانز الطبي:” نتواجد في سوق السفر العربي لاستعراض الخبرات الطبية عالية الجودة التي نقدمها للمرضى من مختلف دول العالم، ويعد هذا الحدث مناسبة هامة للالتقاء بممثلي شركات السفر والسياحة العالمية، والتعريف بالإمكانيات العالية التي نقدمها للمرضى”.