سواليف:
2025-03-25@16:24:22 GMT

الانتخابات الألمانية المحمومة بصعود اليمين

تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT

بسم الله الرحمن الرحيم

#الانتخابات_الألمانية المحمومة بصعود اليمين

دوسلدورف/أحمد سليمان العُمري

تتجه #ألمانيا إلى انتخابات مُبكّرة في 23 فبراير/شباط 2025 وسط أزمات سياسية واقتصادية متفاقمة؛ يتصدرها انهيار الائتلاف الحاكم بقيادة المستشار «أولاف شولتس»، الأمر الذي دفع الرئيس الألماني «فرانك-فالتر شتاينماير» إلى حل البرلمان، مما وضع البلاد في حالة من عدم اليقين.

مقالات ذات صلة متى سنستخدم أسباب قوتنا لمواجهة العربدة الأمريكية؟ 2025/02/19

هذه الانتخابات أصبحت ساحة لصراع أيديولوجي بين الأحزاب التقليدية واليمين الشعبوي، مع محاولات خارجية للتأثير على نتائجها.

أسباب حل البرلمان

الركود الاقتصادي والتضخم: تواجه ألمانيا أزمة اقتصادية حادة، حيث سجّل الناتج المحلي الإجمالي انكماشا بنسبة 0.3% في الربع الأخير من 2024، مع ارتفاع التضخم إلى 6%، حيث تضرّرت الصناعة الألمانية بشكل كبير، لا سيما في قطاعي السيارات والطاقة، مما أدى إلى ارتفاع البطالة وإفلاس العديد من الشركات الصغيرة.

أزمة الطاقة وعودة الفحم: تعليق صفقات الغاز الروسي أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة 25%، مما دفع الحكومة إلى إعادة تشغيل محطات الفحم، بينما انتقد حزب الخضر هذه الخطوة، والتي اعتبرها «شولتس» «إجراء اضطراريا» في مواجهة الأزمة.

صعود حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD): حقق حزب البديل تقدما كبيرا، حيث وصلت شعبيته إلى 20% على المستوى الإتحادي، وأكثر من 33% في ولايات شرق ألمانيا، مستغلّا الاستياء الشعبي من الهجرة والتدهور الاقتصادي.

الاحتجاجات والإضرابات: اندلعت احتجاجات واسعة من قبل المزارعين وعمال القطاع العام، الذين يطالبون بزيادة الأجور ودعم الوقود، مما أدى إلى شلل في حركة النقل في العديد من المدن الكبرى.

تنافس الأحزاب مع تغيّر في المشهد السياسي

الحزب الديمقراطي المسيحي (CDU) نحو اليمين: بقيادة «فريدريش ميرتس»، تبنى الحزب الديمقراطي المسيحي خطابا يمينيا أكثر تشددا، مع التركيز على سياسات الهجرة الصارمة، وإعفاءات ضريبية للصناعات التقليدية، في محاولة لاستعادة الناخبين الذين انضموا إلى حزب البديل.

الحزب الديمقراطي الاشتراكي (SPD) في موقف دفاعي: يواجه المستشار شولتس صعوبة في استعادة ثقة الناخبين، حيث تراجعت شعبية حزبه إلى 16%، وهو الحزب الذي كان يعتمد على الناخبين التقليديين واليسار المعتدل، لكنه يواجه معارضة قوية من اليمين.

حزب الخضر (Grüne) وحزب اليسار (Die Linke) بين التراجع والضعف: بينما لا يزال حزب الخضر قويا في الأوساط الليبرالية، فإن سياسته البيئية لم تعد تحظى بالدعم الشعبي نفسه في ظل الأزمة الاقتصادية. أما حزب اليسار فقد تراجع إلى 5% ويواجه انقسامات داخلية.

حزب سارة فاغنكنيشت (BSW): أسست «سارة فاغنكنيشت» حزبا جديدا يُركّز على القضايا الاجتماعية ومعارضة العقوبات على روسيا، ورغم حصوله على دعم بعض الناخبين اليساريين، إلّا أنه لم يحقق اختراقا كبيرا بعد في استطلاعات الرأي.

التدخلات الخارجية

أثارت زيارة نائب الرئيس الأمريكي «جيه دي فانس»، الذي يمثّل التيار الترامبي، إلى مؤتمر الأمن في «ميونيخ» جدلا واسعا، حيث التقى بزعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، «أليس فايدل» لمدّة نصف ساعة، متجاهلا لقاء المستشار أولاف شولتس، الأمر الذي يُعدّ صفعة دبلوماسية لألمانيا.

يُعتبر هذا اللقاء على أنه دعم أمريكي ضمني لليمين المتطرّف، مما دفع شولتس إلى التحذير قائلا: «لن نسمح بتدخّل جهات خارجية في الانتخابات الألمانية». هذه الخطوة أثارت غضب النخب السياسية في برلين، في وقت تتزايد فيه الخلافات بين برلين وواشنطن حول السياسات الأوروبية والدعم لأوكرانيا.

السيناريوهات المحتملة بعد الانتخابات

استنادا إلى المشهد السياسي العام، فإن السيناريوهات الأكثر ترجيحا بعد الانتخابات هي:

تحالف الحزب الديمقراطي المسيحي مع الحزب الديمقراطي الحر (FDP) بدعم غير مباشر من حزب البديل من أجل ألمانيا، وقد يشهد هذا التحالف سياسات أكثر تشددا ضد الهجرة ودعما أكبر للصناعات التقليدية.

تحالف الحزب الديمقراطي المسيحي مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي في حكومة وحدة وطنية، قد يؤّدي إلى تسويات سياسية تساهم في استقرار مرحلي، رغم وجود خلافات داخلية قد تؤثّر على تناغم الحكومة.

أمّا النموذج غير المرغوب في الأروقة السياسية والمطروح، هو عدم حسم الانتخابات، مما قد يؤدّي إلى أزمة سياسية جديدة وإجراء انتخابات مُبكّرة أخرى في 2026.

تداعيات الانتخابات على أوروبا والعالم

إذا صعد اليمين المتطرّف، فقد يؤثّر ذلك على سياسة ألمانيا تجاه الاتحاد الأوروبي، خاصّة في قضايا المناخ والاقتصاد والهجرة، إضافة إلى علاقات برلين مع واشنطن، حيث الخلافات المتزايدة بينهما قد تدفع ألمانيا إلى إعادة تقييم علاقاتها مع القوى الكبرى الأخرى مثل الصين وروسيا، فضلا عن سياسة ألمانيا تجاه أوكرانيا الوارد جدا تأثّرها، إذ يدعو حزب البديل من أجل ألمانيا إلى خفض الدعم العسكري لكييف.

هذا دون الأخذ بالاعتبار عمّا قد يتطور بين إدارة ترامب واليمين الألماني بظلّ اللقاء الأمريكي في «مؤتمر ميونخ للأمن» معه.

ألمانيا على مفترق طرق

هذه الانتخابات تمثّل لحظة حاسمة في تاريخ ألمانيا الحديث؛ بين صعود الشعبوية اليمينية والتدخّلات الخارجية، والأزمات الاقتصادية التي تعصف في البلاد، وهو ما يُنظر إليه على أنه أكبر اختبار لاستقرارها السياسي منذ عقود.

السؤال المطروح هو: هل ستتمكّن ألمانيا من الحفاظ على توازنها الديمقراطي واجتياز هذا المنعطف الحرج دون أن تفقد هويتها الديمقراطية؟ أم أنّ رياح التغيير ستُعيد تشكيل ملامح القوة في أوروبا بأكملها؟ بحيث أنها ستتجه نحو تحوّل جذري في سياساتها الداخلية والخارجية.

الإجابة اليقين ستتضح بعد 23 من هذا الشهر، ومن الواضح أن أوروبا والعالم يراقبان ألمانيا عن كثب، فقد تكون لهذه الانتخابات تداعيات تتجاوز حدود برلين بكثير.

Ahmad.omari11@yahoo.de

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: ألمانيا

إقرأ أيضاً:

رسمياً.. يوفنتوس يقيل موتا ويختار «البديل»

 
روما (رويترز)

أخبار ذات صلة تفاقم إصابة مانويل نوير تودور «بديل» موتا في تدريب يوفنتوس


أعلن يوفنتوس عملاق دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم، إقالة مدربه تياجو موتا لتراجع النتائج، وتعيين إيجور تيودور خلفاً له.
وتولى موتا المسؤولية في يونيو الماضي خلفاً لماسيميليانو أليجري المدرب السابق.
وعمق فيورنتينا جراح يوفنتوس الأسبوع الماضي، بفوز كبير 3 - صفر في الدوري، ليزيد الضغوط على المدرب موتا الذي تعرض لانتقادات شديدة، بعد ثاني هزيمة ثقيلة على التوالي يتلقاها الفريق، وتراجع يوفنتوس للمركز الخامس.
ولم يشارك يوفنتوس مطلقاً في سباق اللقب هذا الموسم، وخرج من دوري أبطال أوروبا أمام أيندهوفن الشهر الماضي، ثم خرج من كأس إيطاليا أمام إمبولي.
وقال يوفنتوس في بيان «يعلن نادي يوفنتوس لكرة القدم إعفاء تياجو موتا من منصبه مدرباً للفريق الأول للرجال، كما أعلن النادي أنه أوكل قيادة الفريق إلى إيجور تيودور، الذي يقود أول حصة تدريبية للفريق يوم الاثنين».
وتعاقد يوفنتوس مع موتا في يونيو الماضي لمدة ثلاث سنوات، بعد تألقه في الموسم الماضي حين قاد بولونيا للتأهل إلى دوري أبطال أوروبا، لكن وصوله إلى تورينو فشل في إشعال شرارة الصحوة المتوقعة في يوفنتوس.
وخسر يوفنتوس 3-صفر أمام فيورنتينا الأسبوع الماضي، وذلك بعد خسارته المحرجة 4-صفر على أرضه أمام أتالانتا، ليتراجع فريق المدرب موتا إلى المركز الخامس في الترتيب، بعد أن تجاوزه بولونيا وبفارق 12 نقطة عن إنتر ميلان المتصدر.
وقال مصدر، إن عقد تيودور يمتد حتى نهاية الموسم الجاري، مع التزام بتجديده لعام آخر، إذا تأهل يوفنتوس لدوري أبطال أوروبا، لكن النادي لديه خيار الانسحاب من هذا الالتزام حتى 30 يوليو.
قضى تيودور «46 عاماً» معظم مسيرته لاعباً في يوفنتوس، بعدما انضم إليه في 1998. وفي 2020، عمل الكرواتي مساعدا لأندريا بيرلو في يوفنتوس لموسم واحد.
وتولى أول مناصبه التدريبية في 2013 في هايدوك سبليت، وهو النادي الذي بدأ وأنهى فيه مسيرته الكروية، وفي إيطاليا درب تيودور أندية أودينيزي وهيلاس فيرونا ولاتسيو.
وعين تيودور مدربا لنادي لاتسيو في مارس من العام الماضي، ليحل محل ماوريسيو ساري، وبعد قيادة النادي إلى المركز السابع والتأهل إلى الدوري الأوروبي، غادر تيودور في نهاية الموسم الماضي.
واحتل يوفنتوس بقيادة موتا المركز العشرين في مرحلة الدوري بدوري أبطال أوروبا وخرج من البطولة في الجولة الفاصلة أمام أيندهوفن الشهر الماضي.
وبعد أقل من أسبوع، خرج يوفنتوس من كأس إيطاليا، بعد خسارته أمام إمبولي بركلات الترجيح في دور الثمانية.
وخاض يوفنتوس 21 مباراة في الدوري دون هزيمة في وقت سابق من الموسم، لكن تلك الفترة شهدت تعادل فريق المدرب موتا في 13 مباراة، وهو ما يعني أنهم لن يشاركوا أبداً في سباق اللقب.
ورغم التحسن الذي شهده الفريق بعد الخسارة الأولى أمام نابولي في يناير الماضي، حيث فاز يوفنتوس بخمس مباريات متتالية، فقد دفع المدرب ثمن الهزائم الثقيلة الأخيرة التي أغضبت الجماهير.
ومنذ وصوله إلى يوفنتوس، اتخذ موتا نهجاً صارماً مع اللاعبين إذ أبلغ المدرب فيدريكو كييزا بخروجه من حساباته قبل بيعه إلى ليفربول في أغسطس.
وواجه القائد السابق دانيلو صعوبة في إيجاد مكان له في التشكيلة الأساسية لموتا وغادر النادي في يناير، بينما انضم لاعب الوسط نيكولو فاجيولي إلى فيورنتينا على سبيل الإعارة في فبراير وكان أحد أفضل لاعبي الفريق في الفوز على يوفنتوس في نهاية الأسبوع الماضي.
وستكون أول مباراة لتيودور مع يوفنتوس، عندما يلعب على أرضه أمام جنوة يوم السبت، ومن المرجح أن يقوم المدرب بإجراء تغييرات تكتيكية فورية على طريقة لعب موتا 4-2-3-1 إلى 3-4-2-1، والتي طبقها الكرواتي عند وصوله إلى لاتسيو.

مقالات مشابهة

  • طوارئ في حزب الشعب الجمهوري لمواجهة أزمة إمام أوغلو
  • حزب بارزاني: لانثق بالأحزاب الشيعية لأنها لا عهد ولا ميثاق لها
  • الديمقراطي الكردستاني: نتائج الانتخابات تحدد مسار التحالفات
  • الكرد وتحالفات ما بعد الانتخابات.. حسابات المقاعد تحدد المسار
  • الكرد وتحالفات ما بعد الانتخابات.. حسابات المقاعد تحدد المسار - عاجل
  • منها تعافي شعبية الليبراليين.. دوافع إعلان الانتخابات المبكرة بكندا
  • رسمياً.. نزار اللهيبي يؤدي اليمين ويتولى رئاسة مجلس ديالى
  • 14 مليون صوت لدعم ترشح إمام أوغلو في الانتخابات الرئاسية
  • ما سر اندماج اليمين الفاشي مع الصهيونية؟
  • رسمياً.. يوفنتوس يقيل موتا ويختار «البديل»