العراق يتطلع إلى عرش التمور بالعالم بعد إطلاق إستراتيجية جديدة لزراعة النخيل
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
يشهد قطاع زراعة النخيل في العراق تطورات مهمة ومبشرة، حيث أعلنت وزارة الزراعة عن خطة خمسية لزيادة أعدادها بالعراق إلى 30 مليون نخلة، كما تشمل الخطة زراعة أنواع فاخرة للمرة الأولى باستخدام تقنية الزراعة النسيجية المتطورة.
وشكلت النزاعات المتكررة التي ألمت بالبلاد، منذ ثمانينيات القرن الماضي بسبب الحروب، منذ الحرب العراقية الإيرانية ثم حرب الخليج عام 1991 ثم حرب عام 2003 التي انتهت بغزو العراق واحتلاله، ناهيك عن التحديات البيئية من الجفاف والأمراض والإهمال والتجريف من أجل مشاريع عمرانية أو زراعات بديلة، سببا في فقدان مساحات شاسعة من الأراضي الخصبة وتراجع ملحوظ في أعداد النخيل.
وكشف محمد الخزاعي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الزراعة عن قفزة نوعية في زراعة النخيل في العراق، حيث يتم لأول مرة زراعة أنواع فاخرة من التمور باستخدام تقنية الزراعة النسيجية المتطورة.
وأوضح الخزاعي في حديث للجزيرة نت أن الوزارة تستهدف زيادة أعداد النخيل إلى 30 مليون نخلة في السنوات المقبلة، بعد أن تجاوز العدد الحالي 22 مليون نخلة، وهو رقم كبير مقارنة بالفترة بين عامي 2008 و2010 التي لم تتجاوز فيها 10 ملايين نخلة نتيجة للحروب وحملات التجريف القاسية التي حصلت لغابات النخيل في بغداد وعدة محافظات.
إعلانوأشار الخزاعي إلى أن هذه الزيادة تحققت بفضل المشاريع الاستثمارية الزراعية الكبرى التي تبنتها الوزارة، والتي تعتمد على الزراعة النسيجية لإنتاج أنواع فاخرة من التمور، مثل المجهول المغربي، ودكرة نور التونسية، والإخلاص السعودي، بالإضافة إلى الأنواع العراقية الأصيلة كالبريم والبرحي والقرنفلي.
وأكد الخزاعي أن هذه الخطوة ستعيد للعراق مكانته المرموقة في سوق التمور العالمية، حيث تشهد الصادرات العراقية نموا مطردا، إذ تجاوزت 730 ألف طن عام 2024، بزيادة قدرها 80 ألف طن عن العام السابق، متوقعا زيادة أخرى في الصادرات خلال الموسم الحالي، نظرا لزيادة أعداد النخيل المثمرة.
واعتبر الخزاعي أن خطة الإنتاج والزراعة الخاصة بالتمور هي "خطة ثورية"، حيث تعتمد على أحدث التقنيات الزراعية، بالاستفادة من تجارب دول متقدمة مثل فرنسا وبريطانيا، بالإضافة إلى اتفاقيات مع مراكز بحثية عالمية لتزويد العراق بآلاف الشتلات النسيجية.
وأكد أن هذه الجهود ستؤدي إلى زيادة كبيرة في أعداد النخيل وإنتاج التمور عالي الجودة، وهذا سينعكس إيجابا على الاقتصاد العراقي وزيادة الصادرات.
ويقدر الخبراء عدد أشجار النخيل في العراق، قبل الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي بـ32 مليون نخلة، في حين وصلت أعدادها إلى 11 مليون نخلة فقط بعد عام 2010 كما انخفضت نسبة إنتاج التمور من أكثر من 10% من حجم الإنتاج العالمي إلى 5% بعد عام 2003، وفقا لبيانات حكومية.
وأصبحت أشهر أنواع التمور العراقية مثل الزهدي والخضراوي والبرحي والأسطى عمران والخستاوي والشويثي وغيرها من الأنواع النادرة -التي يحظر على منتجيها تصديرها إلى الخارج- مهددة بالانقراض.
خطط القطاع الخاصأحمد سواد حسون، عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الجمعيات الفلاحية في العراق، قلل من أهمية خطط الحكومة لإحياء قطاع النخيل بالعراق، مؤكدا أنه حتى اللحظة لم يرَ أي خطة على أرض الواقع لتطوير هذا القطاع، باستثناء خطط يتبناها القطاع الخاص.
وقال حسون في حديث للجزيرة نت إن الحروب والتجريف للأراضي والإهمال أثرت سلبيا على زراعة العراق بصورة عامة وعلى زراعة النخيل بصورة خاصة حيث انخفضت أعدادها إلى الثلث تقريبا بعد عام 2004 عما كانت عليه في ثمانينيات القرن الماضي، مضيفا أن العراق يتخلف بشكل كبير في كل مجالات الزراعة ومنها زراعة النخيل، وأن الحكومة أنشأت مزارع ورتبت مختبرات إلا أنها لم ترتقِ إلى المستوى المأمول.
إعلانوأشار إلى أن زراعة النخيل لم ترَ نجاحا لأسباب عديدة منها أن برنامج الحكومة غير مفهوم، فالعراق يحتل الآن المرتبة الخامسة في الدول العربية.
وأوضح حسون أن العراق يفتقر إلى البرنامج والمصانع الكبيرة القادرة على التصدير لمنتجات التمور كعسل التمر "الدبس"، مؤكدا أنه ليس لدينا تصدير بالمعنى الحقيقي للمنتجات المصنعة، إلا بكميات خجولة من القطاع الخاص.
وبيّن أن الدولة ليس لديها خطة إستراتيجية بعيدة أو قصيرة الأمد، مشيرا إلى أن لديهم خططا كبيرة للنهوض بواقع زراعة النخيل، التي لا تحتاج إلا لأمور بسيطة جدا ودعم حقيقي من الجهات الحكومية، تتعلق بحماية المنتج والمصانع وخطط التصدير.
وانتقد حسون التسهيلات الحكومية التي وصفها بالخجولة جدا، مشيرا إلى أن البرنامج -الذي وضع بالمبادرة الزراعية، والذي ينص على منح قرض لمن يوسع بستانه- هو بحد ذاته مشكلة أخرى على اعتبار أنه غير منتظم ولا جدوى اقتصادية فيه كما يشوبه الفساد، وفق تعبيره.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أعداد النخیل زراعة النخیل زیادة أعداد ملیون نخلة النخیل فی فی العراق على زراعة إلى أن
إقرأ أيضاً:
مدير زراعة القليوبية لصدى البلد: توريد 11 ألف طن قمح ودعم شامل للمزارعين
في ظل الاهتمام المتزايد بالأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل الاستراتيجية، يأتي القمح على رأس أولويات الدولة، كونه يمثل أحد أهم ركائز الأمن القومي الغذائي، وفي محافظة القليوبية، التي تمثل نموذجًا في تطبيق التوصيات الفنية ورفع كفاءة الإنتاج الزراعي، كان لمحصول القمح هذا العام اهتمامًا خاصًا على كافة المستويات.
وللوقوف على تفاصيل موسم القمح 2024 - 2025، التقى "صدى البلد" المهندس محمد أمين، مدير مديرية الزراعة بمحافظة القليوبية، في حوار كشف فيه عن جهود المديرية والتواصل المستمر مع المزارعين، ودور الدولة في دعم هذا المحصول الاستراتيجي، والخطوات العملية التي تم تنفيذها للوصول إلى أعلى إنتاجية.
المساحة المنزرعة بمحصول القمح في محافظة القليوبية خلال موسم 2024 - 2025 بلغت 38455 فدانًا، وهي مساحة تعكس مدى اهتمام المزارعين بزراعة هذا المحصول الحيوي، بدعم مباشر ومستمر من الدولة ومديرية الزراعة.
ما أبرز أشكال الدعم التي للمزارعين على مدار الموسم؟حريصنا على التواصل مع المزارعين طوال الموسم الزراعي، وقد تم تقديم كافة أنواع الدعم الفني والإرشادي، وذلك بهدف الوصول إلى أعلى إنتاجية من محصول القمح.
والدولة بذلت جهدًا كبيرًا في هذا الإطار، وكان لنا دور مهم في تفعيل هذا الدعم ميدانيًا.
ماذا عن توفير التقاوي والأسمدة وغيرها من المستلزمات الزراعية؟تم بالفعل توفير التقاوي للمزارعين بكافة الجمعيات الزراعية المنتشرة على مستوى المحافظة.
كما أوصينا المزارعين بضرورة الالتزام بالسياسة الصنفية الخاصة بالمحافظة، وذلك من خلال زراعة الأصناف التالية: جيزة 171، مصر 3، مصر 4، سخا 95، سدس 14، وسدس 15، وهي أصناف تمتاز بالإنتاجية العالية وتناسب طبيعة مناخ القليوبية.
كذلك، وفرنا الأسمدة المدعمة للمزارعين، ومبيدات الحشائش بنوعيها (العريضة والرفيعة) عبر الجمعيات الزراعية لتيسير العمليات الزراعية وضمان مكافحة فعالة للآفات.
هل اتخذتم خطوات لترشيد استهلاك المياه في زراعة القمح هذا الموسم؟بالفعل، كانت هناك خطوات واضحة لترشيد استخدام المياه، حيث تم توفير الستارات للزراعة على مصاطب بسعر رمزي، وهي طريقة تسهم في تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30%، وقد لاقت قبولًا واسعًا من المزارعين.
كما تم استخدام تكنولوجيا التسوية بالليزر للأراضي، والتي تسهم في توزيع المياه بكفاءة، حيث تم الانتهاء من تسوية 400 فدان ضمن مشروع ترشيد استخدام المياه، وهذه خطوة فعالة في تحسين كفاءة الري.
ماذا عن الأنشطة الإرشادية التي تم تنظيمها لتوعية المزارعين؟على مدار الموسم، نفذنا برنامجًا للندوات الإرشادية، تضمن 4 ندوات لكل مركز بإجمالي 28 ندوة شهريًا، وقد شارك فيها أساتذة من مركز البحوث الزراعية، وقدموا للمزارعين كافة التوصيات الفنية المطلوبة، هذا البرنامج كان له دور كبير في رفع الوعي الزراعي وتحسين الأداء الحقلي.
كما تم تنفيذ 86 حقلًا إرشاديًا لمحصول القمح بكافة مراكز المحافظة، ضمن الحملة القومية لمحصول القمح، وهو رقم يعكس مدى الانتشار والدعم الإرشادي في مختلف أنحاء القليوبية.
ماذا عن التوريد؟ وهل هناك جهود لحث المزارعين على تسليم المحصول؟نعم، تم حث المزارعين على ضرورة توريد محصول القمح، لما لذلك من أهمية وطنية تعود بالنفع على المواطنين في صورة رغيف خبز مدعم، وهو ما نعتبره مسؤولية مشتركة بين الدولة والمزارع.
ما حجم المحصول الذي تم حصاده حتى الآن؟ وكم بلغت كميات التوريد؟حتى تاريخ إجراء هذا الحوار، تم حصاد 20480 فدانًا من إجمالي المساحة المنزرعة، أما بالنسبة لكميات التوريد، فقد بلغت 11070.484 طن قمح تم تسليمها إلى الصوامع والشون المخصصة لذلك حتى الآن، وما زالت عمليات الحصاد والتوريد مستمرة.
في الختام، ما الرسالة التي توجهها للمزارعين؟أقول لكل مزارع: أنتم الركيزة الأساسية في منظومة الأمن الغذائي، والدولة تدعمكم في كل خطوة، فقط التزموا بالتوصيات الفنية، وسارعوا بتوريد المحصول للدولة، ونحن في مديرية الزراعة سنظل على تواصل دائم معكم لتقديم الدعم اللازم في كل موسم.