⛔️ حكومة موازية للمليشيا قيد التأسيس تغطية للهزائم
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
⛔️ حكومة موازية للمليشيا قيد التأسيس تغطية للهزائم
⛔️ تقرير إخباري : عائشة الماجدي
لايف ميديا
جدل كثيف ونيران من اتجاهات عديدة ومختلفة تتجه جميعها صوب الحكومة الموازية التي تجري ترتيبات إعلانها في نيروبي، لجهة تحالف المجتمعون عليها مع مليشيا الدعم السريع المتمردة من جهة، وخطورة الخطوة على وحدة السودان وسلامة أراضيه من جهة أخرى،ويأتي الإعلان عن هذه الحكومة وسط تحديات عديدة يُرجح بحسب مراقبون أن تقف حجر عثرة في طريقها رغم الآمال العريضة من انصارها بأن تصبح حكومة لكل السودانيين وتنازع الشرعية من العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان.
⛔️ أصل الحكاية —-
في مطلع ديسمبر من العام المنصرم اقترحت الجبهة الثورية تشكيل حكومة منفى، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً داخل إجتماعات تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بعنتيبي، و أدى إلى تشكيل لجنة مصغرة لمناقشته، ورغم احتواء تقدم للخلافات العاصفة بسبب تشكيل حكومة بهذه اللجنة الا ان الامر لم يتوقف و وضح ذلك جلياً من خلال تصريحات صحفية لرئيس حركة العدل والمساواة سليمان صندل والذي نفى انها حكومة منفى بل حكومة موجودة داخل السودان، ليأتي بعد ذلك ماكشفت عنه مليشيا الدعم السريع حيث قالت انها ستتعاون مع حكومة جديدة مقرر تشكيلها للإشراف على مناطق تخضع لسيطرتها، ومن بين الشخصيات التي أكدت مشاركتها ( محمد التعايشي، الهادي إدريس والطاهر حجر)،الأمر الذي فاقم الخلاف وادي إلى حل تحالف تقدم لتذهب المجموعة التي تعارض تشكيل حكومة إلى تأسيس التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة “صمود” بقيادة حمدوك، ولتذهب المجموعة الداعمة لتشكيل حكومة مع الدعم السريع وتبدأ في ترتيبات إعلانها..
⛔️ جلسة احتفالية إذاناً بالإعلان ——-
وأُقيمت اليوم الثلاثاء في العاصمة الكينية نيروبي جلسة احتفالية للإعلان عن تحالف السودان التأسيسي “تأسيس”، والذي يضم قوى سياسية وحركات مسلحة ورجال إدارة أهلية ومليشيا الدعم السريع المتمردة ، ويسعى لتكوين سلطة موازية للحكومة القائمة في بورتسودان.
وشارك في الترتيبات رئيس حزب الأمة القومي فضل الله برمة ناصر، وقيادات الجبهة الثورية السودانية، علاوة على رئيس الحركة الشعبية – شمال، عبد العزيز آدم الحلو، وإبراهيم الميرغني، بجانب قائد ثاني المليشيا المتمردة ، عبد الرحيم دقلو.
يُذكر أن التوقيع على الميثاق السياسي الممهّد لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم قد أرجأ بناءاً على طلب تقدم به رئيس الحركة الشعبية – شمال، عبد العزيز الحلو.
⛔️ لاعب جديد بالخط ——
كالصاعقة كانت مفاجأة مشاركة الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة عبد العزيز الحلو في ترتيبات إعلان الحكومة الموازية بنيروبي، فالرجل وحركته يتمتعان بشعبية واسعة من فئات سودانية عديدة لا سيما مفجروا ثورة ديسمبر وانصارها، حيث ساد الجدل بمواقع التواصل الاجتماعي بشكل ساخط وناقم على مشاركة الرجل و وضع يده فوق يد المليشيا الملطخة بدماء الأبرياء السودانيين وآخرهم ضحايا القطينة عشية الإحتفال الذين بلغ عددهم (433) شهيد.
من ناحية أخرى أبدى مراقبون قلقلهم من تصاعد حدة المعارك بسبب إنضمام حركة الحلو، إلا أن المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله، قلل من هذه المخاوف وقال ان معادلات الحرب لن تتغير بموجب هذه المسرحية العبثية ( في إشارة إلى إنضمام الحركة الشعبية قيادة عبد العزيز الحلو إلى مليشيا الدعم السريع المتمردة لتشكيل حكومة موازية)، مشيراً إلى أن قوات الجيش مازالت تقاتل الحلو في جنوب كردفان واليوم تم تحقيق نصر كبير بفتح طريق الدلنج كادقلي.
وأضاف بتصريحه لـ”لايف ميديا” : “نحن لا نتفاجأ بمثل هذه التصرفات” كما أن جبهة جنوب كردفان مفتوحة منذ سنين عدداً وليس هنالك جديد”.
⛔️ تحدي الجغرافية والاعتراف ——
ويجئ تشكيل الحكومة الموازية في الموعد المضروب لها الذي كشف عنه مسار الشرق في يناير المنصرم، حيث قال إن تشكيلها بفبراير ومن داخل القصر الجمهوري ، بيد أن جغرافية اراضي سيطرة مليشيا الدعم السريع المتمردة تغيرت وتمضي في تقلص سريع، لدرجة ان الجيش السوداني أصبح على بُعد أمتار من القصر الجمهوري ويتوقع أن يتم تحريره من قبضتها بأي لحظة.
وبعيداً عن رمزية القصر السيادية وإعلان الحكومة، فالحكومة ذاتها تواجه إشكالية التواجد داخل البلاد.
ويمضي في ذلك الإتجاه المحلل السياسي د. عبد الناصر سلم، مؤكداً أن تقدم الجيش إشكالية أساسية تواجه الحكومة الموازية، مشيراً إلى أن مناطق سيطرة الدعم السريع بدأت تتضاءل بشكل سريع ويتوقع أن لا يكون للدعم مناطق سيطرة بعينها خلال فترة زمنية وجيزة.
و أوضح سلم من خلال تصريحه لـ”لايف ميديا” إلى أن الحكومة الموازية توجه تحدي الاعتراف الدولي، منوهاً إلى أنه يبنى على أساس أن هذه الحكومة تمثل جيش او حركة تحرر ويتم الاعتراف بها بنسب مختلفة من دول العالم.
وأضاف: “الحكومة المذمع إعلانها لا يمكن أن نقول انها تمثل الثورة لجهة جميع المشرفين عليها حركات مسلحة، كذلك هي غير مجمع عليها لأنها لن تكون في جميع البقع الجغرافية”، مشدداً على أن هذا الإجراء يفتح الباب لصراعات داخل القرن الأفريقي وهذا أمر مقلق لدول الجوار الأفريقي.
وتابع:” المجتمع الدولي متخوف من الاعتراف بحكومة تحمل وزر انتهاكات الدعم السريع وكذلك يتخوف من تقسيم السودان في وقت يمكن حل الخلاف بالحوار مع الفرقاء السودانيين”.
⛔️ الخطوة نفسها مرفوضة —-
في السياق اعتبر القيادي بالحزب الشيوعي كمال كرار أن حكومة نيروبي المزمع اعلانها ، تمثل ذروة المخطط الدولي الاقليمي لتقسيم السودان، مشيراً إلى أنها أحد نتائج هذه الحرب .
ونوه كرار بتصريحه لـ”لايف ميديا” أن طول أمد الحرب نفسه يوضح مدى عمق التدخلات الأجنبية عن طريق الامداد العسكري والدعم السياسي، الأمر الذي جعل الحرب تستمر، و واصفًا إياها بحرب الوكالة.
ولفت الي أن جميع الجهود فشلت كل الجهود في احتواء الحرب.
وأضاف: “بعد سنتين على الدمار والقتل والترويع هاهي الاقنعة تسقط من على الوجوه ويدرك الجميع أن القتال كان ولا زال صراعا على السلطة، وتتحمل هذه النتيجة كافة الاطراف التي شجعت القتال والحرب ومضت فيه لآخر الشوط دون نصر مؤزر لاي طرف” .
وقطع كرار بأن الخطوة نفسها مرفوضة من غالبية الشعب وقواه الوطنية.
وتابع:” لكن مهما يكن فالحكومة التي ستشكل في مناطق سيطرة المليشيا ولدت ميتة، ولن تفرض أي سلطة سياسية على الشعب، والحل النهائي في ابتعاد العسكر والمليشيا عن السياسة وفترة انتقالية مدنية بعد الحرب تعالج آثار الحرب وتلملم اطراف السودان من جديد، وهذا ممكن بالنضال الشعبي المستمر للحفاظ على وحدة السودان “.
وأشار إلى أن توقيع جبهة تقدم اعلاناً سياسياً مع قائد مليشيا الدعم السريع في يناير 2024 ، هدف إلى توفير غطاء سياسي يمهد لتشكيل حكومة في المستقبل، وذكر كرار : “بعد مرور عام على هذا الإتفاق بدأت خيوط الحقائق تتكشف، فانقسمت تقدم بعد اختلافها الداخلي على موضوع تشكيل حكومة في مناطق الدعم السريع، وتم توقيع الميثاق بنيروبي إستعداداً لتشكيل الحكومة .
كرار شدد على أن وجود الجنرال عبد العزيز الحلو لا يعتبر مفاجأة قياساً لمواقفه الرمادية منذ اندلاع الحرب التي فهم منها في وقت سابق أنه يختار المنطقة الوسطي تحسبا لمآلات الحرب، ولكنه ربما خلص لتفاهمات مسبقة مع مليشيا الدعم السريع ادت به لتوقيع ميثاق اليوم. إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع المتمردة الحکومة الموازیة عبد العزیز الحلو الحرکة الشعبیة حکومة موازیة لتشکیل حکومة مناطق سیطرة تشکیل حکومة لایف میدیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
عبد العزيز الحلو في لقائه مع قناة “الحدث”: خطاب بين الثورة والمأزق
في مقابلة مثيرة للجدل مع قناة "الحدث"، رسم عبد العزيز الحلو، قائد الحركة الشعبية – شمال، ملامح خطابه السياسي الراهن، الذي جاء مشبعًا بأفكار إعادة التأسيس، لكنه لم يخلُ من التناقضات والتحديات الكامنة. وقد تنقل الحلو بين قضايا تتصل بجوهر الدولة السودانية، وتاريخها الدموي، وتحالفاتها الراهنة، وملامح المستقبل الذي يطرحه، وهو ما يستدعي قراءة تحليلية متأنية لمضامين الخطاب ودلالاته.
وثيقة التأسيس: عقد اجتماعي جديد أم مظلة لتحالفات متناقضة؟
يبدأ الحلو بتقديم ما أسماه "وثيقة تأسيس السودان الجديد"، بوصفها عقدًا اجتماعيًا يهدف إلى إعادة تشكيل النظام السياسي. تقوم الوثيقة على ثلاث دعائم رئيسية:
فصل الدين عن الدولة (العلمانية).
توحيد الجيوش عبر دمج المليشيات في جيش قومي مهني.
تطبيق لا مركزية حقيقية تُنهي هيمنة المركز على الأطراف.
غير أن اللافت في الخطاب، هو محاولة الحلو ربط هذه المبادئ الثورية بالتحالف مع قوى ذات سجل دموي، مثل قوات الدعم السريع، التي اعتبرها جزءًا من "الهامش" الموقع على الوثيقة، ما يطرح تساؤلات حول مدى التزام الموقعين الحقيقي بهذه المبادئ.
إدانة الجيش وتبرئة نسبية للدعم السريع
في سرده للتاريخ الدموي للصراع السوداني، وجّه الحلو سهام النقد العنيف للجيش السوداني، وخصّ حقبة التسعينيات باتهامات جسيمة، منها مجازر المساليت في 1992، مذكّرًا بأسماء قيادات عسكرية بارزة مثل محمد عثمان الدابي وعبد الفتاح البرهان.
لكن الأكثر إثارة للجدل، كان قوله إن انتهاكات الدعم السريع تمت "بأوامر من الجيش"، محاولًا تحميل المؤسسة العسكرية كل تبعات جرائم الحرب، بما فيها تلك التي ارتكبتها قوات حميدتي، والتي وثقتها منظمات دولية بشكل مستقل.
وبرغم توقيع الدعم السريع على وثيقة تلزمه بالمحاسبة، فإن تبرير الحلو لتحالفه معها باعتبارها "جزءًا من الهامش المهمش" لا يمحو تورطها العميق في جرائم دارفور وتجنيد الأطفال. فهل هو تحالف تكتيكي لموازنة قوة الجيش، أم مجازفة أخلاقية وسياسية ستكلفه الكثير؟
النقد الجذري للنظام القديم: الكيزان في مرمى النار
أعاد الحلو تعريف الجيش باعتباره الحارس الأخير للنظام القديم، ذي الخلفية الإسلامية، مشيرًا إلى أن الإسلاميين "استخدموا الدين كسلاح لقمع الأطراف". وتحت هذا التوصيف، جاء نقده لحكومة بورتسودان، التي وصفها بأنها:
تتبنى خطابًا تمييزيًا (مثل قانون الوجوه الغربية).
تعيد إنتاج مشروع "مثلث حمدي" الانفصالي.
توظف الدين في الحرب، كما في فتوى عبد الحي يوسف بقتل "ثلث الشعب".
وبذلك، رسم الحلو صورة لحكومة تسعى إلى إعادة إنتاج السودان القديم، في مقابل مشروعه للسودان الجديد القائم على العلمانية واللامركزية.
المستقبل كما يراه الحلو: بين الواقع والطموح
رؤية الحلو لمستقبل السودان ترتكز على تأسيس دولة مدنية علمانية، تعترف بالتعدد الإقليمي والإثني، وتضمن حكمًا لا مركزيًا حقيقيًا. ويقدم نموذج إدارات الحركة الشعبية في النيل الأزرق وجنوب كردفان كمثال على هذا التصور.
لكنه حذر من امتداد الحرب شرقًا نحو بورتسودان ومروي، ما لم تفتح الحكومة الباب أمام حل سلمي، وهي إشارة ضمنية إلى خيار الحرب الشاملة كأداة ضغط سياسي.
نقاط الإشكال: بين خطاب الحقوق وتحالفات الدم
التحالف مع الدعم السريع:
يحاول الحلو أن يلبس الدعم السريع ثوب الضحية، متجاهلًا دوره الأساسي في جرائم دارفور. الخطورة هنا أن التحالفات القائمة على المظلومية المشتركة قد تتحول إلى شراكة في العنف، لا مشروع للتحرر.
المغالطات الرقمية:
القول بمقتل "أربعة ملايين سوداني" على يد الجيش يفتقر للدقة، إذ تشير تقارير الأمم المتحدة إلى 300 ألف قتيل في دارفور، ومليوني نازح. استخدام الأرقام بهذا الشكل يُضعف من مصداقية الخطاب حتى لو حمل في طياته كثيرًا من الحقائق التاريخية.
الخطاب الانتقائي:
رغم نبرة العدالة والمحاسبة، لم يقدّم الحلو مراجعة ذاتية لسلوك الحركة الشعبية في مناطق سيطرتها، وسط اتهامات بارتكاب انتهاكات في جبال النوبة. العدالة الانتقائية تُقوّض أي مشروع وطني حقيقي.
السياق الأوسع: الهامش ضد المركز أم تفتيت الدولة؟
يرتكز خطاب الحلو على سردية "الهامش المظلوم" ضد "المركز المتغطرس"، وهو ما يبرر، في نظره، التحالف مع قوى مثل الدعم السريع. لكن هذا المنطق يُهدد بتحويل السودان إلى أرخبيل من المليشيات، لا دولة موحدة.
وإذا نظرنا إلى الخارطة الراهنة:
الدعم السريع يسيطر على أربع ولايات.
الحركة الشعبية تدير منطقتين.
حكومة بورتسودان تمسك بالشرق.
فنحن أمام واقع أقرب إلى تفتيت فعلي للدولة، حتى دون إعلان رسمي للانفصال.
دور المجتمع الدولي: غياب التوازن
اتهم الحلو الأمم المتحدة بالتغاضي عن جرائم الحرب، في إشارة إلى تعاملها المستمر مع الجيش كشريك سياسي. وهو نقد يعكس فجوة بين الخطاب المحلي والدعم الدولي، الذي غالبًا ما يتعامل ببراغماتية تحكمها توازنات القوى لا مبادئ العدالة.
خلاصة: خطاب ثوري في مأزق سياسي
يحاول عبد العزيز الحلو في خطابه أن يقدم نفسه كمحور لمشروع وطني بديل، يتجاوز الإسلام السياسي، والهيمنة المركزية، والانتهاكات الممنهجة. لكن مشروعه يصطدم بتحالفاته الهشة، وخطابه الانتقائي، والمشهد الجغرافي المفكك.
يبقى السؤال الأهم: هل يمكن لثورة الهامش أن تنجح، إذا ما تبنّت أدوات النظام الذي ثارت عليه؟
zuhair.osman@aol.com