أعلنت السلطات الإيرانية تعطيل الدوام في المكاتب الحكومية والمراكز التعليمية في عدد من المحافظات، من بينها طهران، بعد ارتفاع استهلاك الغاز بنسبة 16% خلال الأيام الماضية، وهذا أدى إلى ضغط على إمدادات الطاقة.

وشملت الإجراءات تحويل الدراسة في المدارس إلى نظام التعليم الافتراضي، بالإضافة إلى تعطيل الدوام في محافظات أخرى مثل أذربيجان الشرقية، أصفهان، فارس، وخراسان رضوي، في محاولة لإدارة الاستهلاك خلال فصل الشتاء.

وتواجه إيران سنويا زيادة كبيرة في استهلاك الغاز خلال موسم البرد، وهذا يضع شبكة الإمدادات تحت ضغط متزايد.

وتأتي هذه التطورات رغم امتلاك إيران ثاني أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، حيث تبلغ احتياطياتها المؤكدة نحو 29.6 تريليون متر مكعب، ما يعادل 15.8% من إجمالي الاحتياطي العالمي.

ورغم ذلك، تشير بيانات رسمية إلى أن استهلاك الغاز داخل إيران تجاوز 692 مليون متر مكعب يوميا هذا الشتاء، مع تخصيص حوالي 74% منه للقطاع السكني والتجاري والصناعات الصغيرة، وهذا يحد من قدرة البلاد على تصدير الغاز أو استخدامه في القطاعات الصناعية ومحطات الطاقة بكفاءة.

ويأتي هذا الوضع في ظل نقاشات مستمرة حول تحديات إدارة موارد الطاقة في البلاد، حيث تسعى الجهات المختصة إلى تحسين كفاءة الاستهلاك وتطوير البنية التحتية.

إعلان

في الوقت نفسه، يبقى الطلب المتزايد على الغاز، خاصة خلال فترات الذروة، عاملا رئيسا في رسم سياسات الطاقة على المدى القريب والبعيد، وسط جهود لتعزيز الإنتاج وتوسيع شبكات التوزيع لمواكبة الاحتياجات المتزايدة.

قيود الإنتاج

وبحسب خبير الطاقة حميد رضا شكوهي، فإن نقص الغاز في إيران يعود إلى عدة عوامل، أبرزها زيادة الاستهلاك وغياب التنوع في مصادر الطاقة، حيث تعتمد البلاد بشكل كبير على الغاز الطبيعي، إذ يشكل أكثر من 70% من إجمالي الطاقة المستهلكة، مقارنةً بدول أخرى تعتمد على مزيج متنوع من الطاقة يشمل الكهرباء والطاقة المتجددة ومصادر أخرى.

نقص الغاز في إيران يعود إلى عدة عوامل، أبرزها زيادة الاستهلاك وغياب التنوع في مصادر الطاقة وفق خبراء (الأوروبية)

وأوضح شكوهي للجزيرة نت أن امتلاك إيران ثاني أكبر احتياطي للغاز في العالم دفعها إلى تبني إستراتيجية تقوم على ضخ كميات هائلة من الغاز، إلا أن السعر المنخفض للغاز محليا أدى إلى ارتفاع معدلات الاستهلاك، في ظل غياب سياسات فاعلة لترشيده، مثل معايير بناء محطات توفير للطاقة أو فرض قيود على استهلاك أجهزة التدفئة.

وأشار إلى أن العقوبات الخارجية تشكل عقبتين رئيسيتين أمام قطاع الغاز الإيراني، إذ تؤثر سلبا على الاستثمار والتطور التقني، لافتا إلى أن إيران تحتاج إلى استقطاب استثمارات ضخمة وتقنيات متطورة مثل منصات تعزيز الضغط لضمان استمرار الإنتاج بكفاءة.

وأشار شكوهي في هذا السياق إلى العقد الذي أبرمته طهران مع شركة توتال الفرنسية عام 2017 لتطوير منصة ضغط في المنطقة 11 من حقل فارس الجنوبي المشترك مع قطر، إلا أن المشروع توقف بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وهذا حال دون نقل التكنولوجيا التي كانت إيران تعوّل عليها لتخفيف الضغط في الحقول الأخرى.

ورأى شكوهي أن تعطيل المؤسسات التعليمية والحكومية لا يمثل حلا طويل الأمد، بل هو إجراء مؤقت يهدف إلى تقليل الضغط على شبكة الإمدادات.

إعلان

وأضاف أن الحكومة تحاول عبر هذه العطلة تفادي قطع الغاز عن المصانع والبتروكيميائيات ومحطات الكهرباء، لكنها لم تنجح بالكامل في ذلك، إذ لا تزال مضطرة إلى تقنين إمدادات الغاز للقطاع الإنتاجي، وهذا يؤثر سلبا على الاقتصاد والصناعة.

وأكد أن الحل الجذري لهذه الأزمة يكمن في زيادة الاستثمارات في قطاع الغاز، وتطوير تقنيات تعزيز الضغط، وتحسين كفاءة الاستهلاك، إلى جانب الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة مثل محطات الطاقة الشمسية، وذلك لضمان أمن الطاقة وتقليل الاعتماد المفرط على الغاز الطبيعي.

تأثير العقوبات

من جهته يقول خبير الاقتصاد آيزاك سعيديان، إن البنية التحتية لقطاعي النفط والغاز في إيران تعود إلى أكثر من 45 عاما، ولم تشهد عمليات تطوير وتحديث واسعة النطاق خلال العقود الماضية.

البنية التحتية لقطاعي النفط والغاز في إيران تعود إلى أكثر من 45 عاما، ولم تشهد عمليات تطوير وتحديث منذ ذلك الحين (رويترز)

وأوضح للجزيرة نت أن تجديد هذه البنى التحتية يتطلب استثمارات ضخمة، سواء محلية أو أجنبية، بالإضافة إلى استقطاب التقنيات الحديثة لتعزيز الكفاءة وزيادة الإنتاج.

وأشار سعيديان إلى أن العقوبات المفروضة على إيران تشكل عائقا رئيسا أمام تدفق الاستثمارات إلى قطاع الطاقة، إلا أنه أوضح أن بعض السياسات الداخلية أيضا تساهم في الحد من قدرة بعض الشركات على الاستثمار داخل البلاد، وهذا يفاقم التحديات التي يواجهها القطاع.

وفيما يتعلق بتأثير تعطيل المؤسسات، أكد سعيديان أن هذا الإجراء لا يمثل حلا جذريا للأزمة، بل يعد مسكّنا مؤقتا، مشيرا إلى أن تداعياته تمتد إلى الناتج المحلي الإجمالي على المدى المتوسط.

وأوضح أن قطع الغاز عن محطات الكهرباء يؤدي إلى تعطيل المصانع، وهذا يؤثر سلبا على الإنتاج الصناعي، مشيرا إلى أن هذا النقص الإنتاجي في الشتاء قد ينعكس في انخفاض قدرة المصانع على العمل بكامل طاقتها خلال فصل الصيف، وهو ما يؤثر على معدلات النمو الاقتصادي في البلاد.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الغاز فی إیران استهلاک الغاز إلى أن

إقرأ أيضاً:

استعدوا: آدم وصل إلى لبنان.. وأيام باردة جدًا بانتظارنا!

يتأثر لبنان والحوض الشرقي للمتوسّط  تدريجياً اعتباراً من بعد ظهر اليوم بمنخفض جوي قطبي المنشأ اطلقت عليه مصلحة الارصاد الجوية إسم " آدم" " Adam"  ويكون مصحوباً بكتل هوائية باردة  تؤدي الى انخفاض ملحوظ بدرجات الحرارة ومن المتوقع ان يشتدّ تأثيره اعتباراً من صباح يوم السبت مع دخول الكتلة الأشد برودة حيث تشتدّ غزارة الأمطار ويتدنى مستوى تساقط الثلوج ليلامس يوم الأحد ارتفاع ال ٣٠٠ متر خاصة شمال البلاد، ويستمر تأثيره حتى حتى الثلاثاء المقبل حيث ينحسر تدريجياً.


الطقس المتوقع في لبنان:
الأربعاء: غائم مع انخفاض تدريجي بدرجات الحرارة والتي تعود الى معدلاتها الموسمية، ترتفع نسبة الرطوبة اعتباراً من الظهر ويتحول الطقس تدريجياً الى غائم ويتكون الضباب على المرتفعات، تتساقط أمطار متفرقة ومتقطعة خلال النهار ومن المتوقع أن تشتدّ أحيانا خلال الليل مع حدوث برق ورعد ورياح ناشطة تصل سرعتها الى ٦٠ كلم/س شمال البلاد، كما تتساقط الثلوج على ارتفاع ١٧٠٠ متر وما فوق .
الخميس: غائم اجمالاً مع انخفاض اضافي وملحوظ بدرجات الحرارة والتي تصبح دون معدلاتها الموسمية وضباب كثيف على المرتفعات تسوء معه الرؤية أحياناً، تتساقط أمطار متفرقة تكون غزيرة أحيانًا ومترافقة بعواصف رعدية مع احتمال تساقط حبات البرد وتشكل السيول على بعض الطرقات، تنشط الرياح وتصل سرعتها ال ٧٠ كم/س خاصة شمال البلاد فيرتفع معها موج البحر لحدود المترين خاصة فترة قبل الظهر كما تتساقط الثلوج على ارتفاع ١٣٠٠ متر وما فوق ، يتوقع حدوث انفراجات خلال الليل.
الجمعة: غائم جزئياً مع استمرار الانخفاض بدرجات الحرارة مع انفراجات واسعة خلال النهار، يتكون الضباب على المرتفعات وتتساقط أمطار متفرقة أحياناً خاصة شمال البلاد مع ثلوج على ارتفاع ١٢٠٠ متر وما فوق، يتحول تدريجياً خلال الليل الى غائم وتشتدّ غزارة الأمطار مع حدوث عواصف رعدية ورياح ناشطة كما يتدنى مستوى تساقط الثلوج مع دخول الكتلة الشديدة البرودة ليلامس ال ٨٠٠ متر فجر السبت لذا يرجى التحذير من التراكمات الثلجية وتوخي الحذر من سلوك الطرقات الجبلية.
السبت: غائم اجمالاً مع انخفاض اضافي بدرجات الحرارة والتي تصبح دون معدلاتها الموسمية بحدود ال ٨ درجات، يتكون الضباب الكثيف على المرتفعات وتتساقط أمطار متفرقة تكون غزيرة أحياناً مترافقة بعواصف رعدية ورياح ناشطة تصل سرعتها لحدود ال ٦٥ كلم/ساعة يرتفع معها موج البحر، تتساقط الثلوج على ارتفاع ٧٠٠ متر وما فوق وتلامس خلال الليل ال ٤٠٠ متر خاصة شمال البلاد، يرجى توخي الحذر من سلوك الطرقات الجبلية بسبب تراكم الثلوج الكثيف.

مقالات مشابهة

  • افتتاح بئر غاز جديد في سوريا بطاقة 130 ألف متر مكعب يوميا
  • سوريا تفتتح بئر غاز جديد في حمص
  • تحذيرات من استمرار تعطيل جلسات مجلس النواب: انتكاسة كبيرة
  • تحذيرات من استمرار تعطيل جلسات مجلس النواب: انتكاسة كبيرة - عاجل
  • استمرار دوام أسواق المؤسسة المدنية الجمعة
  • محافظة بغداد تعطل الدوام الرسمي الأحد المقبل بالتزامن مع تشييع نصرالله
  • محافظ بغداد يعلن تعطيل الدوام الرسمي يوم الأحد المقبل
  • تقرير: تركيا تخطط لضربة اقتصادية ضد إيران
  • استعدوا: آدم وصل إلى لبنان.. وأيام باردة جدًا بانتظارنا!