إدارة ترامب ونظام ملالي طهران
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
آخر تحديث: 20 فبراير 2025 - 9:35 صبقلم: د. عبدالرزاق محمد الدليمي من المهم أن نلاحظ أن تصريحات المسؤولين في إدارة ترامب حول “خطورة النظام الإيراني” كانت تتكرر بشكل كبير طوال فترة رئاسته، خاصة فيما يتعلق بالأنشطة النووية الإيرانية، دعم إيران للجماعات المسلحة في المنطقة، وأسلحتها الصاروخية. ولكن رغم التصريحات القوية، كانت هناك مفارقة بين التصريحات والخطوات العملية المتخذة من قبل الإدارة في بعض الحالات.
أسباب هذا التناقض المحتمل:
1. الضغط الدبلوماسي والعقوبات:
إدارة ترامب بالفعل اتخذت إجراءات كبيرة للحد من نفوذ إيران على المستوى الدولي، ومنها انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني (الاتفاق الذي أبرم في عهد أوباما)، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية القاسية على إيران، ما جعل الاقتصاد الإيراني يعاني بشدة. هذه العقوبات كانت تهدف إلى الضغط على النظام الإيراني لتغيير سياساته المتعلقة بالبرنامج النووي، الدعم العسكري للمجموعات المسلحة في الشرق الأوسط، والانتهاكات لحقوق الإنسان.ومع ذلك، لم تكن هذه العقوبات كافية لإحداث تغيير جذري في سلوك إيران. العقوبات تسببت في عزلة إيران الاقتصادية لكنها لم تصل إلى الحد الذي يجبر النظام الإيراني على التراجع عن سياساته، خاصة أن إيران كانت تتمتع ببعض الدعم من دول أخرى مثل الصين وروسيا التي حاولت التخفيف من تأثير العقوبات.
2. القيود العسكرية:
على الرغم من التصريحات القوية والتهديدات العسكرية، إدارة ترامب كانت حريصة على عدم التصعيد العسكري المباشر مع إيران، لا سيما بعد حادثة قتل الجنرال قاسم سليماني، الذي كان بمثابة تحذير شديد اللهجة للنظام الإيراني. رغم ذلك، لم تُتبع هذه الخطوات بمزيد من الإجراءات العسكرية المتجددة ضد إيران في شكل حرب شاملة أو تدخل مباشر.
3. التحالفات الدولية:
كانت إدارة ترامب قد وجهت انتقادات لاذعة للنظام الإيراني، ولكنها في ذات الوقت لم تكن قادرة على تشكيل تحالف دولي واسع للضغط على إيران بشكل أكبر. الدول الأوروبية، على سبيل المثال، كانت متحفظة على فرض عقوبات جديدة أو التصعيد ضد إيران بسبب الاتفاق النووي، حيث كانت هناك بعض الدول الأوروبية التي أرادت التمسك بالاتفاق النووي واستمرار التعاون مع إيران في إطار الاتفاقية.
4. التحديات الداخلية في إيران:
رغم أن الإدارة الأمريكية قد كانت تتهم إيران بتوسيع نفوذها في المنطقة، إلا أن النظام الإيراني نفسه كان يواجه تحديات كبيرة داخليًا، مثل الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. مع ذلك، إدارة ترامب لم تركز على دعم الاحتجاجات الشعبية بشكل واضح، حيث كانت توجهاتها أكثر تجاه الضغوط العسكرية والاقتصادية على النظام.
5. أولويات الإدارة الأمريكية:
رغم الحديث المستمر عن “التهديد الإيراني”، كانت أولويات إدارة ترامب في بعض الأحيان موجهة نحو قضايا أخرى مثل الصين، كوريا الشمالية، أو حتى الاقتصاد الأمريكي الداخلي. وبالتالي، كانت السياسات تجاه إيران جزئية، وأحيانًا لم تأخذ الشكل الذي يتوقعه البعض، حيث كان يتطلب الأمر توجيه سياسة أمريكية أكثر تركيزًا على الحصار التام أو التصعيد العسكري. على الرغم من التصريحات الحادة حول إيران من قبل مسؤولي إدارة ترامب، فإن الإجراءات العملية التي اتخذتها الإدارة كانت مركزة بشكل أكبر على الضغط الاقتصادي والسياسي من خلال العقوبات، مع الحد الأدنى من التدخل العسكري المباشر. وفي النهاية، كانت إدارة ترامب تسعى إلى ممارسة الضغط دون التورط في تصعيد شامل، وهو ما قد يفسر السبب في أن التهديدات والتصريحات لم تترجم دائمًا إلى إجراءات أكثر تطورًا ضد إيران.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: النظام الإیرانی إدارة ترامب
إقرأ أيضاً:
إدارة ترامب في مأزق بعد فضيحة تسريبات قصف الحوثيين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت حادثة إدراج صحفي بالخطأ في مجموعة محادثة سرية تناقش خطط ضربات عسكرية في اليمن عن أزمة سياسية وأمنية داخل الإدارة الأمريكية، ما أدى إلى تصاعد الجدل حول مدى كفاءة الفريق الأمني للرئيس دونالد ترامب.
الحادثة، التي وصفتها وسائل الإعلام الأمريكية بأنها "فضيحة أمنية غير مسبوقة"، وضعت مستشار الأمن القومي مايك والتز في دائرة الاتهام، وسط دعوات لاستقالته وتحقيقات مكثفة من قبل الكونغرس.
أبعاد الخطأ الأمني وتداعياته
الواقعة بدأت عندما تلقى الصحفي الأمريكي جيفري جولدبيرج، رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، رسائل نصية عبر تطبيق "سيجنال" من وزير الدفاع بيت هيجسيث، تضمنت تفاصيل خطط عسكرية لضرب أهداف حوثية في اليمن قبل بدء العمليات بساعتين فقط. أدى هذا الخطأ الفادح إلى حالة من الذعر داخل البيت الأبيض، حيث أُطلقت مراجعة عاجلة لكيفية إضافة رقم جولدبيرج إلى مجموعة محادثة مغلقة تضم كبار مسؤولي الأمن القومي.
ردود فعل البيت الأبيض
البيت الأبيض سارع إلى احتواء الموقف بإصدار بيان يؤكد مراجعة الحادثة، فيما شدد الرئيس ترامب على أنه غير مطلع على الواقعة. ومع ذلك، فإن الغضب داخل الإدارة كان واضحًا، حيث طالب مسؤولون كبار بإجراء تحقيق شامل، فيما تناقش بعضهم فكرة أن يستقيل والتز طوعًا لتجنب إحراج الرئيس.
استجوابات الكونغرس والتداعيات السياسية
سرعان ما التقط الكونغرس القضية، حيث وصفها مشرعون ديمقراطيون بأنها "خرق غير مقبول للأمن القومي". وقرر مجلسا الشيوخ والنواب استدعاء كبار المسؤولين، بمن فيهم مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد ومدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، للاستجواب حول تسريبات محتملة تتعلق بالأمن القومي.
صراع داخلي في إدارة ترامب
أثارت الحادثة انقسامات داخل الإدارة الأمريكية، حيث بدأ منتقدو والتز، الذين كانوا يشككون في ولائه لنهج "أمريكا أولًا"، بالمطالبة بإقالته. ومع تزايد الضغوط، أصبح مصيره يعتمد بشكل أساسي على موقف ترامب، الذي لم يحسم بعد ما إذا كان سيضحي به أو يحافظ عليه تحت وطأة الأزمة.
السيناريوهات المحتملة
إقالة والتز: إذا قرر ترامب تحميله المسؤولية، فقد يضطر والتز للاستقالة أو يواجه الإقالة، ما يؤدي إلى تغييرات في فريق الأمن القومي.
احتواء الأزمة دون إقالات: قد يقرر ترامب إبقاء والتز مع الاكتفاء بمحاسبة داخلية، خاصة إذا رأى أن الإقالة قد تضر بصورته السياسية.
تحقيقات مطولة وتأثيرات على الانتخابات: استمرار التحقيقات قد يوفر للديمقراطيين فرصة لمهاجمة إدارة ترامب، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية.
تعكس هذه الحادثة مدى هشاشة الأمن المعلوماتي داخل الإدارة الأمريكية، كما تسلط الضوء على مدى خطورة الأخطاء غير المقصودة في السياسة الخارجية، خاصة عندما تكون مرتبطة بعمليات عسكرية حساسة.