سياسيون وشخصيات اجتماعية بمأرب: المقاومة هي خيار الشعب اليمني منذ سقوط الدولة أمام رفض المليشيا الحوثية لكل مبادرات السلام
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
أكدت ندوة سياسية أقيمت اليوم بمدينة مأرب على خيار المقاومة الشعبية في ظل استمرار تعنت المليشيا الحوثية ورفضها لدعوات السلام. واعتبر المشاركون في الندوة التي أقامها المركز القومي للدراسات الاستراتيجية بعنوان " المقاومة الشعبية..
خيار شعب"، ان المقاومة الى جانب الجيش الوطني صمام أمان للمكتسبات والحفاظ على الجمهورية والهوية الوطنية.
واوضح نائب رئيس المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية رئيس المركز الدكتور عبدالحميد عامر أن الندوة تناقش في عدة محاور موضوع في غاية الأهمية يتعلق بحاضر ومستقبل اليمن، المتمثل بالتلاحم الشعبي والالتفاف حول المقاومة الشعبية جنباً الى جنب مع الجيش الوطني".
وأكد" أن توحيد مجالس المقاومة بالمحافظات واعلان المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية يهدف الى توحيد الصف والكلمة والموقف في مواجهة المليشيا الحوثية التي تسببت بتقويض الدولة وتدمير النظام السياسي".
وناقشت الندوة ثلاث أوراق عمل، الأولى تناولت المقاومة الشعبية نماذج صنعت التاريخ للدكتور يحيى الأحمدي استعرض فيها عدد من أبرز رموز حركات المقاومة والتحرر في مختلف مناطق العالم في التاريخ القديم والحديث"، معتبراً المقاومة حقاً من حقوق الشعوب لنيل كرامتها، وتحقيق حريتها"..
ودعا الدكتور الأحمدي المقاومة الشعبية في اليمن إلى الوحدة والتخلي عن الخلافات من أجل تحقيق أهدافها الوطنية، وكذا الاستعداد لأي تحد، وان تمتلك القدرة على الرد على أي اعتداء"، مشدداً على ضرورة أن تكون المقاومة منظمة وذات قيادة واضحة، وأن تضع استراتيجية واضحة للنضال".
فيما تناولت الورقة الثانية المقاومة بين الحاجة الوطنية والمحاذير السياسية قدمها الدكتور عمر ردمان أكد فيها أن المقاومة هي خيار الشعب اليمني منذ الوهلة الأولى لسقوط الدولة، وأن الحاجة الوطنية للمقاومة ضرورة ملحة أمام رفض المليشيا الحوثية لكل دعوات ومبادرات السلام وجهود الوسطاء الإقليميين والدوليين.
فيما تناولت الورقة الثالثة المقاومة الشعبية اليمنية عهد جديد قدم فيها المهندس انور الحميري سردا للمقاومة الشعبية اليمنية وانطلاقتها والحاجة الملحة إلى توحيد صفوفها في كيان جامع.
واعتبر الحميري في ورقته أن إعلان المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية شكل بارقة أمل وأعاد الروح المقاومة بغض النظر عن موقف البعض أو تردد اخرين مشيرا أن وجود كيان جامع على الواقع وليس مجرد فكرة يمثل انتصار كبير للمقاومة والمشروع الوطني.
وأثريت الندوة بمداخلات اكدت على أهمية المقاومة لما تمثله من رمزيه وتاريخ ونضال وتضحيات وحضور في اللحظة الفارقة، ما يتوجب ضرورة الالتفاف حولها والتمسك بها كطوق نجاة وسبيل لاستعادة الدولة.
حضر الندوة عدد من القيادات العسكرية والشخصيات الاجتماعية من مختلف المحافظات اليمنية.
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: للمقاومة الشعبیة المقاومة الشعبیة الملیشیا الحوثیة
إقرأ أيضاً:
اليمن يقود تحولًا استراتيجيًّا بحصار بحري يُخضِعُ “إسرائيل” ويضعها أمام خيار الاستسلام
عدنان الشامي
تتسارع الأحداث في المنطقة، لتتجلى معها حقيقة صراع قيمي يتجاوز الحدود، وفي هذا الإطار، يأتي الحصار البحري الذي فرضته القوات المسلحة اليمنية على العدوّ الإسرائيلي كتحَرّك إيماني أصيل ونصرةً لقضية الأُمَّــة المركزية. هذا التحَرّك، الذي يختزل موقفًا نابعًا من عمق الإيمان بالمبادئ وارتباطا لا ينفصم بقضايا الشرف، يستدعي تحليل أبعاده وتداعياته في ضوء التطورات الراهنة.
القرار اليمني بفرض الحصار على السفن التابعة أَو المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي ليس إلا إعلانا عن توجّـه إنساني ومبدئي يتجاوز الحواجز التقليدية، مبرزًا اليمن كصوت صارخ بالحق في قلب هذا الصراع المحتدم، وبل يتوجّـه برسالة تحذيرية إلى كافة القوى الإقليمية والعالمية. هي دعوة للانضمام إلى معركة أوسع ضد الظلم والاحتلال، دعوة تتجاوز المحاور التقليدية وتكشف هشاشة التحالفات القائمة. هذه الرسالة اليمنية، التي تتجاوز البحار، تضع دولًا كثيرة أمام استحقاق أخلاقي ومبدئي: إما أن تظل صامتة في ظل ممارسات الاحتلال، أَو أن تتحَرّك بدور فاعل في دعم القضية الفلسطينية. كي تتخذ مواقف فعلية تترجم على أرض الواقع، عبر الانخراط في معركة استراتيجية قائمة على الضغط السياسي والاقتصادي، بدلاً من الاكتفاء بالشعارات.
يمثل الحصار اليمني على السفن الإسرائيلية عنصرًا من حرب هجينة تستهدف شل حركة الاقتصاد البحري على العدوّ الإسرائيلي. وتعطيل قدراته على الاستيراد والتصدير. ومنذ عام كامل، أعلن العدوّ خسائره المتراكمة جراء هذا الحصار، حَيثُ تعرضت السفن المرتبطة بإسرائيل للاستهداف المتكرّر، وأصبحت عاجزة عن التحايل أَو التخفي تحت أسماء شركات أُخرى. فقد باتت القوات البحرية اليمنية تمتلك قدرات متقدمة لملاحقة هذه السفن وكشف هويتها مهما حاولت التنكر أَو التخفي، بل حتى لو كانت مغمورة تحت البحار. هذا التفوق الاستخباراتي واللوجستي يضاعف من الخسائر ويصعّب على العدوّ تأمين وارداته الحصار بهذا الأُسلُـوب يعكس استخداما بارعًا لأدوات متداخلة تهدف إلى إضعاف العدوّ دون الدخول في مواجهات مباشرة.
وبفضل هذا الحصار، تعرض العدوّ الإسرائيلي لخسائر متصاعدة منذ عام كامل. السفن المرتبطة بالكيان الصهيوني مُنعت من عبور البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي وحتى سيكون في البحر المتوسط، وأصبحت تواجه خطر الاستهداف المُستمرّ أينما وُجدت في مياه المنطقة. غير قادرة على التحَرّك بحرية، فكل مياه البحر الأحمر وبحر العرب والمحيط الهندي أصبحت مناطق ملغومة بالنيران اليمنية. هذا التقييد فرض ضغوطًا خانقة على إسرائيل، مما دفع شركات الشحن البحري إلى إعادة حساباتها، خشية المخاطرة بنقل بضائع عبر هذه المسارات الحيوية، ورفع كلفة تأمين وارداتها عبر البحار، ما يعزز الضغط على الكيان ويجعله عرضةً لخسائر فادحة متزايدة مع مرور الوقت.
استراتيجيًا، وضع اليمن بخطواته هذه حدًا لمغامرات العدوّ في البحر الأحمر وباب المندب، حَيثُ أغلق القائد القرآني هذه الممرات أمامهم وأشعل البحار بنيران الثورة والعدالة، ليمنعهم حتى من العبور بسلام. لم تكن هذه الخطوات متوقعة من طرف العدوّ، الذي فوجئ بالقدرة اليمنية على قلب موازين القوى والتحكم بمفاصل التجارة الدولية في تلك المناطق الاستر
يمثّل هذا الحصار خطوة استراتيجية لا تقتصر على الأبعاد العسكرية والاقتصادية، بل تهدف إلى إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة. الرسالة التي ينقلها اليمن بهذا الحصار تُدرك جيِّدًا حجم تأثيرها على الرأي العام العربي والإسلامي، مشجعةً على تعزيز موجة تضامن بين مختلف القوى المعادية للاحتلال.
وعلى المستوى الاقتصادي، فإن الحصار يعزز من ضغوطه على الاقتصاد الإسرائيلي. شركات الشحن بدأت تفكر ألف مرة قبل المخاطرة في إرسال بضائع عبر البحر الأحمر، خشية من الخسائر المتزايدة. هذا الحصار بدأ يؤثر بشكل ملموس على الحركة التجارية الإسرائيلية، مما يجبرها على التراجع في استراتيجياتها البحرية. اقتصاد إسرائيل، الذي يعتمد بشكل كبير على التجارة البحرية، يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة.
أما سياسيًّا، فإن هذا الحصار الذي تفرضه القوات اليمنية يضع إسرائيل في وضع محرج أمام العالم. إنها المرة الأولى التي تجد فيها إسرائيل نفسها محاصرة ليس فقط بالقوة العسكرية المباشرة، بل بأُسلُـوب مبتكر يعزلها عن طرقها الحيوية.
إن هذا الحصار يأتي استباقيًا قبل أن تتصاعد المواجهات الكبرى في المنطقة، ليضعف العدوّ في مراحل مبكرة ويعكس إرادَة قوية لتحدي هيمنة إسرائيل. فما كان للنظام الصهيوني أن يتوقع أن يأتي الهجوم عليه من مياه البحر، حَيثُ تحكم القوات اليمنية قبضتها على نقاط كانت تعتبرها مناطق مناعة استراتيجية. بهذا الأُسلُـوب، يعيد اليمن تعريف مفهوم الصراع في المنطقة، ويكسر هيمنة الاحتلال الإسرائيلي على مفاصل الاقتصاد الدولي، وستجبره على الخضوع.
ختامًا: اليمن يقود ثورة جديدة في قلب الصراع العربي الإسرائيلي.
ما يقوم به اليمن اليوم ليس مُجَـرّد عمل عسكري، بل هو إرادَة أُمَّـة قرّرت أن معركتها ضد إسرائيل ليست تقليدية. إنها معركة الحق في مواجهة الباطل، معركة الحرية في وجه الهيمنة، معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس.
الحصار البحري الذي يفرضه اليمن ليس مُجَـرّد إجراء عسكري، بل رسالة قوية للعالم: أن الحق لا يُنتزع إلا بالإرادَة الثابتة والعزيمة الصادقة. إنها رسالة تثبت أن إرادَة الشعوب الحُرة تستطيع كسر طغيان المستبدين وتغيير موازين القوى لصالح العدالة والحرية وتضع العدوّ الإسرائيلي أمام خيارين لا ثالث لهما: الموت أَو العودة إلى مواطنه الأصلية.
إنها لحظة تاريخية تنطلق من اليمن لتضع إسرائيل أمام تحديات جديدة، تقرب الأُمَّــة من الحلم بتحقيق الحرية والاستقلال الكامل لأرض فلسطين ولكل المنطقة العربية.