حكاية عمارة كوتسيكا في الإسكندرية.. أنشأها «ملك السبرتو»
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
تذخر الإسكندرية بالمئات من العمارات التراثية والتي تحمل عبق الماضى وحكايات الجاليات الأجنبية التي عاشت في عروس البحر الأبيض المتوسط، وتركوا بصمات لهم تذكِّر الأجيال بتاريخهم وفخرهم أنهم عاشوا هنا ومن هؤلاء كوتسيكا اليوناني، والذي حصل على لقب «ملك السبرتو» في مصر ومؤسس مستشفى جمال عبد الناصر، أحد أكبر مستشفيات التأمين الصحي حالياً بالإسكندرية، فما هي حكاية كوتسيكا أو «كوزيكا»، وعمارته التي تزين ميدان المنشية بوسط الإسكندرية؟
حكاية كوتسيكا «ملك السبرتو»يروى محمد السيد، مسؤول الوعي الأثري بإدارة آثار الإسكندرية، لـ«الوطن»، إن عمارة كوتسيكا تم بناؤها عام 1928 على يد المهندس الفرنسي جون فالتير، ولكنها معلومة غير مؤكدة، وصاحبها هو ثيوخارى أو تيودور كوتسيكا من مواليد كاريستوس في اليونان عام 1857، وجاء إلى الإسكندرية وهو لم يتجاوز العشرين من عمره، وأقام في بيت عمة يؤانس أو يانى كما أطلق عليه أهل الإسكندرية وزوجته ألكساندرا في حى كوكينيا أو الحى الأحمر وهو حي الإبراهيمية حالياً.
ويشير مسؤول الوعى الأثري إلى أن عم كوتسيكا كان يعمل في الميناء، ويمتلك عددا من المراكب وتوسط له للعمل في الميناء أثناء ضرب الأسطول الإنجليزي لشواطئ الإسكندرية ثم عاد عمه وزوجته إلى اليونان، فاستخدم كوتسيكا القوارب المملوكة لعمه لنقل الجاليات الأجنبية إلى البواخر التي كانت ترسو في البحر المتوسط لنقل هذه الجاليات فصنع ثروة بسيطة، وانتقل إلى القاهرة، وأنشأ مصنعا في منطقة طرة بالمعادي في المكان المعروف باسمه حتى الآن عام 1892 وكان متخصصاً في صناعة الكحول ثم أنشأ مصنع أكبر وزوده بخطوط لإنتاج النشا والجلوكوز وسميت محطة مترو بالقرب من حلوان باسمه.
ويضيف محمد السيد أن بعد استقرار الأوضاع في الإسكندرية عاد كوتسيكا وافتتح مصنعا آخر للسبرتو في الإسكندرية وأثناء العمل في مصنع الإسكندرية انفجرت غلاية في أحد العمال بالمصنع وتوفي قبل وصول المسعفين، ما دفعه للتبرع بأول سيارة إسعاف استوردها من فرنسا عام 1916.
كما أنشأ كوتسيكا المستشفى اليونانى في الإسكندرية والمعروف حالياً باسم مستشفى جمال عبد الناصر، حيث بدأ بناؤه عام 1930 وافتتحه عام 1938 ويحتوي مدخل المستشفى على تمثال نصفي له وآخر لزوجته كيلي وكان المهندس الفرنسي جون فالتير هو المسؤول عن بناؤه، كما توضح اللوحة التأسيسية للمستشفى.
كوتسيكا له قصة شهيرة مع رئيس الوزراء الراحل مصطفى باشا النحاس، عندما أراد شراء سيارات باكار تخصص لمجلس الوزراء المصري، وكان كوتسيكا يملك سيارة من نفس الطراز فطلب منه شراءها، وأصبح كوتسيكا أحد أغنياء الإسكندرية، حيث قدرت ثروته بأربعة ملايين جنيه وكان عضواً في الغرفة التجارية بالإسكندرية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: عمارة تراث الإسكندرية الوعى الأثري فی الإسکندریة
إقرأ أيضاً:
بعد حضوره زفافها.. حكاية موقف مؤثر جمع الرئيس السيسي وابنة الشهيد مهران
في لفتة إنسانية ليست الأولى، لبى الرئيس عبد الفتاح السيسي، دعوة كريمة الشهيد عميد شرطة مالك مهران الذي استشهد في محافظة بني سويف عام 2013 لحضور عقد قرانها.
جاءت هذه اللفتة عرفانا وتقديرا لشهداء الوطن من القوات المسحلة والشرطة في الحفاظ على وحدة وسلامة الوطن، إلا أنها ليست الأولى، حيث سبق وكرم الرئيس كريمة الشهيد وشقيقها قبل 7 أعوام.
دعم الرئيس لأسرة الشهيدكان الطالب مصطفى مالك نجل العميد شهيد شرطة مالك مهران إمام الذي استشهد خلال تأمين ادارة مرور بني سويف في عام 2013 من بين طلاب الدفعة 2018 بكلية الشرطة.
رغم قبوله في كلية الصيدلة، إلا أن مصطفى اختار كلية الشرطة وذلك بعدما اتصل به المسؤولون بكلية الشرطة، وأبلغوه أنه تم قبوله ضمن الدفعة الجديدة، حيث تحدث عن هذه اللحظة قائلا: "والدي استشهد 2013 كنت في ثانوية عامة وحصلت على 96% وقدمت في الكلية اللي بحبها صيدلة وفي الكلية اللي هاخد بيها حق كل شهيد".
وخلال حفل قبول دفعته عام 2018، حضر الرئيس السيسي هذا الحفل وألقت شقيقة مصطفى، مي مهران، كلمة مؤثرة أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي، حيث كان يقف أخيها في طابور العرض.
وقال مصطفى في تصريحات عقب الحفل: "أنا كنت فخور بأختي مي وكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي زادتني فخرا بأنني أنتمى لدولة لا تنسي شهدائها".
وعن استدعاء الرئيس عبدالفتاح السيسي للطالب من طابور العرض للوقوف بجانب شقيقته، وإلقائه الكلمة من المنصة قال: "إحنا عملنا بروفات على الكلمة اللي هقولها لكن أنا بإحساسي بالموقف قلت كلام وغيرت في الكلام لأن أحساس أن الدولة مش ناسية والدي كان إحساس عظيم ولا يقدر بثمن".
واختتم قائلا: "أنا عاوز أقول لوالدي أنا كنت النهارده في قمة سعادتي وهكمل مسيرتك وأنا موجود في جهاز الشرطة عشان حق كل شهيد وطابور الشهداء مكمل مش هيخلص يا رب نولنا الشهادة".
استشهاد العميد مالك مروانفى صباح الرابع عشر من أغسطس من عام 2013، شهدت محافظة بنى سويف العديد من أحداث العنف والتخريب التى قامت بها الجماعة الإرهابية فى كافة مدن المحافظة والتى كانت تسعى من خلالها إلى تدمير المنشآت العامة وأثارت الفوضى.
وقبل ذلك اليوم بيومن فقط انتقل العقيد مالك مهران ابن محافظة الغربية من إدارة مرور مرسى مطروح إلى إدارة مرور بنى سويف بعد ترقيته مديراً لإدارة مرو محافظة بنى سويف.
وفى اول أيام عمله أمام ديوان عام محافظة بنى سويف، تعرض مبنى المحافظة لاعتداء من قبل الجماعة الإرهابية كغيره من المنشآت الحيوية بالمحافظة، وتعرض العميد مالك مهران لاعتداء من قبل الجماعة الإرهابية نقل على إثرها إلى مستشفى بنى سويف العام وبعدها نقل إلى مستشفى المعادى إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى.
وأكد شهود العيان وقت الحادث أن العميد مالك مهران كان يبدأ عمله فى ذلك اليوم فى تأمين ديوان عام محافظة بنى سويف وخاصة فى أول أيام عمل المحافظ المستشار مجدى البتيتى، واثناء اعتداءات الجماعة الإرهابية، قام أحد الجماعة الإرهابية بضربه من الخلف باله حادة على رأسه سقط على إثرها على الأرض.