قمة IAAPA الشرق الأوسط 2025 تختتم أعمالها بالرياض مستعرضةً تطورات الترفيه وفرص الاستثمار
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
اختتمت اليوم، في مسرح محمد العلي بمنطقة “بوليفارد سيتي” فعاليات قمة IAAPA الشرق الأوسط 2025، التي أقيمت للمرة الثانية في المملكة، بالتعاون بين المنظمة الدولية لمدن الملاهي والوجهات الترفيهية (IAAPA) و”موسم الرياض”، وجمعت قادة وخبراء صناعة الترفيه لمناقشة أحدث الاتجاهات والتطورات في القطاع.
وشهد اليوم الثاني من القمة جلسات حوارية ركزت على استكشاف الفرص الاستثمارية، وتطوير المشاريع الترفيهية، وإعادة صياغة التجارب في الوجهات الترفيهية، إضافة إلى تأثير التقنية في تحسين تجربة الزوار وتعزيز العمليات التشغيلية في القطاع.
وافتتحت جلسات اليوم الثاني بجلسة “الابتكار والاستثمار: استكشاف المشاريع القادمة والمبادرات الحكومية الممولة”، حيث ناقش مدير قطاع الترفيه في وزارة الاستثمار ماجد العيد، دور الاستثمارات الحكومية في دعم مشاريع الترفيه، مشيرًا إلى أن التعاون بين القطاعين العام والخاص يعد عنصرًا أساسيًا في تحقيق النمو المستدام .
أخبار قد تهمك افتتاح مكتب صادرات قطر في الرياض لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية 20 فبراير 2025 - 1:27 صباحًا نائب وزير البيئة يتوّج الفائزين في “هاكاثون المياه” لدعم الابتكار في استدامة الموارد 19 فبراير 2025 - 4:02 صباحًاوأوضح أن المملكة أتاحت للشركات الأجنبية فرصة تسجيل أعمالها والحصول على التراخيص لمزاولة النشاط في قطاع الترفيه دون الحاجة إلى شريك محلي، مما يعزز من جاذبية السوق السعودي للاستثمارات العالمية، مشيرًا إلى أن قطاع الترفيه يشهد نموًا سريعًا، حيث يتم إتاحة نحو 150 ألف وظيفة جديدة في هذا المجال، مع استمرار التعاون بين الشركات المحلية والعالمية لإنشاء أكاديميات متخصصة في تطوير مهارات العاملين؛ بهدف تأهيل كوادر قادرة على قيادة الصناعة نحو مستقبل أكثر ازدهارًا.
من جانبها، أكدت الرئيس التنفيذي لشركة The Happiness Factory نورة العقيل، أن التسهيلات التشريعية والتمكين الذي يحظى به القطاع أسهم في نمو الأعمال وتقديم تجارب ترفيهية متميزة للزوار، مشيرةً إلى أن الدعم الحكومي المتواصل يفتح آفاقًا جديدة للمستثمرين، ويوفر فرصًا واعدة للنمو.
وفي السياق ذاته، أشار سفين فيرستيج، الشريك الإداري في ParkProfs ، إلى أن المملكة تمتلك مقومات استثنائية تجعلها واحدة من أسرع الأسواق نموًا في قطاع الترفيه بتوافر القوى العاملة المؤهلة، والمناخ الاستثماري المحفز الذي تدعمه رؤية المملكة 2030.
وفي جلسة “تكييف الثقافة في وجهات الترفيه العالمية”، استعرض الأستاذ المساعد في الإعلام والسياحة بجامعة زايد ويليام مكارثي، تطور مفهوم التكييف الثقافي في مشاريع الترفيه العالمية، متطرقًا إلى تحديات تصميم الوجهات الترفيهية التي تستهدف جمهورًا متنوعًا، مؤكدًا أن تكييف المحتوى الترفيهي ليتناسب مع العادات والتقاليد المحلية يسهم في تعزيز الاندماج الثقافي ويجعل التجربة أكثر قربًا للزوار، وهو ما أثبت نجاحه في مدن الملاهي العالمية مثل ديزني ويونيفرسال.
وتناولت جلسة “من الفعاليات إلى الوجهات: صياغة تجارب ملهمة ومستدامة” التي قدمتها رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب في Balich Wonder Studio KSA ستيفانيا غاريبالدي، كيفية تحويل الفعاليات المؤقتة إلى معالم ترفيهية مستدامة، مشيرةً إلى أن التفاعل العاطفي مع الجمهور هو مفتاح نجاح أي مشروع ترفيهي طويل الأمد. وأوضحت أن دمج السرد القصصي والتقنيات الحديثة يخلق تجارب ترفيهية تبقى خالدة في ذاكرة الزوار.
وفي جلسة “التقنيات الرقمية المتقدمة ومستقبل تجربة الزوار”، تطرقت الرئيس التنفيذي لشركة Illumix كيرين سينها، إلى التأثير المتزايد للذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في صناعة الترفيه، موضحةً أن التحول الرقمي أصبح ضرورة لضمان تفاعل أعمق وأكثر تخصيصًا للزوار، مؤكدة أن التقنيات الناشئة، مثل التحليل الذكي للبيانات وتطبيقات الواقع الافتراضي، توفر إمكانيات هائلة لتطوير التجربة الترفيهية.
واختتمت القمة بجلسة “إتقان العمليات التشغيلية في الشرق الأوسط”، التي ناقش خلالها الرئيس التنفيذي لشركة العثيم للترفيه محمد عطية، والرئيس التنفيذي لمجموعة بآن القابضة فهد العبيلان، إستراتيجيات التكيف مع المتغيرات في السوق الإقليمي، وأهمية إدارة التكاليف وتحقيق التوازن بين الابتكار والعائد الاستثماري.
وأكد المشاركون أن النجاح في هذا المجال يعتمد على تطوير نماذج تشغيلية مرنة تأخذ في الاعتبار خصوصية السوق المحلي.
وعلى هامش القمة، شهد المعرض المصاحب ضم نخبة من أبرز الشركات العالمية، حيث استعرضت وسط إقبال كبير، جهات بارزة، ما منح الحضور فرصة استكشاف الابتكارات الجديدة والتواصل مع أبرز اللاعبين في القطاع.
كما تضمن المعرض عروضًا تفاعلية حية وتجارب رقمية مميزة، جذبت انتباه المستثمرين والمتخصصين في قطاع الترفيه.
وحقق جناح مبادرة “صناع السعادة”، التي أطلقتها الهيئة العامة للترفيه (GEA) لتعزيز رأس المال البشري في قطاع الترفيه، إقبالًا كبيرًا من الزوار.
ومع اختتام القمة، أشاد المشاركون بأهمية الحدث كونه منصة لتعزيز الشراكات وتبادل الخبرات، مؤكدين أن المملكة، بفضل دعمها المتواصل للقطاع الترفيهي، تواصل تعزيز مكانتها بصفتها وجهة عالمية للترفيه، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030، مؤكدين أهمية مثل هذه الفعاليات لتعزيز التواصل بين الخبراء في القطاع، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في المشاريع الترفيهية المستقبلية.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: رؤية المملكة 2030 قمة IAAPA الشرق الأوسط 2025 موسم الرياض فی قطاع الترفیه فی القطاع إلى أن
إقرأ أيضاً:
غزة بين أنياب الجغرافيا والمصالح: حربُ الإبادة لُعبة “نتنياهو” و”ترامب” في معركة الشرق الأوسط الجديد
يمانيون../
لم تكن فلسطين يومًا سوى قلب جريح في خارطة الصراع الكبرى، إلا أن ما يشهده قطاع غزة اليوم من حرب إبادة جماعيةٍ يخرج عن حدود المألوف، في ظل تداخل معقد بين الهروب السياسي الداخلي لقادة الكيان، والترتيبات الأمريكية، مع تقاطع أجندات إقليمية ودولية لا مكان فيها للدم الفلسطيني؛ سوى أنه وقود لمعادلات النفوذ.
حرب الإبادة الجماعية هذه ليست مُجَـرّد عدوان عسكري، بل هي مشهد معقد تتحكم به خيوط السياسة العمياء التي نسجتها “تل أبيب وواشنطن” وعواصم إقليمية أُخرى، والتي تتجاهل التدبير والعدل الإلهي الذي يتفوق على كُـلّ مخطّط وظلم، فغزة ورغم احتضارها تحت وطأة القصف والحصار؛ تذكر العالم أجمع بأن العدالة لن تسقط أبدًا.
نتنياهو بين الملاحقة والدم: الهروب الكبير عبر غزة
في الداخل الإسرائيلي، يقف مجرم الحرب “نتنياهو” في زاوية حرجة، يطارده شبح المحاكمات بتهم الفساد والاختلاس وخيانة الثقة، فيما تتفاقم حدة الانقسام السياسي بين أقطاب اليمين الصهيوني المتطرف والعلمانيين.
حيث يرى كثير من المراقبين أن الحرب على غزة باتت أدَاة ناجعة بيد “نتنياهو” وبدعمٍ من “ترامب” للهروب من ورطته الداخلية، وتوحيد الرأي العام الإسرائيلي خلفه، مستغلًا مشاعر الخوف والتطرف، ويفتح عبر الدم الفلسطيني نافذة نجاة من أسوار السجن المحتملة.
لقد دأب “نتنياهو” تاريخيًّا على تصدير أزماته إلى الخارج، مستثمرًا في الحروب على غزة كرافعةٍ سياسية، لكنها هذه المرة تأتي في ظل صراع داخلي أكثر شراسة بين أحزاب اليمين ذاته، بين من يدفع نحو تصعيد مستدام ومن يرى في المفاوضات والتهدئة ورقة لتحقيق مكاسب انتخابية.
الظل الأمريكي: واشنطن تعيد رسم الخرائط بالنار
الولايات المتحدة الأمريكية ليست بعيدة عن هذا المشهد الدموي؛ فإدارة “ترامب” تجد نفسها أمام مفترق طرق بين الحفاظ على تفوق “إسرائيل” الإقليمي، وبين استرضاء حلفاءها في العالم العربي والإسلامي ضمن سياق إعادة ترتيب التحالفات بعد تراجع الدور الأمريكي في بعض مناطق العالم.
الحرب على غزة تمنح “واشنطن” فرصة لإعادة توجيه دفة المنطقة، من خلال تصعيد يبرّر المزيد من التدخل العسكري، ويُعيد تثبيت “إسرائيل” كعنصر حاسم في معادلات الشرق الأوسط، ويرجح كفة الدور الأمريكي وضرورته في خفض هذا التصعيد وتوجّـهات السياسة الأمريكية في إعادة ترتيب الأوليات في المنطقة.
كما أن مِلف التطبيع الإسرائيلي مع بعض الأنظمة العربية، والذي تعثر في الشهور الماضية، يجد في هذه الحرب أرضية جديدة لإعادة إحياء مشروعات “السلام” الأمريكي المزعوم، ولو على حساب تدمير غزة بالكامل، ولو على حساب الدم الفلسطيني المسفوك في شوارعها.
ولأن هذا الدم ليس مُجَـرّد ضحية لصراعٍ محلي، بل هو جزء من لعبةٍ جيوسياسية أكبر، فهناك دول وقوى تراقب عن كثب مسار الحرب، وتحاول دفع المشهد بكل الطرق والوسائل لتحقيق مكاسب ميدانية لصالح فصائل الجهاد والمقاومة والشعب الفلسطيني ككل، بالمقابل، تجد دول أُخرى في هذه الحرب مناسبة لتعزيز أوراق التفاوض والتحالف مع “واشنطن وتل أبيب”، بينما تبقى بعض العواصم العربية في موقع المتفرج أَو بالأصح المتواطئ من تحت الطاولة.
الرواية الصهيونية.. صناعة العدوّ واستثمار الدم:
في جوهر هذه الحرب، يتكرس مفهوم صناعة العدوّ، حَيثُ تُختزل غزة في خطاب المؤسّسة الأمنية الإسرائيلية ككيان مهدّد للوجود الصهيوني، رغم فارق القوة الهائل، وتسويق هذا العدوّ يخدم مصالح منظومة الحكم في الكيان الصهيوني داخليًّا وخارجيًّا، مع تحول سكان القطاع إلى ورقة مساومةٍ دمويةٍ في يد اللاعبين الدوليين والإقليميين.
اللافت أن حجم التدمير والقتل الممنهج يعكس استراتيجية واضحة لإخراج غزة من المشهد السياسي والجغرافي، وتحويلها إلى نموذجٍ مدمّـر لكل من يفكر في تحدي التفوق العسكري الإسرائيلي، أَو يخرج عن بيت الطاعة الأمريكية.
ما يحدث في غزة، هو انعكاس لمعادلاتٍ معقدة يتحكم بها ساسة يبحثون عن المصالح والمطامح على حساب الأبرياء، فغزة اليوم تُحرق تحت أقدام حسابات “تل أبيب وواشنطن” والعواصم الإقليمية والمنظمات الأممية المتواطئة، في معادلةٍ لم تعد ترى في الفلسطيني سوى ضحيةٍ دائمة.
غير أن التاريخ لطالما أثبت أن الدم لا يكتب إلا رواية الثبات والصمود، وغزة وأهلها ومقاومتها، رغم الكارثة، تبقى شوكةً في حلق هذه التحالفات، وجرحًا مفتوحًا يعري صفقات السلاح والدم في سوق السياسة العالمية، ويفضح صفقات التطبيع والعار في سوق النخاسة والخيانة العربية والإقليمية.
المسيرة | عبد القوي السباعي