إرهابيون من 50 دولة على حدوده.. والملف مسؤولية دولية.. العراق يطالب دول العالم بسحب رعاياها من «الهول»
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
البلاد- بغداد
طالب العراق دول العالم بسحب رعاياها المنتمين لداعش وأسرهم من مخيم “الهول”، وإعادتهم إلى أوطانهم؛ وذلك لتجنب مخاطر جسيمة جراء تجمع عشرات الآلاف من مناصري التنظيم الإرهابي في المخيم.
ودعا الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، صباح النعمان، أمس (الأربعاء) دول العالم، التي لديها أُسر من ذوي عناصر تنظيم داعش الإرهابي إلى سحبها من مخيم الهول في سوريا، وإعادتها إلى بلدانها، على غرار ما يفعله العراق.
وقال النعمان:” إن هناك متابعة من جهات متخصصة لملف مخيم الهول، الذي يضم عائلات وإرهابيين عراقيين، بالإضافة إلى جنسيات أخرى من 50 دولة؛ لذا فإن هذا الملف مسؤولية دولية- وليست عراقية فقط”.
وأضاف :” إن العراق معني بهذا الملف الدولي لقربه من الحدود العراقية؛ لذا دائمًا ما تتم مناشدة الأمم المتحدة والجهات المعنية، والدول التي لديها إرهابيون أو أُسر من جنسياتها بأخذ دورهم، وسحب تلك العوائل- كما يفعل العراق”، مبينًا أن “العراق قطع شوطًا كبيرًا في هذا الملف”.
وأضاف الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، أن “الحكومة العراقية ممثلة في وزارة الهجرة والمهجرين ومستشارية الأمن القومي والجهات ذات العلاقة، أعدت خططًا وبرامج لعودة الأسر العراقية؛ تشتمل على برامج تثقيفية وإرشادية لإعادة دمج هذه الأسر، بينما سيجري تسليم الإرهابيين إلى القضاء العراقي”.
ويسعى العراق إلى إغلاق مخيم الهول في سوريا، الذي يضم عشرات الآلاف من زوجات وأبناء مسلحي داعش ومناصرين للتنظيم الإرهابي؛ بهدف الحد من المخاطر الأمنية على الحدود السورية.
ويعد مخيم الهول، الواقع جنوب مدينة الحسكة السورية، مركزًا لتجمع عائلات التنظيم، وهو تحت سيطرة وإدارة قوات سوريا الديمقراطية.
وتسلم العراق في 9 فبراير الجاري دفعة جديدة من أُسر تنظيم داعش، تضم 155 أسرة مكونة من 569 شخصًا، من مخيم الهول، ووفقًا لإدارة المخيم، فإن هذه الدفعة هي الرابعة خلال عام 2025 والـ 21 منذ بدء عمليات إخراج العراقيين من المخيم بالتنسيق مع الحكومة العراقية.
ويظل مخيم الهول مصدر قلق كبيرًا للعراق؛ حيث يأوي أعدادًا كبيرة من عناصر داعش وذويهم من مختلف الجنسيات، وسط رفض العديد من الدول استقبال رعاياها، وسبق لمستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، وصف المخيم بـ “القنبلة الموقوتة”.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: مخیم الهول
إقرأ أيضاً:
داعش بين التراجع وإعادة التفعيل.. كيف يُوظَّف الإرهاب في المشهد السياسي العراقي؟ - عاجل
بغداد اليوم - بغداد
رغم مرور سنوات على إعلان هزيمة تنظيم داعش، لا تزال تحركاته تُشكل مصدر قلق للمؤسسة الأمنية العراقية. التصعيد الأخير في بعض المناطق دفع بالمختصين إلى التحذير من سيناريو إعادة تفعيل التنظيم، حيث قد تلجأ أطراف داخلية وخارجية إلى استخدام الإرهاب كورقة ضغط سياسي.
المختص في الشؤون الأمنية، اللواء المتقاعد صفاء الأعسم، يرى أن داعش لم يختفِ تمامًا من العراق، بل تراجع بفعل الضربات العسكرية، لكنه لا يزال قادرًا على استغلال أي فراغ أمني أو اضطرابات سياسية لإعادة نشاطه.
ويقول الأعسم، في حديثه لـ"بغداد اليوم"، السبت (22 آذار 2025)، إن "تنظيم داعش لم ينتهِ في العراق، لكنه تراجع بشكل كبير، ومع ذلك، فإن العمليات العسكرية النوعية، الجوية والبرية، لا تزال مستمرة ضد بقاياه". ويضيف أن "زيادة نشاطه في بعض المناطق قد يكون نتيجة عوامل داخلية وخارجية تدفع نحو تحريكه".
عوامل تحريك التنظيم وخطورة الاسترخاء الأمني
يحذر الأعسم من أن بعض الأطراف، سواء داخل العراق أو خارجه، قد تستخدم ورقة الإرهاب لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، وهو ما حدث سابقًا وقد يتكرر إذا ما تضررت مصالح هذه الأطراف.
يؤكد الأعسم على ضرورة البقاء في حالة يقظة أمنية وعدم التراخي في قواطع العمليات العسكرية، مشددًا على أن "التنظيم لم ينتهِ حتى يُقال إنه قد يعود مجددًا، فهو موجود بالفعل، لكنه في حالة خمول نسبي، ودائمًا ما يستغل الظروف التي يمر بها العراق أو المنطقة لتفعيل نشاطاته الإرهابية".
ويضيف أن "القوات الأمنية والعسكرية العراقية تبقى على أهبة الاستعداد والجهوزية، لأن تجربة السنوات الماضية أثبتت أن أي استرخاء أمني قد يمنح التنظيم فرصة جديدة للظهور والتوسع".
استراتيجيات المواجهة والتحديات المستقبلية
في ظل هذه التحذيرات، يستمر الضغط العسكري على التنظيم من خلال عمليات استباقية تشمل الغارات الجوية، والمداهمات البرية، والاستخبارات الميدانية، إلا أن ذلك وحده لا يكفي، وفق ما يراه خبراء الأمن.
الأعسم يشدد على أن الاستقرار الأمني الحالي لا يعني زوال التهديد، بل يجب أن تكون هناك استراتيجيات مستدامة تشمل تعزيز التعاون الأمني والاستخباري، وتجفيف مصادر تمويل التنظيم، ومواجهة الفكر المتطرف الذي قد يوفر له بيئة حاضنة في بعض المناطق.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الخطر لم يُمحَ تمامًا، وإنما هو كامِن بانتظار ظروف ملائمة ليعود بقوة، وهو ما يجعل العراق أمام تحدٍّ مستمر يتطلب نهجًا أمنيًا وسياسيًا متكاملاً لمنع إعادة تدوير الجماعات المسلحة، سواء لأهداف داخلية أو ضمن أجندات إقليمية أوسع.