جريدة الوطن:
2024-12-27@07:36:35 GMT

رحاب : افتح عقلك وقلبك لعطاء الله

تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT

رحاب : افتح عقلك وقلبك لعطاء الله

صار الشاب علي معروفًا في منطقته الريفية ليس لنجاحه وهو في العشرينيات من عمره كتاجر ماشية بين مسقط وصلالة فحسب؛ بل كرجل شهم يسارع في عمل الخير وينفق من ماله وجهده ووقته ويسخر شاحنته الصغيرة لخدمة المحتاجين. أصبح اسمه على كل لسان، وعرف كشخص محظوظ وكريم، وحظي بتقدير يغبطه عليه أقرانه.
كان بسيطًا وعفويًا ويعتبر النجاح متاحًا للجميع وينظر إلى الحياة كمجال للحب والعطاء والثراء، فالبرغم من أنه لم ينل حظًّا كبيرًا من التعليم النظامي فإنه أقبل على الحياة بكل جوارحه وحواسه وقلبه وعقله فتعلم من التجارب ولاحظ بشغف كيف صار البعض في بيئته أغنياء وناجحين ولماذا بقي بعضهم فقراء معوزين؟.

أدرك بحسه وذكائه الفطري أن أفكار الناس هي التي تصنع الفرق في مواقفهم من الحياة وبالتالي فهي التي تقودهم إلى النتائج.
استمر الشاب علي في مشوار نجاحه واستطاع أن يحقق تقدّمًا ماليًا مكنه من تغيير ظروف أسرته إلى الأفضل، ألحق بعضًا من إخوانه بالتعليم الجامعي، وساهم في مساعدة أسرته على تغيير أوضاعها نحو الأفضل. بدأت أسرته تعيش ازدهارا، وأصبح حديث المنطقة، وظن أهله أنهم قالوا وداعًا للأيام الصعبة، لكن للقدر حكمة ولله في شؤون عباده تسيير وتدبير لا يعلمه كثير من الناس. فجأة تعرض لحادث سير أقعده عن قيادة السيارات لفترة طويلة، فصار لا يستطيع أن يتحرك بنفس القدر من الحرية. اعتقد علي أن الحادث عارض وينتهي، وأنه سوف يعود بأسرع وقت ممكن إلى نشاطه وحيويته، واعتبر ذلك درسًا يلفت نظره إلى تقصيره هنا أو هناك في حياته، فهو مؤمن بالفطرة، ويحسن الظن بالله ويشكر الله على قضائه وقدره، وهكذا استمر محتسبًا، لم تنقض آثار الحادث.
قال الأطباء كلمتهم، ولم يقو على استئناف نشاطه المألوف.
لكن طموحه المتقد كان يصرخ في أعماقه بكل إيمان وثقة فيخاطب نفسه قائلًا: لا. لم ينته كل شيء، ثمة أشياء أفضل تنتظرني!.أخذ علي يفكر بالبدائل ويستعرض في عقله قائمة من الممكنات، لا بد أن يعمل، لا بد أن يستأنف نشاطه التجاري في مجال يستطيعه، إن الحياة التي يعيشها ليست مرتبطة بالشاحنة الصغيرة والنجاح ليس حكرًا على قدرته على قيادة المركبات، فهو لم يخرج من بطن أمه لكي يكون سائق شاحنة فحسب، ولم يوكل الله رزقه ويقيده ببيع الماشية بين مسقط وصلالة، فلا يزال يستطيع أن يفكر، ويمكنه أن يبدع وبوسعه أن يخلق بدائل تكون مصدرا للعمل الحر الشريف.
فرص كثيرة لا تعد ولا تحصى، وبيئة معطاءة حافلة بالخير، وسوق يلتهم أشياء كثيرة، إذن هذا هو مجاله، فكن عليًّا يا علي.
أخيرًا بدأ يتماثل للشفاء وعلم من تجربته أن الناس لكي يحققوا النجاح لا بد أن يمروا أحيانًا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات. ذهب إلى سوق الغنم، واشتري بكل ما بقي لديه من مال قطيعًا من الماعز، ونقله إلى منطقة سكنه في الجبل، انطلق في مشروعه الجديد بنفس حماسه السابق، أعطى له وقته وجهده، وشرع يبيع ويشتري فأقبل الناس عليه يشترون منه ويبيعون له، تكاثر الغنم حتى صار عددها أضعاف العدد الذي اشتراه، أقبلت عليه الفرص مرة أخرى، لأنه فتح نافذة عقله وقلبه لعطاء الله.

د. أحمد بن علي المعشني
رئيس أكاديمية النجاح للتنمية البشرية

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

هل حفظ القرآن الكريم للحصول على مكافآت مالية حرام؟.. أمين الفتوى يرد

أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء، أن حفظ القرآن الكريم يُعد من أعظم العبادات التي تقرّب الإنسان إلى الله، موضحًا أن المكافآت والهدايا التي تُمنح للحافظين هي أمر مشروع ولا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.

وأشار الشيخ كمال خلال استضافته في برنامج "فتاوى الناس"، المذاع عبر قناة "الناس"، إلى أن هذه الهدايا تُعتبر وسيلة للتشجيع على مواصلة الحفظ والتدبر في كتاب الله، مؤكدًا أن النية يجب أن تكون خالصة لله تعالى. 

وأضاف أن هذه المكافآت ليست بمثابة مقابل مادي للحفظ، وإنما تعبير عن الاحتفال بنعمة التوفيق إلى الحفظ.

وشدد على أهمية المشاركة في برامج التلاوة مثل برنامج "مع التلاوة" الذي يُعرض يوميًا على قناة "الناس"، مؤكدا دوره في تحسين نطق الآيات والمراجعة المستمرة لما تم حفظه، مما يعزز من ارتباط الحافظ بكتاب الله.

وفي نصيحته للشباب والفتيات المهتمين بحفظ القرآن؛ حثهم الشيخ على الاستمرار في هذا الطريق المبارك، مؤكدًا أن قبول المكافآت يُعد تعبيرًا عن شكر النعمة، وأن الله يكافئهم على نواياهم وأعمالهم.

مقالات مشابهة

  • مع كثرة الشيوخ والفتاوى.. من نتبع؟ ومن نسمع؟
  • داعية إسلامي: سيدنا النبي كان لا يذم أحدا أبد (فيديو)
  • الرواق فى القبائل المصرية
  • من نتبع ونسمع من العلماء في الدين؟ علي جمعة يرشد الغافلين
  • هل حفظ القرآن الكريم للحصول على مكافآت مالية حرام؟.. أمين الفتوى يرد
  • حكم الستر على العصاة.. الإفتاء تجيب
  • أدعية للأبناء لطلب النجاح والتوفيق في حياتهم
  • البُوصلة الإيمانية فيها طريقان لا ثالث لهما
  • الحياة لمن عاشها بعقل.. خمسٌ تؤدي إلى خمسٍ
  • كيفية تمجيد الله والثناء عليه .. علي جمعة يوضح