خبير اقتصادي يكشف المكاسب من القمة المصرية الإسبانية
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
قال الدكتور أشرف غراب, الخبير الاقتصادي, نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى العاصمة الإسبانية مدريد، لعقد قمة ثنائية مع ملك إسبانيا ورئيس الوزراء الإسباني, إضافه للقائه مع ممثلي بعض الشركات الإسبانية الكبرى من أجل تعزيز الشراكة الثنائية والتعاون الاقتصادي بين البلدين يسهم في جذب مزيد من الاستثمارات الإسبانية إلى مصر خلال الفترة المقبلة.
وأوضح غراب، في تصريحات صحفية، أن زيارة الرئيس السيسي لمدريد وتوقيعه اتفاق ترفيع العلاقات بين مصر وإسبانيا إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية, إضافة لتوقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات التعاون المختلفة, ومشاركته في فعالية اقتصادية مع مجتمع الأعمال والشركات الإسبانية وعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر, سينتج عنه زيادة في حجم الاستثمارات الإسبانية في مصر وزيادة في حجم التبادل التجاري بين الدولتين خلال الفترة المقبلة, موضحا أن حجم التبادل التجاري بين مصر وإسبانيا قد بلغ 3.1 مليار دولار خلال عام 2024 ومن المتوقع أن يزيد خلال الفترة المقبلة .
وأشار غراب، إلى أن هناك تعاون اقتصادي بين مصر وإسبانيا كبير حيث تعد إسبانيا ثاني أكبر الدول المستقبلة للصادرات المصرية حيث بلغت قيمة الصادرات المصرية إلى إسبانيا 1.5 مليار دولار خلال عام 2024، مقابل 1.6 مليار دولار خلال عام 2023, موضحاان هناك تعاون بين مصر وإسبانيا في العديد من المجالات الاقتصادية منها الطاقة المتجددة ومعالجة المياه وتحلية المياه والنقل والأسمنت وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والزراعة وتربية الأسماك والجلود والأزياء وتجهيز الأغذية .
تحويلات العاملين المصريين في إسبانيا
تابع غراب, أن تحويلات العاملين المصريين في إسبانيا خلال العام المالي الماضي بلغت نحو 21.6 مليون دولار, وبلغت قيمة الاستثمارات الإسبانية في مصر نحو 123 مليون دولار خلال العام المالي الماضي مقابل 161 مليون دولار خلال العام المالي قبل الماضي, موضحا أن الشراكة الاقتصادية بين مصر وإسبانيا تأخد بعدا يعزز من التنمية الاقتصادية في مصر, خاصة وأن مصر تتمتع بإمكانيات كبيرة ومناطق اقتصادية ضخمة وموجع جغرافي متميز ومناخ استثماري جاذب للاستثمارات الأجنبية, موضحا أن كل ذلك يسهم في رفع مستوى العلاقات الاستراتيجية بين الدولتين .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر التبادل التجاري التنمية الاقتصادية الاستثمارات الإسبانية إسبانيا المزيد بین مصر وإسبانیا دولار خلال فی مصر
إقرأ أيضاً:
هل الذهب سيواصل الهبوط؟.. باحث اقتصادي يجيب
وسط تراجع الثقة في النظام المالي العالمي واشتداد الرياح الجيوسياسية، يبقى الذهب ركيزة الثبات ومنارة الأمان في أعين المستثمرين. وبينما كانت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تشعل فتيل القلق في الأسواق، جاءت إشارات التهدئة الأخيرة لتحدث انعكاسات فورية، ليس أقلها تقلبات الذهب.
قال الباحث الاقتصادي محمود جمال سعيد إن الذهب يعيش لحظة اختبار فاصلة؛ "فمع كل خطوة نحو التهدئة، تتقلص دوافع التحوط، لكن يبقى البريق حاضراً بفعل ضغوط التضخم وتوجهات البنوك المركزية.
" ويضيف: "الذهب لم يعد فقط ملاذًا آمنًا في الأزمات، بل أصبح أصلًا استراتيجيًا تعيد البنوك والحكومات رسم أوزان محافظها بناءً عليه.
الذهب يتراجع مع تنفس الأسواق.. ولكن إلى متى؟في يوم الجمعة 25 أبريل 2025، تراجعت أسعار الذهب إلى 3318.95 دولارًا للأوقية، في أعقاب ارتفاع الدولار وتحسن شهية المستثمرين للمخاطرة، مدفوعة بتقارير عن نية الصين تخفيف الرسوم الجمركية على واردات أمريكية.
يرى سعيد أن هذا الانخفاض "يعكس تفاعل السوق السريع مع مؤشرات التهدئة، لكنه لا يعني بالضرورة نهاية صعود الذهب"، موضحًا أن مستوى 3170 دولارًا يمثل "حاجزًا نفسيًا واستثماريًا حاسمًا للمشترين، وقد يشكّل قاعدة انطلاق جديدة إذا ما تراجعت موجة التفاؤل.
رحلة صعود تاريخية 2025.. عام الذهب بامتياز
رغم التراجعات الأخيرة، لا يزال الذهب من أبرز أصول 2025 أداءً، بعد أن قفز بنحو 25% منذ مطلع العام، مستفيدًا من ضعف الدولار، ومخاوف التضخم، وتزايد الإقبال المؤسسي عليه.
وفق بيانات بلومبرج ومجلس الذهب العالمي، فقد سجّل الذهب أعلى مستوياته التاريخية في أبريل متجاوزًا 3400 دولار للأوقية، مدفوعًا بطلب مؤسسي متنامٍ، وشراء رسمي غير مسبوق من البنوك المركزية، التي اقتنت ما يفوق 1100 طن من الذهب خلال عام 2024 فقط، في أعلى مستويات الشراء منذ نصف قرن.
عندما يتحول الاضطراب إلى فرصة استثماريةفي منتصف أبريل، لامس الذهب مستوى 3500 دولار للأوقية، قبل أن يبدأ موجة تصحيح طبيعية. يعلّق سعيد: "هذه التذبذبات الشهرية طبيعية ضمن أي مسار صاعد، بل وتمنح فرص دخول جذابة للمستثمرين المتوسطين والطويلي الأجل، خصوصًا عند مستويات الدعم الفني حول 3170 و3060 دولارًا.
ويضيف أن "الذهب لا يتحرك بخط مستقيم، بل بتذبذبات تشكّل خريطة طريق للمضاربين والمستثمرين على السواء.
الذهب يتجاوب مع الأخبار فورًا.. والمرحلة المقبلة تعتمد على واشنطن وبكين
في تعاملات يوم 25 أبريل، كان الذهب سريع الاستجابة لتطورات ملف التجارة بين الصين والولايات المتحدة. ويُظهر تحليل سعيد أن "الذهب يزدهر وسط الضبابية، لكن التهدئة قد تؤجل مكاسبه إلى جولات لاحقة من التوتر.
ويضيف: "الأسواق لا تتحرك بناءً على ما يحدث فقط، بل أيضًا على ما قد يحدث. والذهب سيبقى على خط الرادار ما دامت العوامل الهيكلية كالتضخم ومخاطر الدين السيادي قائمة.
الذهب مقابل الفضة والمجوهراتيشير محمود جمال سعيد إلى أن الذهب يواصل تفوقه كملاذ آمن، بينما تتعرض الفضة لضغوط مرتبطة بتقلبات الطلب الصناعي والمضاربات القصيرة الأجل. "أما المجوهرات، فرغم جمالها، إلا أنها تفتقر إلى السيولة وتواجه ارتفاعًا في تكاليف التصنيع، ما يجعلها خيارًا غير مناسب للتحوط المالي.
ويؤكد أن الصناديق المتداولة (ETFs) والسبائك تظل الخيار الأمثل للمستثمرين الباحثين عن تحوط فعّال ومتوازن.
مشتريات البنوك المركزية اللاعب الصامت الذي يقود السوقبحسب مجلس الذهب العالمي، بلغ الطلب الرسمي على الذهب خلال 2024 نحو 4974 طنًا، وهو أعلى مستوى له منذ خمسين عامًا. ويقول سعيد إن "هذا التوجه يعكس فقدان الثقة المتزايد في الدولار، خصوصًا من جانب دول كالصين والهند وروسيا، التي تسعى لتقليل اعتمادها على العملات الغربية.
ويتابع: "الذهب أصبح أداة سياسية واقتصادية في آن واحد.. وسلاحًا استراتيجيًا في معركة الاستقلال النقدي.
جولدمان ساكس: 3700 دولار هدف محتمل في 2026توقعت تقارير صادرة عن جولدمان ساكس وUBS أن يصل الذهب إلى 3500 دولار في غضون الأشهر الثلاثة المقبلة إذا استمر التضخم العالمي في مساره الحالي. وتشير التقديرات إلى أن سعر 3700 دولار قد يتحقق في 2026، مع احتمالية وصول المعدن النفيس إلى 4000 دولار في حال تجدّدت التوترات أو وقعت أزمة جيوسياسية جديدة.
ويرى سعيد أن "المستوى النفسي 3700 دولار لا يبدو بعيدًا، لكن كل ذلك مرهون بعدم تحقق تسوية دائمة بين واشنطن وبكين، واستمرار ضغوط التضخم والسياسات التيسيرية.
في عالم يضجّ بالتحولات ويعيش اضطرابات مالية وجيوسياسية متكررة، لا يُقاس الذهب فقط بسعره اللحظي، بل بمكانته كأداة لحفظ القيمة ودرع استثماري طويل الأجل.
يقول محمود جمال سعيد: الذهب سيبقى المرآة التي تعكس القلق العالمي، والملاذ الذي يعود إليه المستثمرون كلما تلاشت الرؤية أمامهم.ويضيف: "الفرص لا تُصنع في لحظات الطمأنينة، بل في لحظات التردد.. والذهب يتقن تلك اللعبة.