الثورة نت:
2025-02-21@10:53:38 GMT

القائد الأمة

تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT

القائد الأمة

 

 

مع أن القلوب تقطر دماً على فقدان هذا الشهيد العظيم الذي أفنى حياته في سبيل أقدس قضية للأمة وهي قضية الشعب العربي الفلسطيني، فالكل الصديق والعدو على حد سواء يتحسرون على رحيل السيد الشهيد القائد حسن نصر الله، وأنا أتصفح الكتاب الذي أصدرته الجبهة الثقافية في اليمن عرفت مدى الحزن الكبير الذي خيم على أبناء شعبنا نتيجة فقدان هذا القائد الرمز، فلقد اشتمل الكتاب على عدة قصائد بدأت بقصيدة لرئيسة الجبهة الدكتورة ابتسام المتوكل، عبرت فيها عن ما يختلج في صدرها من أحزان نتيجة هذه الكارثة التي حلت بالأمة وانتهاءً بقصائد أخرى ركزت على نفس الموضوع بأساليب مختلفة ووضعت السيد حسن في المكانة التي يستحقها، بل أنها لم تصل إلى ذلك المستوى من الإبداع نتيجة أن الرجل بالفعل مَثل أمة بكل ما تعنيه الكلمة، مصداقاً لقوله تعالى في كتابه العزيز عن وصف نبي الله إبراهيم عليه السلام (إن إبراهيم كان أمة) وهو التعبير الذي ينطبق كلياً على شهيدنا العظيم، إذ يحس المرء أن الكيان الصهيوني لم يكسب شيئاً من وحشيته وحربه الغادرة على غزة ولبنان إلا أنه استهدف هذا القائد، حيث أسهب قادة حماس والجهاد في الحديث عن الدور الذي كان معولاً على الشهيد نصر الله وكيف أنه مثل حلقة الوصل التي دعمت المقاومة بالفعل بالسلاح والمال وأعطتها الفرصة لإحداث التحول الكبير في مسار عملها وتعظيم قدراتها الذاتية، فمن خلال السيد نصر الله استطاعت أن تمتلك السلاح وتنتقل إلى مرحلة التصنيع للكثير من آلياته بالذات الطائرات المسيرة، كما أشار إلى ذلك الشهيد العظيم يحيى السنوار، وهو يتحدث عن أول عملية بالطائرات المسيرة تمت في غزة، مشيراً إلى أنها تمت بالتنسيق مع المقاومة الإسلامية في لبنان وعلى وجه الخصوص السيد حسن نصر الله .


كل هذه الخلفيات لا شك أنها تكشف عن ملامح هذا السيد العظيم، وبالتالي تضع ملامح أخرى لقائد آخر وهو السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي الذي آلت إليه قيادة المسيرة الصادقة للمقاومة بعد رحيل السيد حسن نصر الله وهو يستحق المكانة التي بلغها بجدارة وبمواقف عملية أذهلت العالم، فاليمن كانت بعيدة عن الصورة لبُعدها الجغرافي لكن هذا القائد ومجاهديه الأبطال قربوا هذه المسافة من خلال الصواريخ والطائرات المسيرة والقدرة التي بلغها الرجال الأبطال في التصنيع العسكري، بالذات خبراء صناعة الصواريخ والمسيرات، وكما قال هذا السيد في آخر خطاب له أن الأصابع لا تزال على الزناد، وهو سيد القول والفعل وكان أفضل من نعى إلى الأمة الشهيد القائد حسن نصر الله بعد استشهاده ووصول حمم الحقد الصهيونية إليه، واليوم ها هي الجماهير ستقوم بتشييعه وكل محبيه في الأسبوع القادم ولن يكون التشييع في لبنان مهما بلغ الحشد إلا رمزياً مقابل النفوس التي ستتجه إلى هذا البلد لوداع هذا القائد العظيم، وهذا ما يُرعب الصهاينة والأمريكان، فها هي أمريكا أقدمت على خطوة استباقية من خلال عملائها في لبنان فمنعت هبوط الطائرات الإيرانية في مطار لبنان خشية توافد الإيرانيين المساهمة في التشييع، وحبذا لو أن لنا منفذاً مع لبنان الشقيق لكانت المسيرات المليونية قد تقاطرت إلى هذا البلد الشقيق للإسهام في تشييع قائد عظيم بمكانة وأخلاق وقيم ومبادئ وإيمان السيد حسن نصر الله وهي الصفات العظيمة التي تحلى بها وكان يتحدث عنها الأعداء قبل الأصدقاء وفي المقدمة المحللون الصهاينة والأمريكان .
لذلك فلقد احتل مكانة بارزة في التاريخ لا يمكن أن يتزحزح عنها وسيظل أيقونة كل المراحل النضالية في أي بلد عربي أو إسلامي، فمنه سنتعلم دوماً كيف سيكون النضال وما هي صفاته، ويكفينا فخراً في اليمن أنه كان القائد الوحيد الذي وقف إلى جانب الشعب اليمني وهو يُتعرض لأبشع عدوان من قبل أدوات أمريكا وبريطانيا في المنطقة، وكان له دور كبير في صنع النصر العظيم الذي قهر الأعداء وجعلهم يجرون أذيال الهزيمة، وستظل – كما قال السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – الأيادي على الزناد حتى يتحقق النصر المبين والحتمي بعد طرد آخر محتل من المحافظات الجنوبية والشرقية التي تئن الآن ويحاول أبناؤها المساكين التعبير عن ما يختلج في صدورهم من غضب ضد المحتلين الجُدد .
وأخيراً.. نشكر الجبهة الثقافية وكل القائمين عليها لأنهم قد أعدوا لمهرجان كبير في المركز الثقافي في اليوم التالي للتشييع، وسيكون هذا المهرجان تعبيراً صادقاً عن ما يكنه اليمانيون من حب وتقدير لهذا القائد العظيم بشموخه وإبائه وجهاده المتأصل، قدس الله روح الشهيد في أعلى عليين والنصر المبين لمحور المقاومة في لبنان وفلسطين واليمن والعراق وإيران وكل الأحرار في هذا العالم، والله من وراء القصد …

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اهمية تشييع السيد في مسار نهوض حزب الله

في مشهدٍ يُجسّد رمزيةً تاريخيةً وسياسيةً عميقة، يُعدّ تشييع "حزب الله" لقائده السيد حسن نصر الله وخليفته السيد هاشم صفي الدين في 23 شباط 2025 حدثًا مفصليًّا يتجاوز كونه مجرد وداعٍ لشخصيتين بارزتين، ليصير منصةً لإرسال رسائلَ متعددةِ الاتجاهات داخل لبنان وخارجه. فالتشييع، الذي يُتوقع أن يكون الأضخم في تاريخ البلاد، يُمثّل فرصةً للحزب لتعزيز شرعيته الشعبية بعد أشهرٍ من الغموض والترقب، خاصةً مع الإصرار على تنظيم موكبٍ حاشدٍ يضم مئات الآلاف من المشيّعين، بما في ذلك وفودٌ رسميةٌ من 79 دولة، ما يؤكد حضور الحزب كقوةٍ لا يُستهان بها في المعادلة اللبنانية رغم الخسائر التي مُني بها.

هذا الحشد الضخم، الذي قد يتجاوز حدود الطائفة، يُعيد تأكيد أن "الثنائي الشيعي" ما زال لاعبًا مركزيًّا في المشهد، حتى مع التحديات التي خلّفتها الحرب الأخيرة.

من ناحيةٍ أخرى، يُنهي التشييع عبئًا تنظيميًّا ثقيلًا شغل الحزب لأشهر، حيث استنفدت التحضيرات طاقاتٍ كبيرةً، بدءًا من تشكيل لجانٍ متخصصةٍ لإدارة الحشود والإعلام والخدمات، وصولًا إلى تنسيق حركة الوفود الدولية وتأمين مواقع الدفن. فالحزب، الذي واجه ضغوطًا لوجستيةً وأمنيةً بسبب تأجيل الحدث أكثر من مرة، يسعى الآن إلى طي الصفحة والانتقال إلى مرحلةٍ جديدةٍ تتيح له تركيز جهوده على القرارات الاستراتيجية بعيدًا عن إرثٍ تنظيميٍ معقّد.

 هذا التحوّل قد يُفسح المجال لسياساتٍ أكثر مرونةً في التعامل مع التحديات الداخلية والخارجية.

أما الغطاء الرسمي الذي يحظى به الحزب، فيتجلى في مشاركة شخصياتٍ حكوميةٍ لبنانيةٍ وعربيةٍ ودوليةٍ، منها الرؤساء الثلاثة (عبر ممثلين او بشكل شخصي) والوزراء والنواب، إضافةً إلى سفراء دولٍ مثل إيران والعراق واليمن. هذه المشاركة، وإن كانت رمزيةً، تُضفي شرعيةً على دور الحزب كفاعلٍ سياسيٍ لا يمكن تجاوزه، حتى من قبل خصومه المحليين.

 كما أن استقبال الوفود الأجنبية في مضائفَ مخصصةٍ — على غرار مراسم أربعينية الحسين في العراق — يُعزّز البُعدَ الإقليميَّ للحزب، ويُظهره كجزءٍ من محورٍ مقاومةٍ يتجاوز الحدود .

وأخيرًا، يأتي التشييع لترسيخ سردية "عدم الهزيمة"، خاصةً بعد تحرير قرى الجنوب وإفشال المشروع الإسرائيلي — بحسب الرواية التي يروّجها الحزب. فاختيار طريق المطار القديم لدفن السيد، يُرسّخ صورةَ القائد الذي حافظ على وجوده رغم التحديات. كما أن خطاب الأمين العام نعيم قاسم، الذي سيُلقي كلمةً تحت شعار "إنّا على العهد"، يُذكّر بمسيرة "الصمود الأسطوري" التي يتبناها الحزب، ويربط بين التشييع واستمرارية المشروع المقاوم. هكذا، يصبح الحدثُ تأكيدًا على أن الحزب، رغم الضربات الموجعة، قادرٌ على تحويل الفقد إلى دافعٍ للاستمرار، وفرصةً لـ"صناعة تاريخ جديد".

 لا ينفصل التشييع عن سياقه الجيوسياسي؛ فهو محطةٌ لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب الأوراق، لكنه أيضًا إعلانٌ صريحٌ بأن الحزب، وإن تغيّرت قيادته، ما زال ممسكًا بخيوط اللعبة، محتفظًا بقدرته على الحشد والتأثير، ومصرًّا على أن يساهم في كتابة تاريخ المنطقة.
  المصدر: خاص لبنان24

مقالات مشابهة

  • آخر مكالمة بين زينب ووالدها السيد نصر الله: كيف نُعيد الناس إلى الله؟
  • في يوم تشييعه.. ما هي العلاقة بين نصر الله واليمن
  • كيف استطاع السيد نصر الله وضع اليمن في قلب الصراع الإقليمي؟
  • في يوم تشييعه.. ما هي العلاقة بين السيد نصر الله واليمن
  • اهمية تشييع السيد في مسار نهوض حزب الله
  • صوت الحق في زمن الانكسار
  • الشهيد السيد حسن نصر الله في دروس ومحاضرات الشهيد القائد
  • سبحان الله العظيم وبحمده.. أذكار الصباح والمساء اليوم الأربعاء 19-2-2025
  • وزير الخارجية الإيراني: سنشارك بمراسم تشييع السيد نصر الله بوفد عالي المستوى