الخليل ـ ببوابات ثقيلة من الحديد وأقفال يحمل مفاتيحها جيش الاحتلال، تحولت محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية إلى سجن كبير لقرابة 800 ألف فلسطيني، هم سكان المحافظة والقرى التابعة لها.

وفي إجراءات هي الأشد منذ 2003، وفق متابعين للانتهاكات الإسرائيلية في المدينة، تعيش الخليل حصارًا مشددًا يمنع بموجبه الخروج من المدينة أو الدخول إليها.

ومع أن جيش الاحتلال أعلن -اليوم الثلاثاء- اعتقاله فلسطينيين يشتبه في علاقتهما بعملية إطلاق نار أدت إلى مقتل مستوطنة وإصابة آخر جنوبي المدينة أمس الاثنين، فإن العقوبات الإسرائيلية جاءت أوسع مما اعتاد عليه السكان في مثل هذه العمليات.

قوات الاحتلال تمنع الدخول والخروج من الخليل منذ أمس الاثنين (الجزيرة) إغلاقات مشددة

يعدّ الإغلاق من أبرز الإجراءات الفورية، إذ أغلق جيش الاحتلال بوابات موضوعة مسبقًا على مداخل المدينة، كما أغلق طرقًا تربط القرى ببعضها، وأقام حواجز مأهولة في منافذ وشوارع لا تتوفر فيها بوابات، أو أغلقها بالسواتر الترابية.

وتقطعت السبل بمئات الفلسطينيين الذين وصلوا المدينة قبل الإغلاق ولم يتمكنوا من مغادرتها، فامتلأت فنادق المدينة بالنزلاء، وفُتحت البيوت ودواوين العائلات والمساجد لاستضافة من تقطعت بهم السبل، وعلى الحواجز تسابق سكان المدينة لتوزيع الطعام والمياه الباردة والمثلجات وتقديم الخدمات للركاب والسائقين.

كما أعلنت مديرية التربية والتعليم في مدينة الخليل إغلاق مدارس المدينة "حفاظًا على الطلاب والموظفين"، ولم يتمكن آلاف العمال الفلسطينيين من التوجه إلى أماكن عملهم داخل إسرائيل.

وأمس الاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي تعزيز قواته في الضفة الغربية بكتيبة واحدة وسريتين عسكريتين "للمساعدة في النشاطات الدفاعية في المنطقة وملاحقة المخربين".

عشرات البوابات الحديدية على مداخل مدينة الخليل والقرى المحيطة بها (الجزيرة) سجن سكان الخليل

يقول رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة للجزيرة نت، إن مداخل الخليل لا تزال مغلقة أمام القادمين والمغادرين، مضيفًا أن "هدف التشديد هو استغلال العملية لتنفيذ عقاب جماعي للضغط على السكان، حتى يعزلوا منفذي العمليات المسلحة عن الناس، ويحرضوا الناس ضد المقاومة وضد أعمال المقاومة".

وتابع أن رسالة الاحتلال من وضع البوابات والأقفال: "أنتم أيها الفلسطينيون موجودون وجودًا مؤقتًا داخل سجن على نفقتكم، وأنتم تتحملون مسؤولية البنية التحتية والخدمات وكل تكاليف الاحتلال.. يعني احتلال نظيف مدفوع الأجر".

وأشار تيسير إلى أن حصار الخليل يتزامن مع تخفيض كبير في كمية المياه الواردة للمحافظة، التي يسيطر الاحتلال على مصادرها، يصل إلى الثلث منذ أسابيع.

وأضاف: "لا تزال مشكلة المياه مستمرة مع أن الكمية قبل التخفيض لا تفي بالحاجة، تم تخفيضها 30% لصالح المستوطنين، وهناك أزمة شديدة لدرجة أن دورة وصول المياه لكل منطقة أصبحت 35 يومًا بعد أن كانت 16 ولساعات فقط".

إغلاق جميع مداخل الخليل في آن واحد إجراء لم يحدث منذ نحو 20 عامًا (الجزيرة) صحوة الخليل

من جهته يقول الناشط الحقوقي ومؤسس تجمع "شباب ضد الاستيطان" في الخليل عيسى عمرو، إن الاحتلال لا يريد للمقاومة أن تمتد إلى جنوبي الضفة "ويخشى صحوة مدينة الخليل".

وذكر عيسى في حديثه للجزيرة نت، أن ردة فعل الاحتلال على عملية أمس الاثنين، كانت أكبر من الردود الاعتيادية، ووصلت إلى مناطق ليس لها علاقة بملاحقة المنفذين، ومنها: محيط المسجد الإبراهيمي وسط الخليل.

وقال، إن إغلاق جميع مداخل الخليل في آن واحد إجراء لم يحدث منذ نحو عشرين عامًا، أي منذ سنوات انتفاضة الأقصى 2001 و2002 و2003″، لافتًا إلى أن الاحتلال يريد من إجراءاته إيصال رسائل عدة إلى الأهالي قبل المقاومين بأن، "الخليل والعمل فيها خط أحمر".

توريد المواد الغذائية

بدوره حذّر رئيس نقابة تجار المواد الغذائية في الخليل وسيم الجعبري، من تأثير استمرار الحصار الإسرائيلي في توريد المواد الغذائية من وإلى المحافظة، وباقي محافظات الضفة.

وأضاف أن الحياة شبه معطلة في الخليل بفعل الحواجز والإغلاقات الإسرائيلية، مشيرًا إلى عرقلة وصول العمال إلى المصانع، وإعاقة حركة الشاحنات التي تحمل مواد غذائية على الحواجز المفتوحة.

وأشار إلى أن الخليل محافظة اقتصادية بالدرجة الأولى، وأن 60% من المواد الغذائية تخرج منها لباقي المحافظات الفلسطينية في الضفة، لافتًا إلى أن المؤسسات الاقتصادية تتضرر بشكل مباشر من الحصار، وتدرس خياراتها في حال استمر الإغلاق الإسرائيلي.

ومن جهته قال نائب رئيس الغرفة التجارية والصناعية في المدينة عدنان النتشة، للجزيرة نت، إن قطاع المواد الغذائية أكثر القطاعات تضررًا من إغلاق الخليل، مشيرًا إلى تأثر المخابز التي تزود المحال التجارية خارج المدينة.

وأضاف أن "المواد الغذائية والمنتجات ذات الصلاحية القريبة؛ كالألبان والمجمدات واللحوم والمثلجات، كلها قطاعات تتأثر من حيث كميات الإنتاج أو تلف المنتجات، بسبب ساعات الانتظار الطويلة على الحواجز".

وأشار إلى توقف شبه كامل لدخول الشاحنات إلى السوق المركزي للخضار والفواكه، والقادمة من شمالي الضفة، أو إسرائيل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المواد الغذائیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

سلطات شمال دارفور: وصول 300 ألف نازح من معسكر زمزم إلى الفاشر وانعدام المواد الغذائية والصحية

متابعات: السوداني/ توقعت مفوضية العون الإنساني بشمال دارفور أن يصل أعداد الفارين من معسكر زمزم الذين مازالوا يتوافدون في جماعات وافواج كبيرة الى الفاشر لأكثر من 300 ألف نازح، بعد سيطرة قوات الدعم السريع عليه أمس.

وحذر مفوض العون الإنساني بالولاية د. عباس يوسف آدم من الآثار الإنسانية الكارثية والخطيرة التي ستترتب على النزوح العكسي لنازحي معسكر زمزم إلى مدينة الفاشر. وقال إنه بدأ من يوم أول أمس جراء الهجوم الوحشي الذي شنته مليشيا آل دقلو المتمردة على المعسكر.

وقدرت حكومة إقليم دارفور أن الهجوم أدى إلى مقتل أكثر من 450 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

وأوضح المفوض، أنّ وصول هذا العدد من النازحين وتوجههم مباشرة إلى معسكر أبوشوك أو بقائهم في المرافق والميادين العامة سيمثل ضغطاً إضافياً على الأوضاع الغذائية، وعلى خدمات المياه والصحة بالمعسكر وبالفاشر عموماً، في ظل انعدام أو شُح تلك للخدمات بسبب الحصار الطويل الذي فرضته مليشيا الدعم السريع على الفاشر.

وشدد د. آدم خلال اجتماع اليوم بمقر صندوق إعانة المرضى بالفاشر على أهمية أن يعمل المجتمع الدولي على وقف هذه الانتهاكات، وأن تعمل جميع وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية على تدارك هذا الموقف بأعجل ما يكون لتفادي المزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية، ونبه بأنّ استمرار تلك الانتهاكات سيمثل بيئة خصبة لاستمرار العنف المبني على النوع الاجتماعي، ودعا إلى تشكيل آلية تعمل تحت إشراف وزارة الرعاية والتنمية الاجتماعية تكون مهمتها مناصرة قضايا العنف المبني على النوع الاجتماعي.  

مقالات مشابهة

  • قرار بشأن متهم استولى على أموال المواطنين بزعم توظيفها بتجارة المواد الغذائية
  • نائب: فساد كبير في ملف السلات الغذائية في وزارة الهجرة
  • المواد الغذائية بالإسكندرية: قانون العمل الجديد خطوة نحو التوازن والاستقرار في السوق
  • إتلاف 13 أطنان ونصف من المواد الغذائية المنتهية الصلاحية بمحافظة البيضاء
  • إصابة فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • سلطات شمال دارفور: وصول 300 ألف نازح من معسكر زمزم إلى الفاشر وانعدام المواد الغذائية والصحية
  • اقتحامات واعتقالات في الضفة الغربية.. وتسجيل حادث دهس في الخليل
  • إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في الخليل وانسحاب المنفذ
  • عاجل| إصابة مجندة إسرائيلية في عملية دهس جنوب الخليل في الضفة الغربية
  • بلاغات أولية عن عملية دهس قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية