صحيفة أمريكية: لا يمكن القضاء على داعش في العراق وسوريا بوجود القوى والفصائل المتصارعة
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
أكدت صحيفة "ذا كريدل" الأمريكية إنه "لا يمكن هزيمة تنظيم داعش في سوريا والعراق في ظل وجود هذه القوى والفصائل الأجنبية المتصارعة التي تترك وراءها فراغًا أمنيًّا لخدمة مصالحها الشخصية"، مؤكدة أن "هزيمة التنظيم يجب أن تبدأ من "خلال قيادة مركزية واحدة بين دمشق وبغداد." وقالت الصحيفة في تقرير حول تصاعد تهديد تنظيم "داعش" في كل من سوريا والعراق، إذ أشارت الصحيفة إلى "الهجوم "المروع" الذي شنَّه التنظيم يوم الـ 3 من آب الجاري ضد حافلة تابعة للجيش السوري داخل صحراء الميادين بريف دير الزور والذي خلَّف عشرات القتلى والجرحى كان بمثابة تذكير صارخ على عودة ظهور التنظيم مجددًا إلى المشهد السياسي والأمني في البلاد".
وأشارت الصحيفة إلى أن "هذا الهجوم "الجريء" هو الثالث في سلسلة الهجمات الدموية التي ينفذها التنظيم الإرهابي ضد عناصر الجيش السوري منذ بداية آب، والأكثر فتكًا منذ الهزيمة العسكرية لتنظيم "داعش" عام 2019 في الباغوز؛ ما يؤكد أن التنظيم يكثف حملاته الهادفة إلى إعادة تفعيل نشاطه وتهديداته المكثفة داخل سوريا".
وقالت الصحيفة إن "داعش" حوَّل تركيزه مؤخرًا نحو المناطق المكتظة بالسكان في الأجزاء الغربية من البلاد، وكذلك على طول ضفاف نهر الفرات في دير الزور".
وتؤكد الصحيفة إن "داعش" يفضل مهاجمة المواقع التي تحظى بأهمية إستراتيجية في البلاد، مثل: الهجمات على البنية التحتية النفطية، ومناطق سيطرة الحكومة السورية".
ورأت أن "الهجوم الدموي على سجن الحسكة المركزي في الـ20 من كانون الثاني 2022 يُعدّ مثالًا بارزًا على ذلك، إذ تمكَّن التنظيم من تحرير أكثر من 500 سجين من عناصره وقادته بعد اشتباكات مكثفة مع قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، إذ خلَّف الهجوم نحو 500 قتيل على الأقل".
ولفتت "ذا كريدل" إلى "تحدٍ آخر في المناطق الشمالية الشرقية من سوريا، حيث اعتقلت "قوات سوريا الديمقراطية" ما يقرب من 70 ألف شخص يشتبه في انتمائهم إلى تنظيم "داعش"، بمن في ذلك النساء والأطفال. ناهيك عن أن "قوات سوريا الديمقراطية" مسؤولة عن حراسة أكثر من 10 آلاف سجين من عناصر التنظيم ".
وتقول الصحيفة إن "الولايات المتحدة أعلنت عن تنفيذ 313 عملية هجومية استهدفت تنظيم "داعش" داخل العراق وسوريا خلال العام 2022 كرد على التهديد المتزايد لتنظيم "داعش".
وكان من بين هذه العمليات استهداف زعيم التنظيم الثاني "أبو إبراهيم الهاشمي القريشي"، في الـ3 من شباط، وكذلك نجاح القوات الأمريكية في تحييد أو أسر ما لا يقل عن ستة من كبار قادة التنظيم، بمن فيهم خليفته "أبو الحسن الهاشمي القريشي".
وفي تشرين الثاني الماضي، أعلن المتحدث باسم تنظيم "داعش"، أبو عمر المهاجر، اختيار "أبو الحسين" زعيمًا رابعًا للتنظيم، حيث تم إخفاء هويته الحقيقية من أجل حمايته، لكنه لقي حتفه أيضًا في مواجهات شمال غربي سوريا، وفي الـ3 من آب أعلن التنظيم عن تعيين زعيم آخر له ".
وأشارت صحيفة "ذا كريدل" إلى أن "وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تحدثت في عام 2022 عن مساعي تنظيم "داعش" لاستعادة الأراضي التي فقدها من خلال استغلال نقاط الضعف الأمنية وإعادة بناء قدراته القتالية".
وفي مراجعتها الشاملة للعام 2022، سلَّطت القيادة المركزية الأمريكية الضوء على حقيقة مقلقة مفادها أن تنظيم "داعش" حشد "جيشًا من المعتقلين" داخل أراضي العراق وسوريا".
وتقول الصحيفة إنه "يوجد حاليًّا أكثر من 10 آلاف من قادة ومقاتلي تنظيم داعش داخل مراكز الاحتجاز في جميع أنحاء سوريا، بينما يتجاوز العدد 20 ألفًا في العراق" وهو ما يبرر تصاعد هجمات التنظيم في سوريا والعراق لتحرير عناصره المحتجزين في السجون".
ويقول خبراء إنه "وعلى الرغم من أن قبضة التنظيم الإقليمية ربما تكون ضعفت، فإن "داعش" لا يزال يتباهى بوجود ما بين 10 آلاف إلى 30 ألف مقاتل تابع له داخل مراكز الاعتقال في كل من سوريا والعراق، حيث تتمحور إستراتيجية التنظيم حاليًّا حول شقَّين، وهما إطلاق سراح عناصر التنظيم من مراكز الاحتجاز وتجنيد مقاتلين جدد".
وخلص تقرير الصحيفة إلى أن "القدرة العملياتية للتنظيم تظل متواضعة؛ ما يحد من قدرته على تنسيق المهام المعقدة".
في المقابل يقوم "نهج عمل التنظيم في الوقت الراهن بشكل أساس على اغتنام الفرص العابرة الناجمة عن الثغرات الأمنية ونقاط الضعف الناشئة، أو عدم التنسيق بين القوى المتعارضة".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: سوریا والعراق
إقرأ أيضاً:
صحيفة أمريكية: قلق متزايد في واشنطن من استنزاف مخزون السلاح في العدوان على اليمن
يمانيون../
كشف تقريرٌ نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” عن قلق متزايد في أوساط القادة الأمريكيين من أن الحملة العسكرية التي تقودُها الولايات المتحدة على اليمن باتت تؤثِّرُ بشكل كبير على جاهزية البنتاغون واستعداداته لمواجهة الصين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ووفقًا لما نقله مسؤولون في الكونغرس، فَــإنَّ المخاوف تتصاعد من احتمال اضطرارِ البنتاغون إلى سحب أسلحة دقيقة بعيدة المدى من المخزونات المخصَّصة للمحيط الهادئ ونقلها إلى الشرق الأوسط؛ بسَببِ الاستهلاك الكبير للذخائر في العمليات العسكرية الجارية في اليمن، والتي أمر بها الرئيسُ الأمريكي دونالد ترامب.
وأكّـدت الصحيفة أن التزاماتِ الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط ازدادتْ منذ اندلاع الحرب بين (إسرائيل) وغزة في أُكتوبر 2023، وما أعقبها من تصعيد في هجمات “الحوثيين” على السفن في البحر الأحمر؛ دعمًا للفلسطينيين. ونتيجةً لذلك، باتت القواتُ البحريةُ والجوية الأمريكية، ومعها أفرادُ الخدمة العاملون عليها، يخضعون لضغطٍ عملياتي متواصل، في وقت أصبحت فيه صيانةُ المعدات الأَسَاسية تمثل تحديًا حقيقيًّا.
وأشَارَ التقريرُ إلى أن الأدميرال صامويل بابارو، رئيسُ قيادة منطقة المحيطَينِ الهندي والهادئ في البنتاغون، سيخضعُ للاستجواب أمام الكونغرس خلال هذا الأسبوع بشأن مستوى الجاهزية والاستعداد.
وبيّن عددٌ من مساعدِي ترامب، ومنهم وزيرُ الحرب بيت هيجسيث، وإلبريدج كولبي وكيل وزارة الدفاع للسياسات، أن الأولويةَ يجبُ أن تُعطَى لتعزيزِ التواجُـدِ العسكري الأمريكي في المحيط الهادئ لردع الصين، لا سِـيَّـما في ظل توسُّعها السريع في بناء قواتها المسلحة وترسانتها النووية.
وجادل هؤلاء بأن المواردَ العسكرية الأمريكية تعرَّضت للاستنزاف؛ بفعل الدعم المتواصل لأوكرانيا ضد روسيا، إضافة إلى عقودٍ من الحملات العسكرية في الشرق الأوسط وأفغانستان. وَإذَا ما أقدمت (إسرائيلُ) على مهاجمةِ مواقعِ التخصيب النووي الإيرانية في الأشهر المقبلة؛ فقد تجدُ واشنطن نفسَها مضطرَّةً لتوجيه مزيد من مواردها العسكرية إلى الشرق الأوسط، وهو ما قد يزيد من تعقيد الموقف.
وأوضحت الصحيفةُ أنه رغمَ الحملةِ الجوية المكثّـفة التي تقودها الولايات المتحدة في اليمن، فقد أبلَغَ مسؤولون في البنتاغون نُظَرَاءَهم في التحالف ومساعدي الكونغرس خلالَ اجتماعات مغلقة أن هذه الحملةَ لم تحقّق سوى نجاحٍ محدودٍ في تدمير ترسانة “الحوثيين” من الصواريخ والطائرات المسيّرة والقاذفات.
وقدّر مسؤولٌ كبيرٌ في وزارة الحرب الأمريكية أن البنتاغون أنفق ما يقارب 200 مليون دولار في الأسابيع الثلاثة الأولى من الحملة فقط، مُشيرًا إلى أن الكلفة الفعلية تتجاوز مليار دولار عند احتساب النفقات التشغيلية والبشرية.
ووفقًا للصحيفة، حذَّر مسؤولونَ دفاعيونَ من أن الجيش الأمريكي يستهلك الذخائر بمعدل مقلق، وأبلغ مسؤولٌ كبيرٌ مساعدي الكونغرس بأن البحرية وقيادة منطقة المحيطَينِ الهندي والهادئ قلقان للغاية من هذا التسارع في وتيرة الاستهلاك.
وكانت المخزوناتُ البحرية من الذخائر أصلًا دون المستوى المستهدف، حتى قبل أن يأمرَ الرئيس بايدن قبلَ أكثر من عام ونصف عام بمهاجمة “الحوثيين”.
ونقل مسؤولٌ في الكونغرس عن مسؤول رفيع في البنتاغون تحذيرَه من أن الولايات المتحدة تواجهُ مشاكلَ تشغيليةً حقيقية في حالِ نشوبِ صراع في آسيا.
وأوضح التقرير أن الحملةَ ضد “الحوثيين” تعتمدُ على أسلحة بعيدة المدى مثل صواريخ توماهوك كروز، وقنابل الانزلاق AGM-154، وصواريخ AGM-158 الخفية، وهي نفسها التي يرى مخطّطو الحرب الأمريكيون أنها ضرورية لصد أي هجوم محتمل من الصين في بحر الصين الجنوبي أَو الشرقي.
وقال المسؤولون: إن هذه الأسلحةَ مُخزَّنةٌ في قواعدَ أمريكيةٍ في غوام وأوكيناوا ومواقعَ أُخرى على طول غرب المحيط الهادئ، مضيفين أن البنتاغون لم يضطر بعد للسحب من تلك المخزونات لاستخدامها ضد “الحوثيين”، لكنه قد يضطرُّ لذلك قريبًا.