يمانيون:
2025-05-01@16:48:11 GMT

هكذا فرَّ “المارينز” من صنعاء

تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT

هكذا فرَّ “المارينز” من صنعاء

يمانيون../
لم يكن الحادي عشر من فبراير من عام ألفين وخمسة عشر يوماً اعتيادياً في سجل العزّة اليماني، فذاك اليوم كان شاهداً على فرار جنود مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) من العاصمة صنعاء العائدة لحظة إذ إلى حِجر السيادة الوطنية.

في ذلك التاريخ وتحت وقع الثورة فرّت أمريكا صاغرةً كما فرّت طوال عامٍ من الإسناد لغزّة حاملات طائراتها المذخرة في البحر الأحمر تحت وقع الضربات اليمانية التي قلبت موازين البحر وكشفت ضآلة الأمريكي.

عندما حطّت قوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) رحالها في صنعاء، كانت واشنطن تعتقد أن العاصمة اليمنية ليست سوى نقطة على خارطة النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط، وأن جنودها فوق الأرض اليمنية باقون ما بقيت الهيمنة الأمريكية قائمة.

وقتها كانت السفارة الأمريكية في صنعاء أشبه بـ”غرفة عمليات” تدير المشهد اليمني، ترسم ملامح السياسة، وتفرض القرارات، وتحرك أدواتها المحلية بما يضمن بقاء اليمن تحت السيطرة، كان المارينز، بأسلحتهم المتطورة، جزءًا من هذه المعادلة، كقوةٍ تحرس المصالح الأمريكية في البلاد.

أمام كلّ ذلك وفي الحادي والعشرين من سبتمبر، يومِ الثورة الخالد، كان اليمن على موعد مع لحظة فاصلة، لحظة انهت زمن الإملاءات، وأسقطت حسابات واشنطن تحت أقدام الجماهير التي قررت استعادة القرار اليمني من براثن السفارات الأجنبية فمع تقدم الثورة بدأ النفوذ الأمريكي في التآكل شيئًا فشيئًا، حتى وصلت الرسالة إلى واشنطن واضحة “لم يعد لكم مكان هاهنا”.

في تلك المرحلة حاولت الولايات المتحدة، كعادتها، أن تناور، أن تساوم، أن تفرض حلولًا جديدة تُبقي على نفوذها، ولو من وراء الستار، لكن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كانت قد غيّرت كل شيء، لم يعد هناك مجالٌ للوصاية، ولم يعد هناك قبولٌ بالوجود الأمريكي وكذا وجود قوات المارينز التي كانت يومًا رمزًا لحضور وجبروت عاصمة الشيطان.

في يوم الحادي عشر من فبراير من عام ألفين وخمسة عشر جاءت اللحظة الحاسمة، أغلقت الثورة الشعبية السفارة الأمريكية، وأحرقت علم واشنطن الذي ظل مرفوعًا لعقود وفرّ جنود المارينز تحت ضغط الواقع الجديد، دون أن يتمكنوا حتى من الاحتفاظ بأسلحتهم.

حدث ذلك سريعاً وفي مشهدٍ بدا وكأنه استعادةٌ لصورة الفرار الأمريكي من سايغون الفيتنامية، فر الجنود الأمريكيون على عجل، بلا مراسم، بلا وداع، وبلا أي مظهر من مظاهر القوة التي اعتادوا التباهي بها، كان ذلك اليوم إعلانًا مدويًا بأن زمن الوصاية الأمريكية على اليمن قد انتهى، وأن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر قد فرضت واقعًا جديدًا لا تملك واشنطن أمامه سوى الفرار.

لم يكن فرار المارينز سوى فصلٍ واحدٍ من تداعيات ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، التي لم تكتفِ بإسقاط الهيمنة الأمريكية سياسيًا، بل أسست لمعادلةٍ جديدة أعادت رسم المشهد الإقليمي، كانت تلك الثورة إيذانًا بانطلاق مشروع تحرري لا يقف عند حدود الداخل اليمني، بل يمتد ليعيد صياغة توازنات القوى في المنطقة.

منذ يوم الفرار الأمريكي الكبير، يوم الحادي عشر من فبراير أدركت واشنطن أن ما حدث لم يكن مجرد تغييرٍ حكومي، أو تبديل نخبٍ سياسية، بل زلزال استراتيجي أنهى عقودًا من النفوذ الأمريكي، ومهّد لانتصارات قادمة فرضت نفسها في البحر الأحمر حيث فرت الأساطيل الأمريكية لاحقًا كما فرّ المارينز من صنعاء قبلها.

ما بين فرار المارينز من صنعاء والانكفاء في البحر الأحمر، قصةٌ تختزل فصولها سقوط مشروع الوصاية، وانتصارَ الإرادة اليمنية التي راهنت عاصمة الشيطان واشنطن على كسرها، فإذا بها تتحول إلى إعصار يجرف أحلام الهيمنة الأمريكية إلى قعر المحيط.

الخبر اليمني صلاح الدين بن علي

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الحادی والعشرین من سبتمبر

إقرأ أيضاً:

سقوط الـ«F-18»… إنذار مدوٍّ بعمق الورطة الأمريكية في اليمن

يمانيون../
في تطوّر ميداني نوعي، أكدت البحرية الأميركية، مساء الإثنين، سقوط طائرة مقاتلة من طراز «F-18» عقب استهدافها في هجوم مشترك شنّته القوات المسلحة اليمنية على حاملة الطائرات «هاري ترومان» ومجموعة السفن الحربية المرافقة لها شمال البحر الأحمر.

هذا الاعتراف الرسمي الأميركي، الذي يأتي بعد بيانات سابقة حاولت التقليل من حجم الهجمات اليمنية، يعكس تحوّلاً جوهرياً في قواعد الاشتباك البحري ويضع واشنطن في زاوية مواجهة مفتوحة مع تكتيكات يمنية أثبتت فعاليتها رغم الفارق الهائل في القدرات.

يتطابق هذا الاعتراف مع ما أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع، عن تنفيذ عملية هجومية معقدة اخترقت الدفاعات الأميركية وأجبرت «ترومان» على الانسحاب نحو أقصى شمال البحر، في سابقة تُسجّل للمرة الأولى منذ بداية العدوان الأميركي المستجد على اليمن منتصف مارس الماضي.

أبعد من مجرد إسقاط طائرة
توقيع هذا الإنجاز الميداني يُمثّل ضربة قاسية لصورة الردع الأميركي في المنطقة، كما يضع علامة استفهام حول فعالية التقنيات الدفاعية لحاملات الطائرات الأكثر تطوراً في العالم، والتي ظلت لعقود رموزاً للهيمنة الأميركية.
ويرى مراقبون أن العملية لم تكن مجرد تصعيد عسكري، بل كانت نتيجة تراكم معلومات استخبارية دقيقة امتلكتها صنعاء حول مواقع التحرك ونقاط الضعف في التشكيل البحري الأميركي، ما يعكس تطوراً نوعياً في القدرات الاستخباراتية والهجومية للقوات اليمنية.

لكن هذا الاعتراف الأميركي لا يخلو من دلالات مقلقة؛ إذ يخشى مراقبون أن يكون مقدّمة لارتكاب مزيد من الجرائم بحق المدنيين في محاولة لتعديل صورة الفشل العسكري، وامتصاص صدمة الرأي العام المحلي والدولي. في هذا السياق، حذّر نشطاء يمنيون من أن إسقاط الطائرة قد يدفع واشنطن إلى شنّ عمليات انتقامية عنيفة، كما حدث في مدينة صعدة عندما استُهدف مركز إيواء للمهاجرين الأفارقة وأودى بحياة 68 مدنياً.

منجزات يمنية وتخبط أميركي
وسائل إعلام أميركية، بينها شبكة «سي إن إن» وموقع «ريسبونسبل ستيتكرافت»، لم تتجاهل حجم ما حدث، وأكدت ضراوة الاشتباكات البحرية التي خاضتها القوات اليمنية في مواجهة البحرية الأميركية، مشيرة إلى أن هذه الاشتباكات جاءت رداً مباشراً على الغارات الأميركية على صعدة وصنعاء.
ومنذ منتصف مارس، نفذت صنعاء أكثر من 25 هجوماً على حاملة الطائرات «ترومان» وسفن مرافقة، ضمن معركة بحرية مفتوحة تهدف إلى ردع العدوان الأميركي وإحباط عملياته الهجومية.

وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، وصف إسقاط الـ«F-18» بأنه “إثبات عملي للتفوق العسكري والتقني الذي بلغته الصناعات الحربية اليمنية”، لافتاً إلى “قفزة غير مسبوقة” في منظومات الدفاع الجوي، وقدرتها على التصدي لأحدث الصناعات العسكرية الأميركية والإسرائيلية على حد سواء.

رد أميركي مأزوم
من جهتها، حاولت القيادة المركزية الأميركية التقليل من تأثير العمليات اليمنية، مشيرة إلى تنفيذ أكثر من 800 غارة جوية ضد منشآت القيادة والسيطرة ومراكز تصنيع الأسلحة والمنظومات الدفاعية. غير أن إصرارها على نفي استهداف المدنيين يصطدم بواقع عملياتها الميدانية، التي أوقعت عشرات الضحايا من الأبرياء في الأيام الماضية.

وفي تناقض فاضح، تقول القيادة المركزية إن ضرباتها تعتمد على معلومات استخباراتية دقيقة، بينما تنقل وسائل إعلام أميركية عن مصادر في “البنتاغون” أن تلك الضربات غالباً ما تستند إلى مصادر مفتوحة، من ضمنها منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد وثقت الأجهزة الأمنية في صنعاء قيام ناشطين موالين للتحالف السعودي – الإماراتي بنشر إحداثيات لأهداف في مناطق تحت سيطرة «أنصار الله»، استُخدمت لاحقاً في تحديد مواقع القصف الأميركي، كما حدث في منطقة “ثقبان” شمال العاصمة، والتي خلّف القصف فيها 12 قتيلاً وعدداً من الجرحى، حسب ما أعلنته وزارة الصحة.

نحو معادلة ردع جديدة
الهجوم اليمني على «ترومان» وأسقاط الـ«F-18» لم يكن فقط تطوراً ميدانيًا بل إعادة ترسيم لمعادلات الردع في البحر الأحمر. فصنعاء لا تواجه فقط واشنطن، بل تتحدى حضورها العسكري بكامل رموزه، وترسل رسائل صلبة إلى تل أبيب والرياض وأبوظبي مفادها أن زمن “الهجمات دون رد” قد انتهى.

وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن الورطة الأميركية في اليمن تتعقّد أكثر من أي وقت مضى، في وقتٍ تكشف فيه العمليات اليمنية عن نموذج مقاومة غير تقليدي قادر على إعادة صياغة موازين القوى… ولو بإسقاط طائرة واحدة.

مقالات مشابهة

  • السلطات بالخرطوم تشرع في إزالة ونظافة أكبر البؤر التي كانت تستخدمها المليشيا للمسروقات والظواهر السالبة
  • سقوط الـ«F-18»… إنذار مدوٍّ بعمق الورطة الأمريكية في اليمن
  • المجد للبندقية التي حرست المواطن ليعود الى بيته الذي كانت قحت تبرر للجنجويد احتلاله
  • إيران اليوم ليست كما كانت
  • صنعاء: واشنطن استخدمت قنبلة محرمة في استهداف “المهاجرين الافارقة”
  • قبائل عبس تعلن النفير العام لمواجهة العدو الأمريكي
  • كانت معدّة للتهريب.. شاهدوا كميات البنزين الكبيرة التي تم ضبطها في عكار (صورة)
  • مناقشة الصعوبات التي تواجه الجمعيات التعاونية بمحافظة صنعاء
  • صنعاء: واشنطن تهيئ الرأي العام الأمريكي لتقبل خسائرها في اليمن 
  • المأزق المحرج لشرطية العالم في اليمن