إيران وخطواتها الحيوية والتحضير للصراعات المستقبلية..!!
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
غيث العبيدي
▪️ الخطوات الحيوية الإيرانية:
بشكل منفصل، تعمل إيران على إنشاء المزيد من الشراكات الاستراتيجية المضادة والشاملة للمحور الغربي، مع بعض دول القارة الإفريقية، مع إبقاء أبواب المشاركة مفتوحة بينها وبين المحور الأوراسي ”روسيا والصين وكوريا الشمالية“ حتى وأن كانت دوافعهم مختلفة إلَّا أنهم يمتلكون أيديولوجية واحدة، ضد الهيمنة الأمريكية على العالم، ومع أنها شريك رئيسي في المحورين الأوراسي ”التكنولوجي والعملياتي“ والإسلامي ”المقاوم“ إلَّا أنها ستبني محور ثالث، وستنجح أن لم يكن قد قطعت اشواط نجاح مهمه فيه، إن شاء الله تعالى، تحديدًا وأن القارة الإفريقية تمتلك القدرة على الانفتاح صوب إيران، لتغير صورتها النمطية المعروفة عنها من جانب، ومن جانب آخر لم تجنِ من المحور الغربي إلَّا الخراب والدمار مثلما يحصل في السودان ودول القرن الإفريقي حَـاليًّا.
▪️ إفريقيا ودوائر الحركة الإيرانية:
تعمل إيران بطرق دبلوماسية واقتصادية، وبمبادرات بحرية، على بناء شراكات استراتيجية متميزة مع دول القرن الإفريقي، بعد أن عرفت تلك الدول أن المحور الأمريكي الإسرائيلي وحلفائهم العرب، الإمارات والسعوديّة، يقوم باستغلال خيراتها، والعبث باستقرارها، وسحقها والمرور عليها، وتجنيد جماعات منها، للعمل مع المنظمات الإرهابية، مما قد ينعكس سلبًا على على نظمها السياسية والأمنية والاجتماعية لاحقًا، مقارنة بالنموذج الإيراني الإنساني، القائم على تعزيز الاستقرار السياسي والأمني والاجتماعي في إفريقيا، وتعتبر كينيا وإريتريا والسودان، من أهم الدول التي استفادت كَثيرًا من النموذج الإيراني. ويعتبر الرئيس الإيراني الراحل السيد إبراهيم رئيسي ”رحمة الله“ أكثر من أعطى أولوية للقارة الإفريقية في السياسات الخارجية الإيرانية، تحديدًا الدول المطلة على ساحل بحر العرب وعدن والبحر الأحمر، لأهميتها الجيوسياسية والاقتصادية عالميًّا، وبالرغم من كُـلّ الصعوبات التي واجهتها، إلا أن طهران استطاعت أن تبني لها عمقا استراتيجيا مهما مع دول الساحل الإفريقي، وخَاصَّة أن القادة الأفارقة، هم من يبحثون عن فرص أفضل للتعامل معها، بعد أن تيقنوا أن إيران ستحافظ على بناء علاقات أقوى معهم.
▪️ إيران وجنوب إفريقيا:
وصف رئيس جنوب إفريقيا ”رامافوزا“ الحكومة الإيرانية بأنها «صديق حقيقي وموثوق ووقفت دائمًا إلى جانب بلادة في أوقات الشدة» ويبدو أن جنوب إفريقيا منفتحة على كُـلّ من إيران وروسيا لتوسيع قدراتها النووية المدنية وهذا ما أكّـده وزير الطاقة في البلاد مؤخّرًا، حَيثُ قال.. « لا يمكن أن يكون لدينا عقد ينص على عدم السماح لإيران أَو روسيا التقدم بعطاءات، لا يمكن أن يكون لدينا هذا الشرط» وبعد أن قدمت جنوب إفريقيا دعوى قضائية ضد “إسرائيل”، على خلفية حرب الإبادة ضد الفلسطينيين، في معركة ”طوفان الأقصى“ وصفتها بعض الأطراف الغربية والعربية بأنها تقاتل “إسرائيل” في لاهاي قانونيًّا نيابة عن إيران، وأن من يقف وراء هذه الجبهة القانونية قد يكون مختلفًا، في إشارة إلى أن إيران استطاعت أن توسع محور المقاومة؛ بهَدفِ مشترك، وهو مناهضة السياسات الإمبريالية ومناصرة الشعوب المستضعفة في آسيا وإفريقيا وفي أية قارة أُخرى، وبناء جسور تواصل فيما بينها لمواجهة المشاريع الغربية المضادة.
وأخيرًا.. نجحت إيران في تحَرّكاتها الدبلوماسية، واستطاعت أن تبني لها عمق استراتيجي مهم في داخل القارة الإفريقية المضطهدة من الغرب، والمقهورة من التمايز العنصري، وسياسة التحيز المستخدم ضدها من قبل الأنظمة السياسية الغربية، التي سلبت الدول الإفريقية ”القرار والثروة“ لتجد في النموذج الإيراني كفاءة ومعطيات وقوانين، وسلكت مسالك حيادية وإنسانية معها، والمتحقّق فيها الإسلام الصحيح، وكفاح الحق ضد الباطل، وقد منحتها رقما مهمًّا وأَسَاسيًّا في جميع تعاملاتها السياسية، لتجد الدول الإفريقية أن الشراكة الاستراتيجية مع إيران أمر مهم للغاية.
وهذا يؤكّـد ما قاله السيد علي الخامنئي حفظه الله بأن «محور المقاومة سيتوسع أكثر من أي وقت مضى».
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
باحثة سياسية: التطورات في لبنان مرتبطة بالمفاوضات "الأمريكية-الإيرانية" وتشمل حزب الله
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قالت راشيل كرم، الكاتبة والباحثة السياسية، إن التطورات الأخيرة في لبنان مرتبطة بشكل وثيق بالمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران، حيث تشمل هذه المفاوضات ثلاثة ملفات رئيسية الملف النووي الإيراني، الصواريخ طويلة المدى، وأذرع إيران في المنطقة، ومن بينها حزب الله.
وأوضحت كرم، خلال مداخلة مع الإعلامية آية لطفي، ببرنامج "ملف اليوم"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن ما يحدث في لبنان، اليمن، غزة، وحتى على الحدود اللبنانية-السورية، هو جزء من هذه المعادلة، خاصة أن بعض المعابر الرئيسية لحزب الله تخضع لرقابة مشددة، باستثناء بعض النقاط في البقاع التي تُعدّ ذات أهمية استراتيجية لربط لبنان بالساحل السوري.
وأضافت أن إسرائيل، رغم قدرتها العسكرية والدعم الأمريكي الذي تحظى به، لا تسعى في الوقت الحالي إلى حرب شاملة، بل تعتمد على استراتيجية "جس النبض"، حيث جاءت الضربات الأخيرة كتحذير ضمني بأن أي تصعيد إضافي من جانب حزب الله أو إيران قد يؤدي إلى حرب أوسع، مشيرةً إلى أن الصواريخ التي أطلقت من الجنوب اللبناني بدائية الصنع، ومن غير المرجح أن تكون صادرة عن حزب الله، بل ربما تكون من تنفيذ عملاء يخدمون المصالح الإسرائيلية بهدف إعطاء ذريعة لتل أبيب لتصعيد هجماتها.
وترى كرم أن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى فرض شروط صارمة على إيران، بما في ذلك سحب سلاح حزب الله والفصائل المسلحة في المنطقة، وإذا لم تمتثل طهران لهذه المطالب، فقد نشهد تصعيدًا أوسع في لبنان، اليمن، غزة، وربما حتى العراق، حيث تسعى القوى الإسرائيلية-الأمريكية إلى تحجيم النفوذ الإيراني في المنطقة.
https://www.youtube.com/watch?v=ZjdalBrsd3w