الصادق الرزيقي: الوجوه التي تسلقت سيقان البلاهة العجفاء في نيروبي، جاءت لتكتب شهادة وفاة لمشروع بائس
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
■كل تلك الوجوه التي تسلقت سيقان البلاهة العجفاء اليوم في نيروبي ، جاءت لتكتب شهادة وفاة لمشروع بائس ، قميء الملامح ، باهت الوجه ، صفيق الجبين ، أبرز ما فيه إصفرار الموت ، لقد جمعوا له أصحاب العاهات السياسية ـالصدئة ونفايات الاحزاب المنبوذة ، وقطاع الطرق و السابلة الهائمين علي درب السياسة اللزج بوحله وطينه وروثه وقاذوراته والدماء .
جاءت وجوه أياديها ملطخة بالعار ، تمتد الأظافر كالخناجر ، وتلتقي الحوافر بالسوافر بالنصال ، جاءوا ولم تزل محاجرهم وأصابعهم و أكفهم السفلي ، تقطر من دم النساء والأطفال والرجال والشيوخ من أهل بلادنا ، من ضحايا حربهم الملعونة ، ألم ترهم يتلفتون وهم بالقاعة البكماء في وجل وخوف وإرتعاش ، أرواح البسطاء الضحايا والشهداء في الفاشر والقطينة وود النورة ومعسكر زمزم وكل مكان نازف ، تلاحقهم تركض خلفهم ، و تمد حبالها المنسوجة من الدم المسفوح حول رقابهم المغموسة في الذل والمال الحرام ، وتغوص أرجلهم في قعر الخيانة المعتم … لتدوس وجوههم الخائبة المرتعدة سنابك النصر المتوالي لجيشنا الباسل في مسارح العمليات كل صبح ومساء .
■ تجمعوا في نيروبي كبغاث الطير ،تكاد تقفز قلوبهم من بين أضلعهم وهم يتصنعون الإبتسامات الخادعة اللئيمة ، في القاعة المزخرفة يشعرون في دواخلهم الخواء أنهم داخل قفص حديدي مزركش ، أحاطتهم المليشيا بجراب مالها وقبله بحرابها المسننة المدببة ، جلسوا كالببغاوات الثرثارات يحملقون في السقف المزين بالهزيمة ، ويرددون نشيد الإنشاد تملقاً و تقرباً زلفي لقادة المليشيا ، وصديد الخيانة يلامس الأنوف والشفاه الذاهلة الذابلة ..
■ شاهدنا الحلو … يحمل عاره الأبدي .. يدخل القاعة كالملدوغ ، قبض الثمن ولم يقبض الوطن ، ضاعت نظراته التائهة بين ضحاياه وهزائمه وأحلامه المهيضة الجناح منذ تمرده الأول وسيره في ركاب قرنق ، فهو لم يحقق شيئاً وقد أفني عمره متمرداً مدحوراً يسكن كالخفافيش بين صلد الصخور ، فبالأمس إتكأ علي عكازة المليشيا اليابسة ، أقعي أمام مصاصي الدماء ، ينشد مجداً لا يأتي ابداً ،و لم يصنعه يوماً ، فتوهمه بالأمس وظن غافلاً أنه سيجده في مكب النفايات ذاك ، وسيصعد به من سفح الخيبة ، فإذا به يدخل أحشاء الأفعي الشرهة ..
■ وجاءت حفنة من تراب السياسة النجس ، يتامي مطرودين من أحزابهم وحركاتهم ، فضل الله برمة ناصر ، جاء فقط ليدنس ثياباً ما كانت يليق به أبداً ، ثوب الجندية السابق ، و جلباب حزب الأمة الذي صنع الاستقلال لدولة 56 ، فألقي بالثوبين وبنفسه في نار المليشيا غير المقدسة ، كما الفراشة العمياء فأحرق تاريخ الثوبين و أحترق ..
■و أختار قادة الحركات السابقة ( الهادي ادريس – الطاهر حجر – سليمان صندل ) المشي خلف جنازة الوطن القتيل ، حملوا هزائمهم وهواجسهم وأحلامهم الحرام ، وتقيأوا مراراتهم وسخام نفوسهم ، وربطوا أياديهم و أعناقهم بخيط مغموس في صبغة الذل ، فنبحوا كثيراً وهم يسيرون خلف قافلة المليشيا ، وعلت وجوههم أكداس من الغبار والسعال والحسرة وقلة الحيلة والطمع ، وأهاليهم يُقتلون ويُذبحون ويُقصفون ، فبئس الخيانة وبئس المسعي المقيت.
■وأختار سليل المراغنة ، أن توضع علي ظهره بردعة المليشيا المتمردة ، جعلوا علي فمه خطاماً كخطام البعير ، وزينوه بزينة برّاقة من الزيف والكذب والخداع ، وما دروا أن كان بالفعل بعيراً أجرب عندما لفظه حزبه وعافه رهطه ، فنال بجدارة لقب الأخرق المستغفل اليتيم ، فقد رضي لنفسه أن يكون ذيلاً.. فكان … وكم في السياسة من ديوث …
■ بعض رموز القبائل علي قلتهم ، لا يمثلون شيئاً غير أنهم زينة وضعوها لتجميل القاعة ، جلابيبهم الباهتة كمواقفهم مثل قشور الخديعة ، تبرق عيونهم من فرط الحيرة ، تناسلت في جنباتهم إنكسارات المواقف الهشة المهلكة ، وهم يخونون وطناً أعطاهم كل شيء ، فخانوه عندما لهثوا وراء الدرهم والدينار ، وحال بينهم وبين الوطن الموج الكاسر ، فلا شيء يعصمهم من الغرق في مستنقع المليشيا الحمضي المتلاطم، رأهم الناس بالأمس و لم تبق في الوجوه مزعة لحم ….
أما الشرفاء من قيادات الإدارة الاهلية وقيادات قبائل السودان العفيفة الشريفة ، فقد ركلت دعوات المليشيا وجفان دولة الامارات وهباتها ومالها ، فحافظوا علي الإرث والتاريخ والإسم ولم يرضوا أن يتلوث، رفضوا الدعوة وقاطعوا ، أما من ذهبوا إلي نيروبي فقد ذهبوا مع الريح …
■بقية الزعانف السياسية والناشطين ، لم نعرف أكثرهم ، لأنهم مجرد أصفار لا قيمة لها في حساب العمل العام ، وجوه لم يشاهدها من قبل أحد ، غوغاء ملأوا بهم المكان ، تراصوا كأحجار الأرصفة ، فرحين ما وجدوا في الطقس الكرنفالي البئيس ، يتصايحون كأنهم في مركب ضائع ، الملح في حلوقهم التي شرخت من الهتاف اللعين ، و السأم في عيونهم التي لم تر أفقاً في السماء ولا درباً يفضي للوطن ، فحاروا في صحراء التيه ، وهم يعبدون عجل السامري الإماراتي الحنيذ .
■ أما النور حمد ونصر الدين عبد الباري ومحمد حسن التعايشي وبقية الناشطين ، فلا شأن لنا بهم فهم يخرجون بلا أجنحة من جيفة التمرد المدحورة .. جاءوا من الفراغ وإليه سيعودوا ، فالضرب علي الميت حرام ..
■ و أخيراً …
كل الذين حضروا …كانوا يحلمون بحدث إحتفالي يرتدي عباءة مخططة بخيوط من ذهب ، فإذا بهم و إحتفالهم عرايا من كل قيمة ، فسيعودوا خلال أيام ، كلٌ إلي مكانه و مهجعه ، فمن كان في المرابض عاد لها وواصل النباح ، ومن مرقده المزابل هجع إليها يهش عن وجهه الذباب، ومن حرفته الإرتزاق تعلم فناً من فنون التسول ، ومن صنعته الإنتظار فلينتظر مع السراب ….فوفاض المليشيا خاو …
الصادق الرزيقي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
شايما الشريف وعبد الرحمن القليوبي.. وجوه صاعدة تشارك في مسلسل شباب امرأة
بشغف كبير ينتظر متابعو الفنانة غادة عبد الرازق عرض مسلسل «شباب امرأة»، بعد أيام قليلة خلال موسم دراما رمضان، حيث يشارك في بطولته نخبة كبيرة من الفنانين ومجموعة من الوجوه الشابة الصاعدة التي ينتظر الجمهور متابعتها بالعمل المأخوذ عن رواية تحمل اسم العمل ذاته للأديب أمين يوسف غراب.
يضم مسلسل «شباب امرأة» نخبة من الوجوه الصاعدة على رأسها الفنان الشاب يوسف عمر، الذي يجسد دور الطالب «إمام» الذي تدور صراعات بينه وبين بطلة العمل غادة عبد الرازق، كما تشارك مجموعة من الوجود الصاعدة بينهم، شايما الشريف، ولينا صوفيا، وعبد الرحمن القليوبي.
تعتبر شايما الشريف أحد الوجوه الصاعدة التي لمعت في العديد من الأدوار خلال السنوات القليلة الماضية، فهي تخرجت من كلية التجارة بجامعة الإسكندرية، ومن ثم حصلت على مجموعة من ورش التمثيل، وشاركت بأعمال مسرحية بمسرح الجامعة.
جاءت أولى مشاركاتها الفنية من خلال مسلسل «لدينا أقوال أخرى» عام 2018، ومن ثم مسلسل «الرحلة» عام 2018، ومسلسل «نصيبي وقسمتك 3» عام 2019، ومسلسل «قابيل» عام 2019.
لينا صوفياهي ممثلة مغربية فرنسية تجيد التمثيل بعدة لغات تشمل، العربية، الإنجليزية، الفرنسية، والإسبانية، واشتهرت لينا منذ طفولتها بالمشاركة في الأعمال الفنية كان بينها فيلم «هيبتا - المحاضرة الأخيرة».
وتوالت أعمال الشابة لينا صوفيا فيما بعد فجاء من بينها، مسلسلات «هذا المساء»، و«بالحجم العائلي» و«كامل العدد» بأجزائه.
يعتبر الفنان الشاب عبد الرحمن القليوبي أحد الوجوه الصاعدة خلال السنوات الأخيرة، إذ شارك في مجموعة من الأعمال الدرامية بينها، «الاختيار»، «فلانتينو»، «جزيرة غمام»، و«فهد البطل» المقرر عرضه خلال رمضان 2025.
تدور أحداث مسلسل «شباب امرأة» المأخوذ عن رواية أمين يوسف غراب، في إطار اجتماعي درامي، حول شباب الريف وانتقالهم للعيش في المدينة وهل ستتأثر بعض مبادئهم أم لا، وهو الأمر الذي تناوله فيلم «شباب امرأة» للفنانة تحية كاريوكا أيضًا، حيث دارت الأحداث حول «شفاعات» امرأة متسلطة، تتعرف على شاب ريفي بعدما يستأجر حجرة للعيش بالبناية الخاصة بها، ومن ثم تُفتن به وتحاول نصب شباكها العاطفية نحوه، وتتوالى الأحداث.
يشارك في بطولة مسلسل «شباب امرأة» كل من، غادة عبد الرازق، محمد محمود، يوسف عمر، جوري بكر، طارق النهري، عمرو وهبه، وغيرهم.