نظمت وزارة التنمية المحلية جولة ميدانية لوفد الكوادر الأفريقية، خلال فعاليات اليوم الرابع من الدورة التدريبية للكوادر الافريقية حول « دور المحليات في إدارة الازمات والكوارث» ، التي نظمتها الوزارة بالتعاون مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل بوزارة الخارجية، حيث تضمنت فعاليات الجولة زيارة الوكالة المصرية للفضاء، ومركز السيطرة للشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، بالإضافة إلى جولة تفقدية بالعاصمة الإدارية الجديدة.

يأتي ذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية، لتعريف الكوادر الأفريقية بتجربة مصر الرائدة في تطوير منظومة الطوارئ والسلامة العامة، وتعزيز استخدام أحدث الوسائل التكنولوجية لدعم التأمين والخدمات على مستوى المحافظات، والتعرف علي معالم العاصمة الإدارية الجديدة والتي تمثل نموذجا ملهما يجسد رؤية مصر الطموحة نحو المستقبل.

وقد استهل الوفد الإفريقي جولته بزيارة الوكالة المصرية للفضاء لتعريفهم بنشأة ومهام الوكالة والتعرف علي الدور الكبير لتكنولوجيا الفضاء في تحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات، ومن بينها إدارة الأزمات والكوارث، والأمن الغذائي، ومكافحة تغير المناخ، والتخطيط العمراني وغيرها من الأنشطة الرائدة والمشروعات الواعدة التي تنفذها مصر في هذا المجال.

حيث استعرض مسؤل بوكالة الفضاء المصرية، خلال الجولة نبذه مختصرة عن الوكالة والتي تهدف إلى استحداث ونقل علوم تكنولوجيا الفضاء وتوطينها وتطويرها وامتلاك القدرات الذاتية لبناء الأقمار الصناعية وإطلاقها من الأراضي المصرية، كما تناول أبرز إنجازات وكالة الفضاء المصرية، مشيرًا إلى أن مصر من أولى الدول في إفريقيا التي استخدمت تكنولوجيا الفضاء، وأطلقت أقمارا صناعية.

كما تم عرض ما تم تنفيذه من نجاحات في إطار تجهيز وكالة الفضاء الأفريقية التي تتخذ من القاهرة مقراً لها، مؤكدًا على اهتمام مصر البالغ بتعزيز التعاون الثنائي والإقليمي مع الدول الصديقة في هذا الصدد، موضحًا أهمية دور وكالة الفضاء المصرية فى تعزيز ثقافة الفضاء ودعم البحث العلمى والابتكار فى هذا المجال الحيوى، مشيرًا إلى دور الوكالة فى التنمية المستدامة، حيث تلعب دورًا محوريًا فى دعم التنمية المستدامة فى مصر، من خلال المساهمة فى مجالات الاتصالات والنقل والتعليم والبيئة والصحة.

كما تضمنت الجولة التي نظمتها وزارة التنمية المحلية اليوم للكوادر الأفريقية زيارة لمركز سيطرة الشبكة الوطنية للسلامة والطوارئ ومركز إدارة الأزمات بوزارة التنمية المحلية، حيث اطلع الوفد علي جهود المركز في تقديم خدمات الطوارئ والمرافق واحتواء الأزمات وإدارتها بكفاءة عالية وإحكام تام في أقل وقت ممكن والحفاظ علي خصوصية بيانات الدولة المصرية.

وقدّم الدكتور سعيد حلمي، رئيس قطاع الإدارة الاستراتيجية والتنمية المحلية والمشرف العام على الإدارة العامة للأزمات بالوزارة ، شرحًا تفصيليًا عن مكونات المركز، الذي يضم قاعة اجتماعات لمتخذي القرار، منصة لمتابعة العمليات، غرفة لمشغّلي المنظومة، مركز معلومات (Data Center)، وصالة عرض مزودة بشاشات تفاعلية. كما أوضح الدكتور سعيد حلمي أن المركز يعمل على مدار 24 ساعة، ويرتبط بمركز سيطرة مجلس الوزراء، والوزارات، والمحافظات، لضمان استجابة سريعة وفعالة، مشيرًا إلى أن إدارة الأزمات تمر بثلاث مراحل رئيسية وهي: مرحلة "ما قبل الأزمة" وتشمل إعداد الخطط ورسم السيناريوهات واتخاذ الإجراءات الوقائية، ومرحلة "مواجهة الأزمة" وتتضمن الاستجابة الفورية وتنفيذ الخطط المعدة مسبقًا، والمرحلة الثالثة والأخيرة مرحلة "ما بعد الأزمة" والتي تركز على استعادة الأوضاع إلى طبيعتها وتحليل الدروس المستفادة.

وأكد العميد شريف زهران، مدير الإدارة العامة للأزمات والحد من المخاطر  بالوزارة، أن الشبكة الوطنية الموحدة للطوارئ والسلامة العامة تهدف إلى سرعة تقديم خدمات الطوارئ والمرافق، واحتواء الأزمات وإدارتها بكفاءة عالية وفي أقل وقت ممكن، موضحاً أن الشبكة عبارة عن شبكة محمول لاسلكية حكومية تعمل بتكنولوجيا الجيل الرابع، وهي منفصلة تمامًا عن شبكة الإنترنت وجميع شبكات المحمول الأخرى، كما استعرض دور المركز في الاستعدادات لمواجهة الأزمات والكوارث الطارئة، مشيرًا إلى تنفيذ المشروع الاستراتيجي لإدارة الأزمات بالمحافظات لعام 2025، وذلك في مقر القيادة الاستراتيجية بالكيان العسكري في العاصمة الإدارية الجديدة، حيث تم تطبيق عدد من السيناريوهات المقترحة في محافظات القاهرة، شمال سيناء، بورسعيد، مطروح، أسوان، الإسكندرية، والجيزة.

كما أوضح العميد وليد فتحي، مدير مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة بالوزارة ، أن المركز يُعد ثاني أكبر مركز على مستوى الجمهورية في إدارة الأزمات والطوارئ، ويمثل نقلة نوعية في ربط كافة عناصر الطوارئ والمرافق الحيوية عبر شبكة موحدة مؤمنة بالكامل، وفق أحدث المعايير العالمية، كما قدم عرضًا عمليًا لكيفية التواصل بين مركز السيطرة الرئيسي بالمحافظات، من خلال الاتصال بمراكز السيطرة في القاهرة، ومطروح، والمنيا، والأقصر، لإبراز التعاون الوثيق بين المحافظات، وإمكانية تقديم الدعم الفوري للمناطق التي تواجه أزمات، عبر توفير 25% من الموارد المطلوبة لحل أي طارئ، ما يسهم في تسريع الاستجابة وتحسين مستوى الخدمات.


واختُتمت الجولة بزيارة الوفد للعاصمة الإدارية الجديدة، لتفقد معالمها، حيث قام الوفد بجولة في أبرز معالمها، بما في ذلك الحي الحكومي، ساحة الشعب، إلى جانب زيارة منطقة الأبراج والمشروعات التنموية الكبرى. كما حرص أعضاء الوفد على التقاط الصور التذكارية في مختلف المواقع منها قوص النصر، تعبيرًا عن إعجابهم بحجم الإنجاز الذي تحقق في فترة زمنية قياسية.

وقدّم مسؤولو شركة العاصمة الإدارية عرضًا تفصيليًا عن المشروع، الذي يمتد على مساحة 700 كيلومتر مربع (170 ألف فدان)، حيث تعد العاصمة الإدارية من مدن الجيل الرابع الذكية والمستدامة، وتضم مقارًا لرئاسة الجمهورية، والوزارات، والبرلمان، إلى جانب أحياء سكنية، وحي دبلوماسي، وحي مالي، كما تحتوي على مطار دولي بمساحة 16 كيلومترًا مربعًا، ومراكز تجارية بمساحة 402 كيلومتر مربع، فضلًا عن 90 كيلومترًا مربعًا من حقول الطاقة الشمسية. ومن المتوقع أن تستوعب 6.5 مليون نسمة، وتوفر 1.5 مليون فرصة عمل.

وأشار مسؤلي الشركة إلي أهمية انتقال الوزارات إلى العاصمة الإدارية، لما له من دور في خلق جسر اقتصادي وثقافي جديد، وتعزيز فرص الاستثمار، وتخفيف الازدحام المروري في القاهرة الكبرى، مما يسهم في تقليل استهلاك الوقود، وتخفيف التلوث البيئي، مع الحفاظ على الطابع الحضاري للعاصمة التاريخية.

ومن جانبهم ... أعرب الوفد الافريقي، الذين يمثلون 22 دولة أفريقية، عن إعجابهم بالمستوى المتطور لمنظومة الطوارئ والسلامة العامة، مؤكدين أن التجربة المصرية تُعد نموذجًا يُحتذى به لتعزيز أنظمة الطوارئ في أفريقيا، كما أشادوا بالبنية التحتية للعاصمة الإدارية الجديدة ، والمباني الذكية، والتقنيات الحديثة المستخدمة في إدارة المدينة معتبرين أنها تمثل مستقبل التنمية الحضرية المستدامة في القارة.

وفي ختام الجولة، أكدت وزارة التنمية المحلية حرصها على نقل الخبرات مع الأشقاء الأفارقة، وتعزيز التعاون في مجالات الإدارة المحلية والسلامة العامة، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التكامل بين الدول الأفريقية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدورات التدريبية التنمية المحلية منال عوض للكوادر الأفريقية المزيد التنمیة المستدامة الإداریة الجدیدة العاصمة الإداریة والسلامة العامة التنمیة المحلیة إدارة الأزمات مشیر ا إلى

إقرأ أيضاً:

إشادة دولية بالتجربة السعودية في إدارة الموارد المائية

أكدت المملكة أهمية تعزيز التعاون الدولي، في مجال المياه، ومواجهة تحديات قطاع المياه حول العالم، إضافةً إلى ضرورة تطبيق الإدارة المتكاملة للموارد المائية, لتحقيق استدامتها والتغلب على آثار نُدرة المياه وتنمية مواردها.
جاء ذلك خلال مشاركة المملكة في منتدى "مجتمع قيمة المياه" الذي عُقد في العاصمة الإيطالية روما, لمناقشة أبرز التحديات التي تواجه إيطاليا في قطاع المياه مثل تأثيرات التغير المناخي، وتراجع مستويات المياه الجوفية، وضرورة تطوير تقنيات حديثة لضمان استدامة الموارد المائية.
أخبار متعلقة برئاسة المملكة .. انطلاق الدورة 69 للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدةالمياه الوطنية: ضخ أكثر من 15.8 مليون م³ للحرمين الشريفين خلال العشر الأوائل من رمضانالمملكة وأوكرانيا تشيدان بمتانة العلاقات.. وترحيب بإعادة إنشاء مجلس الأعمالواستعرضت المملكة، تجربتها الرائدة للإدارة المتكاملة للموارد المائية، في ظل الظروف المناخية الصعبة التي تواجهها، متناولة أبرز إنجازاتها وخبراتها في هذا المجال.التنمية المائية الشاملةوسلّطت الضوء على نهج "الوفرة في ظل الندرة"، الذي نجحت في تطبيقه من خلال الإستراتيجيات الوطنية المبتكرة للوصول إلى تحقيق التنمية المائية الشاملة.
وقال وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه الدكتور عبد العزيز الشيباني، إن رؤية المملكة 2030، أولت اهتمامًا كبيرًا بالموارد المائية، وجعلت التنمية المائية المستدامة جزءًا أساسيًا من مسيرة التنمية الشاملة.
وأشار إلى أن نُدرة الموارد المائية للمملكة، فرضت الحاجة إلى تبني إستراتيجيات شاملة لتحسين كفاءة استخدام المياه, لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، وتعزيز الاستدامة المائية، وتسعى الإستراتيجية الوطنية للمياه 2030، إلى تطوير مصادر بديلة للمياه، وتقليل الاعتماد على الموارد المائية الجوفية غير المتجددة، من خلال تحلية المياه، وتحسين كفاءة شبكات التوزيع، وتقليل الفاقد المائي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للمياه خلال كلمته- واسمصادر المياه غير التقليديةوأوضح الدكتور الشيباني، أن المملكة تبنّت منذ وقتٍ مبكّر، الاعتماد على مصادر المياه غير التقليدية -مثل تحلية مياه البحر-، كونها خيارًا إستراتيجيًا لمواجهة شح الموارد المائية الطبيعية، وتغطية احتياجاتها من مياه الشرب، وتوفير مصادر مياه مستدامة, مما جعلها أكبر منتج للمياه المحلاة على مستوى العالم.
وأضاف أنها اتخذت العديد من الخطوات للحفاظ على الموارد المائية، مثل تنفيذ مشاريع إعادة استخدام المياه المعالجة، لا سيما في القطاعات الصناعية والزراعية, بهدف تقليل الضغط على الموارد المائية الجوفية غير المجدّدة، وتعزيز الكفاءة التشغيلية لشبكات المياه.جهود المملكة في مجال المياهوأشار وكيل الوزارة للمياه، إلى جهود المملكة الدولية في مجال المياه، ومشاركتها في عدد من المبادرات، مثل مجموعة العشرين، وتعاونها مع المنظمات الأممية ذات الصلة.
ولفت إلى الفرص الاستثمارية الكبيرة المتاحة في قطاع المياه بالمملكة، خاصة فيما يتعلق بدور القطاع الخاص في دعم المشاريع المائية، من خلال الشراكات، والاستثمار في التقنيات المتقدمة، إضافةً إلى البحث العلمي، والبنية التحتية المائية.
وفي ختام أعماله، أشاد المنتدى بالتجربة السعودية في الإدارة المتكاملة للموارد المائية، وخرج بعدة توصيات لتعزيز الأمن المائي في إيطاليا من أبرزها، الدعوة إلى زيادة الاستثمارات في البنية التحتية المائية، إلى جانب التنسيق وتبادل الخبرات بين الدول، بما يُسهم في تطوير حلولٍ أكثر استدامة لإدارة الموارد المائية.

مقالات مشابهة

  • صحة الخرطوم تنعى كوادر بالوزارة وتدين استهداف المليشيا للكوادر الطبيبة
  • تنظيم مسابقة تجويد القرآن الكريم بالمعهد الملكي للشرطة
  • ممثلة الأمم المتحدة في مصر تشيد بالحكومة المصرية لالتزامها بتحقيق التنمية المستدامة
  • النيابة الإدارية تحيل مدير سابق للمعارض بالهيئة العامة للتنشيط السياحى للمحاكمة التأديبية
  • مكتبات الشارقة تجمع 45 مستعرباً في جولة لاستكشاف ذاكرة الإمارة
  • إشادة دولية بالتجربة السعودية في إدارة الموارد المائية
  • محمد بن زايد يصل مصر في «زيارة أخوية»
  • وزيرة التنمية المحلية تشارك في لقاء الرئيس السيسي بمناسبة يوم المرأة المصرية
  • فرحات: المرأة المصرية شريك أساسي في التنمية وصنع القرار
  • الرئيس السيسي يشيد بالتقدم المحرز من المرأة المصرية في مختلف المجالات