الذكاء الاصطناعي يتنبأ بالنوبات القلبية قبل فوات الأوان
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
في عالم يشهد تطورًا سريعًا في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بدأ العلماء باستخدام هذه التكنولوجيا الثورية لتغيير ملامح الرعاية الصحية، وخاصة في مجال أمراض القلب والأوعية الدموية.
لطالما كانت النوبات القلبية أحد أكبر التحديات الصحية عالميا، إذ تحصد أمراض القلب والأوعية الدموية أرواح أكثر من 17 مليون شخص سنويا في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها السبب الرئيسي للوفاة، وفقًا لجمعية القلب الأميركية.
ورغم التقدم الكبير في الطب، لا يزال تحديد الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بدقة يشكل عقبة رئيسية.
ويسعى فريق من الباحثين إلى التنبؤ بهذه النوبات قبل سنوات من حدوثها من خلال الذكاء الاصطناعي، ويحاولون جعل الذكاء الاصطناعي بمنزلة أداة موثوقة تمنح المرضى فرصة الوقاية واتخاذ التدابير اللازمة في وقت مبكر.
ويهدف هذا المشروع الطموح إلى استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بشكل أكثر دقة بخطر الإصابة بقصور القلب وغيره من الأحداث القلبية الوعائية، ومن ذلك تقدير متى قد يحدث حدث ضار.
الذكاء الاصطناعي في خدمة القلبشرع الباحثون في جامعة "كيس ويسترن ريزيرف" (Case Western Reserve) و"المستشفيات الجامعية" (University Hospitals) ومستشفى "هيوستن ميثوديست" (Houston Methodist) في مبادرة رائدة لتسخير الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بقصور القلب وغيره من الأحداث القلبية الوعائية بدقة غير مسبوقة.
إعلانويسعى المشروع الجديد إلى سد الفجوة في التشخيص المبكر من خلال تحليل صور الأشعة المقطعية للقلب باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.
وتهدف الجهود إلى تقدير احتمال حدوث مثل هذه الأحداث السلبية وتوقيت حدوثها من خلال تطوير نموذج ذكاء اصطناعي يتعلم من فحوصات المرضى.
وتعتمد هذه التقنية على فحص صور الأشعة المقطعية المخصصة لقياس نسبة الكالسيوم في الشرايين، وهي أداة شائعة الاستخدام للكشف عن تراكم اللويحات داخل الأوعية الدموية.
ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، إذ تتيح هذه الفحوصات أيضًا جمع معلومات قيمة عن الشريان الأبهر، وشكل القلب، والرئتين، والعضلات، والكبد، مما يوفر ثروة من البيانات التي يمكن تحليلها لاستخلاص رؤى جديدة حول صحة القلب.
تمويل ودعم علمي واسعحصل المشروع على تمويل قدره 4 ملايين دولار من خلال منحتين من المعاهد الوطنية للصحة، وهو ما يعكس إمكاناته الهائلة في إحداث تحول جذري في مجال رعاية أمراض القلب والأوعية الدموية.
ويقول البروفيسور شوو لي قائد المشروع وأستاذ الهندسة الطبية الحيوية وعلوم الحوسبة بجامعة "كيس ويسترن ريزيرف" إن هذا المشروع يمثل "قفزة كبيرة نحو تطوير رعاية صحية شخصية، إذ يمكنه أن يضع معايير جديدة للوقاية وإدارة أمراض القلب والأوعية الدموية، فضلًا عن تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الطبية لإحداث تحولات جذرية في الرعاية الصحية".
ويعمل المشروع على إنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تنبؤية قادرة على تفسير البيانات المجمعة من عمليات مسح التصوير المقطعي المحوسب لقياس الكالسيوم وعوامل الخطر السريرية والتركيبة السكانية.
ومن خلال هذه المنهجية المتكاملة، يأمل الباحثون، بقيادة شوو لي وسدير الكندي اختصاصي تصوير القلب في "هيوستن ميثوديست" (Houston Methodist)، الكشف عن رؤى بالغة الأهمية حول التفاعل بين صحة القلب وتكوين الجسم.
إعلانويقول الكندي "يتيح لنا التنبؤ الدقيق بالمخاطر تصميم علاجات وقائية مخصصة تخفف من عبء أمراض القلب وتحسن نتائج المرضى. فبالكشف المبكر عن المخاطر، يمكن لهذا المشروع أن يعيد تعريف بروتوكولات الرعاية الصحية بما قد يسهم في إنقاذ الأرواح وتقليل تكاليف العلاج".
دمج الذكاء الاصطناعي في الممارسات الطبيةمن خلال الاستفادة من بيانات التصوير المقطعي المحوسب الموجودة في نظامين صحيين كبيرين هما "المستشفيات الجامعية" (University Hospitals) ومستشفى "هيوستن ميثوديست" (Houston Methodist)، يؤكد هذا البحث إمكانات الذكاء الاصطناعي في معالجة التحديات السريرية المستمرة بطريقة فعالة من حيث التكلفة وقابلة للتطوير.
ويُستخدم التصوير المقطعي المحوسب لقياس نسبة الكالسيوم كوسيلة غير مكلفة وغير جراحية لتحديد مقدار اللويحات المتكلسة الموجودة في الشرايين التاجية، فقد تتسبب اللويحة الموجودة في شرايين القلب في تضييقها أو انسدادها ويمكنها التنبؤ بخطر إصابة شخص ما بنوبة قلبية.
ومع ذلك، فإن نموذج الذكاء الاصطناعي الجديد يمضي إلى أبعد من ذلك، إذ يحلل عوامل إضافية مثل شكل القلب، وتكوين الجسم، وكثافة العظام، ودهون الأحشاء، جنبًا إلى جنب مع العمر والبيانات الديمغرافية الأخرى.
ويشرح شوو لي "هدفنا هو تطوير طريقة غير جراحية، ودقيقة، وشخصية للتنبؤ بمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. تتكامل هذه التقنية بسلاسة مع بيئات العمل السريرية، فتعزز اتخاذ القرار الطبي وتقلل الحاجة إلى الإجراءات التشخيصية الجراحية".
يضم فريق البحث نخبة من العلماء، من بينهم ديفيد ويلسون أستاذ الهندسة الطبية الحيوية والتصوير الشعاعي، وبينغفو فو أستاذ الإحصاء الحيوي، وسانجاي راجاغوبالان مدير معهد أبحاث القلب والأوعية الدموية في جامعة "كيس ويسترن ريزيرف".
إعلانويشير راجاغوبالان إلى الأهمية الواسعة لهذا البحث بقوله "يسهم فهمنا العميق لهذه العوامل الجديدة المستندة إلى التصوير في تعزيز معرفتنا بأنماط أمراض القلب والأوعية الدموية، ويساعد الأطباء في تقديم توصيات علاجية في الوقت المناسب".
مستقبل الذكاء الاصطناعي في الطبيمثل هذا المشروع خطوة جوهرية في محاربة أمراض القلب والأوعية الدموية، إذ يسعى إلى دمج الذكاء الاصطناعي في التشخيصات الطبية الروتينية.
ولا يهدف البحث إلى تحسين النتائج الصحية للمرضى فحسب، بل يضع أيضًا الأساس لنظام رعاية صحية أكثر تخصيصًا وكفاءة وفاعلية.
وإذا نجح هذا النهج، فإنه قد يعيد تعريف طريقة الأطباء في التنبؤ بمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية وإدارتها، مما يؤدي إلى إنقاذ كثير من الأرواح في جميع أنحاء العالم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أمراض القلب والأوعیة الدمویة الذکاء الاصطناعی فی هذا المشروع من خلال
إقرأ أيضاً:
فيديو| من الذكاء الاصطناعي إلى الحج.. مشاريع تخرج طلاب إعلام ”المؤسس“
في إطار اهتمامها بتسليط الضوء على إبداعات شباب الوطن، استعرضت كلية الاتصال والإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز مشاريع تخرج طلابها وطالباتها لهذا العام، والتي كشفت عن وعي عميق بقضايا المجتمع الراهنة واهتمام واضح بمواكبة التحولات الرقمية والثقافية المتسارعة التي تشهدها المملكة، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030.
جاء ذلك خلال جولة ميدانية لـ ”اليوم“ ضمن فعاليات مؤتمر الاتصال الرقمي الذي نظمته الجامعة تحت شعار ”الاتصال.. إعلام وأكثر“، والذي حظي برعاية كريمة من نائب أمير منطقة مكة المكرمة، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، وبمشاركة دولية واسعة ضمت أكثر من 140 باحثاً وخبيراً من 56 مؤسسة أكاديمية ومهنية يمثلون 13 دولة.تنوع لافت
أخبار متعلقة من خلال المراكز الصحية.. مستشفى بريدة المركزي تخدم 316 ألف مستفيدالمملكة تعرب عن قلقها بشأن التوتر بين الهند وباكستان وتدعو لحل الخلافاتقد عكست المشاريع الطلابية تنوعاً لافتاً في الموضوعات المطروحة، ملامسةً جوانب مختلفة من الحياة المعاصرة وتحدياتها.
ففي الجانب الاجتماعي والثقافي، قدمت الطالبة هديل المالكي مشروعاً حول ”الأناقة والأزياء“ ودور الإعلام في صياغة الذوق العام وتعزيز الهوية.هديل المالكي
بينما تناول سعد الشمراني ”السياحة في جدة“ مسلطاً الضوء على أهمية توظيف الإعلام للترويج الذكي للمقومات المحلية.سعد الشمراني
كما ركزت غيداء الغامدي في مشروعها ”السمعة الرقمية“ على أهمية إدارتها للأفراد والمؤسسات.غيداء الغامدي
وطرحت ريناد عبدالقادر مشروع ”تواصل الحضارات“ الهادف لتعزيز المهارات الدبلوماسية بين الشباب.ريناد عبدالقادر
وبرز الاهتمام بالتقنية وتطبيقاتها الإعلامية في عدة مشاريع؛ حيث قدمت ميعاد العتيبي مشروعاً توعوياً عن دور ”الذكاء الاصطناعي“ في حياة المجتمع، وناقشت رهف اليامي في مشروع ”سر الأثر“ مبادئ العلاقات العامة وكيفية تسويقها إعلامياً.رهف الياميحلول تقنية
قدمت منال الزهراني عبر مشروع ”منارة“ حلولاً تقنية مبتكرة لتحليل الانطباعات وتقييم الأداء الإعلامي باستخدام الذكاء الاصطناعي.منال الزهراني
فيما تطرقت رؤية الزهراني في مشروع ”تكامل“ إلى أهمية دمج إدارة مواقع التواصل الاجتماعي مع الصورة الذهنية والهوية البصرية للمؤسسات.رؤية الزهراني
وفي مجال المعرفة الإعلامية ومواجهة التحديات الرقمية، أطلقت شهد المالكي موقعاً إلكترونياً بعنوان ”إعلامك بوضوح“ لتعريف المصطلحات الإعلامية الحديثة.
بينما ركزت لمى المداح في مشروع ”نور المعرفة في زمن التضليل“ على توعية الجمهور بظاهرة التضليل الإعلامي وأساليب كشفه.لمى مداح
وقدمت غيداء السبيعي مشروع ”وجهة“ الذي يجمع بين تصحيح المعلومات المغلوطة وتسهيل الوصول للفرص التدريبية والمحتوى الطلابي الإعلامي.غيداء السبيعيحج ميسر
لم تغفل المشاريع الجانب الخدمي، حيث عرضت مرام حسين مشروعها ”حج ميسر“ الذي يهدف إلى توعية الحجاج والعاملين بالمناسك لرفع كفاءتهم خلال موسم الحج.مرام حسين
وتشير هذه الباقة الغنية والمتنوعة من المشاريع إلى النضج الفكري والمهني الذي وصل إليه طلاب وطالبات الكلية، ومدى ارتباطهم بقضايا مجتمعهم وتطلعات وطنهم.
كما تعكس نجاح الجهود التعليمية والأكاديمية بالكلية في إعداد كفاءات إعلامية فاعلة ومؤهلة للمساهمة في رسم ملامح مستقبل إعلامي مشرق للمملكة، وذلك في إطار حدث علمي دولي مرموق جمع نخبة من الخبراء والمتخصصين من مختلف أنحاء العالم.