سودانايل:
2025-03-25@13:05:43 GMT

الفاشر تحت وطأة القتال، نزوح عكسي ومعاناة لا تنتهي

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

مع اشتداد وتيرة العمليات العسكرية في الفاشر بولاية شمال دارفور العام الماضي، اضطرت السيدة فاطمة عبد الكريم لمغادرة منزلها في المدينة التي ولدت بها، نحو قرية شقرة غربًا. لكن هجمات الدعم السريع الأخيرة على تلك القرى أجبرتها على العودة إلى مسقط رأسها الأسبوع الماضي، في رحلة نزوح عكسية.

منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة
المصدر : سودان تربيون

الفاشر 19 فبراير 2025 - مع اشتداد وتيرة العمليات العسكرية في الفاشر بولاية شمال دارفور العام الماضي، اضطرت السيدة فاطمة عبد الكريم لمغادرة منزلها في المدينة التي ولدت بها، نحو قرية شقرة غربًا.

لكن هجمات الدعم السريع الأخيرة على تلك القرى أجبرتها على العودة إلى مسقط رأسها الأسبوع الماضي، في رحلة نزوح عكسية.
ويواجه سكان عشرات القرى المترامية الواقعة غربي مدينة الفاشر، ومخيم زمزم للنازحين أوضاعًا إنسانية مأساوية بعد هجمات عنيفة شنتها قوات الدعم السريع حولت تلك المناطق إلى ركام، محيلة حياة المواطنين فيها إلى جحيم لا يطاق.
ونفذت قوات الدعم السريع، أواخر يناير المنصرمة، هجمات ذات طابع انتقامي طالت نحو 17 قرية واقعة في الريف الغربي لمدينة الفاشر في سياق حملة تهدف إلى تضييق الخناق على عاصمة شمال دارفور، حيث أطلق مسلحو الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها النار بصورة عشوائية تجاه المدنيين مما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة منهم بجانب قيامها بحرق المنازل بعد إفراغها من محتوياتها التي تضم المحاصيل الزراعية وقليل من النقود والحُلى الذهبية.


وعلى مدار أكثر من أسبوعين ظل جنود قوات الدعم السريع يرتكبون انتهاكات واسعة ضد المدنيين، ومعظمهم من الذين فروا من مدينة الفاشر بسبب العمليات الحربية المستمرة، حيث تعد قرى الريف الغربي مركزًا لتجميع آلاف الفارين الذين وصلوا إلى المنطقة بعد موجة التصعيد العسكري الكبير بين الجيش وحلفائه من القوة المشتركة ضد قوات الدعم السريع.
عودة عكسية
فاطمة عبد الكريم، وهي من سكان مدينة الفاشر، فرت إلى منطقة "شقرة" علها تجد الأمان هناك، لكنها اضطرت مرة أخرى إلى العودة للفاشر برغم استمرار القصف العشوائي والاشتباكات المباشرة بين أطراف النزاع، وتقول لـ"سودان تربيون": "الجنجويد طردونا من الفاشر لشقرة ولكنهم لحقوا بنا هناك وهاجموا المنطقة مرة أخرى مما دفعنا للعودة لحي الدرجة الأولى في مدينة الفاشر".
وتضيف: "فقدنا كل شيء في رحلة النزوح الأولى وعدنا ولا نملك شيئًا حيث نعتمد في غذائنا على ما توفره التكايا من طعام مجاني لي ولآلاف غيري من النازحين".
التهجير القسري
وتروي عائشة علي آدم ما عاشته من أهوال جراء هجوم قوات الدعم السريع على منطقتها، وتقول لـ"سودان تربيون": "هجم علينا الجنجويد في ليل 30 يناير الماضي وهم مدججين بالسلاح وقاموا بإطلاق الرصاص على المنازل المبنية من المواد المحلية وهي القش والحطب مما أدى لحرقها".
وأضافت مريم التي نزحت من قرية كويْم غرب الفاشر: "سرقوا كل الماشية والذرة والحمير، وما لم يتمكنوا من حمله قاموا بحرقه أمامنا، ومن يعترض على ذلك تعرض للضرب… تركونا بلا شيء ولا مأوى ووصلنا الآن لمعسكر زمزم ونعيش في ظروف قاسية".
وتكشف حواء محمد، وهي سيدة فارة من منطقة أم مزاليق غرب الفاشر، عن تعرضها للضرب والسحل بواسطة عناصر قوات الدعم السريع بعد أن قاومت ما قالت إنه محاولة اختطاف لابنتيها بواسطة قوات الدعم السريع، وتضيف لـ"سودان تربيون": "مجموعة من قوات الدعم السريع داهمت منزلنا في قرية أم مزالق وطلبوا من بناتي الاثنين مرافقتهم تحت تهديد السلاح فاعترضت على ذلك فتجمعوا حولي وقاموا بضربي بعنف وتسببوا لي في كدمة في الساعد".
وتشير إلى أنها تمكنت من الهروب برفقة بناتها وبعد رحلة سير قاسية استمرت يومين حتى تمكنت من الوصول لأطراف مدينة الفاشر، وهم في حالة إعياء كامل: "وصلنا إلى هنا ونحن لا نملك قوت يومنا، والمنطقة التي نتواجد فيها غير آمنة، فقد تعرضنا لهجوم من الجنجويد قبل أيام، ولم يعد هناك مكان آمن نلجأ إليه"، تقول حواء.
وتطالب بشدة المنظمات الدولية والحكومة المركزية بضرورة إجراء عمليات إسقاط جوي للطعام والدواء والخيام لآلاف العالقين ما بين الفاشر ومعسكر زمزم وهم بلا مأوى ولا طعام منذ 5 أيام ويعتمدون في غذائهم على قليل من الذرة الرفيعة.
وكشفت بأن النازحين يعانون من نقص كبير في مياه الشرب بعد أن دمر عناصر قوات الدعم السريع محطات المياه في معسكر زمزم وحرقها بشكل كامل، وتابعت بقولها: "هناك بعض المتطوعين تمكنوا من إيصال المياه ولكنها لم تفِ بحاجة الناس لأعدادهم الكبيرة".
القتل على أساس العرق
وتقول سكينة محمد، وهي نازحة من قرية دقيس، لـ"سودان تربيون": "بعد رحلة سير ثلاثة أيام استطعنا أن نصل لمعسكر زمزم والآن نعيش في العراء ونحن في حاجة ماسة للإغاثة والدواء، الجنجويد أفقرونا تمامًا ونهبوا وحرقوا كل ما نملك ونحتاج الآن لخيام وأغطية".
ووصفت ما تعرضت له مناطق غرب الفاشر بالإبادة الجماعية والتطهير العرقي، وأشارت إلى أن مسلحي قوات الدعم السريع يقتلون المواطنين على أساس العرق، وتضيف: "العرب يطلقون النار على الزغاوة حتى وإن كانوا أطفالًا ويقولون بأننا تابعين للتوروبورا - في إشارة للقوة المشتركة التي تقود مواجهات داخل مدينة الفاشر - الجنجويد ليست لهم رحمة يعتدون على الصغار والكبار وينهبون كل شيء حتى الحمير لم تسلم منهم".
الهجوم على زمزم
وضاعف معاناة نازحي غرب الفاشر الـ17 الذين وصلوا لمخيم أبو شوك الهجوم الكبير الذي شنته قوات الدعم السريع على المخيم يومي 11 و12 فبراير الجاري، حيث اعتدت القوات على النازحين وتسببت في قتل العشرات منهم كما أنها دمرت مصادر المياه والمدارس والمستشفيات قبل أن تقوم بحرق السوق بشكل كامل.
أكبر كارثة إنسانية
وكشف المتحدث باسم نازحي معسكر زمزم محمد خميس دودة لـ"سودان تربيون" أن 200 ألف شخص وصلوا إلى معسكر زمزم هربًا من هجمات قوات الدعم السريع على مناطق "قولو، شقرة، سلومة، أنجمينا، أمقديبو، عرب بشير، حلة كنين" وغيرها من مناطق غرب الفاشر، ولفت إلى أن هذه المناطق تم تدميرها بصورة كاملة من قبل قوات الدعم السريع.
ولفت إلى أن آلاف الأطفال والنساء يواجهون خطر الموت لغياب الرعاية الصحية وتفشي الأمراض وارتفاع معدلات أمراض سوء التغذية.
ولفت إلى أن الوضع في معسكر زمزم بعد وصول النازحين الجدد ومع استمرار ملاحقة الميليشيات للفارين حتى داخل المخيم فإن الوضع أصبح كارثة حيث ارتفعت معدلات الوفيات بصورة كبيرة وسط الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن.
وكشف عن تعرض النظام الصحي في المخيم للانهيار الكامل لتوقف المستشفيات وخروجها من الخدمة بسبب استهدافها من قبل قوات الدعم السريع واضطرار المنظمات الدولية لتعليق أنشطتها.
وأشار لوجود نحو 47 حالة جراحية حرجة أصيبوا جراء الهجمات الأخيرة هم في حاجة لتدخل طبي عاجل فضلًا عن وجود حالات ولادة معقدة تتطلب عمليات جراحية أصبحت غير متوفرة بسبب التطورات الأخيرة وإغلاق الطريق الرابط بين زمزم والفاشر وهو ما يجعل من الصعوبة توفير الرعاية الطبية اللازمة للمتضررين.
وأوضح دودة أنه في ظل استمرار القصف والحصار وانتشار المجاعة يعيش آلاف النازحين في كارثة إنسانية تتطلب التدخل العاجل من قبل المجتمع الدولي لتدارك وقوع أكبر كارثة في العالم.


SilenceKills #الصمت يقتل #NoTimeToWasteForSudan #الوضع في السودان لايحتمل التأجيل #StandWithSudan #ساندواالسودان #SudanMediaForum

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع مدینة الفاشر سودان تربیون غرب الفاشر معسکر زمزم إلى أن

إقرأ أيضاً:

الخرطوم تستيقظ على انسحاب جماعي لإرتكازات الدعم السريع

 متابعات ــ تاق برس   فوجئ سكان عدد من أحياء شرق وجنوب الخرطوم بعدم وجود أي ارتكازات لقوات الدعم السريع التى ظلت ثابتة في تلك المواقع لَما يقارب العامين. ومنذ مساء أمس شرعت قوات الدعم السريع في انسحاب منظم من الخرطوم بعد أن فقدت السيطرة على أجزاء واسعة من العاصمة، وشملت عمليات الانسحاب عربات قتالية وأسلحة ثقيلة ومدرعات إلى جانب تناكر مياه ووقود وعدد كبير من السيارات الملاكي ومنهوبات المواطنين. وجاءت الخطوة بعد ضربة قوية تلقتها قوات الدعم السريع وسط الخرطوم بعد مقتل المئات من جنودها في معارك وسط الخرطوم والتي أصبحت بالكامل تحت سيطرة الجيش السوداني. واستهدف الجيش قوات الدعم السريع في ساعة متأخرة من الليل بالمدفعية الثقيلة من كرري وسمع دوي الانفجارات في شرق وجنوب الخرطوم. ورجحت مصادر أن يتم إعلان العاصمة الخرطوم في غضون الساعات القليلة المقبلة خالية من قوات الدعم السريع الخرطومالدعم السريع

مقالات مشابهة

  • مستشار قائد الدعم السريع ينفي الانسحاب من الخرطوم ويتعهد بمواصلة القتال
  • اشتداد حدة المعارك في العاصمة الخرطوم بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع
  • الخرطوم تستيقظ على انسحاب جماعي لإرتكازات الدعم السريع
  • وزير المعادن يؤكد تراجع الدعم السريع عن إسقاط الفاشر ويسخر من خطاب حميدتي
  • نزوح 15 ألف عائلة من المالحة في شمال دارفور جراء المعارك  
  • نزوح 15 ألف عائلة من المالحة في شمال دارفور جراء المعارك
  • في بيان أصدرته: قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على مدينة لقاوة بولاية غرب كردفان والحامية العسكرية بالمنطقة
  • الجيش السوداني يقتل 45 من ميلبشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يكشف عن تدمير عربات قتالية وجرارين يقلان عناصر من الدعم السريع 
  • مجزرة مروعة في المالحة بعد سيطرة الدعم السريع على المدينة