نهائي كأس جلالة السلطان لكرة القدم هو قصة حب ووفاء وعطاء وذكريات تستحق أن تروى للأجيال.. كلنا مدينون (لأغلى الكؤوس) فقد تفتحت زهور الرياضة العُمانية على أحداثها.. ونجومها.. ووقائعها.. وأهدافها. وهي التي أيقظت الجماهير وجعلتها تتعلق بهذه المسابقة وهي التي علّمتنا فنون الإعداد.. والإدارة.. والتنظيم.. والتسويق.
ومخطئ من يعتقد أن فوائد مسابقة الكأس اقتصرت على كرة القدم حيث امتدت فوائدها لتشمل كل الألعاب الرياضية الأخرى الجماعية منها أو الفردية.. ولعل المجمعات الرياضية المنتشرة في جميع المحافظات وأخرها المجمع الرياضي بإبراء الذي يحتضن نهائي الكأس الغالية لدليل واضح وصريح على الفوائد العديدة التي تجنيها الرياضة العُمانية من هذه المسابقة التي تدخل عامها الـ54 بدون توقف.
من يسترجع ذكريات هذه السنوات سيجد الكثير من الذكريات الجميلة التي يحملها كل من عايش هذه النهائيات من لاعب.. وإداري.. ومدرب.. وحكم.. وإعلامي أو من تابعها عن قرب حتى بالقراءة أو المشاهدة.
أجيال.. وأجيال تعاقبت وعاشت وأثمرت الكثير من الثمار والفوائد وهي لا تعد ولا تحصى وأثبتت أن الشباب دوما هو الذهب الحقيقي وهو الثروة التي تصنع المجد الرياضي، لتؤكد هذه المسابقة على دور العقل وتوظيف قدراته لبلوغ الغايات وفوائده لم تعد تنحصر من هو الفائز أو الخاسر لكننا نرى أننا جميعًا فائزون ويكفي شرف بلوغ المباراة النهائية التي نراها دائما تزرع في أعماق القلوب والعقول التفاهم والود والمحبة والروح الرياضية.
الحماس والتفاعل بين أفراد المجتمع في ولاية شمال الشرقية.. والحماس الذي يعتري جماهير السيب والشباب طرفي نهائي الكأس اليوم ما هو إلا الوقود الذي أشعل الشوق لهذا النهائي المرتقب وأعطاه نكهة خاصة ومذاقًا متميزًا قبل أن يطلق الحكم الدولي عمر اليعقوبي صافرة البداية عند السابعة من مساء اليوم والذي نأمل أن نشاهد أداء فنيا رائعا يليق بطرفي المباراة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
لأول مرة في تاريخ البطولة.. "الصقور" تنتزع "الكأس الغالية"
الرؤية - أحمد السلماني
تُوِّج نادي الشباب بطلًا لكأس جلالة السلطان المعظم لكرة القدم بفوزه في المباراة النهائية على نادي السيب، والتي احتضنها مجمع إبراء الرياضي بمحافظة شمال الشرقية.
وسلَّم معالي الشيخ الفضل بن محمد الحارثي، أمين عام مجلس الوزراء، فريق الشباب الكأس الغالية والميداليات الذهبية، بعدما أهدى المهاجم الفذ بدر العلوي الصقور الشبابية لقبهم الأول منذ تأسيس النادي، الذي أُعيد إشهاره بعد اندماج ناديي بركاء ووادي المعاول.
وشهدت المباراة طرد مدافع السيب الدولي أحمد الخميسي في الدقيقة 16، مما منح الشباب أفضليّة واضحة في السيطرة على مجريات اللقاء.
الشوط الأول
بدأ الشباب المباراة بقوة، مستحوذًا على الكرة بنسبة كبيرة، لكن دون خطورة هجومية واضحة. في المقابل، شكَّلت انطلاقات إيمرسون ومراوغاته صداعًا لدفاعات السيب. وفي الدقيقة 17، فاجأ حكم الـVAR الجميع باستدعائه لحكم المباراة، بعد ملامسة الكرة ليد المدافع أحمد الخميسي، ليشهر الأخير البطاقة الحمراء في وجهه ويحتسب خطأ مباشرًا نفَّذه حاتم الروشدي، لكن تسديدته جاءت ضعيفة في يد حارس السيب.
ودخل المدرب الوطني حسن رستم المباراة بتشكيلة ضمَّت: عبدالملك الناصري في حراسة المرمى، محمود المشيفري، ماجد السعدي، خالد البريكي، يوسف المالكي، ياسين الشيادي، إيمرسون جولو، حاتم الروشدي، بدر العلوي، ومحمد الغافري.
بينما اعتمد المدرب الصربي نيكولا داروفيتش على: المعتصم الوهيبي في حراسة المرمى، أحمد الخميسي، محمد المسلمي، أمجد الحارثي، علي البوسعيدي، عيد الفارسي، جميل اليحمدي، زاهر الأغبري، عبدالرحمن المشيفري، وعبدالعزيز المقبالي.
وكاد مدافع الشباب خالد البريكي أن يسجل بالخطأ في مرمى فريقه عندما أعاد الكرة برأسه لحارس المرمى، لكنه تدارك الموقف. وعلى الجانب الآخر، ردَّ الشباب بسلسلة من التمريرات المتقنة، قبل أن يرسل ياسين الشيادي كرة طولية إلى إيمرسون، الذي لعب عرضية لم تجد المتابع، لكن الكرة وصلت إلى حاتم الروشدي، الذي أرسلها مجددًا إلى ماجد السعدي، ليهيئها برأسه لمحمد الغافري، الذي سددها بقوة ارتطمت بالعارضة، قبل أن يعلن الحكم عن وجود تسلل.
تفوق شبابي واضح
فرض الشباب سيطرته على الشوط الأول، مستغلًا النقص العددي في صفوف السيب، ونجح لاعبوه في تنويع الهجمات عبر الأطراف والعمق، بفضل تمريرات حاتم الروشدي، ياسين الشيادي، ويوسف المالكي، التي أمدّت إيمرسون ومحمد الغافري بعديد الفرص.
في المقابل، اعتمد السيب على إغلاق المساحات والانتشار عند الاستحواذ على الكرة، لكنه افتقد الفاعلية الهجومية، رغم بروز بعض لاعبيه، مثل أمجد الحارثي، عبدالرحمن المشيفري، عيد الفارسي، وزاهر الأغبري.
الشوط الثاني
دخل الشباب الشوط الثاني بضغط مكثف على مرمى السيب، وواصل تنويع هجماته، حتى نجح بدر العلوي في تسجيل هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 56، بعد تسديدة قوية سكنت الشباك السيباوية.
واستمر الشباب في البحث عن هدف التعزيز، حيث مرر محمد الغافري كرة متقنة لإيمرسون، الذي انفرد بالحارس لكنه لم يحسن التعامل مع الفرصة. كما توغل يوسف المالكي داخل منطقة الجزاء، لكنه سدد كرة ضعيفة لم تشكل خطورة.
محاولات سيباوية بلا جدوى
تراجع نسق اللعب قليلًا مع محاولات للسيب للعودة في النتيجة عبر التسديد البعيد والضغط الهجومي، لكن التنظيم الدفاعي للشباب أحبط جميع المحاولات. وفي إحدى الهجمات الشبابية، كاد محمد الغافري أن يضيف الهدف الثاني بتسديدة قوية، إلا أن الحارس المعتصم الوهيبي تصدى لها ببراعة.
ورغم مساعي السيب لتعديل النتيجة، فإن الشباب نجح في الحفاظ على تقدمه حتى صافرة النهاية، ليُتوَّج باللقب الأول في تاريخه، وسط حضور جماهيري كبير بلغ 12,160 متفرجًا.