د. هيثم مزاحم **

 

انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي أخيرًا من البلدات الحدودية في جنوب لبنان تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع بين لبنان والكيان الإسرائيلي برعاية أمريكية– فرنسية في 26 نوفمبر 2024، برغم تمديده لمهلة الستين يومًا لـ22 يومًا أخرى.

وعلى الفور، عاد السكان إلى بلداتهم، الوزاني والعديسة وكفركلا ومركبا وحولا وميس الجبل وبليدا ويارون وعيتا الشعب ومارون الراس ومحيبيب، بلدات شهدت أساطير من البطولة والصمود والفداء سطّرها أبطال وشهداء المقاومة الإسلامية، بلدات ستكتب قصصًا كثيرة من الإيثار والتضحية والكرامة والتمسّك بهذه الأرض المباركة، جارة فلسطين والمسجد الأقصى الذي بارك الله تعالى من حوله.

بلدات هي جزء من الجليل الذي عاش فيه السيد المسيح عليه السلام ونشر دعوته فيه بعدما رفضه أحبار اليهود في القدس والضفة الغربية.

بعد أكثر من عام من خروجهم منها، عاد أبناء هذه البلدات مجددًا الثلاثاء بعدما كانوا تعرضوا لإطلاق النار من العدو الإسرائيلي واستشهد وجرح منهم العشرات عندما عادوا في 26 يناير الماضي عند انتهاء مهلة الستين يومًا.

عاد سكان هذه البلدات الحدودية الـ11، ليجدوا منازلهم ركامًا فوق ركام، ويعاينوا الدمار المُتعمَّد الذي نفذته قوات الاحتلال الإسرائيلي مرة بالغارات الجوية بمئات الأطنان من القذائف والصواريخ، ومرة بالتفجير والتجريف للمنازل والمنشآت والطرقات، بعدما احتل العدو هذه القرى بالمكر والخداع، بعد انسحاب المقاومين؛ تنفيذًا لاتفاق وقف إطلاق النار، في خرق فاضح للاتفاق، في ظل صمت لجنة المراقبة الدولية المعنية بالإشراف على تطبيق الاتفاق.

لقد صمد مقاومو "حزب الله" 65 يومًا في هذه البلدات الحدودية ومنعوا جيش الاحتلال الإسرائيلي من دخول هذه البلدات وارتقى منهم آلاف الشهداء؛ حيث لا يزال مئات الشهداء تحت الأنقاض وبعضهم لم يبق منه أثر نتيجة أطنان المتفجرات التي قصفت بها هذه البلدات. وعلى الرغم من عدم وجود إحصائية معلنة بعد بعدد شهداء المقاومة في هذه المعركة المجيدة، جبهة إسناد غزة، لكن يروي البعض بأن كل بلدة من بلدات الجنوب اللبناني، وخاصة البلدات الحدودية مع فلسطين المحتلة، قد شهدت ارتقاء عشرات الشهداء من المقاومين، فضلًا عن آلاف الشهداء المدنيين في المدن والبلدات في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت وحتى في العاصمة بيروت وجبل لبنان.

على سبيل المثال، بلدة عيترون الحدودية التي تحررت من الاحتلال قبل نحو أسبوعين، ارتقى 84 شهيدًا من أبنائها خلال الأشهر الأخيرة للعدوان الإسرائيلي.

لكن فرحة التحرير نغّصها بقاء جيش الاحتلال في 5 تلال استراتيجية داخل المناطق اللبنانية، وهو ما رفضه لبنان واعتبره استمرارًا للاحتلال وخرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار الأممي 1701، الذي بدا أنه يتم تنفيذه من طرف واحد، نتيجة الانتهاكات الإسرائيلية اليومية بالتوغلات والغارات والاغتيالات وتفجير وحرق المنازل والمتاجر والمساجد وجرف الطرقات والبساتين والمقابر واقتلاع الأشجار.

إنَّ استمرار الاحتلال في التوغل في البلدات الحدودية وتفجيره المنازل والمباني وجرف الطرق، هدفه جعل الحياة مستحيلة في هذه البلدات، وخلق منطقة عازلة بين جنوب لبنان والمستوطنات الإسرائيلية في شمال فلسطين المحتلة. وهذا ما سيجعل إعادة إعمار هذه البلدات والقرى تحديًا كبيرًا أمام لبنان حكومةً وجيشًا وشعبًا ومقاومة؛ إذ لا تزال قوات الاحتلال متمركزة في 7 نقاط داخل الأراضي اللبنانية وتمنع الأهالي من الاقتراب من السياج الشائك مع فلسطين المحتلة.

الحكومة اللبنانية الجديدة تريد اعتماد الطرق الدبلوماسية من أجل تحرير باقي الأراضي المحتلة، سواء عبر لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، أو عبر شكوى لمجلس الأمن راعي القرار 1701. أما "حزب الله" فهو يمنح فرصة كافية للحكومة كي تُجرِّب الوسائل الدبلوماسية لتحرير بقية الأراضي ووقف الانتهاكات الإسرائيلية التي جعلت وقف إطلاق النار من جانب واحد. فإسرائيل احتلت البلدات الحدودية بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وانسحاب مقاتلي "حزب الله" من جنوب الليطاني تنفيذًا للقرار 1701، واستمرت في التوغلات وتفجير المنازل وتدميرها حتى يوم أمس، على مدى 3 أشهر، بحيث فاق التدمير خلال فترة وقف النار ما دمره الاحتلال خلال 13 شهرًا من الحرب.

وواصلت إسرائيل غاراتها على عدد من المنازل والمواقع في مناطق لبنانية خارج جنوب الليطاني في الجنوب والبقاع، ونفذت عمليات اغتيال لمقاومين في شمال نهر الليطاني وصولًا إلى اغتيال المسؤول العسكري لحركة حماس في لبنان، محمد شاهين، بغارة بواسطة مسيّرة في مدينة صيدا التي تبعد نحو 60 كيلومترًا عن الحدود مع فلسطين، فضلًا عن الغارات على مواقع في عمق البقاع اللبناني وعلى الحدود مع سوريا، تزعم إسرائيل أنها مخازن أسلحة لحزب الله.

لا شك أن "حزب الله" يُراقب هذه الخروقات بينما يُعيد تنظيم نفسه، وهو مشغول حاليًا بمسألة إيواء النازحين الذين دُمِّرت منازلهم وتعويض من تضررت منازلهم، والتحضير لإعادة الإعمار، وكذلك الإعداد لتشييع أمينه العام الشهيد السيد حسن نصرالله، وخليفته الشهيد السيد هاشم صفي الدين، يوم الأحد المقبل 23 فبراير الجاري.

ويرى البعض أن قرار المقاومة بكيفية التعاطي مع استمرار احتلال التلال الخمس والانتهاكات والاغتيالات والغارات الصهيونية، مؤجّل إلى ما بعد تشييع الشهيدين الأحد المقبل، لكنني أعتقد أن "حزب الله" سيصبر لفترة أطول ويمنح رئيس الجمهورية المنتخب جوزيف عون وحكومة نواف سلام التي لم تحصل على ثقة مجلس النواب بعد، فرصة كافية لتحقيق تحرير الأرض المحتلة ووقف الانتهاكات عبر الدبلوماسية إذ اتفق عون وسلام ورئيس البرلمان نبيه برّي، بعد اجتماعٍ طارئ في قصر بعبدا، على "التوجّه إلى مجلس الأمن الدوليّ الذي أقرّ القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيليّة وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوريّ حتّى الحدود الدولية، وفقًا لما يقتضيه القرار الأمميّ والإعلانات ذات الصلة".

وأكد بيان صادر بعد اجتماع الرؤساء الثلاثة على "استكمال العمل والمطالبة، عبر اللجنة التقنية العسكرية للبنان والآلية الثلاثية اللتين نصّ عليهما إعلان 27 نوفمبر 2024، من أجل تطبيق الإعلان كاملًا". كما دعا إلى "متابعة التفاوض مع لجنة المراقبة الدولية والصليب الأحمر الدولي لتحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل".

وأكّد بيان بعبدا على "تمسّك الدولة اللبنانية بحقوقها الوطنية كاملة، وسيادتها على كامل أراضيها، والتأكيد على حقّ لبنان في اعتماد كل الوسائل اللازمة لضمان انسحاب العدو الإسرائيليّ"، في إشارة إلى ترك خيار المقاومة الشعبية المدنية والمقاومة العسكرية متاحًا أمام لبنان كورقة قوة لإلزام الاحتلال بالانسحاب وتنفيذ القرار 1701 ووقف خروقاته.

إلّا أن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي، مجرم الحرب المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية، بنيامين نتنياهو، تقوم على الضغط العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي على لبنان، بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل قيام الحكومة اللبنانية بنزع سلاح حزب الله، في محاولة لخلق فتنة بين الجيش اللبناني والمقاومة، تحت طائلة بقاء قوات الاحتلال في النقاط المحتلة واستهدافه لمواقع ومقاومي "حزب الله"؛ بل إن التهديدات الإسرائيلية طالت مطار بيروت الدولي؛ حيث أنذرت لبنان بأنها ستستهدف المطار في حال هبوط طائرات ركاب مدنية إيرانية في المطار، بذريعة أنها قد تنقل أموالًا إلى "حزب الله" لتمويل إعادة إعمار المباني والمنازل المُدمَّرة والمُتضرِّرة.

وقد رضخت حكومة لبنان لهذه التهديدات، التي نقلتها السفارة الأمريكية في بيروت، خوفًا على سلامة المطار والمسافرين والعاملين فيه وكذلك ركاب الطائرات الإيرانية، ما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية لطائرات إيرانية كان يفترض أن تنقل زوارًا لبنانيين للمقامات الدينية في إيران؛ حيث باتوا عالقين في مطار طهران؛ الأمر الذي استدعى تظاهرات لمؤيدي "حزب الله" أقفلت الطريق إلى مطار بيروت لساعات عديدة، مُطالبين بالسماح للطائرات الإيرانية بالهبوط ورافضين الإملاءات الإسرائيلية التي تنتهك السيادة اللبنانية. لكن هذه المشكلة المُستعصِية الحل تزيد الضغوط على العهد الجديد، الذي تريد الإدارة الأمريكية منه نزع سلاح "حزب الله"، وربط إعادة الإعمار بهذه القضية، وهي مسألة يرفضها "حزب الله" والقوى المؤيدة للمقاومة؛ باعتباره شأنًا لبنانيًا يمكن حلّه داخليًا من خلال الحوار الوطني والتوصل إلى استراتيجية دفاعية يكون فيها للمقاومة دور ضمن سقف قرارات الحكومة اللبنانية بالحرب والسلم وبالتنسيق مع الجيش اللبناني.

ولا شك أن البيان الوزاري للحكومة الجديدة يؤكد على احتكار الدولة للسلاح في جميع الأراضي اللبنانية تطبيقًا لاتفاق الطائف (1989)، الذي استثنى المقاومة الوطنية من نزع سلاح ميليشيات الحرب اللبنانية، حتى تستكمل مهمتها بتحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيلي. وليس خفيًا على أحد أن التوازنات الإقليمية والمحلية قد اختلت لمصلحة خصوم المقاومة نتيجة الضربة التي تعرضت لها قيادات المقاومة وكوادرها ومخازنها، وسقوط النظام السوري وبالتالي فقدان ممر الأسلحة من إيران إلى لبنان عبر سوريا.

وعليه، فإن هذا الاختلال انعكس في بيان الحكومة وعدم ذكرها للمقاومة فيه بشكل صريح وتأكيده على احتكار الدولة للسلاح وتنفيذ القرار 1701 في إشارة إلى نزع سلاح حزب الله. كما ينعكس اختلال توازن القوى الإقليمي في العربدة الإسرائيلية ضد لبنان وسوريا، دون وجود رادع يردعها، وكذلك في الإملاءات الأمريكية على حكومة لبنان، والذي عبّرت عنها نائبة الموفد الأمريكي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، التي شكرت من القصر الجمهوري اللبناني إسرائيل على هزمها لحزب الله، دون أن يعترضها أحد أو يدين كلامها المذل للبنان والجارح لآلاف العائلات الذين قتلت وجرحت إسرائيل أبناءهم وعشرات آلاف اللبنانيين الذين دمرت منازلهم، وأكثر من مليون لبناني تم تهجيرهم من مناطقهم.

غير أن عودة الأهالي إلى بلداتهم المحررة وتمسكهم الأسطوري بأرضهم، وبحث بعض الآباء والأمهات، وبعضهم جاء من البقاع، عن جثامين أبنائهم الشهداء وآثارهم بين المنازل المدمرة، تشير إلى انتصار البيئة الحاضنة للمقاومة في حرب الإرادات، برغم التضحيات الكبيرة والخسائر الجسيمة. فعلى سبيل المثال، قدمت بلدة ميس الجبل في هذه الحرب ما يزيد على 100 شهيد، معظمهم من المقاومين، ودُمّر نحو 4000 من منازل البلدة، إضافة إلى المساجد والمدارس والمصانع والمحلات والمؤسسات التجارية. لكن أهالي البلدة عازمون على العودة والسكن فيها ولو في الخيام، كما يقولون.

سنحتاج إلى سنوات لتوثيق وكتابة آلاف القصص عن بطولات المقاومين الأسطورية وتضحياتهم في جبهة إسناد غزة، التي دامت 13 شهرًا، فقد استشهد الآلاف منهم داخل البلدات والقرى الحدودية ولم ينسحبوا منها؛ إذ منعوا قوات الاحتلال من دخول معظم هذه البلدات؛ بل بعضهم بقي داخلها حتى بعد احتلالها، فيما كان أهاليهم يظنون أنهم استشهدوا.

** رئيس مركز الدراسات الآسيوية والصينية في لبنان

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

شيخ العقل التقى وزيري الأشغال والزراعة ووفدين من القوات اللبنانية وحزب الله

استقبل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى في دار الطائفة في بيروت اليوم، وزيري الأشغال العامة والنقل فايز الرسامني والزراعة نزار هاني، برفقة مساعدين لهما من الوزارتين بعد تعيينهما في الحكومة الجديدة، وجرى تناول المستجدات على الساحة اللبنانية وقضايا عامة، لا سيما منها البيان الوزاري الذي أقر أخيرا والذي ستنال على أساسه الحكومة الثقة. بحضور أعضاء من مجلس إدارة المجلس المذهبي ومن المجلس ومن مديريتي مشيخة العقل والمجلس المذهبي. 

 وكان اللقاء مناسبة، تمنى خلالها شيخ العقل للوزيرين الرسامني وهاني "التوفيق في مهامهما الوزارية الجديدة، من خلال المسؤوليات الملقاة على عاتقهما في الفترة الدقيقة الراهنة، وآمال اللبنانيين المعقودة على المرحلة الجديدة من عمر الوطن، والتي بدأها العهد بخطوات إيجابية، من خلال تشكيل حكومة نتمنى ان تستجيب لتلك التطلعات، وقد عبّر بيانها الوزاري عن ذلك، بما يوحي بتحقيق الغايات المتوخاة للإنقاذ والإصلاح، متى حسنت النوايا وتوفرت إرادة العمل وتحقق التضامن الوزاري بين أعضائها". مؤكدا ان "الرهان الأول والأخير يبقى على قيام الدولة القادرة والعادلة، التي تشكّل الضمانة بجميع مؤسساتها لصون الوطن واستعادة ثقة ابنائها، وفقا للدستور ولوثيقة الوفاق الوطني التي أقرّت في الطائف". 

ونوّه الشيخ ابي المنى "بتضمين الوزيرين الرسامني وهاني البيان الوزاري أفكارا مهمة جدا، من اجل الحاضر والمستقبل، من شأنها ان تضيف مسحة تفاؤل اشاعتها المرحلة راهنا، أكان بالنسبة للخدمات في قطاع النقل وشبكة الطرق وتطوير مرفأي بيروت وطرابلس وتشغيل مطار رينيه معوض في القليعات وتوسعة وتطوير مطار رفيق الحريري الدولي، أو لجهة إعادة الاعتبار للقطاع الزراعي وللمزارعين، من خلال فتح مجالات الاستثمار والإنتاج ودعم وتشجيع القطاعات المنتجة وخلق فرص عمل جديدة للشباب وتطوير الزراعات المستدامة، وسوى ذلك من الأمور التي من شأنها مساعدة المواطن والعمل على تثبيته في أرضه".

 "القوات اللبنانية"

 والتقى الشيخ ابي المنى وفدا من "القوات اللبنانية" برئاسة نائب رئيس مجلس النواب السابق النائب غسان حاصباني، ضم النائبين بيار أبو عاصي ونزيه متى، ووفدا قياديا تألف من السادة: د. غسان يارد، أنطوان مراد، ايلي شربشي، ملحم الصيفي وطوني بدر، بحضور مشايخ ومسؤولين من المجلس المذهبي ومشيخة العقل والمستشارين.

ونقل الوفد لشيخ ابي المنى تحيات رئيس حزب القوات دكتور سمير جعجع ودعوة للإفطار السنوي الذي يقيمه حزب القوات في معراب غروب 6 آذار المقبل، وتخلل اللقاء البحث بالأوضاع والمستجدات العامة على الساحة اللبنانية، في ضوء انطلاقة المرحلة الجديدة وإنجاز البيان الوزاري.

 وبعد اللقاء قال النائب حاصباني: "تشرفنا اليوم بزيارة هذه الدار الكريمة والتقينا سماحة شيخ العقل، لتوجيه دعوة لسماحته الى إفطار رمضان السنوي لعام 2025 في معراب، وكانت فرصة لتبادل الأفكار وتخللها جولة عامة في البلاد والنقاط المشتركة التي نتلاقى عليها والمتصلة بمستقبل هذا البلد ووحدته شعبه وارضه ومواطنيه. وكان لافتا من خلال الاحداث الراهنة التي هي محط اهتمام البيان الوزاري، الذي يعتبر من الإنجازات الكبرى التي حصلت، والتي كنا من المساهمين بها لحكومة جديدة، نتمنى لها كل التوفيق وخاصة لناحية تثبيت القضايا السيادية ومن خلال سيادة الدولة على كامل أراضيها، واحتكار حمل السلاح بيد الدولة ووجود الجميع في كنف الدولة". 

 أضاف: "البيان الوزاري واضح جدا في هذا الإطار وانطلاقة الحكومة موفقة، وإننا ننتظر الأسبوع القادم لتكون جلسة الثقة للحكومة ومناقشة البيان بشكل مفصّل، والانطلاقة الجديرة في المرحلة المقبلة، أولا، لإعادة اعمار لبنان، تثبيت سيادة الدولة على كامل أراضيها وحصر الدفاع عن لبنان بيد الدولة وقواها الشرعية، وهذه الانطلاقة لورشة إعادة الاعمار والتعافي التي طال انتظارها، ستكون إيجابية لأول حكومة في هذا العهد. اننا نتأمل خيرا وان شاء الله تبقى الإيجابية موجودة أينما كان وفي كل الاعمال التي نقوم بها وتقوم بها الحكومة مستقبلا". 

 وردا على سؤال، قال حاصباني: "كان لنا امل تحوّل الى تفاؤل بحضور ومشاركة وازنة من عدة قدرات وكفاءات واحزاب سياسية داعمة لهذا المشوار الإيجابي في انطلاقة هذا العهد، نتمنى ان تبقى مستمرة. وإننا نرى إيجابية تتحول الى عمل فعلي، وروحية البيان الوزاري توحي بهذا الامر، اذ يعطي الامل بشكل أكبر للحلول المنتظرة. علينا تكريس ذلك بالأفعال، والبيان الوزاري يبقى بيانا وإعلان نوايا وخططا وأفكارا، باعتبار الأهم هو مواكبة البيان بأفعال وبترجمة عملانية على الأرض من قبل السلطة التنفيذية، وان يكون هناك حركة ولو استلحاقية بالسنة المتبقية من السلطة التشريعية للرقابة، وبالقدر الذي نستطيع عليه بانطلاقة هذا العهد". 

"حزب الله" 

كما استقبل شيخ العقل وفدا قياديا من حزب الله برئاسة الوزير السابق محمود قماطي، ضم اليه، عضو المجلس السياسي غالب أبو زينب، د. علي ظاهر، السيد ميسم القماطي، مسؤول قطاع الجبل في الحزب بلال داغر والشيخ سعيد ناصر الدين، ونقل الوفد للشيخ ابي المنى تحيات امين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، وقدّم دعوة المشاركة في تشييع الامينين العامين السابقين للحزب السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين في 23 الجاري في بيروت. 

وكان اللقاء فرصة للتداول بالأوضاع والمستجدات العامة، في ضوء استمرار الاحتلال الإسرائيلي لعدد من النقاط في لبنان، عدا موضوعي شبعا وكفرشوبا المحتلتين، واهمية مواجهة العدو بالتضامن الداخلي والوحدة الوطنية. 

وبعد اللقاء قال قماطي: "تشرفنا بزيارة سماحة شيخ العقل ودعوناه للمشاركة في تشييع صاحبي السماحة السيد الشهيد حسن نصر الله والسيد الشهيد هاشم صفي الدين، وتوقفنا عند تلك الشخصية التاريخية التي تجاوزت الزمن والجغرافيا والحدود، فكانت فلسطين قضيته الأولى، الشخصية الوطنية التي كان لبنان أيضا في عقله وروحه، وبالتالي فان التشييع سيكون عالميا وإقليميا وعربيا واسلاميا ووطنيا بامتياز". 

 أضاف: " نفرح اليوم بتحرير الجنوب وانسحاب العدو الإسرائيلي تحت وطأة الوحدة الوطنية اللبنانية والمقاومة واستبسال وبطولة الشهداء، الذين صدّوا العدو وفرضوا عليه الهرع لوقف اطلاق النار، هذا اليوم الفرح بالتحرير يرافقه حزن بتشييع الشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، لكنه أيضا هو يوم وفاء وطني واقليمي ولفلسطين، حيث القضية للأمتين العربية والإسلامية ووفاء لجهاده وتضحياته، لتكون مسيرته نهجا لنا نسير عليه، لاستكمال تحقيق الأهداف في تحرير لبنان وفلسطين والمنطقة من الهيمنة الأميركية والإستكبارية التي تُفرض علينا. لذلك اليوم نحن في أجواء جيدة ومهمة وقوية، وقد توقفنا عند ضرورة الوحدة الوطنية، التي شدد عليها سماحته كما شددنا نحن على ضرورة العيش الواحد الروحي والاجتماعي والسياسي المشترك في لبنان والحفاظ على السلم الأهلي وتقوية الدولة، التي تخدم شعبها ومشروع الدولة لقيامها بواجباتها تجاه الوطن، وفي ان نكون جميعا متلاحمين ومتعاضدين، في سبيل تحقيق أهدافها في وجه الاخطار المحدقة التي تحيط بلبنان". 

وختم: "توقفنا أيضا عند ما ورد في البيان الوزاري، الذي اعتمد خطاب القسم لفخامة رئيس الجمهورية، بالنسبة لنا فان كل ما يؤدي الى الوحدة وتجاوز الإشكالات والتمسك بالثوابت الوطنية فنحن معه ونؤيده وندعمه، وندعم هذا التوافق الذي حصل، تمهيدا لمرحلة جديدة يخرج بها لبنان من أزمته ونفقه المظلم".

مقالات مشابهة

  • يهود حريديم يتسللون إلى الحدود اللبنانية ويرشقون جيش الاحتلال بالحجارة
  • الجيش اللبناني يستكمل انتشاره في جميع البلدات الحدودية الجنوبية
  • خروقات الاحتلال تتواصل.. اغتيال شاب جنوب لبنان وإطلاق نار على البلدات
  • بالصور.. الوحدات العسكرية تستكمل الانتشار في البلدات الحدودية الجنوبية
  • الرئيس اللبناني: لابد من إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لباقي الأراضي اللبنانية
  • شيخ العقل التقى وزيري الأشغال والزراعة ووفدين من القوات اللبنانية وحزب الله
  • الرئاسة اللبنانية: نملك الحق في استخدام أي وسيلة لضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل
  • لماذا يبقى جيش الاحتلال الإسرائيلي في خمسة مواقع بجنوب لبنان؟
  • جيش الاحتلال ينسحب من كل القرى الحدودية في جنوب لبنان باستثناء 5 نقاط