الخرطوم- أحدث تحالف تنظيمات سياسية وحركات مسلحة مع قوات الدعم السريع -لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرتها- هزة وانقسامات وسط تلك التنظيمات، مما يزيد المشهد السوداني تعقيدا ويفتح الباب أمام تشظ سياسي، ويهدد إقليم دارفور باستقطابات جديدة حسب مراقبين.

وأدى تبني فصائل الجبهة الثورية وشخصيات، في تحالف تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية "تقدم"، تشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع إلى حل التحالف وميلاد تكتل جديد في 10 فبراير/شباط الجاري تحت اسم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة (صمود) واختار عبد الله حمدوك رئيسا له.

وفي المقابل، اختارت القوى، التي تستعد في نيروبي، توقيع ميثاق تأسيسي لـ"حكومة السلام والوحدة" تضم أحزابا سياسية وحركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني وإدارات أهلية، بجانب قوات الدعم السريع. وأطلقت اسم "تحالف السودان التأسيسي" على تنظيمها الذي يشكل الحكومة المرتقبة التي تقول إنها ستكون معنية بوحدة السودان وتحقيق السلام، لتثبت عدم شرعية حكومة بورتسودان.

بعد انقسام تنسيقية "تقدم".. الإعلان عن تشكيل تحالف (صمود) الجديد برئاسة عبد الله حمدوك#الجزيرة_مباشر #السودان pic.twitter.com/mZ2hiS3mqL

— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 11, 2025

انقسامات جديدة

وتزامنا مع اجتماع التحالف الجديد "تأسيس" في نيروبي، أمس الثلاثاء، هدد حزب الأمة القومي باتخاذ إجراءات في مواجهة رئيسه المكلف فضل الله برمة ناصر بعد مشاركته في التحالف ومخاطبته مؤتمره التأسيسي.

إعلان

وقالت مؤسسة الرئاسة بالحزب إنه لم يفوض برمة ناصر أو أي عضو آخر لتمثيله في المؤتمر الذي عقدته قوى الحكومة الموازية بالعاصمة الكينية. وأضافت -في بيان- أن مؤسسات الحزب ستجتمع لاتخاذ القرارت اللازمة بشأن المشاركين دون تفويض.

وكانت القيادية في حزب الأمة رباح الصادق المهدي قالت -في منشور على فيسبوك- إن مشاركة برمة ناصر في الحكومة الموازية يعتبر "انتحارا سياسيا لشخصه ومحاولة لنحر الحزب".

كما نفذ عبد الرحمن الصادق المهدي نائب رئيس هيئة الحل والعقد في طائفة الأنصار الدينية، التي يستند إليها الحزب، جولة في مناطق نفوذ الحزب في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض بعد استعادة الجيش السيطرة عليها. وأكد المهدي، الذي يتوقع أن يتزعم الحزب عبر مؤتمره العام المقبل، أنهم يساندون الجيش وانتقد ما يعتبره اختطافا للحزب في إشارة إلى برمة ناصر.

وتبرأ الحزب الاتحادي الديمقراطي "الأصل" من مشاركة قياديه السابق إبراهيم أحمد الميرغني في تحالف نيروبي، وقال المتحدث باسمه عمر خلف الله إن "الميرغني تم عزله عن منصب الأمين السياسي للحزب منذ نوفمبر/تشرين الأول 2022 وإحالته للتحقيق، وبسبب عدم مثوله أمام اللجنة صدر قرار فصله عنه".

عزل واستقالات

على صعيد الحركات المسلحة، أعلنت مجموعة من القيادات العليا في حركة العدل والمساواة برئاسة سليمان صندل عزله من منصبه وكلفت قيادة جديدة بدلا عنه. وبررت قرارها بأن مشاركة صندل في الحكومة الموازية تتعارض مع مبادئ الحركة وخطها السياسي.

وأوضح رئيس القطاع الاجتماعي وعضو الهيئة القيادية في الحركة عبد الرحمن فضل التوم أنهم مع الشعب السوداني في الحرب الدائرة "وأنه إذا دعت الضرورة للقتال سنقف مع الشعب في حال تعرضه لأي انتهاكات".

وفي تصريح للجزيرة نت، قال فضل التوم إن "صندل خالف النظام الأساسي للحركة عندما تحالف مع قوات الدعم السريع التي ارتكبت الجرائم بحق الشعب السوداني".

إعلان

وفي جانب الحركة الشعبية-شمال برئاسة عبد العزيز الحلو، فقد نشرت مواقع التواصل الاجتماعي استقالات كوادر ينتمون لها عقب مشاركة الحلو في تحالف "تأسيس" وانتقد المستقيلون مواقفه بشدة.

واتهم آدم موسى أبو التيمان، ممثل الحركة في كندا، الحلو ببيع قضية جبال النوبة بعدما تبنى قرارا مرره على بعض المقربين منه من أجل التعاون والتنسيق مع قوات الدعم السريع، مما أثار غضبا واسعا وسط قيادات الحركة. ورأى أن ذلك سيؤدي لتدميرها، حسب تصريح صحفي.

أهداف مختلفة

ويعتقد الباحث والمحلل السياسي خالد سعد أن لكل مجموعة من المتحالفين مع الدعم السريع أهدافا مختلفة عن الأخرى، ويمكن النظر لتداعيات ما حدث لبعض التنظيمات من انقسام من زاويتين جهوية وسياسية.

ووفق حديث الباحث للجزيرة نت، فإن تنظيمات سياسية وحركات مسلحة تعد التحالف رافعة جديدة بعد استحالة تموضعها سياسيا والحصول على مكاسب في السلطة، وتعتقد أنه سيجعلها جزءا من أي تسوية سياسية مرتقبة بين المتحاربين أو وراثة القوى العسكرية "الدعم السريع".

كما أن الدعم السريع، برأيه، بتحالفاتها الجهوية والخارجية أكثر تأثيرا من المجموعات الأخرى. ولا يستبعد أن تستخدم تلك القوى والحركات والتخلي عنها لاحقا.

وبرأيه، فإن تداعيات هذا الوضع ستكون استمرار تشظي القوى السياسية وتعزيز سيناريو الانقسامات الجهوية والجغرافية، و"الأخطر من ذلك كله إتاحة المزيد من فرص التدخل الخارجي في شؤون البلاد".

ومن جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي فايز السليك أنه ليس من السهولة ابتسار ظاهرة انشقاقات القوى السياسية في الاختراقات وضعف القيادات أخلاقيا وتنظيميا، فالظاهرة قديمة ومتجذرة في تربة الحياة العامة كلها لا السياسية وحدها.

وليس من الصواب إبعاد السياقات الزمانية والمكانية والاجتماعية التي نشأت فيها هذه القوى السياسية والمدنية، ومارست خلالها أنشطتها "فقد نشأت داخل بيئة تسيطر عليها انتماءات عشائرية ضيقة، وتبعية طائفية قابضة، ومجتمع أبوي تقليدي يقف في طرف نقيض من الحداثة" حسب منشور للكاتب.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع برمة ناصر

إقرأ أيضاً:

???? من أشعل الحرب في السودان ؟ الجيش السوداني أم الدعم السريع؟

حلقة خاصة – من أشعل الحرب في السودان ؟ الجيش السوداني أم الدعم السريع| الرد على أسئلتكم وتعليقاتكم

سلسلة من أشعل الحرب في السودان
في هذه الحلقة المختلفة من سلسلة من أشعل الحرب في السودان ؟، نفتح أبواب النقاش، والتفاعل
نردّ فيها على أسئلتكم،
#السودان #الدعم_السريع #الجيش_السوداني

البعشوم

وثائقي: من أطلق الرصاصة الأولى؟ القصة الخفية وراء بداية الحرب في السودان – الحلقة الأولى-

سلسلة من أشعل الحرب في السودان
في هذه السلسلة الوثائقية ، نكشف الحقيقة الصادمة وراء التحركات العسكرية الغامضة قبل اندلاع الحرب في السودان! ????????????

هذه السلسلة ستغير نظرتك لما حدث في 15 أبريل، وستجعلك تتساءل: هل كانت الحرب حتمية، أم أن هناك من دفع الأمور إلى نقطة اللاعودة؟

وثائقي: الحلقة الثانية : شبكة اتصالات الدعم السريع، من سلسلة من أشعل الحرب في السودان

سلسلة من أشعل الحرب في السودان
???? أسرار تُكشف لأول مرة! كيف استطاعت قوات الدعم السريع بناء أقوى شبكة اتصالات مشفرة قبل اندلاع الحرب؟ ولماذا تخلّت عن أحدث التقنيات قبل ساعة الصفر؟ ???? في هذه الحلقة، نكشف لكم تفاصيل الاجتماعات السرية، وأخطر عمليات التجهيز العسكري، والصراع الاستخباراتي الذي سبق المعارك!

???? ماذا ستشاهد في هذه الحلقة؟
✅ كيف تم تجهيز السيارات القتالية لقوات الدعم السريع قبل أسابيع من ساعة الصفر؟
✅ تفاصيل تعديل عربات البفلو وتجهيزها للحرب!
✅ لماذا تعثّر مشروع شبكة DMR النظام الأعلى تأمين وتشفير عند ميلشيات الدعم السريع.

????️ لا تفوّت هذا التحقيق الحصري الذي يكشف كيف بدأت الحرب فعليًا قبل إطلاق الرصاصة الأولى!

وثائقي: الحلقة الثالثة | خدعة التشوين الكبرى – كيف جهّزت قوات الدعم السريع الحرب قبل اندلاعها؟

سلسلة من أشعل الحرب في السودان
بينما كان الجميع يعتقد أن الحرب في السودان اندلعت فجأة، الشواهد تؤكد هناك استعدادات جرت في الظل… ????
لماذا خُزّنت كميات ضخمة من الطحينية والبلح في معسكرات الدعم السريع؟ ولماذا مُنع الجنود من لمسها حتى لحظة اندلاع الحرب؟ ????
في هذه الحلقة من سلسلة “من أشعل الحرب في السودان؟”، نكشف خيوط أكبر عملية تشوين عسكري سري، وكيف تم خداع الجميع تحت غطاء “سلة رمضان”! ????️‍♂️

⚠️ معلومات حصرية تُعرض لأول مرة! ⚠️

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • السودان.. الدعم السريع يسيطر على النهود بشكل كامل
  • الدعم السريع يعلن السيطرة على النهود
  • سفينة أسطول الحرية المتجهة إلى غزة تتعرض لهجوم وتطلق نداء استغاثة
  • الاحتلال يستهدف سفينة أسطول الحرية المتجهة لغزة قبالة شواطئ مالطا (شاهد)
  • مليشيا الدعم السريع المتمردة تتوعد بمداوسة (الملائكة)
  • ذكاء اصطناعي وراء خدعة عبقرية.. فيلسوف إيطالي يخترع مؤلفًا وهميًا!
  • مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود
  • ???? من أشعل الحرب في السودان ؟ الجيش السوداني أم الدعم السريع؟
  • مسيرات الدعم السريع تهاجم من جديد مدينة سودانية
  • قبائل مأرب تعلن الاستنفار والتعبئة لمواجهة العدوان الأمريكي وتأييداً لفلسطين