تصر الدول الأوروبية على أنه لا يمكن إجراء أي محادثات حول السلام في أوكرانيا دون مشاركة مباشرة من أوكرانيا وأوروبا مع بدء المحادثات بين واشنطن وموسكو.

اعلان

تُصرّ الدول الأوروبية على أنّ أي محادثات تتعلق بالسلام في أوكرانيا لا يمكن أن تُجرى دون مشاركة مباشرة من أوكرانيا وأوروبا، وذلك بالتزامن مع بدء المحادثات بين واشنطن وموسكو.

وأفادت مصادر دبلوماسية لـ"يورونيوز" بأن القادة الأوروبيين، الذين يطالبون بمقعد على طاولة المفاوضات إلى جانب أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة، لم يبدأوا بعد في مناقشة هوية الممثل الذي سيعبر عن موقفهم في هذه المحادثات.

وفي هذا السياق، أكّد مصدر في الاتحاد الأوروبي لـ"يورونيوز" أنّ رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، أطلق "عملية مشاورات ثنائية" مع قادة الدول الأعضاء الـ27 ليستوضح منهم مدى استعداداتهم فيما يتعلق بتقديم المساعدات لأوكرانيا، ومواقفهم بشأن الضمانات الأمنية التي قد تُطرح على طاولة المفاوضات.

وأشار المصدر إلى أنّ مبادرة كوستا أُحيطت علماً في اجتماع "كوريبر" مساء أمس، وهو المنتدى الذي يضم دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي ويتخذ من بروكسل مقرًا له.

وقد علمت "يورونيوز" أن مسألة تعيين مبعوث أوروبي خاص، كما طالبت أوكرانيا، قد تكون مطروحة للنقاش خلال المشاورات التي يجريها كوستا مع القادة الأوروبيين.

وعُقدت المحادثات الأولية بين واشنطن وموسكو في الرياض يوم الثلاثاء (18 فبراير)، بعد ستة أيام من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب مكالمة "مطولة ومثمرة للغاية" مع فلاديمير بوتين أن الحوار سيبدأ "على الفور".

وقد قوبلت هذه المحادثات الثنائية بإدانة شديدة من قبل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وقادة الاتحاد الأوروبي، الذين شعروا أنهم مستبعدون من العملية. وأكدوا على ضرورة مشاركة أوكرانيا وأوروبا في أي مفاوضات تُجرى بشأن مستقبل السلام في المنطقة.

لا أسماء أوروبية حتى الآن

وحثّت كييف الاتحاد الأوروبي على تعيين مبعوث خاص بأسرع وقت ممكن، على غرار ما قامت به الولايات المتحدة بتكليف الجنرال كيث كيلوغ بهذه المهمة.

وفي تصريح لوكالة "بلومبرغ" مطلع هذا الأسبوع، شدّد إيهور جوفكفا، نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على ضرورة اتخاذ قرار سريع في هذا الشأن، قائلاً: "يجب أن يكون القرار فوريًا. آمل أن يتم ذلك مباشرة بعد اجتماع باريس. علينا أن نبادر بالتحرك، لا أن نكتفي برد الفعل."

Relatedلافروف عن إشراك أوروبا في المفاوضات حول أوكرانيا: "لماذا ندعوهم أصلا؟"القادة الأوروبيون يردون على ترامب: أنتم بحاجة لنا لإنجاح أي اتفاق سلام يخص أوكرانياالقادة الأوروبيون يؤكدون دعمهم لأوكرانيا ويختلفون بشأن مهمة حفظ السلام

ورغم الاجتماعين الطارئين اللذين عُقدا على التوالي في ميونيخ وباريس بمشاركة وزراء الخارجية وعدد من القادة الأوروبيين، إلا أن قضية تعيين مبعوث خاص لم تُطرح للنقاش، وفقًا لما أكده ثلاثة دبلوماسيين لـ"يورونيوز".

وفي هذا السياق، أوضح أحد الدبلوماسيين، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، قائلاً: "لا توجد أسماء مقترحة حتى الآن، فالمسألة ليست متعلقة بالأشخاص أو الطموحات الشخصية، بل بالمصالح الاستراتيجية. لذلك، ينبغي علينا أولًا بلورة موقف أوروبي موحد حول ما نريده، قبل التطرق إلى مسألة من سيمثل هذا الموقف."

من جهة أخرى، فشل الاجتماع غير الرسمي الذي عُقد في باريس الإثنين، بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تقديم رؤية واضحة بشأن الضمانات الأمنية المشتركة التي تستعد الدول الأوروبية لتقديمها في إطار عملية السلام. الاجتماع ضمّ قادة كلٍّ من ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، بولندا، إسبانيا، هولندا، والدنمارك، إضافة إلى رؤساء المجلس الأوروبي، والمفوضية الأوروبية، وحلف شمال الأطلسي.

كما أكّد ثلاثة مصادر مطلعة لـ"يورونيوز" أن مسألة تحديد الممثل الأوروبي في المفاوضات لم تُناقش خلال الاجتماع.

ومن المقرر أن يعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعًا افتراضيًا آخر يوم الأربعاء، بمشاركة قادة دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، إلى جانب النرويج، في محاولة لدفع المشاورات إلى الأمام.

قليل جدًا ومتأخر جدًا؟

يرى الخبراء الذين تواصلت معهم "يورونيوز" أن أوروبا، بطريقة أو بأخرى، قد استبعدت نفسها من عملية المفاوضات بسبب عدم استعدادها المسبق للدخول في هذه المحادثات، سواء خلال إدارة بايدن -عندما كانت العلاقات مع واشنطن أقل تصادمية- أو خلال الأشهر الثلاثة التي فصلت بين إعادة انتخاب ترامب وتنصيبه.

اعلان

وفي هذا السياق، صرّح كلود فرانس أرنولد، الدبلوماسي الفرنسي السابق والمستشار الخاص للرئيس الفرنسي للشؤون الأوروبية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية (IFRI)، لـ"يورونيوز" قائلاً: "أعتقد أنه كان ينبغي على الاتحاد الأوروبي، أو على الأقل بعض الدول الأوروبية، أن تبادر باقتراح إجراء محادثات قبل أن يطلق ترامب مبادرته، وربما بالتعاون مع دول غير أعضاء في الاتحاد الأوروبي."

وأضافت: "نحن الآن في موقف يحتم علينا السعي لضمان مقعد على طاولة المفاوضات، من خلال عرض نشر قوات أو تقديم تمويل، في سياق لسنا نحن من يحدد ملامحه."

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء إحدى فعاليات حملته الانتخابية الأخيرة في صيف 2024.AP Photo

وعند استطلاع "يورونيوز" لآراء الخبراء بشأن الشخصية الأوروبية التي قد تحظى بفرصة الحصول على مقعد في المحادثات حال توسيع دائرة المشاركين، برز اسم أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، وكبيرة الدبلوماسيين في التكتل، كايا كالاس، باعتبارهما أبرز المرشحين، بالنظر إلى المسؤوليات التي تفرضها أدوارهما داخل المنظومة الأوروبية.

وفي هذا الإطار، فضّلت أرميدا فان ريج، رئيسة برنامج أوروبا في "تشاتام هاوس"، ترشيح كوستا على حساب كبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي، معتبرةً أنه "قد يكون في موقع أفضل لتمثيل الدول الأعضاء في هذه القضية"، نظراً لدوره المحوري في المجلس الأوروبي، والذي يتمثل في بناء التوافق بين العواصم الأوروبية المختلفة.

اعلان

من جانبه، أشار سفين بيشوب، مدير برنامج "أوروبا في العالم" في معهد "إيغمونت"، إلى أن كوستا، إلى جانب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يمكن أن يكونا مفاوضين محتملين في هذه العملية.

وفي حديثه لـ"يورونيوز"، شدّد بيشوب على أهمية حضور بروكسل في المفاوضات قائلاً: "أعتقد أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون ممثلاً في هذه المحادثات، لأن قراره بشأن استمرار مساعي عضوية أوكرانيا في التكتل، إن تم اتخاذه، سيكون ذا أهمية استراتيجية قصوى."

وأضاف: "لكن في النهاية، تبقى الدول الأعضاء وحدها القادرة على تقديم ضمانات أمنية حقيقية لأوكرانيا. لذا، ربما يكون رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، باعتبارهما القوتين النوويتين الأوروبيتين، أو حتى رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، نظراً لأن وارسو تمتلك الآن أكبر جيش في أوروبا، وتترأس حالياً مجلس الاتحاد الأوروبي، هم الأكثر تأهيلاً لتمثيل أوروبا في هذه المفاوضات."

توقيت "مؤسف"

ومع ذلك، يرى فان ريج أن تعيين ممثل أوروبي واحد قد يكون مهمة شاقة بالنسبة لقادة الاتحاد الأوروبي، إذ يخشون أن يغلّب أي مرشح محتمل مصالحه الوطنية أو مواقفه السياسية على الاعتبارات الجماعية للتكتل.

اعلان

فعلى سبيل المثال، سبق أن أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استعداد بلاده لإرسال قوات حفظ سلام إلى أوكرانيا، وهو اقتراح قوبل برفض من قبل الدول الأعضاء الأخرى. علاوة على ذلك، فإن نفوذه السياسي يتراجع داخليًا، مما يقلل من فرص قبوله كممثل أوروبي في هذه المفاوضات.

كما أن لماكرون سجلًا سابقًا في التوسط بين الأطراف الدولية، إذ حاول خلال رئاسة ترامب الأولى التوسط بين طهران وواشنطن، غير أن جهوده باءت بالفشل، بل وتعرّض لانتقادات حادة من الرئيس الأمريكي آنذاك.

أما رئيسة الوزراء الإيطالية، جيورجيا ميلوني، التي تُعتبر من بين الأسماء المرشحة لهذا الدور، فقد تحظى بفرصة نظرًا إلى مواقفها المؤيدة لأوكرانيا، ودعمها للاتحاد الأوروبي وحلف الناتو—وهي عوامل قد تسهم في كسب تأييد غالبية الدول الأعضاء. غير أن إنفاق إيطاليا الدفاعي المتواضع، الذي لا يصل إلى الحد الأدنى الذي حدده الناتو عند 2% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب عدم اعتبارها قوة عسكرية رئيسية، قد يقلل من فرص قبولها من قبل واشنطن لهذا الدور.

وأشار فان ريج إلى أن توقيت هذه التطورات يعد "غير ملائم"، إذ أنها تتزامن مع الحملة الانتخابية في ألمانيا التي ستُحسم نتائجها في 23 فبراير. حيث يُتوقع أن يخلف فريدريك ميرتس، زعيم الاتحاد الديمقراطي المسيحي المحافظ، المستشار الحالي أولاف شولتز.

اعلانRelatedألمانيا: ولاية براندنبورغ تنتخب ممثليها.. هل هو فوزٌ لليمين المتطرف وهزيمة أخرى لحزب المستشار شولتز؟شولتز يرد على انتقادات فانس: ألمانيا ستقرر مصيرها بنفسها ولن نقبل التدخلات في ديمقراطيتناتحقق: مزاعم مضللة تستهدف شولتس قبل الانتخابات.. لا حالة طوارئ في ألمانيا

ويرى مراقبون أن مواقف ميرتس بشأن أوكرانيا والدفاع تتماشى بشكل أكبر مع رؤية ماكرون، مما قد يفتح المجال أمام استئناف العمل المشترك بين باريس وبرلين، بعد فترة من الفتور في العلاقة بين ماكرون وشولتز. غير أن تشكيل حكومة ألمانية جديدة قد يستغرق شهورًا من المفاوضات الائتلافية، ما قد يؤخر أي تحرك أوروبي موحد بشأن المفاوضات مع موسكو وواشنطن.

كما أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت المملكة المتحدة أو الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ستوافق على دعم خيار أوروبي موحّد، أم أنها ستطالب بتمثيل منفصل لها في المفاوضات.

كل هذه العوامل مجتمعةً تجعل من "غير المرجح أن يكون هناك ممثل واحد لأوروبا أو الاتحاد الأوروبي في هذه المحادثات"، وفقًا لما صرّح به فان ريج.

وفي سياق متصل، صرّح كل من وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هذا الأسبوع بأنهما لا يتوقعان مشاركة أوروبا في هذه المفاوضات، إذ أشار روبيو إلى إمكانية إشراك الاتحاد الأوروبي فقط عند التطرق إلى مسألة تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا.

اعلان

وفي الوقت ذاته، وافق سفراء الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء على الحزمة السادسة عشرة من العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حربها على أوكرانيا، والتي تستهدف الألومنيوم وما يسمى بأسطول الظل الروسي من ناقلات النفط وغيرها.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على روسيا وسط تحركات ترامب للتفاوض بشأن أوكرانيا لافروف عن إشراك أوروبا في المفاوضات حول أوكرانيا: "لماذا ندعوهم أصلا؟" فانس: الخطر الحقيقي الذي يواجه أوروبا يأتي من داخلها لا من روسيا ولا الصين روسياالاتحاد الأوروبيالحرب في أوكرانيا اعلاناخترنا لكيعرض الآنNext لم يكن الأول ولن يكون الأخير.. هجوم ترامب على زيلينسكي يعرض الآنNext مقتل مواطن جراء استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارته في عيتا الشعب جنوبي لبنان يعرض الآنNext الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على روسيا وسط تحركات ترامب للتفاوض بشأن أوكرانيا يعرض الآنNext ارتفاع تأييد اليسار الألماني بفضل حضوره القوي على الإنترنت قبل الانتخابات يعرض الآنNext البرازيل: الرئيس السابق بولسونارو متهم بمحاولة اغتيال لولا والتخطيط لانقلاب اعلانالاكثر قراءة سوريا تعلن القبض على ثلاثة من منفذي مجزرة التضامن بعد 12 عامًا حب وجنس في فيلم" لوف" اكتشفوا متنزه كاي تاك الرياضي الجديد في هونغ كونغ بالمشاركة مع Hong Kong هل يمكن للحوت أن يبتلع إنسانًا؟ الحقيقة وراء فيديو تشيلي المروع إعلام عبري: إصابة شخصين بإطلاق نار في تل أبيب اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومالانتخابات التشريعية الألمانية 2025دونالد ترامبفولوديمير زيلينسكيفلاديمير بوتينإسرائيلحزب اللهالحرب في أوكرانيا سياحةألمانياروسيالبنانالصراع الإسرائيلي الفلسطيني الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

المصدر: euronews

كلمات دلالية: دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي فلاديمير بوتين إسرائيل حزب الله دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي فلاديمير بوتين إسرائيل حزب الله روسيا الاتحاد الأوروبي الحرب في أوكرانيا دونالد ترامب فولوديمير زيلينسكي فلاديمير بوتين إسرائيل حزب الله الحرب في أوكرانيا سياحة ألمانيا روسيا لبنان الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الرئیس الفرنسی إیمانویل ماکرون على طاولة المفاوضات الاتحاد الأوروبی فی هذه المحادثات المجلس الأوروبی الدول الأوروبیة الدول الأعضاء فی المفاوضات یعرض الآنNext فی أوکرانیا على روسیا أوروبا فی إلى جانب أن یکون وفی هذا فی هذا التی ت

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يدعو لمواجهة الأزمات ويوصي بإعداد "حقيبة نجاة" منزلية

في خطوة تهدف إلى تعزيز الجاهزية لمواجهة الأزمات المستقبلية، دعت المفوضية الأوروبية، ضمن استراتيجيتها الجديدة للتأهب، إلى تطوير "عدة نجاة" منزلية تكفي لمدة 72 ساعة، تشمل الطعام والماء ونسخًا من الوثائق والمستندات الشخصية، على أن يتم تعميمها في جميع دول الاتحاد الأوروبي.

اعلان

وتضمنت الاستراتيجية، التي تمّ الكشف عنها يوم الأربعاء، قائمة من 30 إجراءً ترى المفوضية أن على الدول الأعضاء اتخاذها لتعزيز استعدادها لمجابهة الأزمات المستقبلية المحتملة، والتي قد تتنوع بين الكوارث الطبيعية، والحوادث، والهجمات الإلكترونية أو العسكرية التي قد تنفذها "جهات معادية".

وفي هذا السياق، قالت المفوضة الأوروبية المكلفة بإدارة الأزمات، حاجة لحبيب، خلال مؤتمر صحافي: ""يجب أن نعتمد تفكيرًا مختلفًا في الاتحاد الأوروبي، إذ لم تعد التهديدات كما كانت، ويجب أن نوسّع نطاق نظرتنا لأن حجم التهديدات أيضًا ارتفع".

من جهتها، أكدت رئيسة شؤون الأفراد والمهارات والتأهب، روكسانا مينزاتو، التي شاركت لحبيب المؤتمر الصحافي، أن الاتحاد الأوروبي "لا يبدأ من نقطة الصفر"، مضيفة أن جائحة كوفيد-19 أثبتت القيمة المضافة للعمل المشترك داخل الاتحاد الأوروبي من خلال التضامن والتنسيق، وهو ما "يجعلنا أكثر كفاءة، ويمنحنا مزيدًا من القوة".

واعتبرت المفوضية أن من أبرز المجالات التي تتطلب تطويرًا هو تعزيز جاهزية المواطنين، مشددة على ضرورة ضمان توفر أدوات الطوارئ الأساسية لدى كل فرد، بما يسمح له بالاعتماد على نفسه لمدة 72 ساعة على الأقل في حال انقطاع الإمدادات الحيوية.

وبحسب المفوضية، فإن عددًا من الدول الأعضاء لديها بالفعل توجيهات مشابهة وإن كانت بفترات زمنية مختلفة. ففي فرنسا مثلًا، تشمل توصيات النجاة لمدة 72 ساعة إعداد حقيبة طوارئ تحتوي على الطعام والماء والأدوية، إلى جانب جهاز راديو محمول، ومصباح يدوي، وبطاريات إضافية، وأجهزة شحن، ونقود، ونسخ من الوثائق الأساسية كالوصفات الطبية، والمفاتيح الاحتياطية، والملابس الدافئة، وأدوات أساسية مثل السكاكين.

وتسعى المفوضية من خلال خطتها إلى توحيد المبادئ التوجيهية بين الدول الـ27 الأعضاء، لضمان أن "يكون لدى الجميع، وعلى كافة المستويات، مرجع واضح لما يجب القيام به عندما تنطلق صفارات الإنذار"، بحسب ما نقل عن مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي رفض الكشف عن اسمه.

وأضاف المسؤول نفسه: "مستوى التأهب يختلف بدرجة كبيرة بين الدول الأعضاء، كما أن مفهوم التأهب يُفهم بطرق متباينة داخل الاتحاد".

زيادة المخزونات الحيوية

في سياق الاستراتيجية الأوروبية الشاملة لتعزيز الاستعداد لمواجهة الأزمات، يشكّل زيادة المخزونات من المعدات والإمدادات الأساسية أحد محاورها الرئيسية، بما في ذلك التدابير الطبية المضادة مثل اللقاحات والأدوية والمعدات الطبية، إلى جانب المواد الخام الحيوية اللازمة لضمان استمرارية الإنتاج الصناعي والمعدات الاستراتيجية ومعدات الطاقة.

وفي الأسابيع القليلة الماضية، طرحت بروكسل بالفعل سلسلة من المقترحات الرامية إلى تعزيز تخزين الأدوية الحيوية والمعادن الأساسية، وهي مسؤولية تقع بالدرجة الأولى على عاتق الدول الأعضاء في الاتحاد.

وقال مسؤول رفيع المستوى في الاتحاد الأوروبي، تحدّث أيضًا بشرط عدم الكشف عن هويته، إن الهدف من استراتيجية التأهب هو "جمع كل هذه الجهود ضمن إطار واحد وتحديد آليات تفاعل المخزونات، واستخلاص الخبرات المشتركة التي يمكن أن تتعلم منها الدول الأعضاء".

وقد يتطلب تنفيذ هذه الاستراتيجية تطوير مخزونات إضافية على مستوى الاتحاد الأوروبي ضمن إطار الحماية المدنية، تُضاف إلى ما هو قائم حاليًا ضمن آلية RescEU. إلا أن هذه المخزونات قد تتخذ أشكالًا متعددة، إذ "قد تكون بعضها على المستوى الوطني، وبعضها الآخر افتراضيًا من خلال اتفاقيات مع القطاع الخاص، في حين سيكون بعضها ماديًا وملموسًا".

وختم المسؤول بالقول: "هذا هو النقاش الذي نحتاج إلى أن نخوضه: ما الصيغة المثلى التي تضمن تحقيق الهدف النهائي، أي استمرارية أداء الوظائف الحيوية للمجتمع في شتى الظروف؟".

معالجة الثغرات في آلية الاستجابة للأزمات

أكدت لجنة مختصة ضرورة تحسين التعاون بين السلطات المدنية والعسكرية في حالات الأزمات، واعتبرت ذلك أولوية رئيسية ضمن إطار الاستجابة الشاملة. وأعلنت اللجنة عزمها على وضع إطار واضح للتأهب المدني-العسكري، يحدد الأدوار والمسؤوليات بشكل دقيق، مع الدعوة إلى إجراء تدريبات منتظمة لاختبار أفضل الممارسات وتطويرها.

وقال أحد المسؤولين: "لدينا للأسف العديد من الأمثلة الواقعية على نوعية التهديدات التي يجب أن نكون مستعدين للتعامل معها"، مشيرًا إلى أعمال التخريب، وحملات التضليل، والهجمات الإلكترونية كأمثلة على هذه التهديدات.

وأوضح المسؤول أن عملية تحديد أدوار السلطات المدنية والعسكرية انطلقت بالفعل، مستشهدًا بالتخريب الذي شهده بحر البلطيق كمثال حي على الحاجة الملحة لتوضيح الأدوار والمسؤوليات، مضيفاً: "نحن حالياً نعمل على تحليل آلية استجابتنا، ورصد ما يُعيق فاعليتها، إلى جانب بحث سبل تعزيز الكفاءة، وتسريع وتيرة التدخل، وتوسيع نطاق إمكانياتنا في التعامل مع الأزمات".

اعلانRelated"تسلا" تنهار في أوروبا والسيارات الصينية تهيمنما هي الدوامة الغريبة المتوهجة في ليل أوروبا الحالِك؟أزمة السكن في أوروبا: هل تجد دول الاتحاد الحل؟

ومن المقرر أن يُعزّز هذا الجهد من خلال مركز أوروبي جديد لتنسيق الأزمات، سيعمل على تقييم المخاطر والتهديدات بشكل دوري. ومن المتوقع أن يصدر أول تقييم شامل له في نهاية عام 2026.

ورداً على سؤال بشأن المدة التي تحتاجها السلطة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي لإصدار هذه الوثيقة، أوضح أحد المسؤولين أن العملية "معقدة" وتتطلب "مساهمات متعددة من الدول الأعضاء"، إلى جانب تحليلات يتمّ إعدادها في أطر زمنية مختلفة.

وقال المسؤول: "يتطلب جمع كل هذه المساهمات وتحليلها وقتًا لإنتاج وثيقة واضحة تُضيف قيمة حقيقية. لذلك، لا نرغب في إنجازها خلال بضعة أسابيع فقط، لأننا نخشى أن يتم إغفال بعض الجوانب، أو أن تتضمن الوثيقة معلومات وتحليلات ناقصة".

وفي الأثناء، ستبدأ المفوضية الأوروبية بإصدار تحذيرات مبكرة مخصصة، وستعمل خلال هذا العام على إنشاء لوحة معلومات خاصة بالأزمات، تهدف إلى إبقاء الدول الأعضاء على اطلاع دائم بالمخاطر المقبلة، إضافة إلى جمع البيانات الضرورية لتعزيز الاستعداد الجماعي.

اعلانGo to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تحذيرات من ارتفاع حالات الإصابة بالسل بين الأطفال في أوروبا وآسيا الوسطى 5 سنوات على كوفيد-19.. تحذيرات أوروبية من التهاون في الاستعداد للأزمات الصحية القادمة رغم التوترات الجيوسياسية عالميًا... الاتحاد الأوروبي يحظى بأعلى نسبة تأييد من المواطنين أزمةالمفوضية الأوروبيةالأمن السيبرانيالأمن الغذائيإدارة أزماتأوروبااعلاناخترنا لكيعرض الآنNext البرهان من القصر الرئاسي: الخرطوم حرة الآن يعرض الآنNext الاتحاد الأوروبي يتمتع بأعلى نسبة تأييد عالمية بين المواطنين يعرض الآنNext الذكاء الاصطناعي في السيارات... تعاون بين "علي بابا" و"بي.إم.دبليو" يعرض الآنNext باريس تحتضن الخميس قمة مصيرية لدعم أوكرانيا.. ماذا نعرف عن "تحالف الراغبين"؟ يعرض الآنNext عقد من الحرب في اليمن: أكثر من مليون طفل يعانون من سوء التغذية في كارثة غير مسبوقة اعلانالاكثر قراءة نتنياهو يهدد بالسيطرة على أراض في غزة وحماس تحذر: استعادة الرهائن بالقوة ستنتهي بعودتهم في توابيت هل يؤيد البريطانيون إنشاء جيش أوروبي يضم المملكة المتحدة؟ رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: لا أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان والمسألة مرفوضة من الجميع مقتل مراسلة القناة الروسية الأولى بانفجار لغم أرضي بالقرب من الحدود الأوكرانية ما هي الدوامة الغريبة المتوهجة في ليل أوروبا الحالِك؟ اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومإسرائيلروسيادونالد ترامبحروبحركة حماسأوكرانيااليمنالمفوضية الأوروبيةالاتحاد الأوروبيقوات الدعم السريع - السودانالسياسة الأوروبيةغزةالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • أوروبا تدعم أوكرانيا بالذخيرة وتستبعد رفع العقوبات عن روسيا
  • ماكرون يخطط لنشر قوات أوروبية في أوكرانيا بعد إقرار السلام
  • بما فيه الماء.. الاتحاد الأوروبي يدعو مواطنيه إلى تخزين غذاء كاف 72 ساعة
  • ماكرون يبحث نشر قوة أوروبية مسلحة في أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي يدعو لمواجهة الأزمات ويوصي بإعداد "حقيبة نجاة" منزلية
  • أستاذ علوم سياسية يوضح ما توصلت إليه المفاوضات بشأن الحرب في أوكرانيا
  • الاتحاد الأوروبي: الانسحاب غير المشروط للقوات الروسية من أوكرانيا شرط مسبق لرفع العقوبات
  • الاتحاد الأوروبي: الانسحاب غير المشروط لروسيا من أوكرانيا شرط لتعديل العقوبات
  • الاتحاد الأوروبي: الحرب الروسية على أوكرانيا غير مبررة
  • اليوم.. ماكرون يستقبل زيلينسكي استعدادا لاجتماع باريس بشأن الأزمة في أوكرانيا