لوفيغارو: ترامب مرآة تعكس ضعف أوروبا وجبنها وأخطاءها الإستراتيجية
تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT
عقدت صحيفتان فرنسيتان مقارنة ضمنية بين أسلوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الشعبوي الفعال إلى حد ما في الحكم حسب تصويرها، وأسلوب الاتحاد الأوروبي الجاد ولكن الفاشل حتى في الاتفاق على فكرة الدفاع عن حدوده.
وانطلقت مجلة لوبوان من خطاب جيه دي فانس نائب الرئيس الأميركي في ميونخ المترع بالاستفزازات والعنف والابتذال، مقابل الرد الأوروبي الذي اكتفى بإظهار الازدراء، متسائلة كيف يمكن لدول كانت مفعمة بالشرف، وتشكلت عبر قرون من الفروسية، استخدمت فيها المبارزة والمصارعة وسيلة لحل خلافاتها، أن تتصرف الآن بمثل هذا الجبن!
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نايجل فاراج: على البريطانيين إنجاب مزيد من الأطفالlist 2 of 2هآرتس: إسرائيل دولة عنصرية تفقد مبررات وجودهاend of listوأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم آرتور شفالييه- أن الروح الجادة والافتقار إلى النتائج سمة مشتركة للأنظمة التي فقدت قوتها، وضربت المثال بالبرلمان الأوروبي الذي لا يجسد السلطة، بل العمل، وكيف أن الاتحاد الأوروبي غير قادر على الاتفاق حتى على فكرة الدفاع عن حدوده.
وفي المقابل، قدمت المجلة ترامب على أنه مهرج مريض، وأكدت أن السياسة لا يمكن أن تتحرر من التمثيل، ولكن "مجتمعاتنا لا تقدر أهمية القوة المغرية للنكات والوقاحة والخروج عن المألوف والاستفزاز، وهي أمور بإمكان المستبدين القيام بها، ولكنّ الديمقراطيين أيضا قادرون على ذلك، ولن يؤدي ذلك إلى التقليل من قيمة الليبرالية أو سيادة القانون أو الإنسانية، بل يجب على الديمقراطية أن تستعيد عفويتها"، حسب التقرير.
إعلان
مرآة عاكسة
أما صحيفة لوفيغارو فأكملت المقارنة من زاوية أخرى في مقال بقلم جيريمي غالون صوّر فيه ترامب على أنه المرآة التي تعكس ضعف أوروبا وجبنها وأخطاءها الإستراتيجية، إذ إن جميع القرارات التي اتخذها منذ عودته إلى البيت الأبيض تفيد ذلك.
فعندما يعمل وزير ترامب للكفاءة الحكومية إيلون ماسك ورفاقه على تفكيك الدولة الأميركية تستطيع أوروبا انتقاد الطريقة وعواقبها الضارة، "لكن هذا يذكرنا بعجزنا عن إصلاح دولتنا، وخلق بيئة لا تكون فيها البيروقراطية لقمع المبادرة الخاصة، ولكن للسماح لها بنشر قوتها الكاملة"، وفقا للكاتب.
وعندما يقترح ترامب تحويل غزة إلى "ريفييرا"، وبإمكاننا أن نسخر من ذلك وأن نشعر بالغضب، ولكن ما البديل الذي يقترحه الأوروبيون؟ إنهم يدعون إلى "حل الدولتين" ولكنهم يعلمون أن الظروف غير مناسبة، ولأننا لم نعد قادرين على أن نكون حلفاء موثوقين لإسرائيل على الصعيد الأمني -كما يقول الكاتب- لم نعد قادرين على ضمان كرامة الشعب الفلسطيني وحمايته.
وعندما يوضح وزير الدفاع الأميركي الجديد بيت هيغسيث أن الولايات المتحدة لن تتمكن في نهاية المطاف من ضمان أمن القارة الأوروبية، "تظاهرنا بالدهشة رغم أن الرئيس الديمقراطي باراك أوباما أعلن عام 2012 عن التحول الأميركي نحو منطقة المحيطين الهندي والهادي، ولكن ماذا فعلنا كل هذه الفترة للتحضير لأحد التحولات البنيوية القليلة في السياسة الخارجية الأميركية التي يتفق عليها الديمقراطيون والجمهوريون الآن؟"، يتساءل الكاتب.
"نحتاج قرارات صعبة"ومن خلال مهاجمة المصالح الأوروبية وإذلال القارة، يسلط ترامب الضوء على إحدى نقاط ضعف الأوروبيين الكبرى، وهي عدم قدرتهم على اتخاذ القرار والتصرف، ومن ثم عندما يعدّ الرئيس الأميركي الاتحاد الأوروبي عدوا على المستوى التجاري يبدو الاتحاد عاجزا، كما يقول الكاتب.
إعلانويتساءل الكاتب أيضا: لماذا لا يتمتع الاتحاد الأوروبي بقدرة أفضل على الرد على هذه التهديدات والهجمات؟ ليوضح أن الاتحاد لديه الآن أداة قوية على الورق، وهي أداة مكافحة الإكراه، ولكن بالذي يستطيع فيه الرئيس الأميركي، بموجب مرسوم مهاجمة المصالح الأوروبية، يحتاج الاتحاد إلى 6 أشهر على الأقل وتصويتين بأغلبية مؤهلة من الدول الأعضاء لتفعيل ذلك.
ومع أن الاتحاد الأوروبي يعدّ قوة عظمى عندما يتعلق الأمر بكتابة التقارير، فإنه يصبح قزما عندما يتعلق الأمر بتنفيذ توصياتها، ومن ثم "إذا أردنا أن نكون قادرين على الدفاع عن مواطنينا ضد التهديدات المتزايدة وإعادة كتابة التاريخ، فلا بد أن نتحلى بالشجاعة اللازمة لاتخاذ قرارات صعبة، أولها الاستثمار في جهود الدفاع أكثر، مما يتطلب إصلاحا شاملا للدولة وإصلاحا عميقا لنموذجنا الاجتماعي، لأن هذا هو الشرط الأساسي لنا، كفرنسيين وأوروبيين، حتى نكون مرة أخرى سادة مصيرنا"، كما يقترح الكاتب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الاتحاد الأوروبی الرئیس الأمیرکی
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي ردا على ترامب: أوكرانيا ديموقراطية وروسيا برئاسة بوتين ليست كذلك
عواصم " وكالات": أكّد الكرملين اليوم الخميس أنه قرر مع واشنطن استئناف الحوار في "كل المجالات" وسط تقارب دبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة بشأن تسوية النزاع في أوكرانيا.
وأوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي شاركت فيه وكالة فرانس برس "اتُخذ القرار بالمضي قدما في استئناف الحوار الروسي الأمريكي في كل المجالات" مضيفا بإنه "يتفق تماما" مع موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضرورة وضع حد سريع للنزاع في أوكرانيا غداة انتقادات لاذعة متبادلة بين كييف وواشنطن.
وأوضح الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي شاركت فيه وكالة فرانس برس "يتحدثون عن ضرورة إحلال السلام في أسرع وقت ممكن والقيام بذلك عبر التفاوض. وقد لاحظنا أيضا أن هذا الموقف مؤات لنا أكثر من موقف الإدارة السابقة. ونحن نتفق كليا مع الإدارة الأمريكية" الحالية.
وجاء ردّه في سياق إجابته على سؤال حول احتمال حصول عملية تبادل أسرى جديدة بين موسكو وواشنطن. وقال بيسكوف "هذا الموضوع مدرج في جدول أعمال علاقاتنا الثنائية، ولا يمكن استبعاده".
وفي العودة إلى موضوع الحرب في أوكرانيا، قال بيسكوف إن الكرملين "يتفق تماما" مع موقف إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن ضرورة وضع حد سريع للنزاع غداة انتقادات لاذعة متبادلة بين كييف وواشنطن.
وقال "يتحدثون عن ضرورة إحلال السلام في أسرع وقت ممكن والقيام بذلك عبر التفاوض. وقد لاحظنا أيضا أن هذا الموقف مؤات لنا أكثر من موقف الإدارة السابقة. ونحن نتفق كليا مع الإدارة الأمريكية" الحالية.
واعتبر بيسكوف أن الولايات المتحدة "كانت ولا تزال... المحرك الرئيسي" الذي يقدم "أكبر مساهمة مالية في تأجيج" الصراع في أوكرانيا.
وجدد اتهاماته إلى إدارة جو بايدن السابقة بالرغبة في "مواصلة الحرب حتى (القضاء على) آخر أوكراني" وإنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين للقيام بذلك.
لكنه لفت إلى أنه في الوقت الحالي، هناك "قليل من الأشياء الملموسة" للتوصل إلى تسوية للصراع، ويعود ذلك خصوصا إلى "خلافات بين واشنطن وكييف".
واشار الكرملين الى إن أي خطة بريطانية لإرسال قوات إلى أوكرانيا في إطار مهمة حفظ سلام محتملة ستكون غير مقبولة بالنسبة لروسيا مضيفا أنه يتابع بقلق تصريحات رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الاقتراح غير مقبول لأنه ينطوي على مشاركة قوات من دولة عضو في حلف شمال الأطلسي وبالتالي سيكون له تداعيات على أمن روسيا نفسها.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف هذا الأسبوع إن موسكو ترى "تهديدا مباشرا" في فكرة وجود قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي على الأرض في أوكرانيا حتى لو كانت تلك القوات تنتشر هناك تحت علم مختلف.
الاتحاد الاوروبي ردا على ترامب: أوكرانيا ديموقراطية وروسيا ليست كذلك
من جهة اخرى، ردّ الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس على اتهامات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنّه "دكتاتور".
وانتقد ترامب زيلينسكي في خلاف متصاعد بعدما بدأت واشنطن جهود سلام مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي ستيفان دي كيرسمايكر لصحافيين، "أوكرانيا ديموقراطية، روسيا برئاسة (فلاديمير) بوتين ليست كذلك".
وأثارت انتقادات ترامب للرئيس الأوكراني مخاوف في أوروبا من أن تتخلى واشنطن عن حليفتها كييف لتأمين اتفاق سريع مع موسكو.
ويصر الاتحاد الأوروبي على أن أوكرانيا وأوروبا يجب أن تكون لهما كلمة في أي مفاوضات.
وقال دي كيرسمايكر "لا يمكن أن يكون هناك حل لأوكرانيا من دون مشاركة أوكرانيا، ولا دون مشاركة الاتحاد الأوروبي" مضيفا أن "أمن أوكرانيا هو أمن الاتحاد الأوروبي".
رئيس الوزراء البريطاني يدعم زيلينسكي بعدما وصفه ترامب بـ" الديكتاتور"
الى ذلك، أعرب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن دعمه للرئيس الأوكراني فولودمير زيلينسكي خلال مكالمة هاتفية أمس ، عقب أن وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس الأوكراني بأنه " ديكتاتور بدون انتخابات".
وذكرت وكالة الأنباء البريطانية (بي ايه ميديا) أن المتحدث باسم الحكومة قال إن ستارمر أوضح دعمه لزيلينسكي " كزعيم أوكرانيا المنتخب ديمقراطيا" وقال إنه من " المنطقي للغاية تعليق الانتخابات خلال وقت الحرب، مثلما فعلت المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية ".
وتأتي المكالمة الهاتفية بعد حرب كلمات بين ترامب وزيلينسكي، حيث انتقد الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني بسبب تأجيله إجراء الانتخابات، كما أنه صرح بأن أوكرانيا هي التي بدأت الحرب مع روسيا.
ويذكر أنه تم انتخاب زيلينسكي رئيسا لأوكرانيا في مايو 2019، وكان من المقرر إجراء الانتخابات في أوكرانيا عام 2024، ولكنه تم تأجيلها بسبب فرض الأحكام العرفية.
وفي السياق ايضا، قال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا إن أوروبا تحتاج لإلغاء القواعد غير الضرورية وزياة الاستثمار في الدفاع، مشيرا إلى أن هذا كان خلاصة اجتماع أمس في باريس بشأن أوكرانيا والأمن الأوروبي.
وذكر التلفزيون التشيكي بعد الاجتماع أنه "حتى نؤخذ على محمل الجد يجب أن نكون أقوى اقتصاديا وعسكريا".
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد استضاف سابقا اجتماعا مماثلا يوم الاثنين، ولكنه كان مقتصرا على عدد قليل من القادة الأوروبيين، بحسب راديو براغ إنترناشونال.
واشتمل اجتماع اليوم على مجموعة أوسع من دول الاتحاد الأوروبي والناتو بما في ذلك جمهورية التشيك ودول البلطيق وكندا. وشارك فيالا في الاجتماع عبر خاصية الفيديو كول.
روسيا تستعيد مساحة كبيرة في كورسك من القوات الأوكرانية
وعلى الارض، قال جنرال روسي كبير إن القوات الروسية استعادت أكثر من 800 كيلومتر مربع من منطقة كورسك الواقعة في غرب روسيا من القوات الأوكرانية.
وتمثل هذه المساحة نحو 64 بالمائة من إجمالي الأراضي التي استولت عليها أوكرانيا منذ بدء توغلها في الأراضي الروسية في العام الماضي.
وقال الكولونيل جنرال سيرجي رودسكوي، قائد الإدارة الرئيسية للعمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية لصحيفة كراسنايا زفيزدا، إن القوات الروسية تتقدم على كافة الاتجاهات، مضيفا أن القوات الأوكرانية في موقف دفاعي منذ فبراير شباط 2024 وسط هجوم روسي كبير استعاد مساحة كبيرة من أراضي المنطقة.
وقال رودسكوي إن روسيا تسيطر الآن على 75 بالمائة من دونيتسك وزابوريجيا وخيرسون وعلى أكثر من 99 بالمائة من منطقة لوجانسك.
وأضاف أن المناطق الأربع هي الآن جزء شرعي من روسيا ولن تعود لأوكرانيا أبدا.
وتابع "كان العام الماضي نقطة تحول في تحقيق أهدافنا. لن يكون النظام الأوكراني قادرا بعد الآن على تغيير الوضع بشكل كبير في ساحة المعركة. فقد العدو إلى حد كبير القدرة على إنتاج الأسلحة والمعدات والذخيرة اللازمة. وعادة ما تتم التعبئة قسرا".
وقال رودسكوي إن مستقبل الصراع لم يعد يعتمد على أوكرانيا بل على ما إذا كان الغرب سيوافق على صياغة بنية أمنية أوروبية جديدة تأخذ في الاعتبار مصالح روسيا.
وبدأت الحرب الروسية الاوكرانية في عام 2022 في إطار ما أسماه الرئيس فلاديمير بوتين "عملية عسكرية خاصة"، مما أدى إلى اندلاع أعنف حرب في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية ووضع القوات الروسية في مواجهة جيش أوكرانيا المدعوم من الغرب.
وتسيطر روسيا أيضا على شبه جزيرة القرم التي ضمتها في عام 2014.